علاقة القمر بالأرض
الأرض هي أحد كواكب المجموعة الشمسية، والتي تمتلك قمرًا واحدًا فقط، في حين نجد أن كواكب أخرى في المجموعة الشمسية لها العديد من الأقمار، فكوكب المريخ يدور حوله قمران، والبعض الآخر يدور حوله أكثر من قمرين كزحل وأورانوس ونبتون، أما القمر الذي يدور حول الأرض فيقدر حجمه بربع حجم الأرض، إذ لا يتعدى قطره 3,474 كم، الأمر الذي يجعل قوة جذبه ضعيفة إذا ما قورنت بالأرض، والتي تقدر بحوالي سدس جاذبية الأرض، وصغر حجمه أيضًا أكسبه البرودة بشكل أسرع من كوكب الأرض، إذ يعدّ العلماء أن وجود القمر حول الأرض منحها الصلاحية للعيش بشكل أفضل، فهو بحسبهم يؤثر على الأرض في بعض الظواهر الفلكية التي من شأنها أن تؤدي إلى استقرار المناخ، إذ يُشاهد القمر من الأرض من نفس الوجه بشكل دائم، وذلك لأن القمر يدور دورته الكاملة في محوره، وفي الوقت نفسه يدور دورة كاملة حول الأرض وهو الدوران المسمى بالدوران المتزامن.
وما يُشاهد من القمر بالعين المجردة لونًا قاتمًا في بعض مناطق سطحه، وهي التي تُعرف بالبحار، ومناطق أخرى فاتحة تُعرف بالمرتفعات، وقد أكدت رحلة أبولو التي أجرتها وكالة ناسا الفضائية في العام 1969م عدم وجود رياح على سطح القمر، فالقمر لا يمتلك غلافًا جويًا، وبالتالي فلا يوجد طقس أو جو بسبب عدم حصر الحرارة، فالحرارة تتفاوت بشكل كبير على سطح القمر، فهي ترتفع في الظهر لتصل إلى 100 درجة مئوية، في حين تصل في الليل لـسالب 173 درجة مئوية، وأخيرًا كان أول نزول على سطح القمر بالمركبة الفضائية السوفيتية المسماة لونا 2 عام 1959، والتي خلت وجود بشري عليها ، أما في العام 1969م كما ذكرنا فكان نزول حقيقي للإنسان على سطح القمر، وكانت آخر زيارة في العام 1972م، وبحسب العلماء لم يكثف الإنسان من نزوله على سطح القمر للمبالغ الهائلة التي تستنزف الدول التي تسعى لذلك، فلذلك نجد عددًا من الرحلات للقمر نادرة جدًا [١].
بعد القمر عن الأرض
لطالما راقب الإنسان القمر في جميع حالاته المعروفة عندهم منذ القدم، فالإغريق كانوا على يقين بأن ثمة جسم فضائي موجود حقيقةً على مسافة ثابتة من سطح الأرض، وبدورهم وضعوا بعض الأفكار لمعرفة المسافة بين الأرض والقمر، والتي استخدموا فيها بعض التحليلات مستخدمين العين المجردة فقط، أما في العصر الحديدي فقدرت المسافة بينهما بحوالي 240 ألف ميل، وهي اليوم بالمقاييس الدقيقة المتطورة تُقدر بحوالي 238 ألف ميل تقريبًا، أي ما يعادل 384400 كم، وهذه المسافة غير ثابتة بشكل دقيق لسبب واحد فقط وهو أن القمر غير ثابت في مكانه كونه يدول حول الأرض بمدار بيضاوي، وبالتالي فالمسافة تتغير بتغير مكانه في هذا المدار، إذ تبلغ المسافة في أقرب نقطة حوالي 353,300 كم، وفي أبعد نقطة تبلغ حوالي 406,700 كم، ومن الجدير ذكره أن علماء الفلك أفادوا بدراستهم العميقة للعلاقة بين الأرض والقمر أن القمر كان منذ 4.6 مليون سنة، وهو الزمن الذي كان فيه القمر في مراحل تكونه المبكرة أقرب ما يكون للأرض، ومنذ ذلك الزمن المقدر بدأ القمر يندفع باتجاه أبعد عن الأرض بحوالي 4 سم في كل عام، أما العلاقة التي تربط القمر بالأرض فيحللها علماء الفيزياء بظاهرة قوة سحب الجاذبية، فالأرض تدور بسرعة أكبر من سرعة دوران القمر، وهذا ما يُفسر حدوث ظاهرتي المد والجزر، وأيضًا تفسر التباطؤ في حركة الأقمار الصناعية حول الأرض، وهي أيضًا السبب في نقل الطاقة من الأرض للقمر، فيتمدد المدار الذي يدور فيه القمر فيسبب الزيادة البسيطة في المسافة بينه وبين الأرض التي تحدثنا عنها في هذه الفقرة [٢].
مراحل تكون القمر
ذكر الله سبحانه وتعالى هذه المراحل في القرآن الكريم، وهي من الدلائل الإعجازية العلمية لهذا الكتاب العظيم، يقول الله تعالى : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ[التوبة: 36]، وفي دلالة على أن القمر يظهر في اثنتي عشرة دورة خلال العام، وأن الشهر القمري يكون إما ثلاثين يومًا ولا يتجاوزها، ولا يقل على 28 يومًا، وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأهلة، فنزلت الآية الكريمة: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ [سورة البقرة: 189]، وفيها جعل الله للناس مواقيت الصوم والإفطار وعدة النساء ووقت الحج وغيرها، ومن الناحية العلمية كتفسير لظاهرة المراحل التي يظهر فيها القمر من سطح الأرض، فتفسيره أن القمر في الأصل هو جرم معتم، والذي يظهره هو انعكاس ضوء الشمس عليه، وما يراه الإنسان بعينه المجردة من سطح الأرض هو الجزء من القمر الذي يعكس أشعة الشمس، وفيما يأتي مراحل تكون القمر خلال الشهر القمري[٣]:
- المحاق: وفي هذه المرحلة يكون القمر مواجهًا للشمس، وبالتالي لا يسقط أي أشعة منها عليه، فسكان الأرض لا يرون أي جزء منه.
- الهلال: وهي المرحلة التي يبدأ فيها القمر بالظهور، وهي بداية الشهر القمري، إذ يكون على شكل أشبه بالموزة.
- التربيع الأول: وفيها يظهر ربع القمر على شكل حرف "د" باللغة الفرنسية.
- الأحدب المتزايد: وفيها يظهر بعض الأثر من منتصفه، ويكون جزؤه المضيء متزايدًا بوضوح.
- البدر: وهو الحالة التي يظهر فيها القمر بمنتصف الشهر القمري، ويكون مواجهًا للشمس بالكامل، وتظهر فيه تضاريس القمر بشكل واضح للعين المجردة، ويكون على شكل شبه دائري.
- الأحدب المتناقص: وهي نفس الحالة التي يكون فيها بحالة الأحدب المتزايد، ولكن الجزء المضيء منه يأخذ بالتناقص.
- التربيع الأخير: وهي المرحلة الأخيرة في آخر الشهر.
المراجع
- ↑ "المجموعة الشمسية - قمر الأرض"، alkoon، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "كم تبلغ المسافة بين الارض والقمر؟ "، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "مراحل تكوين القمر"، wiki.kololk، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2019. بتصرّف.