الحفاظ على الانتصاب بعد القذف

الحفاظ على الانتصاب بعد القذف
الحفاظ على الانتصاب بعد القذف

الانتصاب والقذف

يُعدّ الانتصاب من أهم التغيرات الرئيسية المرافقة للعملية الجنسية عند الرجل، ويحدث غالبًا عند الاستثارة الجنسية عن طريق التحفيز الجنسي، إذ يبدأ الدماغ عندها بإرسال إشارات ورسائل كيميائية معينة إلى الأوعية الدموية الموجودة في القضيب، مما يزيد من نسبة تدفُّق الدَّم فيه، فيزداد سمكه وطوله ومعدل الضغط فيه ويصبح أكثر صلابةً، وهي خطوة مهمة جدًا عند ممارسة الجِماع، ولا تكتمل العملية الجنسية إلّا بها، وتليها مباشرة عملية القذف التي تعني تدفق السائل المنوي عبر مجرى البول، وتتطلب تلك العملية نشاط عمل الأوردة والشرايين، وتترافق معها العديد من الأعراض الجسمية، مثل؛ تسارع نبضات القلب، وارتفاع معدلها، والتعرق في بعض الحالات، بالإضافة إلى التعب، والإجهاد، والشعور بالإرهاق، إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجسم وغيرها[١][٢].


الحفاظ على الانتصاب بعد القذف

تحوم في أذهان بعض الرجال الكثير من التساؤلات فيما يخص الحفاظ على الانتصاب بعد القذف مباشرة، وهنا يجيب الخبراء بالقول أن عملية الانتصاب تتألف أصلًا من أربع مراحل مختلفة تحدث خلال فترات زمنية محددة وبتسلسل معين؛ المرحلة الأولى منها تُدعى بمرحلة التهيّج أو الإثارة الجنسية، التي يمتلئ خلالها العضو الذكري بالدم وتتوقف الأوردة عن تصريف الدم لبعض الوقت للحفاظ على تمركزه، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة استقرار الانتصاب التي يرتفع خلالها معدل دقات قلب الرجل إلى ما بين 150-175 دقة في الثانية، لتأتي بعد ذلك مرحلة النشوة أو القذف، والتي يتبعها مباشرة المرحلة الأخيرة التي تُدعى بمرحلة الانكسار أو الانصراف، وهنا يبدأ العضو الذكري بفقدان الانتصاب مباشرةً، كما تبدأ العضلات بالرجوع إلى وضعها الطبيعي، وقد يشعر الرجل بالراحة أو ببعض الدوخة أثناء ذلك، ومن الطبيعي أن يمر الرجل عند هذه المرحلة بفترة قصيرة يستحيل عندها الانتصاب مرة أخرى، وبالإمكان تسمية هذه الفترة بطور التعافي، ومن المثير للاهتمام أن مدة هذه الفترة تتباين بين الرجال باختلاف أعمارهم؛ فمثلًا قد تستغرق هذه الفترة حوالي 15 دقيقة عند الشباب بعمر 18 سنة، بينما قد تصل هذه الفترة إلى 10-20 ساعة عند الرجال الكبار بالسن، لكن يصل معدل هذه الفترة عند الرجال عمومًا إلى ما بين نصف ساعة إلى ساعة[٣].

أنواع الانتصاب

تختلف انواع الانتصاب للرجال بالاعتماد على العديد من الأمور، ويمكن معرفة ذلك من خلال كيفية عملية الانتصاب ونوعها، وفيما يأتي توضيح ذلك[٤]:

  • الانتصاب الناتج عن الاتصال الجنسي المباشر، ويحدث عند الشروع بممارسة الجماع، ويسمى بالانتصاب المباشر.
  • الانتصاب الليلي أو ما يسمى الاحتلام، ويحدث في وقت متأخر من الليل بسبب رؤية حلم جنسي أو التفكير في ذلك الأمر قبل النوم.
  • الانتصاب اللاإرادي، ويحدث فجأةً في أي وقت من النهار، ويصعب على الشخص السيطرة عليه، مما يسبب له الإحراج.

أنواع القذف

تُعدّ مُشكلتا الانتصاب والقذف من أكثر الصعوبات الجنسية شيوعًا، ولكن مع اتّباع بعض الطّرق العلاجيّة التي أصبحت مُتوفرة في وقتنا هذا، فإن مشاكل ضعف الانتصاب ستكون أقل تواترًا، ولا تزال مشاكل القذف شائعة بين الرجال وغالبًا ما تشكل مشاعر الخجل والإحراج عندهم، ويوجد نوعان من القذف عند الرجال، ويختلف ذلك حسب درجة عناية الرجل بصحته النفسية والجسدية، وفيما يأتي توضيح ذلك[٥]:

  • القذف المؤجل: وهو مصطلح يشير إلى عدم المقدرة على القذف أثناء الجماع، ويمكن تعريف مشكلة القذف بأنها خلل وظيفي سببه صعوبة التحفيز الذاتي، والحاجة إلى الخضوع إلى برنامج متوازن من العلاج، كما يجب عرض الحالة على طبيب متخصص في المسالك البولية.
  • القذف المبكر: وكان يسمى من قِبل الأطباء القذف قبل النضج، وهو أكثر انتشارًا وشيوعًا من النوع السابق، إذ تكتظ عيادات الأطباء بالرجال الذين يعانون منه، ويُعرف علميًا بأنه القذف الذي يحدث قبل أن يكون مرغوبًا به، وعلى الرجل أن يبذل مجهودًا كبيرًا على عدم حدوثه، إلا أنه يسبب له شعورًا مضاعفًا بالعجز، بالإضافة إلى عدم المقدرة على التحكم.


علاج ضعف الانتصاب

إن مشكلة عدم القدرة على الاحتفاظ بالانتصاب لفترة طويلة ينعكس سلبًا على حياة الشريكين، وتؤدي إلى عدم التمتع بحياة زوجية سليمة وسعيدة لعدم قدرة أحد الطَّرفين أو كليهما من الوصول إلى النشوة الجنسية، وتترك هذه المشكلة مضاعفات على الحياة الزوجية من جوانب حياتية أخرى، وتقلل فرص حدوث الحمل[٦]، إلى جانب المضاعفات الخطيرة على نفسيّة الرجل والتي تترجم بضعف ثقته بنفسه ودخوله في دائرة الاكتئاب التي من الممكن أن تؤدي إلى الافتراق بين الزوجين والانعزال عن المجتمع وتجنب الاختلاط بالآخرين[٧]، ويجب عدم التحرّج من مناقشة هذه المشكلة مع الطبيب لمحاولة معرفة السبب المباشر لحدوث مثل هذه المشكلة والقضاء عليها، وبالتالي علاج ضعف الانتصاب، وقد لا تكون مثل هذه المشكلة ملازمةً للرجل وإنّما قد تحدث بشكل عابر، وقد تطول المدّة، وقد تقصر[٨]، وفي حال حدوثها يجب عليك أن تراعي النصائح الآتية[٩][١٠]:

  • ابتعد عن مسبّبات القلق والتوتر النفسي.
  • لا تجهد نفسك بالعمل والنشاطات اليومية.
  • حافظ على وزن الجسم المناسب، وتجنب السمنة التي تعد عائقًا بسبب تراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية، مما يمنع تدفق الدم جيدًا.
  • اعتنِ بتغذيتك واعتمد نظامًا غذائيًا يحتوي على الأطعمة الصحية ذات السعرات الحرارية المنخفضة والخضراوات والفواكه، مع تجنُّب تناول الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات الغازية قدر الإمكان.
  • توقف عن التدخين وشرب الكحول.
  • حافظ على ضغط الدم ثابتًا ومنعه من الارتفاع إلى حدّ خطر، واستشر طبيبًا متخصصًا في هذا المجال من أجل علاجه كما عليك استشارة الطبيب لمراجعة الجرعة الدوائية لأدوية ضغط الدم، فقد تحتاج إلى تعديل، وبتعديلها قد يزول سبب هذه المشكلة.
  • ابتعد عن الأطعمة الدهنية التي من شأنها رفع معدل الكوليسترول الضار في الدم.
  • احصل على قسطٍ كافٍ ووافرٍ من النّوم العميق والمتواصل.
  • مارس الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًا[١١].
  • افحص معدّلات هرمون الذكورة التستوستيرون باستمرار[١٢].
  • العلاجات الطبية: يلجأ الأطباء إلى وصف الأدوية بهدف علاج ضعف الانتصاب عند الرجال، وعادةً ما تكون هذه الأدوية قادرة على زيادة التروية الدموية الواصلة إلى العضو الذكري، لكن يجب على الطبيب توعية المريض بالأعراض الجانبية التي يُمكن أن تنجم عن تناول هذه الأدوية، كما يجب على المريض إخبار الطبيب بأنواع الأدوية الأخرى التي يستهلكها؛ فقد يُمكن أن تكون هذه الأدوية هي المسؤولة أصلًا عن الإصابة بضعف الانتصاب.[٩]
  • العلاجات العشبية والبديلة: تتوفر الكثير من أنواع النباتات والأعشاب التي دأب الناس على استعمالها لعلاج ضعف الانتصاب منذ آلاف السنين، ومن بين هذه الأعشاب؛ عشبة الجنسينغ التي تُساهم فعلًا في زيادة التروية الدموية إلى العضو الذكري وتزيد من الرغبة الجنسية، لكن أخذ هذه العشبة يُمكن أن يتسبب في حصول نزيف عند بعض الأفراد، وعلى أي حال قامت إحدى الدراسات بتقصي الأدلة الأخرى التي بحثت في فاعلية عشبة الجنسينغ لعلاج ضعف الانتصاب، وتوصلت إلى وجود بعض الأدلة التي تشير فعلًا إلى فاعلية هذه العلاجات لمثل هذه الحالة المرضيّة، لكن في الوقت نفسه، أكدت الدراسة على أنه يوجد عدد غير كافٍ من الأدلة التي تُثبت أن للإبر الصينية أو لعشبة الماكا آثارًا إيجابية فيما يخص علاج ضعف الانتصاب.[٩]


أسباب ضعف الانتصاب

نجاح العلاقة الحميمة لا يتوقّف على انتصاب القضيب فقط، بل على المحافظة على الانتصاب لفترة طويلة، وهي تعدّ من المشكلات الصحية التي تواجه بعض الرجال وتصنَّف تحت بند العجز الجنسي، والتي تنتج عن أحد الأسباب الآتية[٦]:

  • معاناة الرجل من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • ارتفاع معدّل الكوليسترول الضار في الدم على حساب الكوليسترول النافع مما يؤدي إلى حدوث انسدادات كليّة أو جزئية في الأوعية الدموية التي ينتج عنها الجلطات القلبيّة، والذبحات الصدريَّة، والسكتات الدماغية[١٣].
  • فرط ضغط الدم.
  • داء السكري.
  • الإصابة بمتلازمة الأيض.
  • زيادة الوزن المفرطة.
  • الإصابة بمرض الشلل الرعاش أو باركنسون.
  • الإصابة بمرض التصلّب اللويحي المتعدد.
  • تناول العقاقير التي يكون من آثارها الجانبيَّة عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب لفترات طويلة.
  • اضطرابات النوم المزمنة ولفترة طويلة.
  • إجراء العمليات الجراحية لا سيَّما تلك التي لها تأثير مباشر على منطقة الحوض أو الحوض الشوكي في منطقة الظهر.
  • الخضوع لعلاجات تضخّم غدة البروستاتا.
  • العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان[١٤].
  • الإجهاد والتعب ووهن الجسم[١٥].
  • الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي.
  • الخوف من عدم استمرارية الانتصاب تؤدي إلى تحقق مثل هذه المخاوف وحدوثها[١٦].
  • تضيّق الأوعية الدموية المسؤولة عن التحكّم في الانتصاب في العضو الذكري[١٧].
  • نقص في مستويات هرمون الذكورة التستوستيرون في الدم عن المعدّل الطبيعي[١٨].


المراجع

  1. "How the Penis Works: Erection and Ejaculation", webmd, Retrieved 2019-12-19. Edited.
  2. "Erection Ejaculation: How It Occurs", clevelandclinic, Retrieved 2019-12-19. Edited.
  3. Allison Young, MD (27-3-2018), "Understanding the Male Climax"، Everyday Health, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  4. "The 8 Different Types of Boners Men Get", womenshealthmag, Retrieved 2019-12-19. Edited.
  5. "Ejaculation Problems: Too Fast, Too Slow or Not at All?", bumc, Retrieved 2019-12-19. Edited.
  6. ^ أ ب "Erectile dysfunction", Mayo Clinic,9-3-2018، Retrieved 16-10-2019. Edited.
  7. "Depression and Erectile Dysfunction", Cleveland Clinic,23-3-2015، Retrieved 16-10-2019. Edited.
  8. Dr David Delvin (11-1-2015), "Discussing erectile dysfunction (ED) with a doctor"، Net Doctor, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  9. ^ أ ب ت Alana Biggers, MD, MPH (10-3-2017), "Natural remedies for treating erectile dysfunction"، Medical News Today, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  10. "8 Ways to Naturally Protect Your Erection", forhims, Retrieved 2019-12-19. Edited.
  11. "5 natural ways to overcome erectile dysfunction", Harvard Health Publishing , Retrieved 16-10-2019. Edited.
  12. Ryan C. Petering, MD, and Nathan A. Brooks, MD, MPH (1-10-2017), "Testosterone Therapy: Review of Clinical Applications", American Family Physician, Issue 7, Folder 96, Page 441-449. Edited.
  13. "High Blood Cholesterol", National Heart, Lung, and Blood Institute (NHLBI), Retrieved 16-10-2019. Edited.
  14. Maria Voznesensky, MD, Kiran Annam, ARNP, and Karl J. Kreder, MD (4-2016), "Understanding and Managing Erectile Dysfunction in Patients Treated for Cancer", Journal of oncology practice, Issue 4, Folder 12, Page 297–304. Edited.
  15. Chao CH, Chen HJ, Wang HY, et al (7-2015), "Increased risk of organic erectile dysfunction in patients with chronic fatigue syndrome: a nationwide population-based cohort study.", Andrology, Issue 4, Folder 3, Page 666-71. Edited.
  16. Nazia Q Bandukwala, DO (1-10-2019), "Erectile Dysfunction: Psychological Causes"، Webmd, Retrieved 16-10-2019. Edited.
  17. "Erectile dysfunction (impotence)", National Health Service,16-8-2017، Retrieved 16-10-2019. Edited.
  18. Jacob Rajfer, MD (2000), "Relationship Between Testosterone and Erectile Dysfunction", Reviews in urology, Issue 2, Folder 2, Page 122–128. Edited.

فيديو ذو صلة :