العمل والدراسة

العمل والدراسة
العمل والدراسة

العمل والدراسة

يمكن أن يكون التوفيق بين العمل والدراسة شيئًا مرهقًا للغاية، خاصةً أنّ كلاهما يتطلبان الكثير من الوقت والتركيز، وبحسب دراسة بحثية أجريت في جامعة جورج تاون فإن أكثر من 14 مليون طالب يعملون وهم على مقاعد الدراسة، وما يجعل مثل هذه الإحصائية مذهلة للغاية أنّ هذا يمثّل حوالي 70% من طلاب الجامعات الأمريكية الذين يعملون أثناء الدراسة، وقد يعود السبب الرئيسي لتوجه الطلاب -خاصةً الطلبة ذوي الدخل المنخفض- للعمل أثناء الدراسة إلى ارتفاع تكلفة التعليم الجامعي في جميع أنحاء العالم ويعملون لتعويض الرسوم الدراسية، وعلى الرغم من أن معظم الوظائف لا تدفع للطلبة ما يكفي لتغطية الرسوم الجامعية ونفقات المعيشة الأخرى إلا أنها تقلل العجز بشكل كبير، وفي حال كان للشخص هدف فإنه ليس من المستحيل الموازنة بين العمل والدراسة كما يعتقد الكثيرون.[١]


مزايا العمل أثناء الدراسة

  • اكتساب المال: لعل من أكثر الأسباب شهرةً للعمل أثناء الدراسة هو كسب المال، وهذا ليس شيئًا سيئًا فهو يتيح للطالب أن يغطي تكاليف دراسته على أقل تقدير، وإذا كان حاصلًا على منحة دراسية فإن العمل سيغطي تكاليف أخرى كالنفقات الشخصية واللوازم الدراسية،[١] أما الطلبة الذين يدرسون على حسابهم الشخصي؛ فإن العمل وميزانية دقيقة سيجنبهم مشكلة تسديد مدفوعات قروض الطلاب ويتيح لهم التخرج دون الكثير من الالتزامات المالية.[٢]
  • اكتساب الخبرة: الحصول على وظيفة أثناء الدراسة سيمنح الطالب تجربة الانغماس الكامل في عالم العمل، وسوف يفهم البيئة العملية، وسيطلع على نوع العمل الجماعي، ويتعرف على كيفية إسناد نظام الجدارة في مكان العمل، وآلية نظام المكافآت والترقيات، وبالنتيجة هذا سيشجعه على العمل الجاد وسيرى عمليًا أنّ العمل الشاق له نتيجة.[١]
  • تحسين مهارة إدارة الوقت: العمل والدراسة في آنٍ واحد يحسّن مهارة إدارة الوقت، ويعلّم إدارة الوقت بفعالية، ويجد بعض الطلبة أنهم يتحسّنون في المدرسة عندما يكونون ملتزمين بوظيفة؛ لأن ذلك يعني أنهم بحاجة إلى التخطيط بعناية، وإعداد جدول زمني للتنظيم بين العمل والدراسة.[٢]
  • تطوير المهارات الشخصية: بالإضافة إلى الثقة التي قد يكتسبها الطلبة أثناء العمل، يوفر العمل فرصة لتعلم كيفية التعامل مع شخصيات مختلفة، وهي مهارة أساسية ومطلوبة في كافة أنواع الوظائف، وذلك عن طريق التحدث والاحتكاك بأنواع مختلفة من الناس من مختلف البيئات، مما يحفّز على أن يكون الشخص حساسًا للاختلافات الثقافية، وسيتعلم أفضل الطرق للتعامل مع الناس، وينتبه ويلاحظ كيفية تأثير كلماته على تصرفات الآخرين والعكس صحيح.[٣]
  • بناء شبكة علاقات مهنية: بغض النظر عن طبيعة العمل ومكانه، تمنح الوظيفة فرصة للتواصل، وبناء علاقات مع أشخاص آخرين، وفي حال لم يتمكن من اكتساب خبرة في مجال دراسته الذي يريد المتابعة فيه، فإن الطالب لا يزال يبني شبكة علاقات في العالم المهني،[٣] وقد تساعده العلاقات المهنية التي يبنيها في إنشاء مجموعة دعم احترافية أو حتى عملاء محتملين مستقبلًا.[١]


سلبيات العمل أثناء الدراسة

توجد العديد من العيوب للعمل أثناء الدراسة، منها:[٤]

  • الضغط النفسي والإرهاق: قد يؤدي الالتزام بالدراسة والعمل معًا إلى زيادة مستوى الإجهاد، والإرهاق، وبعض المشكلات الصحية الناتجة عن قلة النوم، والعمل لساعات طويلة، وهذا سيؤثر سلبًا على الطلبة وانتباههم للدراسة.
  • التراجع الدراسي: الدراسة مهمة جدًا في حياة الطلاب، والعمل والدراسة كلاهما مرحلتان مختلفتان من الحياة، والتعامل مع كليهما في الوقت نفسه بالتأكيد يحتاج إلى الكثير من الطاقة والتفاني بالإضافة إلى درجة عالية جدًا من المهارة في إدارة الوقت، وتحقيق التوازن بينهما أمر صعب ودقيق لأن خطأً صغيرًا قد يؤدي إلى الفشل في الدراسة والحصول على درجات متدنية.
  • وقت أقل للأنشطة الشخصية: حياة الطالب العادي تتألف من: العمل، والدراسة، والحياة الشخصية، والحفاظ على العمل والدراسة أمر صعب بعض الشيء، ولكن من الممكن موازنته إلا أنهما سيستهلكان الكثير من الجهد والوقت مما يعني أنه لن يجد الوقت لممارسة الأنشطة الأخرى.


كيفية الدراسة أثناء العمل

توجد بعض النصائح التي من الممكن أن تسهل عملية الموازنة بين الدراسة والعمل:[٥]

  • تنظيم الوقت والحفاظ على الروتين لتعزيز الإنتاجية: وذلك عن طريق وضع جدول زمني لتنظيم الوقت، وتحديد الأولويات في الدراسة والعمل، وتحديد وقت خاص للمذاكرة خارج أوقات العمل والدوام المدرسي، ومن المفترض أن يكون هذا الجدول مرنًا قابلًا للتحديث والتعديل إذا طرأت أي أمور جديدة، إذ إنّ الطالب العامل ينبغي عليه أن يكون جاهزًا للتكيف مع كافة المستجدات والمشكلات والمهام غير المتوقعة والتعامل معها في وقتها.
  • تطوير عادات الدّراسة الفعّالة: من أكثر الأشياء التي قد تجعل عملية الدراسة فعّالة هو التنظيم، عن طريق تنظيم الأولويات الدراسية وتحديد المهام المطلوبة من مواعيد تسليم مشاريع ومواعيد الامتحانات، وغيرها، مما يسهّل ذلك توفير الوقت الكافي لإنهاء المشاريع في حال ظهور متطلبات أخرى في الوقت الراهن، والدراسة مع وضع هدف محدد لإنجازه سيساعد على تجنب المماطلة ويجعل من جلسات الدراسة فعاّلة، وتوفير مكان هادئ ملائم للمذاكرة بعيد عن جميع أنواع المشتّتات، ومراجعة الدروس باستمرار، وعدم مراكمتها كل ذلك يرفع من فعالية عمليّة الدّراسة ويجعلها أكثر كفاءة.
  • العمل بكفاءة: ويندرج تحته اختيار العمل المناسب والذي يوفر جدولًا أكثر مرونة والتزامًا بوقت أقل، والتحوّل لوظيفة أخرى في حال كانت الوظيفة الحالية لا تسمح بالتقدم الوظيفي، والخطوة الأولى من أجل يوم مثمر هو مكان عمل مرتب، وخالٍ من الأشياء المبعثرة والتي ليس لها فائدة، وكذلك العمل الجماعي يرفع من كفاءة العمل عن طريق توزيع المهام على أفراد الفريق فالمهمة التي تحتاج أيامًا لإنجازها يمكن لفريق صغير من العاملين إنجازها في ساعات محدودة بالإضافة إلى أن اطلاع رئيسيك في العمل بمواعيد المسؤوليات الأكاديمية سيجعل من عملية العمل والدراسة أكثر سلاسة.
  • مواجهة الضغط: ويكون ذلك بالفصل ما بين العمل والدراسة والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، والتركيز في عمل شيء واحد في كل مرة، وتخصيص أوقات استراحة لتجديد الطاقة واستئناف الدراسة أو العمل بذهنٍ صافٍ، وفترة الاستراحة من المفترض أن تُستَغل بأنشطة تؤثر إيجابيًا على النفس، وممارسة الرياضة من وقت لآخر، واتباع أسلوب حياة صحي ممكن أن يقلل الضغط، فالرياضة من المعروف عنها أنّها تقلل التوتر والقلق وتحسّن عادات النوم وترفع من الثقة بالنفس بالإضافة إلى الحصول على بنية قوية لمواجهة الدراسة والعمل والسماح للعقل بالبقاء مركزًا طوال اليوم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "The Top 7 Life-Changing Benefits of Working While Studying", lets reach success,28-9-2018، Retrieved 12-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب MIRIAM CALDWELL (25-6-2019), "Reasons for Working Your Way Through College"، the balance, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "12 Benefits of Working a Part-Time Job as a Student", careeraddict, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  4. "Advantage and Disadvantages of Being a Working Student", ozassignments, Retrieved 12-11-2019. Edited.
  5. "How to Work and Study at the Same Time", wikihow, Retrieved 12-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

485 مشاهدة