السياحة في نابلس

مدينة نابلس

مدنية نابلس الفلسطينية من أعرق المدن في العالم، إذ يعود تاريخها لـ 4000 ق.م، وأول من أسسها الكنعانيون، في منطقة تل بلاطة، وسُميت أنذاك "شكيم"، وفيما بعد تعاقبت عليها أكثر من حضارة، فخضعت إلى ما كان يُسمى بالمملكة الشمالية في فلسطين، والتي كانت تحت سلطة الآشوريين، ثم حكمها الفارسيون حتى دخول الرومان عام 72م، وشيدوها باسم "نيابوليس" بين جبل جرزيم وجبل عيبال، واستمر الحكم الروماني للمدينة حتى عام 636 م حين فتحها المسلمون وأطلقوا عليها اسم" نابلس"، وخلال فترة حكم المسلمين عليها تعرضت للغزو الصليبي من عام 1099م وحتى العام 1187م، بالإضافة لتعرضها للغزو المغولي عام 1260م، ليعيد العثمانيون فيما بعد حكم المسلمين عليها، لتصبح مركزًا للإقليم الشمالي في فلسطين، أما موقع نابلس في فلسطين، فهي تقع إلى الشمال من القدس بحوالي 70 كم، وبالتالي فهي تعدّ من المحافظات الشمالية الفلسطينية في الوقت الحالي من ناحية التقسيم الإداري للسلطة الوطنية الفلسطينية، وتعدّ من أقرب المدن الفلسطينية الرئيسية من العاصمة الأردنية عمان، فهي تقع إلى الغرب منها بحوالي 114 كم، وكذلك تعدّ من المدن الجبلية القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط بحوالي 42 كم شرقه، فهي من المدن التي ترتفع ارتفاعًا متوسطًا عن سطح البحر في فلسطين، إذ يبلغ ارتفاعها حوالي 500 م، وتمتد المدينة الحديثة في نابلس في عمرانها بين جبل عيبال الذي تصل أعلى قممه لحوالي 940م عن سطح البحر، وجبل عيبال المرتفع حوالي 880م. [١]


أهم معالم مدينة نابلس

تستهوي مدينة نابلس العديد من الزائرين الذي يأتوا من جميع أنحاء فلسطين، بغرض التعرف على هذه المدينة العريقة، وفي نفس الوقت تشمل مظاهر الحداثة كأي مدينة تطورت عبر الزمن، بالإضافة لوجود بعض المتنزهات ذات الطبيعة الخلابة، وفيما يأتي أهم معالم هذه المدينة: [٢]

  • بئر يعقوب: تقع البئر في المنطقة الشرقية من نابلس، والتي تُسمى حاليًا ببلاطة، ويرجّح أن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد حفر هذه البئر لنفسه، ويُقال أيضًا بأن السيد المسيح عليه السلام قد مر بها وشرب منها في رحلته من الناصرة للقدس، وفي الوقت الحالي يُقام عليها كنيس أرثوذكسي، الأمر الذي يجعلها وجهة لأتباع الديانة المسيحية.
  • المقابر والمعابد الأثرية : اكتشفت في مدينة نابلس مقابر بيزنطية يلفها سور وفيه آبار كانت تستخدم لخزن النبيذ، بالإضافة لقبور حجرية لها زخارف مميزة، وأبواب حجرية شاهدة على التقدم الحضاري والعمراني عبر العديد من العصور، كما اكتشف في المنطقة الشرقية للمدينة، منطقة قريبة من بلاطة، معبد يرجّح بأنه يعود للعصر البرونزي، أي حوالي 2500 ق.م.
  • جبل عيبال: يضم الجبل العديد من الآثار الإسلامية، كقبور المجاهدين "مجير الدين" و" عماد الدين"، والكثير من الكهوف والمقابر الأثرية، بالإضافة إلى انّ الجبل يشرف على مدينة نابلس، ويُشاهَد منه العديد من المناطق أكثرها وضوحًا، وهي جبال السلط في منطقة البلقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك يمكن مشاهدة جبل الكرمل على الساحل الفلسطيني في منطقة حيفا، ويوجد في الجبل أجمل متنزهات المنطقة، والذي أطلق عليه "سما نابلس".
  • جبل جرزيم : يقابل جبل جرزيم جبل عيبال، ويقع جنوب مدينة نابلس، إذ إن هذين الجبلين يشكلان واديًا على ارتفاع 500م تقريبًا، هو المنطقة العمرانية في المدينة، ويتميز هذا الجبل بعدم وجود غطاء نباتي عليه، بخلاف جبل عيبال.
  • وادي الباذان : يقع الوادي التابع لقرية طلوزة على بعد 5 كم من وسط مدينة نابلس، على طريق نابلس أريحا، ويشتهر الوادي بكثرة ينابيع المياه العذبة، أهمها: عين السدرة وعين التبان، ومن الجدير ذكره إن الوادي مُسمى بإسم القرية الرومانية القديمة المحاذية له، وعليه فإن هذا الوادي من المناطق الجاذبة للسياحة الداخلية، إذ يرتاد إليه معظم الرحلات المدرسية خلال موسم الربيع من كل عام.
  • سبسطية: وهي من المواقع الأثرية الأشهر في نابلس، لا بل في فلسطين، والتي تبعد باتجاه شمال غرب نابلس حوالي 12 كم في الطريق الواصل إلى مدينة جنين، ويُقال بأن الملك (هيرود) هو من أعاد بنائها وأطلق عليها "سبسطية"، وتضم المنطقة الأثرية فيها لأعمدة رومانية قديمة، وساحة مركزية، ومدرج روماني، وبرج يوناني، ومعبد وقصر وكنيسة.
  • قبر يوسف : يُقال بأنه يُنسب للنبي يوسف عليه السلام، إذ أقام عليه العثمانيون بناءً، والبعض يُرحج أن القبر يعود لشيخ من فلسطيني يُدعى "يوسف دويكات".


الصناعات والحرف التقليدية في نابلس

لا يمكن الذهاب لمدينة نابلس دون المرور على صناعاتها التقليدية، والتي تعدّ من أهم الأسباب التي تجذب الزوار إليها، إذ تعد هذه الحرف أو الصناعات من تراث مدينة نابلس عبر العصور، وهي كالآتي : [٣]

  • صناعة الصابون : تشتهر مدينة نابلس بصناعة الصابون منذ قديم الزمان، والمعروف باسم الصابون النابلسي، إذ يوجد العديد من المصابن في المدينة التي تستهوي محبي الصناعات التقليدية، لا سيما بأنه يُصنع من زيت الشجرة المباركة في فلسطين، وهي شجرة الزيتون.
  • الكنافة النابلسية : لا يعرف أحد الكنافة النابلسية، فلا يمكن الذهاب لنابلس دون المرور على محلات الحلويات التي تبيع الكنافة النابلسية المصنوعة من العجينة والجبنة البيضاء والفستق الحلبي، فهذه الأكلة تُنسب للمدينة منذ مئات السنين.
  • الحلاوة والزلابية: هذا النوع من الحلويات تشتهر به مدينة نابلس دونًا عن غيرها من المدن الفلسطينية، والتي تُصنع من القرع والقطر، ليؤكل مع الخبز الذي يسمونه الزلابية.
  • الطحينة أو عصر السمسم: وهي صناعة تقليدية معروفة منذ القدم في مدينة نابلس، وهي العصير الذي ينتج عن السمسم، ليُنتج الطحينة المستخدمة في الأكلات الشعبية، بالإضافة لدخولها في الحلاوة الطحينية.


المراجع

  1. "أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة نابلس"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019. بتصرّف.
  2. "مدينة نابلس"، nablus، 17-4-2019. بتصرّف.
  3. "الصناعات التقليدية"، nablus، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019.

فيديو ذو صلة :