محتويات
ما هي الثورة الصناعية الرابعة؟
تُعد الثورة الصناعية الرابعة مزيجًا يجمع بين التقّدم في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والإنترنت المشغّل لأمور مختلفة على غرار الهواتف المحمولة إلى جانب الطباعة ثلاثية الأبعاد والهندسة الوراثية والحوسبة الحكومية وما إلى ذلك من التقنيات، كما أنها الأساس لمجموعة من الخدمات والمنتجات التي لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة في حياتنا، وتمهد الثورة الصناعية الرابعة اليوم الطريق أمام جملة من التغيرات والتحوّلات في حياتنا وتعطيل مجموعة من القطاعات التجاريّة لعدم الحاجة إليها مجددًا، كلّ هذا الأمر يحدث بوتيرة سريعة غير مسبوقة.[١]
أحدثت الثورة الصناعية الرابعة تغييرًا جوهريًا في أسلوب حياتنا وأعمالنا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض، إذ يمكن القول بأنها فترة جديدة من التنمية البشرية، وأتاح التقدّم التكنولوجي المصاحب للثورة الصناعية الرابعة مجموعة من التطورات دمجت العوالم الرقميّة والفيزيائية والبيولوجية بطرق تخلق عددًا كبيرًا من الفوائد إلى جانب مجموعة من المخاطر المحتملة، فلا بد من مواكبة التطور السريع في هذه الثورة وإعادة التفكير في تطور البلدان وكيفية خلق المنظمات القيمة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الثورة ليست مجرّد تطور تكنولوجي، وإنما تُعد فرصة لمساعدة الجميع في إنشاء مستقبل محوره هو الإنسان على اختلاف ثقافات البشر وأماكن تواجدهم وأعمارهم، إلى جانب إيجاد طرق لإعطاء أكبر عدد من الناس القدرة على التأثير إيجابيًا في مجتمعاتهم وأسرهم ومنظماتهم.[٢]
مميزات الثورة الصناعية الرابعة
تتمتع كافة الثورات الصناعية بجملة من المميزات والعيوب بدءًا من الأولى وحتى الرابعة، وفيما يتعلّق بالثورة الصناعية الرابعة فإن مزاياها واضحة إلى حدٍّ ما؛ كزيادة الإنتاجية والكفاءة في إنجاز الأعمال إلى جانب الجودة في العمليات المختلفة، كما وتتميز هذه الثورة بزيادة أمان العاملين عن طريق تقليل الوظائف التي تتطلب العمل في بيئات العمل الخطرة، ويُضاف إلى مميزات هذه الثورة عملية صنع القرار باستخدام الأدوات المُعتَمِدة على البيانات، وتحسين القدرة التنافسية من خلال تطوير وتحسين منتجات مخصصة لتلبية متطلّبات المستهلكين.
وعلى الجهة الأخرى تمتلك هذه الثورة مجموعة من العيوب وفقًا لعدد من الخبراء؛ أبرزها سرعة التغير الحاصلة، والحاجة إلى التكيّف مع هذه السرعة، إلى جانب ارتفاع عدد المخاطر الإلكترونية؛ مما يجبرنا على تكثيف الأمن السيبراني والاعتماد الهائل على التكنولوجيا وعدم توفّر الموظفين المؤهلين والمدرّبين للتعامل مع هذه الثورة، وأخيرًا فقد كثير من الموظفين أعمالهم نتيجةً لهذه الثورة، فقد أكّد تقرير McKinsey Global أن حوالي 800 مليون وظيفة ستختفي بحلول عام 2030م نتيجة لهذه الثورة، ولكن ستتوفر ملايين الوظائف الأخرى في قطاعات مختلفة ستُستحدث لاحقًا.[٣]
مخاوف من الثورة الصناعية الرابعة
تظهر مجموعة من المخاوف نتيجة لظهور الثورة الصناعية الرابعة، وفيما يلي بعض أبرز هذه المخاوف:[٤]
- تعريض اقتصادات مجموعة من الدول للخطر نتيجة صعوبة التكيّف السريع من اقتصادات الدول الأخرى، مما يفقدها القدرة التنافسية مع الدول الأخرى وزيادة نفقاتها إلى جانب قلة عائداتها.
- تعقيد عالم العمل من خلال فقدان ملايين الأشخاص لوظائفهم وإحلال الروبوتات في هذه الوظائف.
- استبدال العامل البشري بالذكاء الاصطناعي في الكثير من المجالات.
- اتّساع فجوة عدم المساواة في دخل الأفراد.
- إمكانية الموظفين المتعلمين والمؤهلين للتكيّف مع هذه الثورة أسرع من غير المتعلّمين وذوي القدرات المحدودة.
تقنيات الثورة الصناعية الرابعة
تتوفّر مجموعة من التقنيات الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة التي نُجمل أبرزها فيما يلي:[١]
- الذكاء الاصطناعي AI : وهي عبارة عن أجهزة كمبيوتر تتمكن من التفكير كالبشر ومعالجة المعلومات واستخلاصها للنتائج المطلوبة وتقديم التوصيات اللازمة في مجالات مختلفة.
- Blockchain : وهي طريقة آمنة لامركزية تمكنك من تخزين بياناتك ومشاركتها دون الحاجة للاعتماد على الوسائط المتعددة.
- تقنيات حسابية جديدة : من شأن هذه التقنية أن تجعل الحاسوب أكثر ذكاءً عند معالجتها لكمّ هائل من البيانات سريعًا، سيكون لهذه الحواسيب القدرة على زيادة الذكاء الاصطناعي وإنشاء بيانات معقّدة خلال ثوانٍ معدودة، إلى جانب تسريع اكتشاف كل ما هو جديد.
- نظارة الواقع الافتراضي : من خلال هذه التقنيّة يمكنكَ محاكاة عالم وهمي كأنه حقيقي تمامًا، ومن الأمثلة على هذه التقنية تطبيق مكياج L'Oréal الذي يسمح للزبائن بتجربة منتجات المكياج قبل شرائها.
- التكنولوجيا الحيوية : من خلال هذه التقنيّة يمكن تطوير منتجات طبيّة وأدوية ومواد أخرى بسهولة وأكثر كفاءة، إلى جانب توفير مصادر أنظف للطاقة.
- الروبوتات : ستُستَخدم هذه التقنيّة في تصميم وتصنيع المنتجات وتقديم الخدمات على المستويين الشخصي والتجاري، وعلى الرغم من عدم رؤيتنا للروبوتات في المنازل تؤدي مجموعة من الوظائف إلا أنها أصبحت متاحة في مجالات الصحة والتصنيع والسلامة والمساعدات الإنسانية.
- الطباعة ثلاثية الأبعاد : تستطيع الشركات الصناعية من خلال هذه التقنية تصنيع منتجاتها بأدوات أقل وتكلفة منخفضة إلى جانب السرعة في إنجاز الأعمال وبكفاءة أعلى.
- الإنترنت متعدد الاستعمالات : من خلال هذه التقنية يمكن للأشخاص استخدام الإنترنت في أي مكان دون الحاجة للتقيّد باستخدامه في الهاتف المحمول أو جهاز الحاسوب، فيمكن أن يساعد الإنترنت على قيادة السيارة وتحديد المواقع بدقة، إلى جانب إيصال الطرود والطلبات إلى تلك المواقع دون الحاجة لموظف يقود السيارة، كما يوفّر هذا الإنترنت مراقبة الحالة الصحيّة للمرضى وجمع بيانات العملاء للشركات من خلال المنتجات، كما يمكن للمزارعين زرع مستشعرات هذا الإنترنت لمعرفة معلومات هامة عن المحاصيل؛ كالوقت المناسب للتسميد ومراقبة خصائص التربة وما إلى ذلك.
- تخزين الطاقة : من خلال تقنية تخزين الطاقة يمكن الحصول على كمّ أكبر من الطاقة المخزّنة قليلة التكلفة في أي وقت كان.
مَعْلومَة
لمعرفة كيفية الوصول إلى الثورة الصناعية الرابعة لا بد من إلقاء نظرة سريعة على الثورات الصناعة الثلاث السابقة وكيفية تغييرها لحياتنا وجعلها أسهل وأسرع:[٣]
- الثورة الصناعية الأولى : بدأت هذه الثورة في أواخر القرن الثامن عشر تحديدًا عام 1784م عندما استُخدِم البخار للإنتاج الميكانيكي، وكان حينها اختراع أول نول ميكانيكي جامع للمياه في العالم.
- الثورة الصناعية الثانية : بدأت الثورة الصناعية الثانية عام 1870م عندما أُدخلت الطاقة الكهربائية للإنتاج لأول مرة، وقد اختُرِعَت خطوط التجميع مما ساهم في تسريع خطوط الإنتاج الصناعية كثيرًا.
- الثورة الصناعية الثالثة : بدأت هذه الثورة عام 1969م، إذ ساهمت في التقدّم من الحوسبة إلى برمجة الآلة مما أتاح المجال أمام الأتمتة بالظهور.
المراجع
- ^ أ ب "What Is the Fourth Industrial Revolution?", salesforce, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ "Fourth Industrial Revolution", weforum, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Industry 4.0: which technologies will mark the Fourth Industrial Revolution?", iberdrola, Retrieved 10-7-2020. Edited.
- ↑ "Fourth Industrial Revolution: Opportunities, Challenges, and Proposed Policies", intechopen, Retrieved 10-7-2020. Edited.