التهاب الشفاه

مفهوم التهاب الشفاه

تُحيط الشفاه بمدخل الفم وتظهر وظيفتها الأساسية أثناء مضغ الطعام وأثناء الكلام أو النطق بالكلمات، كما تُساهم الشفاه في انتاج التعابير الوجهية الطبيعية وتزود الدماغ بمعلوماتٍ أولية عن ماهية الطعام قبل وضعه داخل الفم، لذا، ليس من المفاجئ معرفة أن الشفاه تتكون من عضلات معقدة ودقيقة للغاية من أجل القيام بكل هذه الوظائف[١]. وتبقى الشفاه عرضة إلى الالتهاب أو التورم، شأنها شأن باقي أجزاء الجسم الأخرى، وكثيرًا ما يشكوا الأفراد من التهاب الشفاه بسبب التعرض إلى ضربة مباشرة، كما يشكوا البعض كذلك من تورم الشفاه بسبب الإصابة بالحساسية أحيانًا بعد تناول لأطعمة أو أدوية معينة، وقد تُصاب الشفاه بالالتهاب كذلك بسبب إصابة الجسم ككل بأمراضٍ مزمنة أو بسبب حصول انحباس في السوائل في مناطق أخرى من الجسم[٢].


أسباب وعلاج التهاب الشفاه

يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى حصول التهاب أو تورم في الشفاه، كما تتباين هذه الأسباب من ناحية العلاجات القادرة على التعامل معها، ويُمكن تبيان أبرز هذه الأسباب وعلاجاتها على النحو الآتي[٣]:

  • الحساسية: تحدث الحساسية عند التعرض لمادة غريبة لها القدرة على استثارة الاستجابات المناعية للجسم، وعادةً ما تظهر اعراض الحساسية بسبب إفراز الجسم لمادة كيميائية تُدعى بالهستامين، وقد يشكوا البعض من العطاس، والحكة الجلدية، والالتهاب بسبب الحساسية، ومن المعروف أن البعض يُصابون بالحساسية بسبب تعرضهم لمثيراتٍ بيئية؛ كالغبار وحبوب الطلع، بينما هنالك أفرادٌ آخرون قد يُعانون من الحساسية بعد تناولهم لأنواعٍ معينة من الأطعمة أو الأدوية؛ كالبيض، والمكسرات، والحليب، والمضادات الحيوية، لذا قد يكون بالإمكان علاج الحساسية من الطعام والأدوية ببساطة عبر الالتزام بالابتعاد عن أنواع الطعام أو الأدوية المسببة للحساسية، بينما قد يضطر الأطباء إلى وصف أدوية مضادة للهستامين لعلاج الحساسية الناجمة عن التعرض لأحد المواد البيئية.
  • الوذمة الوعائية: تؤدي الإصابة بالوذمة الوعائية إلى حصول تورمٍ عميق تحت الجلد، وقد تنتج هذه الحالة عن الحساسية أو عن الإصابة ببعض المشاكل الوراثية، كما يُمكن لهذه المشكلة أن تُصيب أي مكانٍ في الجسم، لكنها عادةً ما تظهر في الشفاه والعينين، وعادةً ما يشكوا المصابون بهذه المشكلة من الحكة الجلدية، والألم، وظهور بعض البقع الجلدية الحمراء، وقد يلجأ الأطباء إلى وصف مضادات الهستامين، وأدوية الكورتيكوستيرويد، وحقن الأدرينالين من أجل علاج هذه المشكلة.
  • الإصابات المباشرة: يشكوا الكثيرين من التهاب الشفاه بسبب تعرضهم للجروح، أو الحروق، أو لسعات الحشرات، أو التقرحات، أو أي من أشكال الإصابات المباشرة الأخرى التي تصيب الوجه أو الفم، وقد يكون بالإمكان علاج بعض هذه الإصابات عبر وضع الكمادات الباردة أو الدافئة فوق الشفاه أحيانًا، لكن في حال كان الجرح أو الإصابة عميقة داخل الشفاه فإن ذلك بالطبع يُصبح مدعاة لطلب الرعاية الطبية الطارئة لإغلاق أو تخييط الجرح ومنع حصول التهاب خطير داخل الشفاه.
  • التهاب الشفة الغدي: تنتشر هذه المشكلة أكثر بين الرجال، ويرى الكثير من الخبراء علاقة بين الإصابة بها وبين التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والتدخين، والإصابات المباشرة، وقد يشكوا المصابون بها من الإحساس بالألم عند لمس الشفاه، وظهور ثقوب صغيرة في الشفاه، وتغير في هيئة أو بنية الشفاه، ولحسن الحظ فإن هذا المرض لا يحتاج إلى العلاج دائمًا، لكنه يبقى من بين الأمور التي تزيد من فرص الإصابة بالالتهابات البكتيرية التي تتطلب مضادات حيوية للتعامل معها.
  • التهاب شفة الورم الحبيبي: ينتمي هذا المرض إلى خانة الأمراض الالتهابية النادرة التي تصيب الشفاه، وعادةً ما يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية الكورتيكوستيرويد وبعض أنواع المضادات الحيوية من اجل علاج أعراض المرض، التي قد تتضمن ظهور كتلة متورمة في الشفاه عند بعض المصابين.
  • متلازمة ملكيرسون- روزينثول: يؤثر هذا المرض العصبي النادر على الوجه ويؤدي إلى حصول تورم في الشفاه، بالإضافة إلى شلل في الوجه وتشقق في اللسان أحيانًا، وغالبًا ما يصف الأطباء أدوية الكورتيكوستيرويد وبعض أنواع المضادات الحيوية من اجل علاج هذا المرض أيضًا.


تشقق الشفاه

يخلط البعض بين مشكلة تشقق الشفاه وبين مشكلة التهاب أو تورم الشفاه، لكن تبقى مشكلة تشقق الشفاه أكثر شيوعًا عند البعض، وقد تؤدي الإصابة بتشقق مفرط أو شديد في الشفاه إلى حصول تورم في الشفاه أحيانًا، ومن المعروف أن أغلب حالات تشقق الشفاه تنجم عن الجفاف الحاصل بسبب لعق الشفاه بلعاب الفم أو بسبب جفاف الجو أثناء فصل الصيف والشتاء، لذا، يُمكن الوقاية من هذه المشكلة ببساطة عبر اتباع بعض الأمور البسيطة، مثل[٤]:

  • استخدام مراهم الشفاه التي تحتوي على الفازلين.
  • استخدام المراهم الواقية من الشمس.
  • ارتداء قبعة عند الخروج إلى أشعة الشمس.
  • تجنب لعق الشفاه كثيرًا.
  • تجنب كشط الشفاه عند جفافها.


المراجع

  1. Babak Jahan-Parwar, MD (23-10-2013), "Lips and Perioral Region Anatomy"، Medscape, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  2. Melissa Conrad Stöppler, MD (20-3-2018), "Swollen Lip: Symptoms & Signs"، Medicine Net, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  3. Cynthia Cobb, APRN (18-10-2017), "6 Causes of Swollen Lips"، Healthline, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  4. Kristin Hayes, RN (5-4-2019), "What Causes Swollen Lips?"، Very Well Health, Retrieved 28-4-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :