محتويات
ما هي الأفكار المسمومة؟
هل أنت من النوع الذي يفرط في التفكير ويحلل كل شيء لدرجة أنك في نهاية المطاف تعمل كل شيء بفعالية أقل مما تريد؟ أو أنك غير راضٍ عن كل ما يحصل معك؟ لا تقلق فأنت لست وحدك هناك كثير من الناس الذين يعتقدون ويفكرون بهذه الطريقة، ولكن هذا لا يعني أن طريقة تفكيرك هذه صحيحة أو أنها إيجابية.
يؤثر تفكيرك على حياتك ونمط عيشك؛ إذ تأتي أفعالك كنتيجة لتفكيرك وقيمك في الحياة لذا إن الحوار الداخلي الذي تواجهه أمر بالغ الأهمية لكيفية رؤيتك لنفسك وللعالم من حولك ففي المقولة المشهورة "كل فكرة تؤمن بها ستصنع مستقبلك"، وربما تكون قد سمعت بمصطلح التفكير السام أو الأفكار المسمومة Toxic Thoughts ولكن ماهي الأفكار المسمومة وما هي نوعية الأفكار المسمومة؟ وكيف يمكنك التخلص منها؟[١] إن الأفكار السامة هي معتقدات خاطئة وأفكار سلبية تتكون لديك بسبب الكلام الذي يقوله الآخرون أو بسبب ازدراء عام لنفسك، تؤثر سلبًا على حياتك وحياة الناس القريبين منك ويمكن أن يؤثر تفكيرك أيضًا على صحتك وأنماط نومك وزيادة مستويات القلق الذي يؤدي إلى تقليل شعورك بالرضا عن حياتك أو نفسك، كما يمكن أن يؤثر التفكير السام عليك أكثر مما تعلم، فالأفكار السلبية تحرمك من الفرح وتتركك يائسًا من الحياة.[٢]
كيف أتخلص من الأفكار المسمومة في عقلي؟
عندما يزعجك شيء ما فأنت تعلم أن إخراجه من عقلك أمر صعب للغاية؛ فعندما يتطلب الأمر عدم التفكير في موضوع ما سيكون من الصعب أن تخرجه من رأسك، ولكن إعادة صياغة الأفكار السلبية مرارًا وتكرارًا في رأسك والمعروفة أيضًا باسم الاجترار يمكن أن تكون غير سارة وتؤدي إلى نتائج عكسية، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب المزمن، لكن لحسن الحظ هناك بعض التقنيات التي يمكن أن تساعدك على التوقف عن الخوض في الأفكار السلبية وإعادة تركيز عقلك على شيء إيجابي، ولا يتطلب الأمر إلا القليل من الإلهاء وجرعة من قوة الإرادة، وإليك بعض التقنيات التي ستساعدك على ذلك:[٣]
- اذهب للتسوق في عقلك: إحدى الحيل التي يوصى بها هي أن تتخيل نفسك في متجر البقالة، حاول تصوير كل العناصر الموجودة على رف واحد في المتجر وبالترتيب الذي تراه فيه، فكر أيضًا في شيء آخر يتطلب التركيز كترتيب الكتب على رف الكتب الخاص بك أو ترتيب الأغاني في ألبوم أو قائمة تشغيل تحب الاستماع إليها، ولا يتعين عليك أن تفعل ذلك لفترة طويلة إذ إن 30 ثانية أو دقيقة تكفي، ولكن المفتاح هو أن تكون منضبطًا حيال ذلك وأن تفعل ذلك في كل مرة يعود فيها التفكير السلبي لمخيلتك حتى لو كان ذلك قيامك بذلك 20 مرة في الساعة، وإذا عززت هذه التقنية بما يكفي فيمكنها تحسين مزاجك وقدراتك على اتخاذ القرار وستمكنك من تدريب عقلك على السير في اتجاه مختلف عندما تظهر لك الأفكار السلبية والمسمومة.
- رافق أشخاصًا إيجابيين: إذا لم تتمكن من إخراج افكارك المسمومة من عقلك ربما يكون لذلك علاقة بدائرتك الاجتماعية، تفيد الدراسات أنه من الشائع أن يأخذ الأشخاص سلوكيات من زملائهم؛ فالتفكير معدٍ سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا ويقول الباحثون أن الأفكار المسمومة غالبًا ما تنطوي على التفكير بصوت عالٍ وهي عادة يمكن أن تنعكس على الآخرين بسهولة، لذلك تجنب الأشخاص السلبيين بقدر استطاعتك.
- فرغ أفكارك المسمومة وأخرجها من عقلك: يعني ذلك تنظيف رأسك من فكرة مزعجة عن طريق كتابتها على قطعة من الورق وإلقائها في سلة المهملات، وفقًا للدراسات فإن الأشخاص الذين كتبوا أشياء سلبية عن أجسادهم ثم ألقوها بعيدًا أصبحت لديهم صورة أكثر إيجابية عن أنفسهم مقارنة مع أولئك الذين احتفظوا بالأوراق معهم.
- أعد صياغة المواقف السلبية لصالحك: إذا كانت أفكارك المسمومة قوية جدًا فإن تشتيت نفسك لن يكون سهلًا، لذا قبل محاولة تشتيت الأفكار المسمومة سيكون من الضروري إعادة صياغة أو إعادة تقييم الموقف في رأسك، فإذا واجهتك مشكلة في المطار لساعات بسبب إلغاء رحلة على سبيل المثال لا تفكر في ما فاتك، بدلاً من ذلك يمكنك رؤيتها على أنها فرصة لإنجاز العمل أو الاتصال بوالديك أو صديق قديم وبمجرد الانتهاء من إعادة صياغة هذا الموقف السلبي بنجاح سيكون من السهل تشتيت نفسك بتمرين التخيل في النقطة الأولى.
أمثلة على الأفكار المسمومة
تغيير تفكيرك يعني تغيير حياتك، فأفكارك وعواطفك تشكل تجاربك ولكن المشكلة هي أن معظم الناس لا يدركون حتى ما هي أفكارهم السلبية وتصبح مجرد عادة لديهم، وفيما يلي أمثلة لبعض الافكار السامة الشائعة التي تحتاج إلى إسقاطها من تفكيرك إذا كنت تفكر بإحداها من أجل الحصول على حياة أفضل:[٤][٥]
- قلقك من رأي الناس فيك: واحدة من الأفكار المسمومة التي تسيطر على تفكيرك هي محاولة إرضاء كل من حولك، ولكن تأكد أنك مهما فعلت لن تنال رضا جميع الناس؛ لذا ركز فقط فيما تفعله وكن صادقًا مع نفسك.
- قلقك من عدم الكفاية وعدم الكفاءة: قد تفكر أحيانًا أنك شخص لست جيدًا أو لست ذكيًا بما فيه الكفاية لفعل شيء ما جيدًا، لكن لا بد لك أن تعرف بأن القليل من الناس هم الذين يمتلكون الاستعداد الكامل لاستغلال الفرص التي يحصلون عليها، فالفرص الجديدة لن تأتي إليك إلا عندما تتوجه أنت لها، حتى لو كنت غير مستعد لها، لذلك لا تسمح للخوف من الخوض في تجربة جديدة أن يمنعك من تحقيق هدفك أو السعي نحو طموحك واستغلال الفرص الجديدة التي قد تأتيك في أي وقت.
- سعيك الدائم نحو الكمال: قلقك من عدم الكمال هو مضيعة للوقت فنحن كبشر غالبًا ما نلاحق حالات الكمال كالوظيفة المثالية ومكان العمل المثالي أو حتى العائلة المثالية ولكن هذا الكمال غير موجود لذلك فكر في الحياة بدلاً من ذلك كتطور مستمر وأن كل شيء يتغير باستمرار؛ فإذا كنت تشعر بالضغط والانزعاج من عدم كون الأشياء مثالية فدعها تذهب وتمضي قدمًا.
- خوفك من الأخطاء والفشل: الجميع يرتكب أخطاء أو فشِل في شيء ما واضطر إلى التخلي عن مشروع ما أو كان لمشروعه نتائج عكسية، هذا يحدث لنا جميعًا ولكنها تصبح مشكلة إذا شكل هذا الفشل أو الخطأ ضغطًا مستمرًا عليك وكان شعورك بأنك عالق بشكل لا رجعة فيه هو القاعدة لديك، وتذكر دائمًا أن الفشل لا يعني السقوط، وإنما الفشل هو عدم النهوض مرة أخرى.
- شعورك بالانزعاج من عدم الثقة: يشعر الجميع بانعدام الثقة في بعض الأحيان، ولكن الأمر فقط أن بعضهم أفضل من غيرهم بإخفائها، لذلك شعورك بعدم الثقة أحيانًا هو أمر طبيعي، ولكن أن تكون قلقًا من قلة ثقتك ثم تظهرت ذلك أمام الآخرين هنا تكمن المشكلة.
- اعتقادك بأنك ضحية: أنت لست ضحية لذا توقف عن إلقاء اللوم على الآخرين أو ظروفك، لأنك لا تحب حياتك أو وضعك لا يعني أنه لا يمكنك تحمل المسؤولية الشخصية لتغييره للأفضل لذا تخلص من عقلية الضحية لأنها في الواقع لا تساعد في أي شيء بل إنها بمثابة عقبة أمام النجاح، فأنت وحدك المسؤول عن مصيرك.
- مقاومتك الأشياء التي لا يمكن تغييرها: بعض الأشياء في الحياة يمكنك تغييرها، وفي الواقع يوجد الكثير من الأشياء التي يمكنك تغييرها في حياتك، إذ يمكنك إنقاص وزنك أو يمكنك العثور على وظيفة أفضل أو تحسين حياتك الزوجية، وفي المقابل بعض الأشياء لا يمكنك تغييرها؛ فمثلًا يمكنك تغيير وظيفتك ولكن لا يمكنك تغيير مديرك وبالتالي فإن مقاومة ما لا يمكن تغييره لا تؤدي إلا إلى إحباطك وجعلك بائسًا لذا غيّر ما تستطيع وتقبل ما لا تستطيع تغييره.
- ارتفاع سقف توقعاتك بالآخرين: يمكن أن تكون التوقعات قاتلة للسعادة حتى لو كنت تعتقد أن توقعاتك معقولة، فلا يعني أن يفعل الآخرون ما ترغب به فقط لأنك تتوقع ذلك، واعلم أن توقعاتك تأتي من تجاربك الشخصية، فكما لا تحب أن يتوقع الناس منك أداء أشياء لا تريدها لا تفرض توقعاتك على الآخرين، فإذا كنت لا تحب سلوك الآخرين فإما أن تتقبله أو أن تمضي قدمًا.
قد يُهِمُّكَ
إن أفكارك تظهر من خلال الكلمات والجمل التي تقولها، ولكن هل توجد جمل ومقالات تدل على أفكار مسمومة؟ فما هي هذه الجمل والكلمات؟ لذلك انتبه واستمع إلى نفسك إذا كنت تجد نفسك تقول هذه الأشياء لنفسك أو للآخرين:[٢]
- ليس لدي ما يلزم من قدرات.
- أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية.
- أخشى أن أفعل هذا الأمر.
- لم أفعل ذلك جيدًا، لذلك أنا فاشل.
- ماذا لو لم أستطع الانتهاء في الوقت المناسب؟
- لكنني قد أفشل.
- سلوكي لا يؤذي أحدًا.
- لماذا يحدث هذا لي؟ أنا أستحق أفضل من هذا.
- فات الأوان على فعل هذا الأمر، لا يمكنني التغيير الآن.
- أنا مشغول للغاية، سوف أفعل هذا لاحقًا.
- لا أحد يهتم بنجاحي
- كل ما أفعله يفشل.
- ما رأي الآخرين عني؟
المراجع
- ↑ "10 Toxic Thoughts That Can Sabotage Your Success", empoweredmind, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ^ أ ب "Replace Your Toxic Thoughts with Healthy Thinking", accountable2you, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "5 Ways to Stop Dwelling on Negative Thoughts", happify, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "7 Toxic Thoughts You Need to Stop Now (If You Want to Succeed)All", inc, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "12 Toxic Thoughts You Need To Drop For A Better Life", lifehack, Retrieved 2020-7-10. Edited.