أين تقع فلوريدا
تعد فلوريدا واحدة من أهم الولايات المتحدة الأمريكيّة، والتي تقع في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من البلاد؛ إذ يحدها من الجهة الغربيّة خليج المكسيك، ومن الجهة الشماليّة ولاية ألاباما وجورجيا، ومن الجهة الجنوبيّة مضيق فلوريدا، ومن الجهة الشرقيّة المحيط الأطلسي، وتتكوّن هذه الولاية من 67 مقاطعة، وتعرف بلقب ولاية الشمس المشرقة، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم عن المدينة بشيءٍ من التفصيل.[١]
يعود تاريخ الولاية إلى حوالي عشرة آلاف عام على الأقل؛ إذ كشفت التنقيبات الأثريّة أنّ ركام المدافن المكتشف على الساحل الغربي لها يعود للهنود الذين قطنوها في تلك الفترة، كما وجد الآلاف من الهنود الذين يعيشون في المنطقة عند وصول الأوروبيين لتلك الشواطئ، وفي عام 1513 للميلاد احتلت شبه جزيرة فلوريدا من قبل خوان بونسي دي ليون باسم إسبانيا، كما أسس جماعة من الفرنسيين البروتستانت مستعمرة لهم على نهر سانت جونز في عام 1564 للميلاد، كما أسست مستعمرة أخرى مكونة من مئة شخص إسباني عرفت باسم مستعمرة سانت أوكستين التي تعد الموطن الأول للأوروبيين والمعروفة في يومنا هذا بالولايات المتحدة، ووقعت مجزرة في العام التالي قتل فيها الإسبان الفرنسيين في مستعمراتهم، وأنهوا محاولات تواجدهم في الجزء الشرقي من فلوريدا، وقطن الإسبان في المنطقة مدّة لا تقل عن 200 عام.[٢]
وأسس الإنجليز مستعمراتهم في الجهة الشماليّة من الولاية، وبدأت فرنسا من جديد بإقامة مستعمراتها في الجهة الغربيّة منها، وعلى إثر ذلك حدثت حرب بين الإنجليز والفرنسيين في منتصف القرن الثامن عشر للميلاد، وساندت فرنسا الإسبان في ذلك، واحتل الإنجليز كوبا في عام 1762 للميلاد، وفي عام 1763 للميلاد تنازلت إسبانيا عن فلوريدا للإنجليز، وأخذت كوبا بدلًا منها، ولكن سرعان ما استعادت إسبانيا فلوريدا من الإنجليز بعد معاهدة باريس عام 1783 للميلاد التي نصت على أنّ الجهة الغربيّة من فلوريدا ابتداءً من نهر برويدو ووصولًا لساحل خليج المكسيك والمسيسيبي تحت السيطرة الأمريكيّة، ويشار إلى أنّ طمع الولايات المتحدة بمنطقة فلوريدا يعود إلى قربها من ميناء نيو أورليانز، واستعمال أنهار المنطقة للملاحة، وفشلت إسبانيا في التصدي للغارات الهنديّة ضد المستوطنين للمنطقة، ولكن سرعان ما استطاعت أمريكا الحصول على فلوريدا ضمن أربع مراحل أولها تمثل في شريط يازو الذي حصلت عليه بناءً على معاهدة بنكني، وغرب فلوريدا المستوطن من قبل مجموعة من الرواد في عام 1810 للميلاد الذي انضم إلى الولايات المتحدة بناءً على إعلان مادسون، واكتمل احتلال الجزء الغربي من المنطقة من قبل القوات الأمريكيّة بأمر من الحكومة في عام 1813 للميلاد، واحتلت الجهة الشرقيّة من فلوريدا بموجب الحرب التي نشبت بين إسبانيا والولايات المتحدة، وأقنعت إسبانيا بضرورة بيع تلك المنطقة، وحصل ذلك بناءً على معاهدة آدمز أونس في عام 1819 للميلاد.[٢]
مناخ فلوريدا واقتصادها
يسود في ولاية فلوريدا مناخ شبه استوائي في الجهة الشماليّة منها، بينما يسود المناخ الاستوائي الحار والرطب في المنطقة الجنوبيّة منها، كما تعدّ من أكثر الولايات الأمريكيّة التي يهطل عليها أكبر معدل للأمطار خلال فصل الشتاء، ويشار إلى أنّ هذه الولاية تصنف من ضمن أكثر المناطق التي تتعرّض بصورة سنويّة للأعاصير،[١] ويسيطر على قطاع الاقتصاد في الولاية الزراعة، ومن أهم المنتوجات الزراعيّة البرتقال الذي تتصدر به أمريكا القائمة، بالإضافة إلى العديد من المحاصيل الزراعيّة الأخرى كقصب السكر، والبندورة، والفراولة، والذرة، والفاصولياء، كما يساهم الصيد البحري في العائدات على الولاية بقيمة تصل إلى ستة مليارات دولار هذا بالإضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة، أما في القطاع الصناعي تشتهر فلوريدا ببيع الزوارق البحريّة السريعة، وإنتاح الفوسفات في منطقة بون فالي الموجودة في منتصف الولاية، ويشار إلى أنّ الولاية بدأت تتجه نحو الاستثمار في قطاع البحوث الطبيّة، وتحتوي بذلك على العديد من الجامعات التعليميّة الشهيرة كجامعة ميامي، وجامعة ولاية فلوريدا.[١]
السياحة في فلوريدا
توجد بعض الأماكن السياحية المميزة في فلوريدا نذكر منها:
- فلوريدا كيز: تقع فلوريدا كيز في الجهة الجنوبيّة لشبه جزيرة فلوريدا، وبذلك فهي تتصل بالجانب البري الرئيسي من خلال سلسلة من الجسور، وهي عبارة عن سلسلة طويلة من الجزر الاستوائيّة المرجانيّة الذي يصل طولها إلى حوالي 120 ميلًا، والتي تتميّز بروعتها وجمالها الذي يخطف الأنفاس.[٣]
- مدينة ميامي: تقع مدينة ميامي في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من الولاية، والتي تعني مدينة السحر، تأسست هذه المدينة في عام 1825 للميلاد، وتتميّز بكونها من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان، كما أنّها المقر الاقتصادي والثقافي للبلاد، بالإضافة إلى كونها من أغنى المدن الأمريكيّة، ويوجد في المدينة عدد من الشواطئ التي تتميّز بمياهها الفيروزيّة النقيّة ورمالها الذهبيّة التي يتوافد لها السيّاح من كل حدبٍ وصوب.[٣]
- مدينة تامبا: تتميّز هذه المدينة بشواطئها ذات الرمال البيضاء الرائعة، ومن خلال هذه الشواطئ يمكن مشاهدة البحر الهادئ الخالي من ارتفاعات الموج الكبيرة، كما يمكن رؤية مشهد الطيور المهاجرة في فصل الشتاء هربًا من الثلوج التي تتساقط على المنطقة، ويشار إلى وجود عدد من ملاعب الجولف فيها.[٣]
- مدينة أورلاندو: أورلاندو، أو كما تعرف بقلعة ديزني العالميّة تقع في منتصف الولاية، وتحتوي على عدد من المنتزهات، والجزر الخاصة بالمغامرة، وهي المدينة الترفيهيّة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما أنّها المركز الاقتصادي للولاية، كما تحتوي على مصانع خاصة بإنتاج الإلكترونيات، ويتكون منتجع أورلاندو من حديقتين تضمان العديد من المعالم الترفيهيّة المتمثلة في المطاعم، وأماكن التجوّل والفنادق.[٣]
