أين تقع حضرموت

تاريخ حضرموت

يعود تاريخ محافظة حضرموت إلى عصور ما قبل الميلاد، فقد أنشئت بداية كمملكة من اتحاد قبلي يجمعه تقديس الإله سين، ثم استقلت عن مملكة سبأ سنة 330 قبل الميلاد، وبحلول عام 275 قبل الميلاد سيطر عليها الحميريون، كما حضر لسيطرة الإمبراطورية الساسانية الفارسية عام 571م، ثم وصل لها الفاتحون المسلمون سنة 630م فأسلم بعض الحضرميين ومنهم الصحابي العلاء بن الحضرمي، وخلال الفترة الممتدة بين القرن الثالث عشر الميلادي إلى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي أصبحت المحافظة جزءًا من الدولة الصليحية والطاهرية والرسولية التي ساهمت بتكريس المذهب الإباضي إلى أن انحسر شيئًا فشيئًا مقابل انتشار المذهب الشافعي، وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح كان قد اقترح تقسيم حضرموت إلى محافظتين سنة 1998، واحدة تشمل وادي دوعن ووادي حضر موت، والأخرى شملت المكلا والشحر لكن اقتراحه قوبل بالرفض.[١]


أين تقع حضرموت

هي محافظة يمينة تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات الأكبر مساحة على مستوى الجمهورية، تقع في الناحية الشرقية من البلاد، وتمتد من بحر العرب في الجهة الجنوبية إلى حدود المملكة العربية السعودية في الجهة الشمالية، تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء 794 كيلومتر، تحدها مأرب والجوف من الشمال الغربي، والمهرة شرقًا، وشبوة غربًا، وبذلك تبلغ مساحتها الكلية 193 ألف كيلومتر مربع لتشكل بذلك حوالي ثلث مساحة جمهورية اليمن، عاصمتها مدينة المكلا التي تعد ثالث أكبر مدينة يمنية بعد العاصمة وعدن، وتتنوع تضاريس البلاد ما بين المناطق الصحراوية كونها جزءًا من صحراء الربع الخالي في أجزائها الشمالية والشمالية الغربية، وما بين المرتفعات الجبلية، والأودية الرئيسية والفرعية، وعليه فإن مناخها حار صيفًا، ومعتدل شتاءً على منطقة السواحل، بينما معتدل صيفًا بارد شتاءً في الجبال، وحار جاف في الصحراء.[١]


السياحة في حضرموت

تحتضن المحافظة العديد من الوجهات السياحية التي تستحق الزيارة بفضل سحرها الخلاب، وتتنوع هذه الوجهات ما بين المناطق الطبيعية، وما بين المعالم الأثرية التي خلفتها الحضارات الغابرة التي تعاقبت على المدينة كدول حاكمة أو غازية، ومن أبرز معالم حضرموت ما يلي[٢][٣]:

  • المتنفسات الطبيعية: يقصد بها المناطق الطبيعية ذات المساحات الخضراء الشاسعة، وعيون الماء الرقراقة ومن أشهرها مديرية غيل باوزير التي تعج بأشجار النخيل، وعين الحومة، ومناطق الصبخات، بالإضافة إلى قرية قسم وتقع شرق مدينة تريم، وادي دوعن، ناهيك عن جزيرة سقطرى التي يعدها الكثيرون متحفًا للتاريخ الطبيعي كونها تضم تنوعًا بيولوجيًا نادرًا؛ إذ تكثر فيها النباتات النادرة، وغابات النخيل على ضفاف الوديان، بالإضافة إلى أنواع كثيرة من الطيور، والكهوف والمغارات، ناهيك عن شلالات المياه الغزيرة ومن أشهرها شلالات دنجن، شلالات حالة، وغيرها.
  • الوجهات العلاجية: ويقصد بها ينابيع المياه الحارة، والتي يأتيها الزوار كنوع من السياحة العلاجية بقصد الاستشفاء والخلاص من الأمراض ، ومن أشهرها: حمام صوبير، معيان باحميد، عين محدث، حمام ثوبان، معيان القميع، ناهيك عن العيون المعدنية في منطقة الحامي التي تساعد في علاج أمراض الجلد والروماتيزم وغيرها.
  • المسطحات المائية: تتميز محافظة حضرموت بامتلاك شريط ساحلي طويل يطل على البحر العربي، وهو ما يوفر للزائر فرصة الاستمتاع بالأنشطة المائية الممتعة ومن أشهرها شاطئ شرمة في مديرية الديس الذي يتميز بجماله ونقائه، وشواطئ مدينة قلنسية، وشواطئ الحامي شرقي مدينة الشحر، بالإضافة إلى شواطئ جزيرة سقطرى التي تمتد على مسافة قدرها 300 ميل وتتميز رمالها البيضاء النقية لتبدو من بعيد أشبه بأكوام القطن المظللة بأشجار النخيل.
  • الآثار التي خلفها الغابرون: قد يصعب حصرها في سطور معدودة، وإنما نحن بصدد تعدادها لا الحديث عنها بتفصيل، ومنها حصن العويزي والمكتبة السلطانية في مديرية المكلان، وحصن السلطان والعوالق وقصر الباغ في مديرية غيل باوزير، قصر عبود وحصن المصبح ودار البياني في مديرية الشحر، وقلعة ابن الشيخ علي وحصن القعيطي في قرية تبالة، بالإضافة إلى حصن الفلس وقصر السلطان وقرية مريمة وبور في مديرية سيئون، وقصر قيس بن يماني وقصر النبي هود في قرية قسم التابعة لمديرية تريم، ناهيك عن حصن الكيس ومعبد باقطفة في مديرية السوم، والقائمة تطول.
  • المتاحف: تعد وجهة للسياح المحليين والعالميين لا سيما المهتمين منهم بالحقيقة التاريخية، فالمتاحف مصدر للتقصي عن الحقائق من خلال الحس والمشاهدة والمقارنة، كما أنها سجل حضاري لتاريخ الشعب ومن أشهر متاحف المحافظة المتحف الوطني أو ما يعرف بقصر السلطان القعيطي الذي يمتد على ساحل مدخل المكلا وكان يعرف قديمًا باسم بدع السدة، بني سنة 1925 في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي، ثم استغلته الجهات المختصة كمتحف لاحتضان القطع الأثرية القديمة التي عثر عليها جراء الحفريات من نقوش، عملات وتحف نادرة خاصة السلطان منها كرسي العرس، وتحف مطرزة بالذهب، وغير ذلك.
  • وادي حضرموت: يعده السياح متحفًا مفتوحًا هامًا في المحافظة، في الجزء الأعلى منه مدينة الهجرين، وفي الجزء الأوسط مدينة شبام، وفي الأسفل مدينة تريم الملقبة بعاصمة الثقافة الإسلامية، وهو وجهة جذب سياحي على مستوى جمهورية اليمن ككل بفضل تفرده المعماري والتراثي والحضاري، لكنه بات جنة خاوية جراء الأحادث السياسية غير المستقرة في البلاد، وقد انخفض عدد السياح من 20 ألف في الاعوام 2005، 2006، 2007 غاليتهم من الأجانب، إلى ألف سائح فقط عام 2015 غالبيتهم من العاملين في شركات النفط، وطلبة العلم، الأمر الذي أدى إلى إغلاق العديد من المنشآت والمنتجعات السياحية المرموقة لأنها غير قادرة على الاستمرار في العمل أو الإبقاء بمصاريف الميزانية التشغيلية في ظل الظروف الصعبة.


المراجع

  1. ^ أ ب "حضرموت"، الجزيرة، 19-10-2014، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019.بتصرّف.
  2. "السياحة في محافظة حضرموت"، المركز الوطني للمعلومات، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.بتصرّف.
  3. نبيل سعيد (7-5-2016)، "وادي حضرموت: جنّة السياحة خاوية"، العربي، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.بتصرّف.

فيديو ذو صلة :