محتويات
معارك المسلمين
لقد خاض المسلمون الكثير من المعارك على مدى حكم الدّولة الإسلاميّة، وكانت معاركهم دفاعًا عن الدّين وإعلاءً لكلمة الله سبحانه وتعالى ولنشر الدّعوة الإسلاميّة في جميع أرجاء العالم، فكانوا يخوضون المعارك بكل جلدٍ وقوة وبسالة مسلّحين بالإيمان والثّقة بالله، طالبين رضا الله ومتمنين الشّهادة في سبيله، وفي أغلب المعارك التي خاضها المسلمون كان الله تعالى يُؤيد المسلمين بنصره ويمدّهم بعونه على الرّغم من قلّة عددهم بالنسبة لعدد الجيش المقابل، وقد ذُكر تأييد الله ونصره لهم في الكثير من الآيات القرآنية، قال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} [آل عمران: 126].
أول معركة انتصر فيها المسلمون
كانت أول معركة خاضها المسلمون وانتصروا فيها هي معركة أجنادين ضد الرّوم، وحدثت معركة أجنادين في 30 من يوليو سنة 634 للميلاد في الجنوب من فلسطين، ومعركة أجنادين واحدة من المعارك الضّخمة والقويّة بين جيوش الفتح الإسلامي، والإمبراطوريّة الرّومانيّة، وحقق فيها المسلمون انتصارًا مُدوّيًا على الرّوم بقيادة خالد بن الوليد، وبداية معركة أجنادين كانت عندما احتلّت جيوش الرّوم بلاد الشّام وأصبحت تحت سيطرتهم، فجهّز أبو بكر الصّديق أربع كتائب من الجيوش الإسلاميّة ووجهها إلى الشّام، وأمر خالد بن الوليد بقيادتها، لما يتمتع به حنكة ودهاء شديدين في الحروب. [١][٢][٣]
أحداث معركة أجنادين
عندما وصلت جيوش الفتح الإسلامي إلى الشام حاصرت منطقة بصرى، واستسلم أهلها وأصبحت تحت سيطرة الجيوش الإسلاميّة، أحسّ هرقل قائد الرّوم بالخطر الشّديد وخاف من خروج الشّام من تحت سيطرته، فجهز جيوشًا ضخمة وأرسلها إلى منطقة بصرى، وإلى منطقة أجنادين في الجنوب من فلسطين، وكان عدد جيش الرّوم 70 ألف مقاتل، بينما لم يتعدَّ عدد جيش المسلمين 30 ألف مقاتل لكنهم كانوا منظمين وعلى قلب رجل واحد، فقد قسم خالد بن الوليد الجيش إلى ثلاثة أقسام ميمنة وميسرة ووسط، وكان يحثهم على القتال والثبات والصبر، فانتصر المسلمون على جيوش الرّوم نصرًا عظيمًا، وهزموهم شرّ هزيمة، وقُتِل من جيش الرّوم آلاف من الجنود، بينما لم يتعدّى عدد قتلى المسلمين 500 قتيل. [٤]
أخلاق المسلمين خلال حروبهم
وقد تحلّى المسلمون بأخلاق رفيعة لا مثيل لها خلال حروبهم التي خاضوها، و كانت هذه وصيّة الرسول الكريم لهم، فكان الرسول يلتقي الجيوش قبل غزواتهم ومعاركهم ويحثهم على التحلّي بالأخلاق الكريمة، ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (اغْزوا بسمِ اللَّهِ وفي سبيلِ اللَّهِ قاتِلوا مَن كفرَ باللَّهِ ولا تَغُلُّوا ولا تَغدِروا ولا تُمثِّلوا ولا تقتُلوا وليدًا) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فكانوا يبدأون قتالهم بسم الله وعلى بركة الله، وكانوا بالليل يُصلّون لله ويتضرعون له بالنصر أو الشهادة، وفي النهار كانوا رجالًا أشداء أقوياء على أعدائهم وخصومهم، وكانوا يأخذون بكل أسباب النّصر من الاستعداد النفسي وتجهيز المعدات، وكان المسلمون أثناء القتال لا يقطعون شجرة، ولا يهدمون صومعة، ولا يقتلون طفلاً ولا امرأة، ولا شيخًا كبيرًا، ولا يُمثّلون بجثث القتلى حتى لو كانوا كفارًا. [٥]
المراجع
- ↑ أسماء سعد الدين، "معركة اجنادين"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ نجلاء، "احداث ” معركة اجنادين ” بالتفصيل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أول معركة انتصر فيها المسلمون علي الروم"، ejaba، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة «أجنادين»..أول لقاء بين جيوش المسلمين والروم.. «خالد بن الوليد» كلمة السر فى تحويل الهزيمة إلى نصر"، akhbarak، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "معركة أجنادين"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.