محتويات
الماء
الماء هو أساس الحياة على وجه الأرض، فهو ضروري لجميع أنواع الكائنات الحياة سواء الإنسان، الحيوان، والنبات، فلا تستطيع أي من الكائنات الحية مواصلة العيش دون ماء، إذ يعد الماء عنصرًا أساسيًا في العمليات الحيوية التي تحدث لدى هذه الكائنات الحية، كما يدخل كذلك في عمليات تصنيع المنتجات المختلفة، ويشكل الماء نسبة ثلثي مساحة الكرة الأرضية، سنبين لكم في هذا المقال أهمية الماء على الأرض، ونصائح لترشيد استهلاك الماء والمحافظة عليه[١].
أهمية الماء للإنسان
يشكل الماء غالبية وزن جسم الإنسان، كما أنه يشارك في العديد من الوظائف المهمة في الجسم، إذ يحصل الإنسان على الماء من شرب المشروبات، أو تناول الطعام الذي يساهم بكمية صغيرة من الاستهلاك اليومي للماء، ومن أبرز الفوائد التي تعود على الجسم من شرب الماء ما يأتي:[٢]
- تكوين اللعاب: يعد الماء المكون الرئيسي لللعاب، إذ يحتوي اللعاب على كميات قليلة من الإنزيمات والمخاط والإلكتروليت بالإضافة إلى الماء، وهو ضروري لتحطيم الأطعمة الصلبة والحفاظ على صحة الفم، وينتج الفم كميات كافية من اللعاب مع تناول كميات مناسبة من السوائل، كما قد ينخفض إنتاجه نتيجة السن أو تناول بعض الأدوية.
- تنظيم درجة حرارة الجسم: يعد بقاء الجسم رطبًا من الأمور المهمة للحفاظ على درجة حرارة الجسم، إذ يفقد الجسم الماء عن طريق التعرق أثناء الأنشطة البدنية وفي الطقس الحار، إذ يحافظ العرق على برودة الجسم، إلا أن درجة حرارة الجسم سترتفع إذ لم يجدد الماء الذي يُفقد؛ وذلك لأن الجسم يفقد البلازما عندما يكون جافًا.
- حماية أنسجة الجسم والحبل الشوكي والمفاصل: يساعد الماء على تليين المفاصل والأنسجة والحبل الشوكي في جسم الإنسان، مما يساعد على زيادة النشاط البدني لديه، وتقليل حالات التهاب المفاصل.
- التخلص من النفايات والسموم في الجسم: يستخدم الجسم الماء في عمليات التعرق والتبول وحركة الأمعاء، إذ إن العرق ينظم درجة حرارة الجسم عند ممارسة التمارين الرياضية، لذلك فالجسم بحاجة للماء لتجديد السائل المفقود، كما يحتاج الجسم إلى الماء لتجنب حالات الإمساك، بالإضافة إلى أن الماء يساعد الكلى على العمل بكفاءة أكبر ومنع تكون حصى الكلى.
- المساعدة في عملية الهضم: يساعد شرب الماء قبل تناول الوجبات الجسم على تحطيم وهضم الطعام الذي يتناوله بطريقة أسرع، إذ يزيد من فعالية هضم الطعام للحصول على أقصى استفادة منه.
- المساعدة على امتصاص العناصر الغذائية: يساعد الماء الجسم على إذابة الفيتامينات والمواد المغذية الأخرى والمعادن الموجودة في الطعام، ومن ثم يوصل مكونات الفيتامينات إلى بقية أجزاء الجسم.
- المساعدة على فقدان الوزن: يؤدي شرب الماء أثناء اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة إلى المساعدة على فقدان الوزن الزائد.
- تحسين الدورة الدموية للأكسجين: يحمل الماء الأكسجين بالإضافة إلى العناصر الغذائية المفيدة لكامل الجسم، إذ إن شرب الماء يساعد على تحسين الدورة الدموية، وبالتالي الحصول على أثر إيجابي على الصحة العامة.
أهمية الماء للحيوانات
تحتاج الحيوانات إلى المياه لتتمكن من القيام بوظائفها الحيوية على أكمل وجه؛ كتنظيم درجات الحرارة، والتفاعلات الكيميائية المختلفة داخل أجسامها التي تتكون في الغالب من الماء، وغيرها من الأمور المهمة، إذ يحافظ الماء على حياة الحيوانات، ومن أبرز فوائده لأجسام الحيوانات ما يأتي:[٣]
- تنظيم درجة حرارة الجسم: يساعد الماء على منع ارتفاع درجة حرارة أجسام الحيوانات التي يجب أن تبقى ضمن نطاق معين، إذ تتسرب المياه الساخنة الموجودة في أجسامها على شكل عرق، مما يعني أنه ينبغي تجديدها لتجنب الجفاف.
- تنظيم درجة حموضة الجسم: يساعد الماء على معادلة درجة الحموضة في أجسام الحيوانات، وبالتالي يقلل من حدوث التفاعلات الكيميائية غير الصحية، إذ تحتوي الأحماض والقواعد المكونة لأجسام الكائنات الحية على شحنة كهربائية تحتاج إلى مادة تحمل شحنة كهربائية معاكسة لتكوين رابطة كيميائية، لذلك فإن الأحماض الزائدة في جسم الحيوان من شأنها سحب العناصر المفيدة في الجسم.
- المساعدة على التحلل المائي وإنتاج الطاقة: يساعد التحلل المائي على تكسير الروابط في جزيء أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)؛ وهو الجزيء الذي يتشكل عند استقلاب السكر في الجهاز الهضمي وانتقاله إلى جميع خلايا الجسم، إذ يساهم إدخال الماء في سحب ذرة فوسفات واحدة من هذا الجزيء؛ فيتكوّن مركب ثنائي فوسفات الأدينوزين، والذي يطلق الطاقة التي تغذي الجسم عند تحطيمه.
- المساعدة في عمليات الهضم: يعد الماء المكون الرئيسي لبطانة المخاط التي تحمي معدة الحيوانات من التآكل الحمضي، إذ يمر الماء مباشرة إلى المعدة والأمعاء دون الحاجة إلى الهضم، وبالتالي ينشط طبقة بيكربونات الصوديوم الموجودة في الغشاء المخاطي للمعدة ويحميها من حمض الهيدروكلوريك، كما يساعد الماء على تكوين اللعاب الذي يستخدم لتحطيم الطعام في الجسم.
أهمية الماء للنباتات
يساعد ريّ النباتات بكميات كافية ومناسبة من الماء على النمو الصحي لها، وفي حال لم تُسقَ النباتات بكمية كافية من الماء، فإنها لن تستطيع امتصاص المواد الغذائية من التربة، كما أن زيادة الماء عن الحد الطبيعي من شأنه أن يؤدي إلى تعفن جذور النباتات، وبالتالي لن يحصل النبات على ما يكفي من الأكسجين من التربة، إذ يساعد الماء النباتات من خلال نقل العناصر الغذائية المهمة إليه عن طريق التربة، كما يساهم الماء في منع حدوث الجفاف في النباتات وبالتالي ذبولها وموتها، كما يحمل الماء السكر المذاب والمواد الغذائية الأخرى اللازمة لنمو النبات بالطريقة السليمة.[٤]
دور الفرد والدولة في الحفاظ على الماء
يجب على كل شخص في المجتمع أن يكون حريصًا على توفير المياه والمحافظة عليها كي يستمر توفرها، إذ من واجب الفرد أن يقوم بما يلي[١]:
- الحرص على حماية الماء من التلوث، وذلك من خلال الامتناع عن رمي المخلفات أو القمامة في مياه البحار، والنهار، والمحيطات. *الحرص على التوفير في كميات المياه المستخدمة في غسيل وتنظيف الملابس.
- التوفير قدر المستطاع من الماء المستهلك في عملية ري النباتات.
- الاهتمام من قبل الحكومة والجهات المسوؤلة بإنشاء السدود، ووضع الخزانات اإستغلال مياه الأمطار عوضًا عن نزولها في البحار وعدم الاستفادة منه.
- الحرص على سنَ القوانين التي تمنع المصانع من رمي مخلفاتها في موارد المياه، والتشديد على الإلتزام فيها ومعاقبة من يخالفها، وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين يلقون النفايات في مصادر المياه.
- الحرص على إقامة المصانع التي تعمل على تنقية الماء، وأيضًا إنشاء مصانع لتحلية المياه كي تستغل المياه المالحة المتوفرة بكثرة.
- إغلاق صنبور الماء عند الإنتهاء من الاستعمال وعدم فتحه إلا عند الحاجة مع الحرص على إغلاقه جيدًا، والتأكد من عدم وجود أيّ تسريب.
- تركيب قطع وأدوات التوفير التي تسهم في التخفيف من هدر الماء.
- صيانة صنابير الماء والمواسير دوريًا؛ لضمان عدم وجود أي خلل يتسبب في تسريب الماء وهدره.
- إعادة استعمال الماء المستخدم عند غسل الخضروات والفواكة في ري النباتات المزوعة في المنزل أو الحديقة الخاصة.
- يجب ري المزروعات في ساعات الصباح الباكر أو عند غروب الشمس كي لا تتعرض المياه للتبخر سريعًا، مما يتسبب في مضاعفة عدد مرات الري حتى تأخذ المزروعات كفايتها من الماء.
- يجب تجنب الطرق القديمة في الري، والتوجه نحو استعمال الأساليب الحديثة والتي من أهمها الريّ بالتنقيط، إذ تكون احتمالية هدر الماء معدومة تقريبًا، مما يؤدي إلى توفير الماء المستخدم في مجال الزراعة.[٥]
- يجب على أولياء الأمور توعية الأبناء وإرشادهم إلى ضرورة الاقتصاد في الماء، وذلك من خلال بعض الممارسات التي من أهمها التقليل من وقت الاستحمام والتخفيف من كميات الماء المهدورة خلاله.
- الحرص على توعية صغار السن بضرورة الابتعاد عن اللعب بالماء وذلك بقصد الحفاظ عليها، ورغبةً في تجنب خطر الوقوع فيها والغرق أو الإصابة بالكسور والجروح.
- الحرص على إخراج الللحوم والأغذية المجمدة المراد إستخدامها قبل ساعات كي تذوب وتصبح جاهزة للاستخدام، والابتعاد قدر الإمكان عن إذابتها عن طريق فتح حنفية الماء عليها، إذ إن ذلك يتسبب بإهدار كميات كبيرة من المياه.
الطرق المتبعة في ترشيد استهلاك المياه
يعدّ ترشيد استهلاك المياه أمرًا لا يقتصر على الأفراد في المجتمعات، ولا حتى المجتمعات ككل، فهو أيضًا يشمل الحكومات وما تقيمه من مشاريع لها دور هام في حسن استغلال المياه، وفيما يأتي أهم الطرق المتبعة عند الأفراد والمجتمعات والحكومات: [٦][٧]
- يمكن للدولة وجهاتها المختصة أن تضع برامج توعوية هادفة لأساليب ترشيد وحسن استغلال المياه على مستوى الأفراد، وهي كالآتي :
- حسن التعامل مع صنابير المياه في البيوت، إذ يُفتح الصنبور عند الحاجة إليه فقط، والتأكد من إغلاقة بإحكام.
- تركيب بعض الأدوات التي من شأنها تقليل استخدام المياه، وهي موجودة في الأسواق بكثرة.
- صيانة الوحدات الصحية في البيوت باستمرار.
- إعادة استخدام المياه المستغلة في غسل بعض الخضروات والفواكه في ري المزروعات المنزلية.
- اتباع النصائح العلمية في ري المزروعات وأعمال الفلاحة، لا سيما أن النبتة كأي كائن حي تكتفي بقدر معين من الماء، وكذلك ثمة أساليب زراعية حديثة وفرت الكثير من المياه المستخدمة في عمليات الري.
- يمكن للدول أن تضح البرامج وتقيم العديد من الإنشاءات التي من شأنها أن تساهم في حسن استغلال الموارد المائية، وبالتالي تعدّ هذه كطريقة لترشيد استهلاك المياه ولكن بشكل عكسي، فمن الممكن أن تُعيد معالجة مياه الصرف الصحي وتستخدمها في ري المزروعات وسد حاجة المنشآت الصناعية، وكذلك بناء السدود التي تُجمّع مياه الأمطار كما حصل في المملكة الأردنية الهاشمية.
تلوث المياه وأنواعه
من أبرز المشاكل التي يواجهها الإنسان في العصر الحالي هي مشكلة توفير المياه الصالحة للاستخدام البشري والشرب؛ وذلك بسبب زيادة نسبة تلوث المياه جراء تعرضها للعديد من الملوثات والمواد الكيميائية التي يضيفها إليها الإنسان في أنشطته الحياتية المختلفة، ويقسم التلوث إلى مجموعة من الأنواع متمثلة بـ:[٨]
- التلوث الطبيعي: هو التلوث الذي يحدث بفعل تعرض المياه لعدد من العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى تغير خصائصه الفيزيائية مثل: تغير درجة الحرارة والحموضة.
- التلوث الكيميائي: هو التلوث الذي يحدث نتيجة إضافة الإنسان لعدد من المواد الكيميائية التي تؤدي بدورها إلى زيادة تركيز وتراكم المواد الضارة داخل المياه لتفقده صلاحيته للاستخدام البشري بجميع أنواعه.
- التلوث العضوي: هو التلوث الذي يحدث نتيجة إضافة بعض الأجزاء الخاصة بالكائنات الحية إلى المياه أو عن طريق ترسب البراز الخاص بهم داخله.
أسباب تلوث المياه
توجد الكثير من الممارسات التي يقوم بها الإنسان فى البيئة تؤدي إلى تلوث المياه، لذا فإنه توجد العديد من المصادر التي تسبب تلوث المياه، من أهمها ما يأتي:[٩]
- مخلفات الصرف الصناعي: يرتكز تلوث الماء الناتج عن المصانع على نوع المنتوجات التي ينتجونها، وأيضًا على طبيعة المعالجة في كل مصنع، ولكن تشترك معظم المصانع في إلقائها لكميات كبيرة من المواد الكيميائية والعناصر السامة التي تؤدي إلى تلوث الماء.
- المبيدات الكيماوية: أدى الاستعمال الكبير للمبيدات الكيميائية في مجال الزراعة والمجال الصحي إلى تلوث المصادر المائية بالمبيدات، إما مباشرة من خلال رميها ووضعها فى المياه، أو بطريقة غير مباشرة بوجودها في مياه الصرف الزراعي والصناعي ومياه الصرف الصحي التي تصل إلى المسطحات والتي يمكن أن تصل إلى موارد المياه الجوفية.
مفهوم ترشيد استهلاك المياه
الترشيد يعني التقليل، أي عدم التهور والتعامل مع الشيء بنوع من النضوج، وهي صفة تعود على سلوك جماعي في المجتمعات، وإن اقتصار عدم الترشيد على الأفراد فإن هذا يعني أن ثمة عيوب في شخصهم، ويمكن وصفهم باللامسؤولين والمبذرين والأنانيين، وبالتالي فإن ممارسة نشاطات توعوية للوصول إلى ترشيد استهلاك المياه هو أمر صعب ولكن يمكن تحقيقه بأساليب علمية مدروسة من قبل الجهات المسؤولة في أي دولة، ووضع المعايير المضبوطة التي من شأنها الوصول لهذا الهدف، وهذه المعايير يجب أن تشمل جميع القطاعات بما فيها القطاع الزراعي المرتبط بالإنتاج الحيواني أو النباتي والترشيد، عدا عن الاستخدام الأمثل للمياه، فإنه يشمل أيضًا عملية الحصول على الماء التي يجب أن تكون بأقل التكاليف المالية، فمثلًا بعض دول الخليج تحلي مياه البحر، وهو في الوقع أمر مكلف، فلا يمكن أن نقول أن ترشيد المياه تحقق لديهم كون الحصول عليه هو أمر يحتاج إلى تكاليف عالية جدًا. [١٠][١١]
المراجع
- ^ أ ب رندة عبدالحميد، "موضوع تعبير عن الماء واهميته بالعناصر والافكار "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 30_7_2019. بتصرّف.
- ↑ Natalie Butler (19-3-2019), "Why Is Water Important? 16 Reasons to Drink Up"، healthline, Retrieved 10-7-2019. Edited.
- ↑ Michael O. Smathers (25-4-2018), "Importance of Water in Animal Life"، sciencing, Retrieved 10-7-2019. Edited.
- ↑ Shari Armstrong (4-5-2018), "How Does Water Affect Plant Growth?"، gardeningknowhow, Retrieved 10-7-2019. Edited.
- ↑ "كتابة موضوع تعبير عن ترشيد استهلاك المياه"، moso3a، 12_11_2018، اطّلع عليه بتاريخ 30_7_2019. بتصرّف.
- ↑ "آليات وسبل ترشيد استهلاك الماء"، bayut، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "8 نصائح لترشيد استهلاك المياه.. تعرف عليها"، youm7، 14-2-2018، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "طرق تنقية المياه ومعالجتها"، مجلتك، 21-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "What is Water Pollution?", conserve-energy-future, Retrieved 17-3-2021. Edited.
- ↑ Sameh، "أهمية ترشيد استهلاك الماء والكهرباء وطرق تطبيقة"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "المياه ثروة طبيعية فلنحافظ عليها"، eau-en-tunisie.e-monsite، اطّلع عليه بتاريخ 9-7-2019. بتصرّف.