محتويات
تمارين كمال الأجسام
قد تلجأ إلى ممارسة تمارين كمال الأجسام ورفع الأوزان من أجل حرق الدهون وكسب المزيد من الكتل العضلية الضخمة، وعادةً ما تشتمل برامج وتمارين رفع الأثقال على ممارسة التمارين التي تهدف إلى تفعيل جميع عضلات الجسم، بما في ذلك عضلات الصدر، والكتف، والذراع، والساق، وغيرها، ويُمكن لهذه التمارين أن تؤدي ليس إلى تضخيم عضلاتك فحسب، وإنما إلى تقويتها أيضًا وحرق المزيد من الدهون؛ لأن الكتلة العضلية تُعد أصلًا أكثر نشاطًا من الناحية الأيضية من الكتلة الدهنية، وهذا يُساهم في التخلص من السعرات الحرارية حتى أثناء فترات راحتك، لكن الكثير من النساء يرفضن الانخراط في ممارسة تمارين كمال الأجسام أو رفع الأوزان عكس الرّجال، وذلك لخشيتهن من بناء كتلة عضلية وجعل أجسامهن تبدو أضخم مما يجب، وهذا يدفع بهن إلى إمضاء الوقت في ممارسة تمارين الكارديو فقط، وهنالك أيضًا قلق بين أوساط بعض الناس حول الأضرار المحتملة لتمارين كمال الأجسام على الطول، خاصة عند المراهقين والأطفال الذين ما زالت أجسامهم في طور النمو، وستحاول الأسطر التالية بيان المزيد حول هذا الأمر[١].
أضرار كمال الأجسام على الطول
يستمر الجسم بالنمو حتى يصل إلى ذروته الطبيعية في بدايات العشرينات من العمر، وما إن يصل الهيكل العظمي إلى طوله النهائي، حتى تبدأ الصفائح الغضروفية الموجودة في نهاية العظام بالتحول تدريجيًا إلى عظام أيضًا، لينتهي بذلك النمو ويصل الإنسان إلى طوله النهائي الذي لن يتغير بعد ذلك كثيرًا، لكن المشكلة في أن الصفائح الغضروفية الموجودة في نهاية العظام عرضة للإصابات المباشرة، وفي حال أصيبت بالضرر، فإن من المحتمل ان يؤثر ذلك –من الناحية النظرية على الأقل- على النمو أو طول العظام لدى المراهقين والأطفال الذين ما زالت أجسامهم في طور النمو، وهذا الأمر أدى إلى موجة من القلق بين الناس حول إمكانية أن تؤدي تمارين رفع الأوزان وأشكال الرياضة المجهدة الأخرى إلى انعكاساتٍ سيئة على الطول، لكن الباحثين قد نفوا وجود أدلة علمية تؤكد على إمكانية أن تؤدي هذه التمارين إلى مشاكل في النمو والطول، بل وعلى العكس من ذلك، تحدث بعض الخبراء عن أدلة علمية تؤكد على إمكانية أن تُساهم تمارين رفع الأوزان في تقوية الهيكل العظمي وتقليل فرص حدوث الإصابات البدنية.
وهنالك بعض الخبراء الذين ذهبوا إلى حد نصح الأطفال والمراهقين بالانخراط في تمارين تقوية العضلات لـ 3 أيام في الأسبوع لتجنيبهم خطر الإصابة بالسمنة، وعليه فإن القول بأن تمارين كمال الأجسام ضارة بالطول هو غير صحيح، لكن يُمكن بالطبع أن يتأثر الطول بعوامل أخرى؛ كالتغذية السيئة وكثرة التعرض للالتهابات أو العدوى[٢]. لكن وفي نفس الوقت، يتخذ خبراء آخرون موقفًا أكثر تحفظًا اتجاه السماح للمراهقين بممارسة رفع الأوزان أو كمال الأجسام، وينصحون بتجنب السماح للمراهقين بممارسة أي من هذه الرياضات، والحرص بدلًا من ذلك على ممارسة أنواع الرياضية الهادفة إلى تحسين لياقتهم البدنية دون تعريضهم لخطر الإصابات البدنية ودون الطموح لزيادة حجم العضلات عبر رفع الأوزان الثقيلة، لكن يبقى من المسموح به ممارسة هذه التمارين عند الشباب الذين اجتازوا مرحلة المراهقة أو الرشد[٣].
نصائح لتجنب أضرار كمال الأجسام
عند التّحدّث عن فترات النّمو والطّول وغيرها من الأُمور، فنحن ما زلنا في فترة الطّفولة أو المُراهقة لأنّها فترة النّمو، ومن هُنا يُمكننا القول بأنّ طفلك قد ينخرط في برامج وأندية كمال أو بناء الأجسام ورفع الأوزان، وقد تُضطر إلى التعود على ذهابهم إلى هذه الأندية، وهذا بالطبع قد لا يحمل أي مشكلة لكن هنالك بعض الأمور والنصائح التي يجب عليك تعليمها لأولادك لتجنب أضرار تمارين حمل الأوزن على أجسامهم، مثل[٤]:
- عدم الاستعجال في حمل الأوزان الثّقيلة: يفضل أن تعلم طفلك أن حمل الأوزان الثقيلة ليس شيئًا بمقدوره تحمله أو ممارسته بين ليلة وضحاها، وإنما يجب عليه تمرين جسده تدريجيًا وبناء عضلاته بوتيرة بطيئة وليس سريعة.
- لا داعٍ لكسب المزيد من الكتلة العضلية أصلًا: ينصح الخبراء بعدم تفكير الطفل في زيادة كتلته العضلية، وإنما إلى ممارسة تمارين رفع الأثقال لغرض تقوية العضلات والأعصاب وجعلها مؤهلة لرفع المزيد من الأوزان مع مرور الوقت.
- العمر مجرد رقم ليس إلا: لا يوجد معيار أو عمر محدد للسماح للمراهقين أو الأطفال بالبدء بممارسة تمارين رفع الأوزان، لكن بالطبع يجب عليهم الالتزام بقواعد السلامة وعدم حمل أوزان تفوق طاقتهم.
- الرقابة ضرورية أيضًا: لا بد من وجود أحد أخصائيي أو محترفي اللياقة البدنية لمراقبة وتوجيه الأطفال والمراهقين عند انخراطهم ببرامج أو تمارين رفع الأوزان.
- نصائح إضافية: إذا كنت ترغب بممارسة تمارين كمال الأجسام أو رفع الأوزان يفضل أن تحرص على التنفس بحرية أثناء ممارسة هذه التمارين وتحضر نفسك لتقبل التقرحات العضلية التي ستشعر بها بعد تجربة التمارين الجديدة[١].
- التحمية ضرورية: يفضل أن تعود طفلك أو ابنك المراهق على ممارسة تمارين التحمية لمدة 5-10 دقائق قبل الانخراط في ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة؛ وذلك من أجل تحمية العضلات وجعلها مستعدة لما هو قادم[٥].
مَعْلومَة
قد لا تكون على علم بأن الطول ينقص تدريجيًا وبوتيرة طبيعية مع تقدمك بالعمر، وتشير التقديرات إلى فقدان الإنسان ل0.6-1.27 سنتمتر من طوله خلال كل عشر سنوات بعد الوصول إلى عمر 40-50 سنة، وتتسارع وتيرة خسارة الطول أثناء السنوات المتأخرة من العمر، وتخسر النساء عادةً طولًا أكثر من الرجال، ويرجع سبب نقصان الطول مع التقدم بالعمر إلى جفاف وانضغاط الأقراص الواقعة بين فقرات العمود الفقري، بل ويُمكن لهذه الفقرات أن تنهار تمامًا أو أن تتكسر نتيجة لانخفاض الكثافة العظمية الناجمة عن الإصابة بهشاشة العظام الذي يُصيب الكثير من كبار السن، ومن الجدير بالذكر أن نقصان الطول يُمكن أن ينجم عن فقدان الكتلة العضلية في جذع الجسم أيضًا، كما أن التسطح التدريجي للتقوسات الباطنية الموجودة في أخمص القدم قد يتسبب في حدوث نفس الأمر، وفي النهاية يجب لأن نذكرك بأن التغذية السيئة وبعض المشاكل الأيضية والتغيرات الفسيولوجية يُمكن أن تؤدي إلى إنقاص الطول عند البعض أيضًا[٦].
المراجع
- ^ أ ب Heather Black (19-3-2020), "An Overview of Weight Training"، Very Well Fit, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ Aubrey Bailey, PT, DPT, CHT (25-2-2019), "Can Lifting Weights When Young Stunt Your Growth?"، Livestrong, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ "Weight Training for Teens", Stanford Children's Health, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ Daniel Bubnis, MS, NASM-CPT, NASE Level II-CSS (18-6-2018), "Does Lifting Weights Stunt Growth?"، Healthline, Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ "Strength training: OK for kids?", Mayo Clinic,22-1-2020، Retrieved 11-6-2020. Edited.
- ↑ "Why You Shrink As You Age", Berkeley Wellness,21-7-2015، Retrieved 11-6-2020. Edited.
