محتويات
أسباب الانحراف الفكري
يُعرف الانحراف الفكري بأنه التمسّك بفكر معين، أو التمسّك بمجموعة من الأفكار والتي قد تكون دينيّة أو سياسيّة أو أيديولوجيّة، والشعور بالقدرة على امتلاك الحقيقة الكاملة والمُطلقة وخَلْق فجوة بين الشخص صاحب الفكر المنحرف والمجتمع الذي يعيش فيه وينتمي إليه، مما يؤدي إلى عزل الشخص لنفسه وإعاقة ممارسته للتفاعلات الاجتماعيّة التي تجعله فردًا منتجًا وفاعلًا، فهو خروج من مظاهر التوازن والاعتدال ومَيل إلى التطرّف والمبالغة في جميع جوانب الحياة الدينيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والأمنيّة، فكل فكر مُخالف لرأي الجماعة يُعد فكرًا منحرفًا، وللانحراف الفكري عدّة أسباب منها:[١]
- الجهل في الدّين وأحكامه.
- قصور في فهم الإسلام وتعاليمه، والابتعاد عنالدّين الإسلامي الصحيح.
- عدم قيام العلماء والمرشدين والآباء بواجبهم تجاه توجيه الشباب وتقديم النّصح والإرشاد لهم والقصور الكبير في ذلك.
- الإحباط وسيطرة الدول العظمى على الدول الضعيفة وفرض هيمنتها عليها.
- انتشار البطالة.
- ضعف العلاقة الأسريّة بين الأبناء والآباء.
- عدم وجود برامج خاصة لملء أوقات الفراغ لدى الشباب، وإضاعة أوقاتهم فيما لا فائدة منه.
- فشل المؤسسات التعليميّة ووسائل التواصل الاجتماعي بالقيام بدورها الوقائي والتربوي.
كيف تتخلص من الانحراف الفكري؟
يوجد عدّة طرق ووسائل يمكنك من خلالها التخلص من الانحراف الفكري للشباب، وهذه الوسائل لا تقتصر على الأهل فقط ولكن تتعداها إلى المجتمع والدولة وجميع المؤسسات الدينيّة والتعليميّة، فموضوع الانحراف الفكري يحتاج إلى تضافر جميع الجهود لمواجهة هذا الإنحراف الذي قد يودي بصاحبه وبالأشخاص من حوله إلى نهاية لا تُحمد عُقباها، ويمكنك التخلّص من الانحراف الفكري في محيطك ومعالجته عن طريق:[٢]
- أظهر الفكر الإسلامي الحقيقي لغيرك: من خلال إيضاح صورة الإسلام السّمحة واعتداله وتوازنه، والعمل على تقوية انتماء الشباب من أصحاب الفكر المنحرف لهذا الدّين واعتزازهم به، وهذا يساعد في الثبات على الطريق الصحيح، وبالتالي القضاء على الفكر المنحرف وتقليل انتشاره ومحاصرته.
- تعرف على الأفكار المنحرفة واحمِ نفسك منها: فعند معرفة الأفكار المنحرفة والهدّامة يمكننا تنوير الشباب، ومنع هذه الأفكار من الدخول إلى عقليتهم، ومكافحة هذه الأفكار المنحرفة بطرق علميّة ومدروسة.
- استخدم أسلوب الحوار والإقناع: فيمكن ذلك عن طريق إتاحة الفرصة للشباب للحديث عن همومهم على العلن، والابتعاد عن السريّة من خلال الحوار المفيد واستخدام أسلوب الإقناع، ومخاطبة العقول والقلوب معًا.
- احرص على اتباع أسلوب الوقاية قبل العلاج: فقبل البدء بالبحث عن العلاج لانحرافات الشباب الفكرية، يجب الوقاية من هذه الانحرافات الفكريّة، وهي مسؤوليّة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع من رجال الدّين والعلماء والمُفكرين والأساتذة.
- تعرف على خطورة الانحراف الفكري وآثاره المُدمّرة: فيمكن التنبيه على خطورة الفكر الانحرافي من خلال عقد الندوات والجلسات الشبابية والتحذير من خطورته عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتوعية الشباب بخطورته وعواقبه الكارثية.
- تفعيل دور الإعلام والقنوات الفضائيّة: فيجب أن تتولّى القنوات الفضائيّة ووسائل الإعلام عامة بدورها التحذير من الانحراف الفكري، من خلال تحذيرها من الأفكار الهدّامة والمنحرفة التي تهدد معتقدات المجتمع المعتدلة والمتوازنة، ومخاطبة عقول الشباب، وعرض المشكلات الفكريّة التي تواجههم ومناقشتها والعمل على إيجاد حلول لها.
- استخدم أسلوب المُصالحة والشفافية: من خلال النهوض بالأمة والمحافظة على مكتسباتها وأموالها، ومعالجة الفساد، ومحاسبة الفاسدين، والمصالحة مع الشباب من خلال حل المشاكل الاجتماعية التي تواجههم من الفقر والبطالة وغيرها من المشاكل، وتحديث الأنظمة لتلبية طموحهم والنهوض به، ومنع أي أفكار متطرفة أو منحرفة.
سؤال وجواب
ما هي مظاهر الانحراف الفكري؟
هناك عدّة مظاهر وأشكال للانحراف الفكري، تعرف فيما يلي على أهمها:[١]
- التطرّف: وهو التجاوز والمبالغة في تقدير الأمور، وقد ينتشر التطرّف إلى الممارسات الحياتيّة اليوميّة ولا يقتصر على الدّين، فقد يكون التطرّف في الفكر والسلوك معًا، وقد يكون في طبيعة الملابس، والمظهر العام للشخص، أو قد يظهر التطرّف من خلال التعامل مع أفراد الأسرة أو أفراد المجتمع ككل، وقد يكون التطرّف سياسي أو ديني أو اجتماعي.
- التكفير: وهو من أخطر مظاهر الانحراف الفكري، ويترتب على هذا النوع تكفير الآخرين وإخراجهم من المِلّة، وبالتالي استباحة أموالهم وأعراضهم ودمائهم، وهذا النوع من الانحراف الفكري هو سبب في الكثير من الضلالات والانحرافات، وهو الأخطر على الفرد والجماعة لأن الشخص يصدر من خلاله أحكامًا عشوائية على الآخرين دون التثبت منها، ودون وجود أي ضوابط شرعية لهذه الأحكام.
- العُنف وعدم التسامح مع الرأي الآخر: فقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس بأفكار وآراء مختلفة في كل شيء في الحياة، فالبشر مخلوقون في ميول ورغبات وقدرات عقليّة مختلفة، ولكن أصحاب الفكر المُنحرف يرون رأيهم فقط دون أي اعتبار لرأي الطرف الآخر ومَن خالفهم رأيهم يعتبرونه مخطئًا ويضع هؤلاء قيودًا على تفكير الآخرين وآرائهم، فالعنف وعدم التسامح مع الآخر من أهم العوامل في التعصّب والانحراف الفكري والسلوكي لدى الأفراد والجماعات.
ما هي خطورة الانحراف الفكري؟
إن الانحراف الفكري يختلف عن الانحراف الأخلاقي اختلافًا كليًا، فالانحراف الأخلاقي يمكن معالجته بسهولة عن طريق إعطاء عدد من المواعظ والخطب والنصائح التي تقوّم السلوك، ولكن خطورة الانحراف الفكري تكمن في خروج الشخص عن الدّين، وتعارض أفكاره مع العقيدة الإسلاميّة السّمحة، والسير وفقًا لقواعده الخاصة وعدم الامتثال لضوابط المجتمع، فالانحراف الفكري سبب رئيسي في هدم المجتمع وتدمير شبابه وتشتيت طاقاتهم وقتل مواهبهم وقدراتهم وبالتالي يؤدي إلى الحصول على مجتمع خالٍ من أي طاقات وقدرات تقوم على بنائه وتطويره وتنميته، فالشباب هم الركن الأساسي التي تقوم عليه المجتمعات، ومتى هُدِم هذا الرّكن سيكون ذلك سببًا رئيسيًا في تدمير المجتمع بأكمله، فالانحراف الفكري من الظواهر الخطيرة التي تجعل المجتمعات تشحذ جميع إمكانياتها للقضاء عليها والتخلّص منها للنهوض بالشباب وطاقاتهم، وإبعادهم عن الأفكار الضالة والمُضللة، وصنع كرامة وعزة الأمة وصون كبريائها وحِماها.[٢]
ما هي آثار الانحراف الفكري؟
يوجد عدد من المخاطر التي قد تنطوي على الانحراف الفكري، والتي قد تؤدي إلى وصول الشخص إلى مرحلة من التطرّف والتي يصعب السيطرة عليها في الكثير من الأحيان، ومن أهم مخاطر الانحراف الفكري التي قد تنتقل إلى الأفراد والمجتمعات وتؤدي إلى حدوث شرخ في عادات وقيم المجتمع، وحصول عدد من الأضرار والمخاطر على الشخص نفسه وعلى الأشخاص المحيطين به هي:[٣]
- تعريض حياة الشخص المنحرف فكريًا وحياة مَن هم حوله إلى الخطر الشديد نتيجة لأفكاره المتطرفة والمنحرفة.
- استخدام العنف والتشدد ضد الأشخاص المحيطين بالشخص المنحرف فكريًا.
- التسبب بأضرار كبيرة على الممتلكات العامة والخاصة إذا لم يعالج موضوع الانحراف الفكري باكرًا.
- الانحراف الفكري هو معارضة صريحة للقيم الإنسانيّة والتعاليم السّمحة، مثل الديمقراطية، وسيادة القانون، والحرية الفرديّة، واحترام الأديان.
- الشخص المنحرف فكريًا قد يؤدي إلى تعطيل نظام إلكتروني أو يتدخّل به لنشر أفكاره وبث سمومه الضارة على الأفراد والمجتمعات.
المراجع
- ^ أ ب Naif Rashed Alrehaili , "Intellectual Deviation: Concept, Causes and Manifestations", ipedr, Retrieved 2020-10-01. Edited.
- ^ أ ب "Proceedings of the 1st International Conference on Contemporary Education and Economic Development (CEED 2018)", atlantis-press, Retrieved 10-4-2020. Edited.
- ↑ "Terrorism and Extremism", educateagainsthate, Retrieved 2020-10-01. Edited.