الاسم القديم لإقليم كوسوفو
كان يطلق قديمًا على إقليم كوسوفو اسم داردانيا، ومنطقة البلقان سكنها الإليريون أسلاف الألبان في البداية، ومنهم جاء الداردان الذين سميت المنطقة بـ (داردانيا) على اسمهم، وداردانيا من الولايات الخاضعة للحكم الروماني بعد معركة بيندا في عام 168 قبل الميلاد، وفي القرنين السادس والسابع الميلادي قدم السلاف واستوطنوا المنطقة، وأصبحت داردانيا تابعة للدولة السلافية الأولى، وفي أواخر القرن التاسع ضمت الإمبراطورية البلغارية دانداريا لأراضيها حتى القرن الثالث عشر الميلادي بسبب الخلافات الدائمة مع الدولة البيزنطية، وفي الفترة الأخيرة من الحُكم البلغاري للمنطقة أُطلق اسم كوسفو لأول مرة على المنطقة، ويختلف الباحثون في الشؤون السلافية عن أصل الاسم فمنهم يعتقد أنه من كلمة شحرور ومنهم يعتقد أنه من كلمة الحصاد، وبرز الاسم لأول مرة في الوثائق في نهايات القرن الثاني عشر في مراسلات الأمير نيمانيا أمير دولة صربيا الجديدة المتشكلة في المنطقة، وقد أخذ الاسم بالبروز لاحقًا في الوثائق بأشكال مختلفة، وتحولت ولاية كوسفو لمنطقة قوية في عهد الملك دوشان في أعوام 1331م-1355م بفضل أراضيها الخصبة ومناجم الذهب والفضة المنتشرة على أراضيها.[١]
ولاية قوصوه
قوصوه هو الاسم العثماني لكوسوفو، وقد وقعت تحت الحُكم العثماني بعد معركة قوصوه في عام 1389م بين الجيوش العثمانية والجيش الصربي والألباني، وكانت تسمى المنطقة بالإضافة لقوصوه نسبة لسهل دوكاجين، وبقيت المنطقة تحت التاج العُماني حتى تشكلت ولاية قوصوه ذاتية الحُكم في عام 1878م، وأراضيها كانت تشمل كوسوفو حاليًا، وجزءًا من مقدونيا، وإقليم الدانوب وإقليم راشكا الواقع في صربيا والجبل الأسود، وكانت الولاية تابعة للتاج العُثماني لكنها في الواقع محتلة من مملكة النمسا-المجر، وكانت عاصمتها أوسكوب، وعدد سكان العاصمة يقارب 33 ألف نسمة، وتشكلت الولاية بعد انتفاضة 1878 من قبل جمعية ضمت رؤساء دوائر المنطقة للتحرر من الحُكم العثماني وتوحيدها مع دولة صربيا المُتحاربة مع العثمانيين، ومع دخول الجيش الصربي لمدينتي لنيش وفراني في أواسط سنة 1878م امتد التمرد لجميع مناطق كوسوفو وتحولت لإنتفاضة عارمة، لكنها قمعت من الجيش العُثماني، لكن الدولة العُمانية فقدت السيطرة التامة على الأراضي بعد معاهدة برلين عقب الحرب التركية الروسية.[٢]
بين أعوام 1880م-1902م حدثت الكثير من التغييرات السياسية والإدارية في كوسوفو، وفي نهاية هذه الفترة حدثت المذبحة الشهيرة للصرب على يد الألبان في شمال كوسوفو، وفي عام 1910م اندلعت الانتفاضة الألبانية في مدينة بريشتينا وانتشرت بسرعة في كامل أراضي كوسوفو، واضطر السلطان العُثماني في عام 1911م لزيارة كوسوفو ولعقد حل سلمي ومحادثات تسوية لجميع المناطق المأهولة بالسكان، لكن المعاهدة لم تستمر إلا عدة أشهر، ثم اندلعت حلب البلقان في عام 1912م ومع نهايتها انتهى الحكم العثماني للمنطقة وتقاسمت صربيا والجبل الأسود ولاية قوصوه، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى ضمت المنطقة للدولة الحديثة يوغسلافيا.[٢]
كوسوفو في الحاضر
كانت المنطقة جزءًا من الحضارة العُمانية طيلة خمسة قرون، مما أثر على عاداتها وتقاليدها العثمانية التركية، وحاليًا يبلغ عدد سكانها قرابة 2 مليون نسمة، وتبلغ مساحتها 6.5 كلم2، تحدها مقدونيا جنوبًا، وصربيا شمالًا، والجبل الأسود في الشمال الغربي وألبانيا غربًا، ومناخ كوسوفو مُعتدل ويكون حارًا في الصيف ومُثلجًا في الشتاء، وتُشكل الغابات ما نسبته 40% من أراضيها، ويصب فيها أنهار كثيرة أشهرها نهر بللي دوريم ونهر أبيار أحد.[٢]
يُشكل المسلمون الأغلبية من سكانها بنسبة 95%، وقد انتشر الإسلام فيها في نهايات القرن الرابع عشر مع الفتح الإسلامي العُثماني للمنطقة، وتضم كوسوفو حاليًا قرابة 800 جامع، وتحتوي على مناطق طبيعية وآثار عديدة منها:[٣]
- بحيرة قازيفودا: وهي بحيرة اصطناعية بنيت في عام 1977م لتوفير المياه لسكان شمال ووسط كوسوفو، وتمتد البحيرة على طول 24 كلم مما يوفر المساحة اللازمة لممارسة رياضة السباحة والمشي.
- مدينة بريشتينا: من أجمل المدن في كوسفو، وفيها مزيج فريد من التراث العُثماني والتصميم الشيوعي والحديث، وكانت المدينة تُعد المركز التجاري العُثماني الرئيسي في كوسوفو، كما كانت العاصمة الاقتصادية في زمن الشيوعية.
- مدينة بريزرن: مدينة تعود للعُصور الوسطى، تحوي الكثير من المناظر الخلابة والكنائس الأرثوذكسية القديمة، كما يوجد فيها مسجد سنان باشا المُشيد في عام 1615م وقت الحُكم العُثماني.
- مدينة بيخا: وهي مدينة ممتلئة بالتراث العُثماني الممزوج بالتراث الصربي، ولها موقع مُميز عند سفح جبلين يُطلق عليهم الجبال الملعونة.
- دير جراشانيكا: ويقع هذا الدير في مدينة جراشانيكا مركز المُجتمع الصربي في كوسوفو، وتحوي منطقة الدير على أربع منشآت شُيدت في القرن الرابع عشر، وقد ضُمت منطقة الدير لقائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
المراجع
- ↑ محمد م الأرناؤوط (25-03-1998)، "دلالات الاسم والتاريخ . من كوسوفو الى قوصوه وكوسوفا تطورت المأساة وبدأت تهدد البلقان "، alhayat، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مُحرري المعرفة، "ولاية قوصوة "، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.
- ↑ مُحرري المسافر العربي، "السياحة في كوسوفو و دليلك لأجمل الاماكن السياحية بها"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 09-08-2019. بتصرّف.