الحمّام
يقول المثل: العقل السليم في الجسم السليم، فهذه مقولة استخدمها العرب من حيث الربط بين نظافة البدن وسلامة الفكر العقلي، فلم تكن شيئًا مقصورًا على المظهر الخارجي فقط، وقيل أيضًا: من نظف ثوبه زال همه، ومن طاب ريحه زان عقله؛ ولهذا كثر انتشار الحمّامات الشعبية -بالذات الحمّامات التركية والمغربية- خلال الحضارة العربية في الكثير من المناطق؛ مثل: دمشق، والقاهرة، وبغداد.[١]
نبذة عن تاريخ الحمّامات الشعبية
تختلف الروايات التاريخية في تحديد البدايات الأولى للحمّامات الشعبية؛ فإحداها تخبر أن الفراعنة هم أول من استخدم فكرة الحمام، ويقال أيضًا إنها تعود إلى زمن سيدنا سليمان -عليه السلام- حيث بناؤه كان بمساعدة الجن. وتذكر أغلب الأبحاث أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد خلا العصر الروماني في إيطاليا، إذ كانت فكرتها تقوم على بناء مجموعة من الأحواض ذات الحجم الصغير تحتوي الماء البارد والساخن، وبعض الدهانات المستخدمة في المساج والتدليك، وهي متاحة لكل الناس كبارًا كانوا أو صغارًا بالمجان. وفي الوقت ذاته وُجدت حمّامات خاصة بالإمبراطور؛ مثل: نيرون، ودقلديانوس، إذ تميزت بضخامتها المشتملة للمكتبات، والملاعب، والحدائق لتحقيق الدور الترفيهي إلى جانب الاغتسال. وأما بالنسبة إلى البلاد العربية فقد ظهرت الحمّامات الشعبية مع بداية العصر الإسلامي؛ إذ أنشأ عمرو بن العاص أول حمام عمومي في مصر. وأما بلاد المغرب العربي فقد تأثرت نشأة حمّاماتها الشعبية بالطراز الأندلسي؛ نتيجة القرب الجغرافي والتبادل الثقافي، وكانت تلحق بالبناءات الاجتماعية والدينية؛ مثل دور العبادة؛ وذلك لأن الدولة الحاكمة دينية والطهارة من أهم أسس الدين الإسلامي.[٢]
تعريف الحمّام المغربي
يرجع اللغويون إلى أن أصل كلمة الحمّام تعود إلى الحمّة؛ أي العين الحارة التي يقصدها المرضى للشفاء من الأمراض المتعلقة بالجلد، ومثالها حمّة الإسكندرية التي تشفي من البرص. وأما آخرون يرون أن أصلها يرجع إلى حميم؛ أي الماء الحار، فحين يقال حمّ الماء؛ أي سخّنه واستحم بمعنى اغتسل بالحميم، وبعدها أصبح كل اغتسال يدعى استحمامًا سواء أكان الماء باردًا أم ساخنًا، وآخرون أطلقوا عليه اسم البلّان؛ أي يبلّ داخله بمائه أو عرقه. وأما تعريف الحمّام المغربي فهو عادة شعبية قديمة متوارثة بين الأجيال وصولًا إلى شتى المناطق العربية كذلك الأوروبية. فهو يحظى باهتمام خاص في نطاق الموروث الثقافي المغربي متمثلًا بالتغيير الذي يطرأ على جسد المرأة بعد استعمالها للحمّام، والشعور بالنظافة، والراحة والانتعاش، وتختلف تجهيزات الحمام وطقوسه باختلاف المناسبات؛ كالزفاف، أو البلوغ، أو العلاج، وغيرها من المسببات، فالتصور الشعبي المغربي أن المرأة تزداد جمالًا وأناقة بعد خروجها من الحمّام.[٢][٣]
مكونات الحمام المغربي
يُكوّن الحمام المغربي الشعبي من ثلاث قاعات كبيرة متداخلة فيما بينها، إذ تتنوع الحرارة بينها ما بين المتوسطة والعالية، وتوجد في كل قاعة صنابير مياه ساخنة وباردة، وفي القاعة الأخيرة تكون حرارتها أعلى من كلتا القاعتين، ويتوسّطها حوض مائي يطلق عليه مسمى البرمة وفيه يجرى تخزين المياه الساخنة. ولكي تتحقق الفوائد المرجوة من الحمّام المغربي لا بد من تجهيز الأدوات المطلوبة والمكونات، وهي كالآتي: [٣][٤][٥]
- منشفة، ومحارم ورقية.
- الصابون الأسود، وصابون للجسم؛ مثل صابون الكركم.
- عصير الليمون.
- معجون الجسم بالمشمش.
- قناع الطين، وخلط الطين بماء الورد والحناء.
طريقة عمل الحمّام المغربي
يمر الحمّام المغربي بالعديد من الخطوات التي تختلف اعتمادًا على المنطقة ورغبة الشخص، وفي الآتي ذكر للخطوات الأساسية المشتركة بين الجميع رغم الاختلاف البسيطة في التفاصيل: [٤]
- إغلاق الحمّام بشكل جيد لكي يتكاثف البخار، مع تشغيل الدش وملء الحوض والأرضية بالماء الساخن حتى يتعرق الجسم جيدًا.
- المكوث في حوض الاستحمام (البانيو) لمدة عشر دقائق مما يولد الشعور بالاسترخاء.
- خلط الصابون والحناء وعصير الليمون بالماء الساخن إلى حين الحصول على مزيج نوعًا ما؛ وذلك لدهن الجسم -بالذات المناطق الدهنية- ويترك لمدة عشر دقائق، ثم يشطف جيدًا ويجرى الدهن مرة أخرى (حسب الحاجة).
- استخدام الليفة لتسهيل عملية شطف الجسم جيدًا، وتجرى عملية الفرك من أسفل لأعلى مع اتجاه القلب لتنشيط الدورة الدموية، وأما الصدر والبطن يجرى فركهما بحركات دائرية، وبعد ذلك تدليك الظهر، والعنق، والركبتين، والمرفقين من أجل إزالة الجلد الميت.
- بعد شطف الوجه جيدًا يلاحظ أن الرؤوس السوداء قد اختفت من الوجه أو قلّت؛ وذلك لأن مساماته قد تفتحت بسبب الماء الساخن، واستخدام المحارم الورقية.
- يُدهَن الجسم بالطين المخلوط بالحناء وماء الورد ويترك مدة من الزمن، وتجرى إضافة عصير الليمون في حال كان الشعر دهنيًا.
- وأخيرًا تُفرَك القدمان باستخدام الحجر الحفاف، إذ من خلاله تزال خلايا الجلد الميتة، والحصول على بشرة رطبة.
- في المرحلة الأخيرة يشطف الجسم جيدًا من الخلطة، ويُستخدم الشامبو الخاص بالشعر والآخر الخاص بالجسم، وأمّا تنشيف الجسم يجرى من خلال استخدام قطنة مبللة بماء الورد لإكسابه رائحة عطرية جميلة.
- وأما مدة الحمّام الغربي تكون خلال مرة كل أسبوع أو أسبوعين؛ وذلك لمنع تراكمات طبقات الجلد الميتة.
سمات الحمام المغربي
يتميز بالعديد من الصفات التي تشجّع الناس على استخدامه دون غيره، إلا أنه في الوقت ذاته يعكس عددًا لا بأس منه من السيئات والأضرار، وفيما يلي ذكر لبعض منها: [٦]
- السمات الإيجابية، التي تعود على الجسم بالنفع والفائدة سواء داخليًا أو خارجيًا، فهي تتسبب في نضارة البشرة بفعل إزالة الخلايا الميتة، واختفاء البثور والحبوب، وبالتالي تأخير ظهور التجاعيد، والتخلص من الوزن بفعل التخلص من الماء الزائد، والسموم، والدهون المراكمة على المفاصل، وأيضًا تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي زيادة الكفاءة في العمل والتركيز.
- السمات السلبية، يلجأ كثير من الناس -بالذات فئة النساء- إلى دوام الإقبال على الحمام المغربي خلال أوقات قريبة طمعًا في الحصول على نتائج أسرع، إلا أن كثرة التعرض للماء الحار تتسبب في مشاكل مختلفة فتكون النتائج غير المرغوبة، ومنها: فقدان نضارة البشرة تبعًا لسرعة تهيجها، وجفافها، وتشققها، وزيادة ترهلها بسبب المبالغة في التدليك، وإزالة الخلايا النشطة التي تُكوَّن كل يوم، وفقدان الزيوت الطبيعية التي يكوّنها الجسم.
المراجع
- ↑ ندى البديوي (2018/9/27)، [طريقة عمل الحمام المغربي في منزلك بالخطوات اقرا المزيد من: https://www.e7kky.com/article/29333/%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84%D9%83-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA Copyright © E7kkky 2018 "طريقة عمل الحمام المغربي في منزلك بالخطوات"]، e7kky، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/17.
- ^ أ ب ادريس بن مصطفى (2008/7/1)، "تاريخ الحمامات الشعبية في البلاد العربية"، nizwa، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/17.
- ^ أ ب فاطمة كريم الله (2016/2/15)، "الحمام المغربي حضارة قديمة بطقوس نسائية وعادات لم تتغير"، alarab، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/17.
- ^ أ ب غادة إبراهيم (2015/5/30)، "تطبيق الحمام المغربي في المنزل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/17.
- ↑ جوري النعيمي (2018/12/13)، "10 فوائد صحية للحمام المغربي"، rjeem، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/17.
- ↑ جود العمري (2014/6/23)، "فوائد و مضارّ الحمام المغربي"، aljamila، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/17.