أين يقع جبل مؤاب

تعريف عام بجبل مؤاب

يُعد جبل مواب أحد الجبال الشهيرة التي توجد في محافظات الكرك، واحد من محافظات المملكة الأردنية الهاشمية، وأطلق عليه اسم جبل مؤاب نسبة إلى حضارة المؤابيين التي قامت في الكرك قديمًا، إذ تُعد الكرك من أوائل المدن التي عاشت فيها تلك الحضارة، وقد أُطلق على مدينة الكرك قديمًا اسم كير مؤاب، والتي تعني المدينة الحصينة، أما سبب اختيار الكرك كموطن للمؤابيين، فهو بسبب جبالها المرتفعة والشاهقة، وبسبب سهولها الخصبة الصالحة للزراعة، أيضًا لموقعها المعتدل الذي يربط الجنوب والشمال على الطريق التجاري القديم.^[١]

موقع جبل مؤاب

يقع جبل مؤاب في محافظة الكرك، على الجهة الغربية منها، ويحيط بجبل مؤاب وادي الموجب القريب من مدينة ذيبان، التي قد كانت تُسمى بذيبون عاصمة مملكة المؤابيين، ويبلغ ارتفاع جبل مؤاب عن سطح البحر ما يُقارب 1250 كيلو متر، ويصل ارتفاعه عن سطح الارض إلى سبعين مترًا، ويتميز الجبل قديمًا بموقعه المعتدل على الطريق الملوكي، والذي يربط بين حضارتي المؤابيين في الكرك، والأنباط في البتراء، والطريق الملوكي، هو الطريق الذي يمتد من البتراء إلى وادي موسى نحو القدوم من مدسنة الكرك، ويقع جبل مؤاب العريق في منطقة جغرافية تتداخل خطوطها مع عدد من المواقع الجغرافية ذات الرقعة الواحدة القريبة من بعضها مثل وادي موسى، وادي الموجب، جبال البتراء وجبال الشراه^[١].

سبب تسمية جبل مؤاب

ترجع كلمة مؤاب في معناها إلى الحارس أو المنيع، وتم اكتشاف حضارة الموابيين عن طريق الآثار التاريخية التي تم العثور عليها سواءً في الجبل نفسه، أو في الأماكن المحيطة به، ويُعد الملك ميشع واحد من أشهر ملوك المؤابيين، إذ حكم المنطقة بمرحلة تُقدر إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقد ارتبط اسم ذلك الملك بمسلة ميشع، والتي اكتُشفت في مساحة ذيبان، وقد وُضعت تلك المسلة في متحف اللوفر في باريس.^[١]

مكانة جبل مؤاب قديمًا

يتميّز جبل مؤاب بأنه مزيج من الآثار بين حضارتي الأنباط ومملكة مؤاب، ولكن المعروف أكثر هو من حضارة المؤابيين، فقد عُثر في ذلك الجبل على آثار خزانات مياه، وقنوات ومصاطب تعود لهذه الحضارة، ومصاطب أخرى تعود للحضارة النبطية، وقد تم استيطان الجبل لزراعة النباتات والمحاصيل الزراعية بسبب وفرة المياه، وزُرعت كذلك السهول التي توجد حول الجبل، وما يميز جبل مؤاب هي الطبيعة الصخرية بسبب انعدام أشكال الحياة فيه، ويُعد اسم مؤاب رمزًا للحضارة الخالدة، والتي استقرت في الجبل والسهول المحيطة به، ومن أشهر تلك السهول ربة مؤاب، والتي سكن فيها المؤابيون، ويذكر كذلك بأن جبل مؤاب يحتوي على مقام النبي هارون عليه السلام والله تعالى أعلم.^[١]

العلاقات المؤابية الإسرائيلية

حكم الملك العموني بعلك بن سيجور دولة مؤاب في العصر الحديدي ما بين 1200- 539 ق.م، وكان الملك بلعام بن بعور هو آخر هؤلاء الملوك، ويؤكد ذلك نقش بلعام الذي اكتُشف في موقع دير علا في الأردن، ويعد أجلون أحد أقدم الملوك الذين حكموا مؤاب، ويمكن تقدير تاريخ حكم هذا الملك بنحو 1000ق.م، وفي عهد الملك المؤابي ميشع، ازدهر تاريخ هذه الدولة، والذي تعود إليه مسلة ميشع التي اكتُشفت في ذيبان، والتي توجد الآن في متحف اللوڤر في باريس كما أسلفنا، وتُعدّ هذه المسلة من أشهر النقوش والمسلات التي عُثر عليها في الأردن، وسبب هذه الأهمية يرجع إلى الانتصارات التي حققها الملك المؤابي ميشع على اليهود، الذين كانوا يطمحون بالاستيلاء على أرض مؤاب، ويرجع تاريخ هذه المسلة إلى عام 842 ق.م، وقد اُكتشفت في منطقة ذيبان، وتعدّ هذه المسلة المُقطعة إلى أجزاء، من أهم الوثائق المرتبطة بتاريخ مؤاب، وذلك لأن ما جاء على لسان ميشع يختلف عما جاء في الروايات التوراتية، إذ يذكر ميشع أنه استطاع أن ينقذ المؤابيين من الهيمنة الإسرائيلية خلال فترة حكم ابن عمفي، وهاجم منطقة نيبو، كما تخلص من قبيلة جلعاد وقدم أعداءه قربانًا إلى عشتر- كموش، وهاجم كذلك حورنن، وأقام فيها عددًا من المشاريع المعمارية.^[٢]

حجر مؤاب

في تاريخ المكتشفات الأثرية الواقعة في الأراضي إلى الشرق من نهر الأردن، شمال الكرك بالتحديد، يحتل حجر مؤاب كما جاء تسميته في الأدبيات الغربية مكانة مركزية، وذلك بوصفه حجرًا يحمل نقشًا كتابيًا يروي أحداثًا ذات صلة برواياتٍ توراتية، ويقف هذا الحجر الآن، أو ما جُمّع من شظاياه بجوار طبعة من الورق غير مكتملة مستنسخة عنه في إحدى زوايا متحف اللوفر في فرنسا، وذلك منذ عام 1873، منذ أن نقله إليه المستشرق الفرنسي شارل كليرمون – غانيو.^[٣]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت ث} "أين يقع جبل مؤاب"، shoalakhbar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.
2. ↑ "مؤاب"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.
3. ↑ "حجر مؤاب.. قصة اختلاق حضارة"، almadenahnews، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.