محتويات
مدينة الخليل
تُعّد مدينة الخليل إحدى المدن الفلسطينيّة الواقعة في الضفةِ الغربيّة لنهر الأردن في تلال يهودا جنوب القدس، وتقع إلى الجنوب من العاصمة القدس وتبعد عنها حوالي 32 كيلومتر، وتمتد مدينة الخليل من الشمال إلى الجنوب، وتُعّد هذه المدينة من أكبر مدن الضفة الغربية مساحةً ومن حيث عدد السكان، فهي موطن لحوالي 250،000 فلسطيني و700 يهودي، كما يوجد بجابنها أحد المستوطنات اليهودية التي تُدعى كريات أربع، وتَضم حوالي سبعة آلالف يهودي، ويجدر بالذكر أنَّ مدينة الخليل تُعدّ موطنًا لأحد أقدم المجتمات اليهودية في العالم، ويعود تاريخها إلى العصور التوراتية، إذ سُميّت بهذا الاسم بسبب معناها الصديق، والمقصود به النبي إبراهيم عليه السلام أبو الانبياء المعروف بالخليل أو الصديق، كما أنَّ ترجمة الكلمة باللغة العبرية هي هيبرون وتعني الصديق.[١]
موقع مدينة الخليل
توجد مدينة الخليل في وسط دولة فلسطين بالتحديد في جنوب الضفة الغربية، على هضبة ترتفع 940 مترًا عن سطح البحر، وهي عبارة عن مركز محافظة الخليل التي يتبعها مئة قرية فلسطينية، وترتبط الطريق الرئيسية لمدينةَ الخليل بمدينتي بيت لحم والقدس، فهي تقع على الطريق التي تمر بأواسط دولة فلسطين رابطة الشام بمصر مرورًا بسيناء، كما بنيت الخليل على سفحي جبلي الرميدة، وعلى جبل الرأس في الوادي الذي يُعرف بوادي التفاح، وهو يخترق وسط مدينة الخليل، كما تقع مدينة الخليل على بُعد 35 كلم إلى الجنوب من مدينة القدس، وعلى بعد 46 كلم من غرب نهر الأردن، وعلى بعد 152 كلم من جنوب مدينة جنين، وعلى بعد 229 كلم من غرب مدينة الكرك الأردنية.[٢]
نمو مدينة الخليل
كانت مدينة الخليل القديمة تواجه مشكلتين رئيسيتين هما قلة المساحة والنمو السكاني السريع، مما أدى إلى التوسع وراء أسوار المدينة، فبُني خارج المدينة العديد من المستوطنات على شكل مجمعات سكنية ليسهل حمايتها، ومن الجدير بالذكر أن التوسيع بدأ حول مداخل المدينة الرئيسية، ثم امتد على طول الطرق التاريخية وخاصة الطريق المتجه شمالًا إلى القدس وموانئ البحر الأبيض المتوسط والطريق الغربية المؤدية إلى موانئ بئر السبع وميناء غزة، ومع قرب نهاية القرن التاسع عشر بُني على الطريق الرئيسي نحو الشمال الغربي مجمعات الشلالة وباب الزاوية، مما ساهم في نمو المدينة وخصوصًا بسبب توسع الأعمال التجارية واستخدام السيارات والحافلات في المنطقة، وبعد الحرب العالمية الأولى لجأ البريطانيون العديد من المهندسيين المعماريين والمخططين المدنيين لتنظيم المدينة والحفاظ على تاريخها المهم والتحكم بتوسعها بطريقة منظمة.[٣]
نبذة تاريخيّة عن الخليل
تُعّد مدينة الخليل واحدة من أقدم المدن التاريخية في المنطقة وصاحبة أهمية تاريخية لكلتا الديانتين اليهودية والاسلامية، فهي واحدة من أربع مدن مقدسة لليهودية؛ وهي القدس والخليل وطبريا وصفد، وللمسلمين؛ وهم مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس، والخليل، وذلك لارتباطها بسيدنا ابراهيم عليه السلام، إذ عاش إبراهيم لفترة طويلة في الخليل، والتي يشار إليها غالبًا باسم كريات أربع، وبالعبرية مدينة الأربعة، وربما يشير إلى الأربع مستوطنات الكونفدرالية في المنطقة في العصر التوراتي أو إلى حقيقة أن المدينة بنيت على أربعة تلال، كما تعد الخليل منطقة ذو أهمية في الديان الإسلامية لأنها تقع على طول مسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء رحلة الإسراء والمعراج إلى القدس؛ نتيجة لذلك كانت الخليل منذ فترة طويلة موقعًا مهمًا للحج.[٤]
وتوجد في قلب مدينة الخليل منطقة صهيونية غير شرعية، تًقارب مساحتها ما يعادل 20 ٪ من المدينة، تديرها إسرائيل وليست السلطة الفلسطينية، إذ أصبحت معظم المنطقة خاوية، فقد أغلق الفلسطينيون متاجرهم وانتقلوا هربًا من نقاط التفتيش والصراع الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد شوه تاريخ المدينة الحديث، إلا أنه ما زال يتطور ويتكيف، فأقامت لجنة إعادة تأهيل الخليل بتمويل دولي على إعادة توطين المدينة القديمة على مدار العقدين الماضيين، حيث قامت بتجديد حوالي 1000 منزل وما يقارب 120 متجرًا وعشرة مدارس حتى الآن، فمدينة الخليل القديمة ذات الأسطح الحجرية والقناطر والأزقة التي لا تنتهي من الملاعب، أصبحت مدينة حديثة، فهي موطن لجامعة الخليل وجامعة فلسطين للفنون التطبيقية، ومركز للتجارة، في المقام الأول بيع الرخام من المحاجر القريبة، والحجر الجيري وورش صناعة الفخار ومصانع نفخ الزجاج، فضلاً عن الشركة المصنعة الرئيسية لمنتجات الألبان.[٥]
أهمّ معالم الخليل
تُعّد الخليل من أهم الوجهات السياحية فى فلسطين لوجود عدد من الأماكن التاريخية والقصص والمعالم السياحية التي تعكس أصالة المدينة وتفردها وتاريخها الغني،[٦] وتتميز بطول فصل الصيف الدافئ وشتائها القصير البارد، إذ تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 18 - 29 درجد مئوية، بينما تنخفض في الشتاء إلى معدل يتراوح بين 3 و11 درجة مئوية، ويُنصح بزيارة الخليل في فصل الصيف في الفترة الواقعة بين أواخر شهر مايو لغاية أوائل شهر سبتمبر للسياحة وممارسة النشاطات الخارجية والسباحة،[٧] ومن الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها نذكر منها ما يأتي:[٦]
- ضريح النبي لوط: الموجود في بلدة بني نعيم.
- ضريح النبي يونس: يقع هذا المعلم القديم في مدينة حلحول أعلى أحد جبال الخليل.
- ضريح النبي نوح: يقع على بعد 300 متر من وسط مدينة درة التي يعود تاريخها إلى الإمبراطورية العثمانية.
- المتحف العام: يقع هذا المتحف في حيّ الضاري بالقرب من خان الخليلي، إذ كان في الأصل حمام تركي يعرف باسم حمام إبراهيم.
- حرم الرامه: يقع جنوب مدينة الخليل، وتكمن أهميته باعتقاد المؤرخين بأنَّها موقع سكن سيدنا إبراهيمعليه السلام وطفولة ابنه اسماعيل.
- المدينة القديمة في الخليل: تقع مدينة الخليل القديمة بجوار المسجد الإبراهيمي، والمكان يدور حول الأزقة المتعرجة والبيوت القديمة والمحلات التجارية والأسواق التي تجعلها تستحق الزيارة.
- مصانع الزجاج والسيراميك: تشتهر الخليل كمكان لإنتاج الزجاج والسيراميك يدويًا، والذي يعود إلى عهد الحكم الروماني على فلسطين قبل 500 عام، إذ يسعى السياح إلى شراء هذه التحف والهدايا من أحد هذه المصانع التي تمثل تراث المدينة.
- دير إبراهيم: يقع دير البلوط إلى الغرب من مدينة الخليل، بُني في بداية القرن الماضي، ويعد المكان الوحيد للمسيحيين في المحافظة بأكملها، وتبلغ مساحتها حوالي 600 متر مربع، وهي مبنية من الحجر إذ تتشكل على شكل صليب.
- كهف المكفيلة: كما يسمى أيضًا بكهف البطاركة، والمسجد الكبير الذي يعلوه الحرم الإبراهيمي الذي يضمّ مقامات أنبياء الله إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم سارة وريبا وليا، بٌني على يد المسلمين، ثم استولى عليه الصليبيين وحُرر عام 1187م في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو مفتوح لعدة قرون للمسلمين وحدهم، ولكن بعد حرب الأيام الستة فُتحت مقابر البطاركة أمام جميع المصّلين لأول مرة منذ الحظر الأصلي الذي فرضه السلطان الممالكي بيبرس الأول عام 1267 على غير المسلمين.[٤]
- بركة السلطان، توجد في قلب مدينة الخليل فى الجزء الجنوبى الغربي من جبل صهيون في وادي ابن هينوم، ويجب المحافظة عليها كتراث تاريخي إسلامي، فهي من أفضل الأماكن السياحية في الخليل.[٨]
- الحرم الإبراهيمي: يعد الحرم الإبراهيمي من أبرز المعالم السياحية والأثرية والدينية في مدينة الخليل، والذي يعدّ أيضًا من أهم المنشآت المعمارية التي ترتبط باسم مدينة الخليل، ويقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الحديثة، ويحيط بالمسجد سور ضخم جدًا يعرف بالحير، بُني بحجارة ضخمة جدًا، ويصل ارتفاع البناء في بعض المواضع إلى ما يزيد عن خمسة عشر مترًا، ويرجح أن هذا السور هو من بقايا بناء أقامه "هيرودوس الأدومي"، وذلك في فترة حكمه لهذه المدينة 37 ق.م- 9م، وشُيّد هذا السور فوق مغارة المكفيلة التي اشتراها سيدنا إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحثي.[٩]
المراجع
- ↑ "history-and-overview-of-hebron", Jewish Virtual Library, Retrieved 26-8-2019. Edited.
- ↑ "الخليل"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2019. بتصرّف.
- ↑ "Architectural heritage in the city of Hebron and the rehabilitation of the historical centre ", Witpress,G. J. Dweik ، Retrieved 26-8-2019. Edited.
- ^ أ ب "Hebron-city-West-Bank", Britannica, Retrieved 26-8-2019. Edited.
- ↑ "hebron-city", Welcome to Palestine, Retrieved 26-8-2019. Edited.
- ^ أ ب "what-to-see-in-hebron", Go Palestine, Retrieved 26-8-2019. Edited.
- ↑ "Average Weather in Hebron", Weatherspark, Retrieved 1-9-2019. Edited.
- ↑ "SultanPool.html", biblewalks, Retrieved 26-8-2019. Edited.
- ↑ "أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة الخليل"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2019. بتصرّف.