الدول المستعمرة من طرف فرنسا

الدول المستعمرة من طرف فرنسا
الدول المستعمرة من طرف فرنسا

الاستعمار

الاستعمار هو ممارسة الهيمنة والسيطرة والسعي لإخضاع شعب ما، ويصعب التمييز بين مفهوم الاستعمار ومفهوم الإمبريالية؛ فكلاهما يشيران إلى سيطرة سياسية واقتصادية على منطقة تابعة، ولكن يمكن التمييز بينهما من خلال مصطلح مستعمرة الذي يشير إلى اشتمال الاستعمار على نقل الفائض السكاني إلى أراضٍ جديدة، فقد كان الوافدون الجدد على تلك الأراضي (المستوطنون) يعيشون كمستوطنين دائمين مع الحفاظ على الولاء السياسي لبلادهم الأم، ويشير مصطلح الإمبريالية إلى طرق ممارسة السلطة من قِبَل دولة على دولة أخرى.[١]

أما الاستعمار الغربي فيُعرّف بأنه ظاهرة اقتصادية وسياسية لجأت بفعلها الدول الأوروبية المختلفة لاستكشاف مناطق متعددة حول العالم، ثم لجأت لغزو هذه الدول والاستقرار فيها واستغلال خيراتها وأراضيها، ويُعد الاستعمار الغربي أحد أجزاء الاستعمار عامةً، بدأ هذا الاستعمار قرابة العام 1500م عقب الاكتشافات الأوروبية لممر بحري حول الساحل الجنوبي لأفريقيا عام 1488م وأمريكا عام 1492م، ثم تحوّلت القوات البحرية الأوروبية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، ومثلت القوات البحرية الأوروبية في ذلك الوقت مجموعة من الدول أبرزها البرتغال وإسبانيا وهولندا وفرنسا وإنجلترا، إذ لجأت هذه الدول للغزو والتوسع واستعمار الدول في جميع أنحاء العالم، بالإضافة لنشر مؤسساتها الثقافية المختلفة.[٢]


الدول المستعمَرة من طرف فرنسا

أنشأت الجمهورية الفرنسية في تاريخها إمبراطوريتين استعماريتاين، بُنيت الأولى في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر من قبل الشركات التجارية المَلَكيّة الضخمة، وشملت الإمبراطورية الأولى معظم أراضي قارة أمريكا الشمالية، بالإضافة لأغنى جزر البحر الكاريبي وأجزاء كبيرة من الهند، وقد نُقِلَت أجزاء كثيرة من هذه الإمبراطورية إلى النفوذ الإنجليزية عقب معاهدة باريس عام 1763م، ثم سقط ما تبقّى منها خلال الحروب النابليونية. وبُنيت الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية الثانية في أواخر القرن التاسع عشر بعد هزيمة فرنسا في الحروب الفرنسية البروسية عام 1870م، وقد نافست إمبراطورية بريطانيا الاستعمارية، بالإضافة لتعدد مناطق نفوذ هذه الإمبراطورية بين شمال إفريقيا والهند الصينية وجميع الجزر الموجودة في أنحاء العالم، كما واستمرّت بوجودها حتى ستينات القرن العشرين، وكانت هذه الجزر عبارة عن مجموعة من المؤسسات السياسية الخاصة بفرنسا ازدهرت في الفترة ما بين الإمبراطوريتين الاستعماريتين خارج فرنسا،[٣]ويمكن إجمال بعض مناطق النفوذ الاستعمارية الفرنسية على مر التاريخ فيما يلي:[٤]

  • قارة أمريكا الشمالية :
المنطقة سنة الاستعمار
فرنسا الجديدة 1542-1760م
أكاديا 1600-1710م
جزيرة رويال 1605-1745م
نيوفاوندلاند 1762 ,1696-1697م
فرنسا سان بيير وميكلون 1816 ,1802-1803 ,1783-1793 ,1763-1778 ,1604-1713م
فرنسا جزيرة كليبرتون 1931 ,1858-1897م
فلوريدا الفرنسية 1564-1565م
  • منطقة الكاريبي :
المنطقة سنة الاستعمار
أنتيغوا 1666-1667م
دومينيكا 1778-1784 ,1627-1748م
غرينادا 1779-1783 ,1650-1762م
غوادلوب 1814 ,1635-1813م
مونتسيرات 1782-1784 ,1667-1668م
سانت لوسيا 1802-1803 ,1795-1796 ,1784-1794 ,1763-1778 ,1744-1762 ,1719-1720 ,1666-1667 ,1643-1664م
جزيرة سانت كريستوفر 1782-1783 ,1699-1702 ,1630-1690 ,1625-1629م
توباغو 1802-1803 ,1781-1793 ,1748-1749 ,1677 ,1666-1667م
سانت كروس 1650-1696م
هايتي 1633-1804
  • قارة أفريقيا :
المنطقة سنة الاستعمار
المغرب 1912-1956م
الجزائر 1830-1962م
تونس 1881-1956م
موريتانيا 1903-1960م
إفريقيا الوسطى 1893-1960م
جمهورية الكونغو 1880-1960م
الغابون 1839-1960م
بنين 1894-1960م
غينيا 1849-1958م
بوركينا فاسو 1895-1960م
ساحل العاج 1843-1960م
مالي 1880-1960م
  • قارة آسيا :
المنطقة سنة الاستعمار
لبنان 1918-1946م
سوريا 1920-1946م
كمبوديا 1863-1953م
هاتاي 1918-1939م
  • قارة أوقيانوسيا :
المنطقة سنة الاستعمار
كاليدونيا الجديدة 1853م
فانواتو 1887-1980م
جزر واليس وفوتونا 1887م


مزايا وعيوب الاستعمار

تتعدد الآثار الإيجابية للحملات الاستعمارية في مختلف مناطق العالم، كما أن لهذه الحملات مجموعة من الآثار السلبية المؤثرة على مختلف مجالات الدول المُستعمَرَة، ويمكن إجمال بعض مزايا وعيوب الاستعمار فيما يلي:[٥]

  • المزايا : ومن أبرزها ما يأتي:
    • ارتفاع مستوى البنية التحتية والتجارة في البلاد المستعمَرَة.
    • انتشار المعرفة الطبية والتكنولوجية.
    • المساهمة في محو الأمية ونشر التعليم.
    • تحسين مستويات التغذية والصحة لدى كثير من الدول.
  • العيوب : ومن أبرزها ما يأتي:
    • المساهمة في التدهور البيئي.
    • انتشار بعض الأمراض العابرة للقارات.
    • انتشار قضايا التمييز العنصري.
    • ضعف الاستقرار الاقتصادي.
    • انتهاك بعض المعايير الخاصة بحقوق الإنسان.


معلومات عن الاستعمار الفرنسي

فيما يلي بعض المعلومات الخاصة بالإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية:[٦]

  • بدأ الاستعمار الفرنسي في القرن السابع عشر وانتهى في ستينات القرن العشرين مع بعض البقايا إلى وقتنا الحالي.
  • امتلكت فرنسا ثاني أكبر المستعمرات خلف الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية.
  • امتدت مساحة الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية إلى 12.347 مليون كم2 بين عامي 1919-1939م.
  • بلغت الإمبراطورية الفرنسية في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي من المساحة 12.898 مليون كم2 بما في ذلك فرنسا الكبرى، والتي مثّلت 8.6% من مساحة الكرة الأرضية.
  • تخضع بعض الجزر الواقعة في شمال المحيط الأطلسي، ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى المحيط الهندي، وجنوب وشمال المحيط الهادي، والقطب المتجمد الجنوبي، وكذلك في أمريكا الجنوبية إلى الإدارة الفرنسية في الوقت الحالي، وتُعادل تقريبًا 123.15 ألف كم2، أي ما نسبته 1% من إجمالي مساحة الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية قبل عام 1939م.
  • وقعت مجموعة من الحروب مع هذه الإمبراطورية، إذ أكدت المستعمرات حقها في الحرية، ولعل أبرزها الجزائر وفيتنام.
  • نتج عن هذا الاستعمار استخدام واسع للغة الفرنسية في مختلف مناطق العالم.


سقوط الإمبراطورية الفرنسية

شهدت الحرب العالمية الثانية بداية سقوط الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية، ونتج ذلك بفعل احتلال بعض القوى الخارجية أمثال اليابان، وبريطانيا، وألمانيا لمجموعة من مناطق النفوذ الفرنسية، ولكن أُعيدت السيطرة تدريجيًا من قِبَل شارل ديغول، وقد حل الاتحاد الفرنسي محل الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية في دستور عام 1946م. وتعاملت فرنسا مع بدايات الاستعمار بأساليب متعددة، فلجأ بول راماديير رئيس الوزراء الفرنسي لقمع الانتفاضة الملغاشية عام 1947م، كما بدأت حرب فرنسا وفيتنام عقب إعلان هوشي مين استقلال فيتنام، بالإضافة لتعامل الحكومة الفرنسية بالقمع مع تمرّد اتحاد شعوب الكاميرون برئاسة روبن أم نيوبي خلال عام 1955م، وجدير بالذكر أن فرنسا هُزمت من قِبَل فيتنام وانسحبت عام 1954م، ثم دخلت القوات الفرنسية في صدامٍ آخر يُعد الأقسى مع أقدم مستعمراتها الكبرى وهي الجزائر، وبدأت الحرب الجزائرية الفرنسية عام 1954م وقد شكّلت هذه الحرب مشكلةً رئيسية للفرنسيين؛ بسبب استقرار عدد كبير من المستوطنين الأوروبيين فيها خلال 125 عامًا من الحكم الفرنسي، ثم استقلّت الجزائر عام 1962 ولم تعد نفوذ فرنسا تذكر.[٦]


نابليون بونابرت

نابليون الأول أو نابليون بُونابرت هو قائد فرنسي من أصولٍ إيطالية، ولد نابليون في 15 أغسطس من عام 1769م، وتوفي بتاريخ 5 مايو من عام 1821م، وهو جنرال فرنسي شغل منصب القنصل الأول بين عامي 1799–1804م، بالإضافة لاستلامه إمبراطور الفرنسيين بين عامي 1804-1814م، ويُعد نابليون واحدًا من أشهر الشخصيات في تاريخ الدول الغربية، وأحدَثَ هذا الرجل ثورةً في مجال التنظيم والتدريب العسكريين، كما ساهم في إعادة تنظيم قطاع التعليم، بالإضافة لإنشائه كونكوردات طويلة الأمد مع البابوية.[٧]

حظي نابليون بألقابٍ عديدة: لو كورس، ولو بوتي كابورال، ونابليون بونابرت، والكورسيكية، وذا ليتل كوربورال، وهو من تَرَكَت إصلاحاته مجموعة كبيرة من العلامات والآثار في مؤسسات الجمهورية الفرنسية والكثير من دول أوروبا الغربية، وتمتّع نابليون بالشغف لتوسيع الهيمنة العسكرية الفرنسية، وقد حظي بالإجماع والتأييد على نطاقٍ واسعٍ خلال فترات حياته وحتى نهاية فترة حكمه، ومما يجدر ذكره أن الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية الثانية أديرت من قِبل ابن أخيه نابليون الثالث، وقد صُنّفَ واحدًا من أبطال التاريخ العظماء.[٧]


المراجع

  1. "Stanford Encyclopedia of Philosophy", plato, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  2. Richard A. Webster, Harry Magdoff, Charles E. Nowell, "Western colonialism"، britannica, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  3. "French Colonies", globalsecurity, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  4. "Index of Possessions and", worldstatesmen, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  5. ERIN BLAKEMORE, "What is colonialism?"، nationalgeographic, Retrieved 10-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "French Empire", newworldencyclopedia, Retrieved 10-11-2019.
  7. ^ أ ب "Jacques Godechot", britannica, Retrieved 11-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :