الحاجة للجنس

الحاجة للجنس
الحاجة للجنس

الحاجة الجنسية

تُعرف الحاجة أو الغريزة الجنسية؛ بأنها الدافع الفطري لإقامة العلاقات الجنسية، ومن المعروف على المستوى الحيوي أو البيولوجي أن الغرائز هي سلوكيات طبيعية تكتسبها الكائنات الحية دون تعليم مسبق، ومن بين الأمثلة على تلك الغرائز؛ غريزة تناول الطعام، وغريزة الهجرة، وغريزة السبات الشتوي لدى الحيوانات، فضلًا عن الغريزة الجنسية التي تهدف إلى التناسل.

وقد حاول العالم النمساوي سيغموند فرويد فهم العلاقة بين الغريزة الجنسية والآليات العاطفية والنفسية لدى الإنسان، كما أن هناك بعض العلماء الذين رفضوا الإقرار بامتلاك البشر لغريزة جنسية من الأساس، وقالوا أن الانسان يتعلم عن الجنس من البيئة المحيطة به، وعلى العموم، فإن أخصائيي الأحياء أشاروةا إلى أن الغريزة تظهر كاستجابة مبرمجة في الكائن الحي فقط عند تعرضه لمثير خارجي؛ كالفيرومونات أو الروائح المثيرة المرتبطة بالهرمونات، ومن المثير للاهتمام أن الفيلسوف الألماني أرثور شوبنهاور بيَّن بأن الغريزة الجنسية جزء لا يتجزأ من الإرادة البشرية الموجودة لدى كل إنسان، وقد كانت الحاجة الجنسية موضوعًا ناقشه فلاسفة كثر آخرين؛ كفريدريك نيتشيه وكارل يونغ.[١]


أهمية الحاجة الجنسية

تُعد الحاجة الجنسية أساسًا للعملية التناسلية الطبيعية لدى البشر، إلا أن علماء النفس باتوا يتحدثون عن وجود وظائف أخرى كثيرة للحاجة الجنسية، منها:[٢]

  • الشعور بالمتعة: تحمل الممارسات الجنسية شعورًا بالمتعة والنشوة، ومن المعروف كذلك أن البشر يشعرون بالراحة والاسترخاء الجسدي بعد الانتهاء من الجماع أيضًا.
  • تعزيز الروابط الاجتماعية: تُساهم الحاجة الجنسية في خفض الشعور بالعزلة، أو الغربة، أو الوحدة، وينبع سبب ذلك إلى عمق التواصل البدني المباشر بين طرفي العلاقة الجنسية، وهذا يُضيف قدرًا إضافيًا من الحب والراحة إلى العلاقة، كما أن الطاقة أو الشعور الجنسي هو أحد الدوافع الأساسية التي تدفع بالبشر إلى التواصل فيما بينهم وإنشاء العلاقات الاجتماعية.
  • تعميق المفاهيم الوجودية: أشار خبراء النفس إلى جانبٍ وجودي وروحاني للغريزة الجنسية؛ إذ إن الوصول إلى النشوة يعني تجاوز الشعور بالوقت لفترة محددة وتجاوز الشعور بالأنا أو الذات والشعور بدلًا عن ذلك بوحدة القدر أو المصير على الصعيد الوجودي، كما يتخلل النشوة الجنسية شعورٌ بفقدان السيطرة على الأحداث وفقدان المعايير المنطقية، وهذا ما يدفع بالإنسان إلى الشعور مرة أخرى بالقوى غير المنطقية والبدائية التي تدفعه إلى التناسل.
  • التناسل: تُعد الحاجة أو الغريزة الجنسية سلاح البشرية بوجه الموت والفناء؛ فبدون الحاجة الجنسية لن تظهر الحضارات البشرية والأجيال الجديدة القادرة على التغلب على معضلة الموت، لذا يُمكن النظر إلى الجماع الجنسي على أنه معركة متكررة ضمن الحرب التي تقودها الحياة ضد غريمها اللدود: الموت.


ركائز الحاجة الجنسية

تنشأ الرغبة أو الحاجة الجنسية نتيجة وجود وتظافر إشاراتٍ عاطفية، وبصرية، وكيميائية، وحيوية قادرة على تحفيز إفراز الجسم للهرمونات الهادفة إلى تسهيل تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي، وتُعد الغريزة الجنسية هي المتحكم الفعلي بالحاجة الجنسية، وتظهر الغريزة الجنسية بوضوح في بعض النزعات والتعابير والمعتقدات الجنسية الشائعة لدى البشر بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية، وعادةً ما تهدف هذه النزعات إلى النجاح في عملية التناسل، ومن بين هذه النزعات، تفضيل الرجال والنساء لشركاء الحياة الذين يتمتعون بمنظر حسن أو جميل؛ فهذا الأمر يُعد مؤشرًا غريزيًا على تمتع هؤلاء الأفراد بصحة جيدة وبقدرة ممتازة على التناسل، كما تسعى النساء إلى البحث عن الرجال الذين لديهم مكانة اجتماعية مستقرة؛ لأن ذلك يشير إلى أنهم قادرين على العناية بالأطفال في المستقبل، أما فيما يتعلق بالركائز البيولوجية للحاجة الجنسية، فإنها تعتمد على الآتي:[٣]

  • الفيرومونات الجنسية: تُعرف الفيرومونات الجنسية بأنها الإشارات الكيميائية التي يُطلقها الكائن الحي لتحفيز الاستجابات الطبيعية عند كائن حي آخر ينتمي إلى النوع ذاته، ويمكن رؤية آثار الفيرومونات الجنسية بوضوح عند الحيوانات والحشرات؛ إذ تُعد الفيرومونات وسيلة التواصل الوحيدة لدى بعض الحشرات مثلًا، لكن للفيرومونات دورٌ مهم في التواصل الجنسي عند البشر أيضًا، وبوسع هذه الفيرومونات التواصل مع المراكز العصبية في الدماغ لحثها على إفراز المزيد من الهرمونات الجنسية.
  • الهرمونات الجنسية: يساعد هرموني التستوستيرون والأستروجين على تشكيل الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء، لذا فإنه ليس من الغريب أن يؤدي انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون عند الرجال إلى إصابتهم بفقدان الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب، وعلى العموم، يعود سبب أهمية هرموني التستوستيرون والإستروجين في نشوء الرغبة الجنسية إلى مقدرتهما على تحفيز عمل السيالات العصبية داخل الدماغ والتي تختص بالشعور بالمتعة والإثارة.
  • السيالات العصبية: تلعب السيالات أو النواقل العصبية دورًا مهمًا في شعور الإنسان بالمتعة، والنشوة، والإثارة الجنسية، وتشتمل أهم أنواع هذه السيالات على كل من؛ الدوبامين، والسيروتونين، والنورإبينفرين، والأوكسيتوسين، ولكل من هذه السيالات وظائف كيميائية وفسيولوجية محددة، لكنها تتضافر فيما بينها للشعور بالإثارة الجنسية عند تلقي الاستجابات الجنسية اللازمة لذلك.

ومن الجدير بالذكر أنه من الضروري الإشارة إلى تأثر الرغبة أو الحاجة الجنسية بعوامل كثيرة أيضًا؛ كالعمر، والعادات أو الأنماط الاجتماعية، والتجارب الجنسية السابقة، والاكتئاب، والثقة بالنفس، والأمراض البدنية، والأدوية التي يستهلكها الفرد، وجودة العلاقات الاجتماعية، فضلًا عن الصدمات العاطفية أو الجنسية التي مر بها الفرد في الماضي.[٤]


تعزيز الحاجة الجنسية

ينخفض مستوى الحاجة أو الرغبة الجنسية لدى البعض نتيجة لإصابتهم ببعض الأمراض والمشاكل البدنية؛ كمرض السكري، وأمراض الغدة الدرقية، وأمراض القلب، وهذه الأمراض تتطلب بالطبع استشارة الأطباء والمختصين لعلاجها والتعامل معها، وهذا قد يكون كفيلًا في إعادة الحاجة الجنسية إلى مستواها الطبيعي، لكن يوجد بعض النصائح والخطوات البسيطة التي يُمكن اتباعها لتحسين الحاجة الجنسية على وجه العموم، ومنها ما يأتي:[٥]

  • عدم إشغال الذهن دائمًا بالأمور أو الأشغال الحياتية، والسعي بدلًا من ذلك إلى توفير الوقت والمجال للانخراط بالأنشطة الجنسية مع شريك الحياة.
  • نبذ الأفكار أو المشاعر التي تقف عثرة في وجه الانخراط في الممارسات الجنسية السوية؛ كالتفكير بأن زيادة الوزن قليلًا ستؤدي إلى عرقلة الأنشطة الجنسية.
  • استخدام الكريمات المرطبة لتلافي الشعور بالتهيج الجلدي أثناء الجماع الجنسي، كما يُمكن استخدام زيوت طبيعية للوصول إلى هذا الغرض أيضًا؛ كزيت جوز الهند مثلًا.
  • الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم.
  • تجربة بعض العلاجات العشبية المشهورة بقدرتها على تحسين الرغبة الجنسية؛ كعشبة الجنكة، وعشبة الجنسينغ.
  • التركيز على تناول الأطعمة التي بوسعها تقوية الانتصاب؛ كالبطيخ، والمحار، والشوكولاتة السوداء، والمكسرات، والثوم.[٦]
  • الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية؛ إذ يُمكن لهذه الأنشطة أن تكون وسيلة للوقاية من الإصابة بضعف الانتصاب عند الرجال.
  • الحفاظ على الوزن المثالي والابتعاد عن التدخين.[٧]


المراجع

  1. "Sexual Instinct", Encyclopedia, Retrieved 26-1-2020. Edited.
  2. Stephen A. Diamond Ph.D (10-5-2014), "The Psychology of Sexuality"، Psychology Today, Retrieved 26-1-2020. Edited.
  3. Elijah Wolfson (1-2-2010), "The Chemistry and Chimera of Desire"، Healthline, Retrieved 26-1-2020. Edited.
  4. Kendra Cherry (24-9-2019), "The Psychological Definition of Libido"، Very Well Mind, Retrieved 26-1-2020. Edited.
  5. Allison Young, MD (3-4-2018), "9 Natural Ways to Boost Your Sex Life"، Everyday Health, Retrieved 26-1-2020. Edited.
  6. Nazia Q Bandukwala, DO (17-9-2019), "Foods to Help Erectile Dysfunction"، Webmd, Retrieved 26-1-2020. Edited.
  7. Janet Brito, Ph.D., LCSW, CST (6-12-2018), "10 ways to boost libido"، Medical News Today, Retrieved 26-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :