محتويات
التبرز بعد تناول الطعام
يعكس التبرّز وعادات حركة الأمعاء الصحة العامة للجسم، ولكن عليكَ أن لا تنسَ أنّ عادة الأمعاء الطبيعية تختلف من شخص إلى آخر، فلا يوجد معيار محدد عندما يتعلق الأمر بالتّبرز، لذلك إذا كنت قلقًا بشأن عدد المرات التي يجب أن تتغوط بها في اليوم، فهذا يعتمد حقًا على جسمك،[١] وقد تضطر أحيانًا إلى الذهاب للحمام سريعًا بعد تناول الطعام، وتشعر أنّ الطعام يمر عبر جهازك الهضمي بسرعة، ولكن عندما تشعر بذلك بعد تناول الطعام مباشرةً، فاعلم أنّ ليس لقمتك الأخيرة التي دفعتك إلى المرحاض، إذ يختلف الوقت الذي يستغرقه الجهاز الهضمي لهضم الطعام من شخص لآخر، فقد يؤثر عمرك وجنسك أو أيّ ظروف صحية قد تكون لديك على عملية الهضم، لكن عمومًا يستغرق الأمر من يومين إلى خمسة أيام من تناول الطعام لتمريره خارج الجسم على هيئة براز، إذ يصل طول الجهاز الهضمي بالكامل إلى 30 قدمًا عند البالغين، وهو وقت طويل جدًا لا يسمح بمرور الطعام فور تناوله، ونظرًا لوجود عوامل متعددة تؤثر في عملية الهضم، فمن الصعب إعطاء تقدير جيد لوقت الهضم.
لذا إنّ ما يحدث لك على الأرجح هو ما يسمى برد الفعل المعدي، وهو رد فعل طبيعي للجسم ينتج عن تناول الطعام بكميات متفاوتة، فعندما يكثُر ضغط الطعام للمعدة، يطلق الجسم بعض الهرمونات التي تخبر القولون بأن ينقبض لنقل الطعام عبره وخارج جسمك، وهذا يوفر مساحة لمزيد من الطعام في المعدة، ويمكن أن تكون ردة الفعل هذه خفيفة، أو معتدلة، أو شديدة، ويمكن أن تختلف أيضًا من شخص إلى آخر.[٢]
أسباب التبرز بعد الطعام
تعدّ متلازمة القولون العصبي من أشهر الحالات التي يمكن أن تؤثر على زيادة رد فعل المعدة؛ إذ تُحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي بمعدل أسرع من الطبيعي، وتشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تتسبب بخروج البراز بسرعة أكبر من المعتاد ما يلي:[٣]
- الحساسيّة الغذائية أو عدم تحمل نوع معين الطعام.
- الشّعور بالقلق.
- التهاب المعدة.
- مرض الاضطرابات الهضمية.
- مرض التهاب الأمعاء.
- مرض كرون.
وكل حالة من الحالات المذكورة أعلاه قد تزيد من كثافة رد فعل المعدة، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في التغوط بعد الأكل بوقت قصير، وقد تؤدي أيضًا إلى ظهور أعراض هضمية إضافية مثل:
- الانتفاخ الذي يهدأ بعد تمرير الغاز أو البراز.
- ألم في البطن أو عدم الراحة.
- ظُهور مخاط في البراز.
- المُعاناة من إسهال، أو إمساك.
التخلص من مشكلة التبرز بعد تناول الطعام
يعاني معظم الناس من تأثيرات رد الفعل المعدي القولوني من وقت لآخر، لذلك راجع طبيبك إذا واجهت تغيرًا مستمرًا في عادات الأمعاء لديك، أو إذا كنت تجري باستمرار إلى المرحاض بعد تناول الطعام لمعرفة السبب الأساسي والحصول على العلاج المناسب،[٢] وفي حين أنه من غير الممكن منع رد فعل المعدة الهضمي، فيمكنك الالتزام بعدد من الإرشادات للتّعايش معها والتّخلص من انزعاجك منها، ولكن أولًا عليك ملاحظة متى واجهت حالة من رد الفعل المعدي القولوني، وماذا تناولت من طعام قبل حدوثه، وإذا لاحظت وجود نمط بين تناولك أطعمة معينة بحيث تصبح ردود فعلك المعوية أقوى، فمن المحتمل أنّ تجنب هذه الأطعمة سيساعد على تقليل شدة ردّ الفعل، وتتضمن بعض الأطعمة المحفزة ما يلي:[٢]
- منتجات الألبان.
- الأطعمة عالية الألياف؛ مثل الحبوب الكاملة والخضروات.
- الأطعمة الدهنية؛ مثل البطاطا المقلية.
وكما ذُكر سابقًا فإنّ الإجهاد والقلق والتّوتر من العوامل التي تُؤثّر على طبيعة ردّ فعل الجهاز الهضمي بعد تناول الطّعام، لذلك عليكَ اتّباع الإرشادات الآتية للتخلّص من هذه المُشكلة وإدارتها:[٤]
- مارِس الرياضة: إذ إنّ التمرين هو أحد أهم الأشياء التي يمكنك فعلها للتقليل من الإجهاد؛ إذ أثبت أنّ الضغط الجسدي من خلال ممارسة الرياضة يمكن أن يخفف من الضغط النفسي، ويمكنك ملاحظة فوائد الرياضة أكثر عند ممارستها بانتظام؛ وذلك لأنّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام تقل احتمالية تعرضهم للقلق من أولئك الذين لا يمارسون الرياضة، ويرجع السبب إلى التالي:
- تقلل التمارين الرياضية من هرمونات الإجهاد في الجسم مثل الكورتيزول على المدى الطويل، كما أنها تساعد على إطلاق الإندورفين، وهي من المواد الكيميائية التي تحسن مزاجك وتعمل كمسكنات طبيعية للألم.
- يمكن أن تؤدي التمارين الرياضية أيضًا إلى تحسين جودة نومك، مما قد يؤثر إيجابيًا بالتوتر والقلق.
- عندما تمارس الرياضة بانتظام، قد تشعر بمزيد من الكفاءة والثقة، مما يعزز بدوره صحتك العقلية.
- حاول إيجاد روتين رياضي أو نشاط تستمتع به؛ مثل المشي، أو الرقص، أو تسلق الصخور، أو اليوجا؛ لأنّ الأنشطة التي تتضمن حركات متكررة تؤدي إلى بناء كتلة عضلية قوية، وبالتالي التخفيف من الضغط بصورة عامة.
- احرص على تناول بعض المكملات الغذائية: مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، والشاي الأخضر الذي يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة مثل مادة البوليفينول التي تقلل من التوتر والقلق عن طريق زيادة مستويات السيروتونين، ولكن انتبه لأنّ بعض المكملات الغذائية يمكن أن تتفاعل مع الأدوية أو لها آثار جانبية، لذلك استشر الطبيب إذا كانت لديك حالة طبية.
- استنشق الروائح العطريّة: قد يساعد استخدام بعض الزيوت العطرية أو حرق شمعة معطرة في تقليل مشاعر التوتر والقلق، وتشمل بعض الروائح المهدئة؛ اللافندر، والورد، وزهر البرتقال، والبخور، وخشب الصندل، والبابونج الروماني.
- قلل من تناول الكافيين: إذ إنّ الكافيين يعد منبهًا موجودًا في القهوة، والشاي، والشوكولاتة، ومشروبات الطاقة، وتناول كميات كبيرة منه يمكن أن يزيد من مستوى القلق، فإذا لاحظت أنّ الكافيين يزعجك قلل منه أو تجنبه، على الرغم من أن العديد من الدراسات تظهر أن القهوة يمكن أن تكون صحية باعتدال، لكنها لا تعد صحية للجميع.
- امضغ العلكة: إذ أظهرت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين يمضغون العلكة لديهم شعور أكبر بالرفاهية وشعور أقل بالضغط، ويمكن تفسير ذلك بأنّ مضغ العلكة يسبب موجات تشبه موجات الدماغ، كما أنّ مضغ العلكة يعزز تدفق الدم إلى دماغك.
- اقضِ بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة: إذ يمكن أن يساعدك الدعم الاجتماعي من وجود الأصدقاء والعائلة في اجتياز الأوقات العصيبة ويمنحك شعورًا بالانتماء وتقدير الذات، كما ويساعد قضاء الوقت مع الأصدقاء والأطفال على إطلاق الأوكسيتوسين، وهو مسكن طبيعي للإجهاد.
- تعلم تجنب التسويف: توجد طريقة أخرى للتحكم في ضغطك وهي البقاء على رأس أولوياتك والتوقف عن التسويف؛ لأنه قد يؤدي إلى تصرفك بصورة انفعالية من أجل اللحاق بخطتك التي كنت تنوي تنفيذها، وهذا كفيل بأن يسبب لك الإجهاد، مما يؤثر سلبًا على صحتك ونوعية نومك، ومن هنا اعتد على إعداد قائمة مهام ورتّبها حسب الأولوية، وامنح نفسك مواعيد نهائية واقعية لتنفيذ كل مهمة، وانجز مهامك التي تحتاجها اليوم من خلال منح نفسك الكثير من الوقت بما يتناسب مع كل منها، إذ إن التبديل بين المهام أو تعدد المهام يمكن أن يكون مرهقًا بحدّ ذاته.
الإسهال بعد تناول الطعام
من غير المحتمل أن تكون نوبة الإسهال بعد تناول الوجبة مرتبطة برد فعل الشخص المعدي، فالإسهال هو حالة شائعة تستمر عادة لمدة يوم أو يومين فقط، ومع ذلك يمكن أن يشير الإسهال الذي يستمر لفترة أسبوع أو أكثر إلى مشكلة صحية كامنة، وقد تشمل بعض الأسباب الشائعة للإسهال المستمر ما يلي:[٣]
- الاستهلاك المفرط للمحليات الاصطناعية والملينات الأخرى.
- البكتيريا والطفيليات المنقولة بالغذاء.
- عدم تحمل نوع معين من الطعام.
- حساسية الطعام.
- اضطرابات هضمية.
- عدوى فيروسية.
- إجراء جراحة سابقة في البطن؛ مثل إزالة المرارة.
قد يُهِمُّكَ
سواء أكان الإسهال عرضيًا، أو يسببه الحساسية من طعام معين، أو التسمم الغذائي، أو يحدث بسبب حالة مزمنة مثل متلازمة القولون العصبي أو مرض كرون، أو كان رد فعل الجسم لتناول الطعام، فإنّ النظام الغذائي والتبرز بصورة عامة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فحتى لو كانت لديك حالة مرضية تؤثر على جهازك الهضمي على المدى الطويل، فإنّ النظام الغذائي يمكن أن يؤثر كثيرًا على جهازك الهضمي، وعندما تعاني من نوبة من الإسهال، توجد بعض الأطعمة التي يمكنك تناولها لتُساعد جهازك الهضمي على العودة إلى المسار الصحيح، وتوجد أيضًا بعض الأطعمة التي يجب تجنبها:[٥]
- أطعمة يمكنك تناولها: يمكن أن يشمل نظامك الغذائي على الموز، والأرز، والتفاح، والخبز المحمص، لكن تعدّ هذه الأطعمة رتيبة، لذلك لن تؤدي إلى تفاقم الجهاز الهضمي، كما أنها لازمة للمساعدة في توطيد البراز، بالإضافة إلى كلّ من:
- عصير التفاح أو التفاح المهروس.
- تحتاج أيضًا إلى شرب الكثير من السوائل حتى تتمكن من البقاء رطبًا وتُعوّيض السوائل التي تفقدها، على سبيل المثال اشرب الكثير من الماء، وقد تشمل السوائل الأخرى التي يمكنك تجربتها ما يلي:
- مرق الدجاج أو مرق اللحم البقري مع إزالة الشحوم.
- الماء المعزز بالمعادن، أو ماء جوز الهند المعزز بالفيتامينات، وحاول تجنب تلك التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- الشاي المخفف منزوع الكافيين.
- أطعمة تجنب تناولها: يوجد عدد كبير من الأطعمة التي يجب تجنبها للتحكم بعادة التبرز لديك، ويمكن لهذه الأطعمة أن تؤدي إلى زيادة حركة جهازك الهضمي، وبالتالي تحفيز التبرز أو زيادة حالة الإسهال، وتتضمن الأطعمة التي يجب تجنبها ما يلي:
- الحليب ومنتجات الألبان.
- الأطعمة المقلية والدهنية.
- الطعام الحار والتوابل بصورة عامة.
- الأطعمة المصنعة، خاصة تلك التي تحتوي على منكهات.
- السردين.
- الخضار النيئة.
- البصل.
- حبوب الذرة.
- جميع أنواع الحمضيات.
- بعض أنواع الفاكهة مثل؛ الأناناس، والكرز، والتوت، والتين، والمشمش، والعنب.
- الكحول.
- القهوة والصودا وغيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الغازية.
- المحليات الصناعية، بما في ذلك السوربيتول.
المراجع
- ↑ "Why Do We Poop & What Are Normal Bowel Habits?", unitypoint,13-10-2017، Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ُ Erica Cirino (3-3-2020), "Why Do I Have to Relieve Myself Immediately After Eating?"، healthline, Retrieved 30-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Jenna Fletcher (31-10-2019), "What causes people to poop right after eating?"، medicalnewstoday, Retrieved 31-7-2020. Edited.
- ↑ Kerri-Ann Jennings (28-8-2018), "16 Simple Ways to Relieve Stress and Anxiety"، healthline, Retrieved 31-7-2020. Edited.
- ↑ Ana Gotter (7-3-2019), "What to Eat When You Have Diarrhea"، healthline, Retrieved 5-8-2020. Edited.