محتويات
سرطان الدم عند الكبار
سرطان الدم، أو ما يعرف باللوكيميا هو سرطان يصيب خلايا الدم البيضاء، وهي خلايا تلعب دورًا في مقاومة العدوى ومسببات الأمراض الداخلة إلى الجسم، وتُنتج خلايا الدم داخل نخاع العظم، وعند الإصابة باللوكيميا يصنّع نخاع العظم خلايا دم بيضاء شاذة وغير طبيعية، وتتراكم هذه الخلايا وتحل محل خلايا الدم السليمة، مما يحول دون تمكّن الدم من تأدية وظائفه كما ينبغي.
وينقسم سرطان الدم إلى عدة أنواع وهي سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وسرطان الدم اللمفاوي المزمن، وابيضاض الدم النقوي الحاد، وابيضاض الدم النقوي المزمن، ويمكن أن يتطور سرطان الدم على نحو سريع أو بطيء وهو ما يميز بين الأنواع الحادة والمزمنة؛ إذ يتطور سرطان الدم الحاد سريعًا نتيجة لحدوث تزايد سريع في عدد الخلايا غير الطبيعية المنتجة، في حين تتكون خلايا الدم الشاذة في حالة سرطان الدم المزمن ببطء.
وقد يصاب البالغون والكبار بنوعي سرطان الدم، في حين تشيع إصابة الأطفال بسرطان الدم من النوع الحاد غالبًا، وقد تتماثل بعض حالات سرطان الدم للشفاء بعد تلقي العلاجات المناسبة، في حين يصعب تعافي حالات أخرى من سرطان الدم، إلا أنه يمكن السيطرة عليها والحد من تدهور الحالة غالبًا، وتتوافر عدة طرق علاجية مستخدمة لعلاج حالات سرطان الدم، مثل: العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، وزراعة الخلايا الجذعية، وقد يحتاج مرضى سرطان الدم إلى الاستمرار في تلقي العلاج حتى عند تلاشي الأعراض وذلك للوقاية من انتكاس الحالة وعودة المرض.[١]
أعراض سرطان الدم عند الكبار
تتباين أعراض وعلامات سرطان الدم إلى حد ما تبعًا لنوع سرطان الدم الذي يصيب الكبار، فقد لا يصاحب سرطان الدم المزمن الذي يتطور ببطء نشوء أي أعراض بدايةً، بينما قد تحدث أعراض حادة وشديدة في حالات سرطان الدم العدوانية أو الحادة التي تتطور سريعًا، وتتشكّل أعراض سرطان الدم نتيجة لتعذّر قدرة خلايا الدم الطبيعية على تأدية وظيفتها بفعالية، أو نتيجة لتراكم الخلايا غير الطبيعية في الجسم، ومن أبرز أعراض وعلامات سرطان الدم عند الكبار ما يلي:[٢]
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- كثرة التعرق خلال الليل.
- انتفاخ الغدد الليمفاوية غير المصحوب بالألم عادةً.
- الشعور بالضعف والتعب والإعياء.
- سهولة حدوث النزيف أو تشكّل الكدمات، فيلاحظ الأشخاص ظهور بقع زرقاء أو أرجوانية على الجلد، أو تكرار حدوث النزيف من الأنف.
- تكرار الإصابة بالالتهابات.
- الإحساس بألم في العظام أو المفاصل.
- فقدان الوزن دون وجود سبب واضح.
- تراجع أو فقدان الشهية.
- تضخم الطحال أو الكبد، ويعاني الكبار في هذه الحالة من الشعور بألم أو تورم في البطن.
- ظهور نقاط أو بقع حمراء صغيرة على الجلد.
- بعض الأعراض الأخرى، مثل: الصداع، التشنجات والنوبات، الارتباك، والتشوش الذهني، وفقدان القدرة على التحكم في العضلات، والتقيؤ، وتنشأ هذه الأعراض عند ارتشاح خلايا الدم السرطانية إلى الدماغ.
أسباب سرطان الدم عند الكبار
ينشأ سرطان الدم نتيجة لحدوث طفرة في الحمض النووي الخاص بخلية واحدة في نخاع العظم، فيتعذّر تطور وتأدية هذه الخلية لوظائفها الطبيعية، ويعد الحمض النووي الرايبوزي منقوص الأكسجين أو DNA الأساس الجزيئي المشكل للجينات، وتُحمل الجينات مجموعة من الكروموسومات، وتكتسب جميع الخلايا التي تنشأ من الخلية الأولية المصابة بالطفرات في الحمض النووي الخاص بها، ويعد السبب الدقيق وراء حدوث التغيرات والتشوهات في الحمض النووي غير واضح تمامًا لغاية الآن، وقد تسهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بسرطان الدم لدى الكبار، وقد يصيب سرطان الدم مختلف الأشخاص، إذ لا ينحصر على الأشخاص الذين يوجد لديهم أحد أو بعض عوامل الخطر السابقة وليس لزامًا أن يصيبهم أيضًا، ولا يعد سرطان الدم حالة معدية، إذ لا ينتقل من الشخص المصاب لآخر سليم، ومن هذه العوامل التي تزيد خطر الإصابة ما يلي:[٣]
- تلقي علاجات السرطان: مثل العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي.
- التدخين أو طبيعة البيئة الوظيفية: التي تقتضي التعامل مع المواد الكيميائية الصناعية، ويعد البنزين والفورمالديهايد من المواد الكيميائية المسببة للسرطان، ويتواجد هذان المركّبان في منتجات التبغ ومواد البناء وغيرها، ويدخل البنزين في صناعة البلاستيك والمطاط والصبغات والمبيدات الحشرية والأدوية والمنظفات، كما يدخل الفورمالديهايد في صناعة مواد البناء وبعض المنظفات المنزلية، مثل الصابون والشامبو.
- وجود بعض الاضطرابات الوراثية لدى الأشخاص: مثل: التورم العصبي الليفي، أو متلازمة كلاينفلتر، أو متلازمة شواخمان دايموند أو متلازمة داون.
تشخيص سرطان الدم عند الكبار
قد يشك الأطباء بإصابة الأشخاص بسرطان الدم عند وجود بعض عوامل الخطر أو نشوء الأعراض المصاحبة للحالة، وقد يعمد الطبيب بداية إلى إجراء فحص بدني، ومراجعة التاريخ المرضي للشخص، إلا أنه يصعب تشخيص سرطان الدم على نحو كامل باستخدام الفحص البدني، لذا يوصي الطبيب بإجراء عدد من الاختبارات للحصول على تشخيص مؤكد للحالة، ويمكن توضيح هذه الاختبارات كالآتي:[٤]
- اختبارات الدم: إذ يوصي الطبيب بإجراء فحص تعداد الدم الكامل لتحديد عدد خلايا الدم البيضاء، وخلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية في الدم، كما تفحص عينة من الدم تحت المجهر للتحقق من وجود مظهر غير طبيعي للخلايا.
- فحص الخزعة: إذ تؤخذ عينات من نسيج نخاع العظام أو الغدد اللمفاوية للتأكد من وجود علامات تشير إلى سرطان الدم، وتمكّن هذه العينات الطبيب من التعرف على نوع سرطان الدم ومعدل نموه، ويمكن أخذ خزعات من أعضاء أخرى، مثل: الكبد والطحال للتحقق من انتشار السرطان إلى هذه الأعضاء.
ويشرع المختصون حال تشخيص إصابة الشخص بسرطان الدم إلى تصنيف مراحل وأنواع السرطان، ويحدد سرطان الدم من نوعي ابيضاض الدم النقوي الحاد أو سرطان الدم الليمفاوي الحاد تبعًا لشكل الخلايا السرطانية تحت المجهر، ونوع الخلية المصابة بالسرطان، كما يصنف سرطان الدم الليمفاوي بنوعيه الحاد والمزمن وفقًا لعدد خلايا الدم البيضاء، في حين يصنف ابيضاض الدم النقوي بنوعيه الحاد والمزمن وفقًا لوجود خلايا الدم البيضاء غير الناضجة في الدم والنخاع العظمي، كما تستخدم عدد من الاختبارات الأخرى لتقييم مسار تقدم المرض، ومن هذه الاختبارات ما يلي:
- قياس التدفق الخلوي.
- اختبارات وظائف الكبد.
- البزل القطني.
- اختبارات التصوير، مثل: الأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب.
المراجع
- ↑ "Leukemia", medlineplus.gov,19-5-2016، Retrieved 1-12-2019. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler (11-9-2019), "Leukemia"، www.medicinenet.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.
- ↑ "Leukemia", my.clevelandclinic.org,19-11-2019، Retrieved 1-12-2019.
- ↑ Verneda Lights, Lauren Reed-Guy, Elizabeth Boskey (25-8-2017), "Leukemia"، www.healthline.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.