محتويات
العلاج الكيماوي
العلاج الكيماوي عبارة عن علاج منهجي يتكوّن من أدوية كيميائية قوية، يستهدف الخلايا السرطانيّة التي تتميّز بسرعة في الإنقسام والتكاثر تفوق السّرعة الطّبيعيّة لخلايا الجسم السّليمة، ويوجد أكثر من 100 نوع من هذه الأدوية التي يعتمد استخدامها للشّفاء من السّرطان على الحالة الصحيّة للمريض، ونوع السرطان، وكيف تبدو خلايا السرطان تحت المجهر، وما إذا كان السرطان قد انتشر في الجسم؛ فالعلاج الكيماوي المستخدم لعلاج السّرطان الذي بدأ في الثدي وانتشر بعدها للرّئة، يختلف عن نظيره من العلاج الكيماوي للسّرطان الذي بدأ في الرّئة، وفي بعض الحالات يلجأ الطّبيب المعالج لدمج العلاج الكيماوي مع غيره من العلاجات المتاحة للقضاء على السّرطان، مثل العلاج الإشعاعي، أو العلاج بالهرمونات، أو العمليّات الجراحيّة لاستئصال الأورام السّرطانيّة، أو العلاج البيولوجي. [١]
الآثار الجانبية للكيماوي
قبل البدء بتلقّي العلاج الكيماوي لابد لمريض السّرطان من معرفة الآثار الجانبيّة التي تنتج عن العلاج الكيماوي، لتهيأة نفسيّته لحدوثها، وتجنّب التفاجئ بها، ومن أوضح هذه الآثار ما يلي: [٢][٣]
- تساقط الشّعر وشحوب الجلد: وهي من أكثر الآثار الجانبيّة للعلاج الكيماوي وضوحًا وشيوعًا، إذ كما أسلفنا في الفقرة الإستهلاليّة، بأنّ الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي غير قادرة على التمييز بين الخلايا السّرطانيّة سريعة النّمو وما بين الخلايا السّليمة التي تتميّز بسرعة نموّها وتكاثرها؛ مثل خلايا الشّعر وخلايا الجلد، الأمر الذي ينتج عنه عدم استثناء هذه الأخيرة من الهجوم عليها وتدميرها مسببة تساقط الشّعر، وجفاف وحكة وطفح في الجلد.
- تقرّحات الفم: التي تتشكل على اللسان أو الشفاه أو اللثة أو في الحلق، والتي يمكن أن تسبب صعوبة في المضغ والبلع، كما أنها قد تتعرض للنزيف أو العدوى. إضافة إلى ذلك قد يسبب العلاج الكيماوي وظهور طبقة بيضاء أو صفراء اللّون على اللسان، أو الشعور بطعم معدني في الفم وتغيّر في حاسّة التذوّق، وهو ما ينعكس على خسارة واضحة في الوزن.
- ضعف واعتلال نخاع العظم: ومن المعروف أن نخاع العظم مسؤول عن تكوين وإنتاج مكوّنات الدّم الرئيسيّة الثّلاثة، وهي خلايا الدّم الحمراء، والصّفائح الدمويّة، وخلايا الدّم البيضاء، مما يؤثّر على انخفاض تعدادها كما يلي:
- إنخفاض إنتاج كريات الدّم الحمراء؛ يتسبّب بالشّعور بالتّعب والإعياء، وضيق التنفّس، كيف لا وهي التي تحمل الأكسجين لجميع خلايا وأنسجة الجسم.
- إنخفاض إنتاج الصّفائح الدمويّة؛ وهي المسؤولة عن تخثّر الدّم لمنع فقدان الدّم وتسرّبه من الأوعية الدمويّة، الأمر الذي ينتج عنه سيولة في الدّم وفشل في تخثّره عد حدوث أي إصابة ينتج عنها جرح، ليس هذا وحسب، بل وظهور كدمات سوداء مزرقّة عند أقل اصطدام بسيط.
- إنخفاض إنتاج كريات الدّم البيضاء؛ وهي المسوؤلة عن مقاومة أي عدوى تصيب الجسم، مما يترك الجهاز المناعي ضعيف وغير قادر على مقاومة أقل أنواع العدوى أو الإلتهابات، الأمر الذي يترافق مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتسبّب بالحمّى.
- اضطراب الجهاز الهضمي: إذ يؤثّر العلاج الكيماوي في قدرة القناة الهضمية على استخلاص العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم من الطّعام المتناول، وآليّتها في التخلّص من الفضلات، بسبب تضرّر وتلف بطانة المعدة والأمعاء، الأمر الذي ينتج عنه أعراض؛ مثل الغثيان والقيء، والمعاناة من الإمساك أو الإسهال.
- إعتلال عضلة القلب: إذ يؤثّر العلاجي الكيماوي في قدرة عضلة القلب على ضخ الدّم، وما يرافقه من اضطراب في إيقاع ضربات القلب وعدم انتظامها، أو ضعف في عضلة القلب، وهو ما يرفع من احتماليّة الإصابة بالنّوبات القلبيّة التي من غير المحتمل حدوثها إذا كانت عضلة القلب قويّة وسليمة، وهو ما يستلزم فحص قوّة عضلة القلب قبل البدء بالعلاج الكيماوي.
- اعتلال الجهاز العضلي: وما ينتج عنه من ضعف في العضلات بالتّزامن مع الآلام فيها، وبطء في ردّات الفعل الحركيّة، واختلال في التّوازن.
- اعتلال الجهاز العصبي المركزي: وما ينتج عن هذا الإعتلال من مشاكل في الذاكرة، أو صعوبة التركيز أو التفكير بوضوح، وهو ما يطلق عليه إسم الضّباب الكيميائي أو الدّماغ الكيميائي، وقد تزول هذه الآثار بعد الإنتهاء من الخضوع للعلاج الكيماوي وقد تستمر لسنوات.
- التأثير على الصحة الجنسية والقدرة الإنجانبيّة: من المعروف أن أدوية العلاج الكيميائي تؤثر على الهرمونات لدى الرجال والنساء؛ ففي النساء، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى هبات ساخنة أو عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاع مفاجئ للطمث، بالإضافة إلى جفاف الأنسجة المهبلية التي يمكن أن تجعل الجماع غير مريح أو مؤلم، وزيادة احتماليّة حدوث الإلتهابات المهبليّة، كما أن بعض النساء قد يصبن بالعقم المؤقت أو الدائم. في الرجال، يمكن لبعض الأدوية الكيماوية أن تتلف الحيوانات المنوية أو تقلل عددها، ومثل النساء، يمكن أن يعاني الرجال من العقم المؤقت أو الدائم نتيجة العلاج الكيميائي.
- التأثير على المثانة والكليتين: نتيجة للعلاج الكيميائي، يمكن أن تتلف أو تتهيج بعض خلايا الكلى والمثانة؛ فتلف الكليتين ينتج عنه آثار مثل؛انخفاض معدل التبول وانتفاخ القدمين واليدين والصداع، أما تلف أنسجة المثانة وتهيّجها تسبب الشّعور بحرقة عند التبوّل، مع زيادة تكرار التبوّل عن المعدّل الطّبيعي.
- هشاشة العظام: إذ تتسبب بعض أدوية العلاج الكيماوي في انخفاض مستويات الكالسيوم، ما ينتج عنه انخفاض مستوياته وعدم حصول العظام على كفايتها منه، وفقدانها لكثافتها كنتيجة حتميّة، ما يزيد من مخاطر التعرّض للكسور.
الفرق بين العلاج الكيماوي والإشعاعي
عند التطرّق لمرض السّرطان، تكثر مصطلحات مثل العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، وقد يخلط البعض بينهما، أو لا يستطيع التفرقة بينهما، وفيما يلي أهم الإختلافات بين كل منها: [٤]
- العلاج الكيماوي علاج منهجي يعتمد على أدوية مختصة بتدمير الخلايا السّرطانيّة، وإيقاف انشارها لأجزاء أخرى من الجسم، بينما العلاج الإشعاعي عبارة عن تسليط موجات ذات طاقة عالية، لتدمير الخلايا السرطانيّة وإتلافها.
- يختلف العلاج الإشعاعي عن العلاج الكيميائي بأنه يستخدم لعلاج الورم فقط، لذلك فهو يؤثر فقط على الجزء من الجسم المصاب بالسرطان.
- العلاج الكيماوي قد يكون فموي أو على شكل حقن في الوريد أو الشّريان أو العضلات أو حقن تحت الجلد في الجسم مثل منطقة البطن، بينما العلاج الإشعاعي يتم بالتعرّض لجهاز يصدر موجات عالية الطّاقة كما أسلفنا.
- العلاج الكيماوي موجّه لقتل الخلايا سريعة النّمو دون المقدرة على التمييز بين الخلايا السّرطانيّة والخلايا السّليمة، بينما بالعلاج الإشعاعي يمكن أن يؤثر الإشعاع على الخلايا السليمة أيضًا لكن تستطيع الخلايا السّليمة من إعادة بناء نفسها على عكس الخلايا السرطانية.
المراجع
- ↑ "What is chemotherapy?", cancerresearchuk, Retrieved 2019-8-5. Edited.
- ↑ "Get ready for possible side effects of chemotherapy", mayoclinic, Retrieved 2019-8-5. Edited.
- ↑ "The Effects of Chemotherapy on Your Body", healthline, Retrieved 2019-8-5. Edited.
- ↑ "The Difference Between Chemo and Radiation", share.upmc, Retrieved 2019-8-5. Edited.