آثار الضغوط النفسية على الجسم

آثار الضغوط النفسية على الجسم
آثار الضغوط النفسية على الجسم

الضغوطات النفسية

التعرض للقليل من الإجهاد النفسي ليس سيئًا دائمًا؛ إذ يساعد التعرض للضغط في بذل مجهودٍ أكبر والتحفيز على إنجاز الأعمال في الحالات الطارئة، إلا أن آثار الإجهاد والتوتر تنعكس على كلّ من الجسم والعقل، لذا يجب البحث عن وسيلةٍ لإعادة التوازن النفسي والعصبي مع الشعور بالإرهاق وصعوبة التحمل؛ للمساهمة في تحسين جودة الحياة وطريقة التفكير والحماية من آثار الضغوطات النفسية والإجهاد المزمن، ويقصد بالضغط النفسي طريقة استجابة الجسم الدفاعية عند التعرض للإجهاد والتوتر، وتساهم هذه الإستجابة في حماية الجسم وحثه على العمل وزيادة النشاط والتركيز ومواجهة التحديات، إلا أن استمرار ذلك لمدةٍ طويلة قد ينتهي بحدوث أضرارٍ تؤثر على صحة الجسم والصحة النفسية والعلاقة مع الآخرين والقدرة على الإنتاج.[١]


آثار الضغوطات النفسية على الجسم

يعد الإجهاد أمرًا طبيعي يظهر كاستجابة متوقعة من الأفراد للتغيرات المعيشية وطريقة تفاعل الجسم مع هذه التغيرات؛ كالاستجابة العاطفية والعقلية والجسدية، فالإجهاد جزء أساسي من طبيعة الحياة من حولنا، ومن المهم معرفة آثار الضغوطات النفسية على الصحة، ونظرًا لاعتبار طبيعة الإنسان مصممة للتعامل مع الضغوطات والاستفادة منها بشكلٍ إيجابي؛ كالارتقاء بالسلم الوظيفي وتحمل مسؤوليات أكبر، لكن في حالاتٍ أخرى قد يسبب الضغط النفسي آثارًا سلبية ومن الأمثلة على ذلك:[٢]

  • الإصابة باضطرابات النوم وآلام الصداع وآلام المعدة وارتفاع ضغط الدم، كما تزداد احتمالية التعرض للأمراض الصحية.
  • يرتبط الإجهاد والتوتر بالإصابة بأمراض القلب وداء السكري والأمراض الجلدية والتهاب المفاصل والاكتئاب والربو.
  • زيادة احتمالية الإدمان على الكحول ودخان السجائر والمواد المخدرة باعتبارها وسائل لتجاوز الضغوطات والتخلص من التوتر والحصول على بعض الاسترخاء.
  • زيادة معدلات انتشار الاضطرابات العاطفية المزمنة بنسبة 50% في حال عدم علاج التوتر المزمن.

يمكن أن يؤثر الضغط النفسي على جوانب عديدة؛ كالصحة والسلوك والعاطفة والقدرة على التفكير، ومع اختلاف طريقة التعامل مع الإجهاد والتوتر من شخصٍ لآخر تختلف الأعراض الناتجة عنه كذلك، ومن المهم استشارة الطبيب حول الأعراض الصحية، ومن هذه الأعراض:[٣]

  • الأعراض الجسدية: انخفاض مستوى الطاقة، آلام الصداع، آلام العضلات، آلام الصدر وتسارع نبضات القلب، الإصابة المتكررة بأمراض البرد والالتهابات، الأرق، جفاف الفم وصعوبة البلع، اضطرابات المعدة؛ كالغثيان والإسهال والإمساك، وغيرها.
  • الأعراض العاطفية: الشعور بالإحباط، التقلبات المزاجية، الاكتئاب، انعدام الثقة بالنفس، تجنب التعامل مع الآخرين، الإرهاق، صعوبة الاسترخاء، وكثرة التفكير.
  • الأعراض المعرفية: تراجع قوة الذاكرة والقدرة على التركيز، التشاؤم، صعوبة إعطاء أحكام منطقية، القلق باستمرار.
  • الأعراض السلوكية: اللامبالاة وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات، تغيرات في الشهية، اللجوء للكحول والتدخين والمخدرات، السلوكيات العصبية وغيرها.


إدارة الضغوطات النفسية والتخلص منها

من الخطوات التي يجب اتباعها عند الشعور بالإجهاد والتوتر:[٤]

  • إدراك وجود مشكلة: من خلال إيجاد علاقة بين التعب أو الإصابة بالمشكلات الصحية والضغوطات النفسية، والبحث عن الأعراض الجسدية للإجهاد؛ كآلام الصداع والصداع النصفي وآلام العضلات والشعور بالإرهاق الشديد.
  • تحديد أسباب الضغوطات النفسية: وتصنيفها إلى عدة فئات؛ كالمشكلات التي يمكن إيجاد حلّ لها، المشكلات التي تحتاج لبعض الوقت، المشكلات التي لا يمكن إيجاد حل لها.
  • مراجعة النمط المعيشي: من خلال البحث عن المهام التي يمكن إنجازها أو تسليمها للآخرين، والبحث عن طرق مريحة وممتعة لإنجاز المهام، إعطاء الأولوية للمهام التي يجب إنجازها، وإعادة تنظيم نمط الحياة للمساهمة في التخلص من الضغط.


الضغوطات النفسية والجهاز المناعي

مع بداية ثمانينات القرن الماضي بدأ الاهتمام بدراسة وبحث وجود علاقةٍ بين التعرض للإجهاد والتوتر والإصابة بالعدوى، وقد أجريت في جامعة أوهايو على طلبة كلية الطب؛ إذ لوحظ وجود انخفاض في قوة الجهاز المناعي مع التعرض لضغوطات الامتحانات والدراسة، كما أشار الاختبار إلى انخفاض عدد الخلايا المسؤولة عن مكافحة الأورام السرطانية والعدوى الفايروسية وانخفاض استجابة الخلايا الليمفاوية التائية للعدوى، بالإضافة إلى دراساتٍ لاحقة أظهرت أن الإجهاد المزمن من الممكن أن يدمر الجهاز المناعي.[٥]


كيفية إدارة الإجهاد

يؤثر الإجهاد المزمن على العديد من الجوانب الحياتية، وهو ما يؤدي إلى شعور الشخص بأنه لا يمتلك القدرة على استعادة السيطرة على حياته، لذا لا بد من اتباع بعض الأساليب والاستراتيجيات التي تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين الصحة النفسية، وتتضمن هذه الاستراتيجيات ما يأتي:[٦]

  • فهم العلامات والأعراض: قد تختلف العلامات والمؤشرات التي تشير إلى وجود مشاكل نفسية أو علامات التوتر من شخص لآخر، لذا لا بد من التعرف على المؤشرات الخاصة بكلّ شخص للتمكن من إدارتها والتحكم بشكل أكبر في مستويات الإجهاد.
  • التحدث إلى الأصدقاء والعائلة: يساعد التحدث إلى الأشخاص المقربين من الأصدقاء والعائلة إلى تقديم الدعم النفسي وصنع الدافع لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
  • تحديد المسببات أو المثيرات: قد لا يكون من الممكن دائمًا تجنب مسببات التوتر والإجهاد، لذا يساعد تدوين العوامل المحددة التي تسببت بزيادة مستويات الضغط النفسي في تطوير الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة وإدارة الضغط النفسي وتجنب التعرض للعوامل المؤثرة قدر الإمكان.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد النشاط البدني في زيادة إنتاج الجسم للإندورفينات، وهي مواد كيميائية تعزز المزاج وتقلل من مستويات التوتر، ويمكن أن تتضمن التمارين الرياضية المفيدة كلّ من المشي أو ركوب الدراجات أو الركض.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل: يساعد هذا النوع من التمارين في صفاء الذهن، وقد يتضمن استخدام أساليب التنفس والتفكير لخلق الوعي الكافي بالجسد والبيئة المحيطة، وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على التوتر والقلق والاكتئاب.
  • تحسين نوعية النوم: يلعب النوم الكافي دورًا كبيرًا في تقليل مستويات التوتر والإجهاد، لذا فإنه من المهم الحصول على نوعية نوم جيدة لمدة 7 ساعات على الأقل كلّ ليلة، بالإضافة إلى تحديد أوقات معينة للنوم والاستيقاظ.


المراجع

  1. Jeanne Segal,Melinda Smith,Lawrence Robinson, "Stress Symptoms, Signs, and Causes"، HelpGuide, Retrieved 2019-8-6. Edited.
  2. Jennifer Robinson (2017-12-10), "The Effects of Stress on Your Body"، WebMD, Retrieved 2019-8-6. Edited.
  3. Jennifer Casarella (2019-8-1), "Stress Symptoms"، WebMD, Retrieved 2019-9-1. Edited.
  4. Mental Health Foundation, "How to manage and reduce stress"، Mental Health Foundation, Retrieved 2019-8-6. Edited.
  5. American Psychological Association, "Stress Weakens the Immune System"، apa, Retrieved 2019-8-6. Edited.
  6. Aaron Kandola (12 - 10 - 2018), "What are the health effects of chronic stress? "، medicalnewstoday, Retrieved 5 - 8 - 2019. Edited.

فيديو ذو صلة :