محتويات
السيارات الذاتية
تُعد السيارات ذاتية القيادة سياراتٍ مُستقلّة بالكامل، ولها القدرة على القيادة دون تدخّل بشري في ذلك، ولكنّ الأمر مختلفٌ قليلًا في وقتنا الحالي، فنحن نحتفظ بتصور أن السيارات الذاتية تحتاج لسائق مستعدٌ تمامًا للقيادة في أيّ لحظة، وعلى الرغم من العمل المستمر لشركات تصنيع السيارات لإنتاج سيارات ذاتية مُستقلّة بالكامل منذ عشرينيات القرن الماضي، إلا أن هذا الأمر لم يكتمل حتى يومنا الحالي بالرغم من وجود تقدّم خلال ثمانينيات القرن الماضي، ولكن هذا التقدّم يعتمد على سائق بشري متأهب للقيادة إن لزم الأمر.
وقد شهد عام 1926م اختراع أول سيارة يمكن التحكّم بها عن بعد سارت في شوارع ميلووكي، ثم ذكر نورمان بيل جيديس تصورًا في كتابه Magic Motorways خلال أربعينيات القرن الماضي باستبعاد السائقين عن القيادة، ثم تتابعت الجهود لإنشاء سيارة ذاتية القيادة بواسطة مجموعة من الشركات والجهات الرسمية كجامعة Bundeswehr في ميونيخ وصولًا لعام 2014م عندما نشرت هيئة توحيد السيارات SAE تصنيف يوضّح مستويات التطور في السيارات ذاتية القيادة من 0-5، إذ تقع المركبات مُستقلّة القيادة بالكامل في المستوى الخامس، وقد تبنّت الحكومة الأمريكية هذا التصنيف في وقتٍ لاحق، وفيما يتعلّق بمدى تطور صناعة هذه السيارات في يومنا الحالي فنحن ضمن المستويين الثاني والثالث، أيّ أننا بحاجة لوجود سائق متأهب لقيادة السيارة عند الحاجة، ومن شأن هذا الأمر إفساد الغرض المخصص للسيارات الذاتية وهو القيادة دون تدخّل بشري وتقليل الحوادث، إلى جانب جعل القيادة أكثر أمانًا.[١]
هل السيارات ذاتية القيادة محصنة ضد الحوادث؟
يمكن للسيارات ذاتية القيادة تقليل الحوادث المرورية بنسبة 90% إلى جانب توفير ما مقداره 190 مليار دولار سنويًا وفقًا لإحصائيات صادرة عن شركة الاستشارات McKinsey & Co والتي نُشرت ضمن تقرير في صحيفة وول ستريت في مارس من عام 2015م، وذكر ذات التقرير توقعًا بسيطرة السيارات الذاتية على الشوارع بغضون 15 عامًا، كما وذكر أحد كبار الشركاء في شركة McKinsey & Co أن صناعة السيارات ذاتية القيادة تتلقى اهتمامًا كبيرًا في وقتنا الحالي، ومع ذلك لا يمكن الجزم بأن هذه السيارات لا تتعرّض لحوادث المرور، ففي عام 2016م تسببت سيارة ذاتية القيادة بأضرار في مدينة كاليفورنيا عقب تصادمها مع حافلة بعد أن انتقلت السيارة للممر الأوسط لتستدير لليمين، ولكن لم تنتج أي أضرار بشرية.
وفي حادثة أخرى في مايو من عام 2016م فقد أودت سيارة تسلا ذاتية القيادة بحياة شخص في ولاية فلوريدا، وأشارت التقارير أن نظام القيادة الآلي لم يتعرّف على شاحنة استدارت أمام السيارة، لذا لم تفعّل الفرامل، مما أدى إلى التصادم وفقدان السائق المرافق للسيارة لحياته، وقد ذكر أستاذ الروبوتات رايان يوستيس العامل في جامعة ميشيغان عن مدى الإفراط في التوقع بحلّ مشكلة الحوادث من خلال السيارات الذاتية، إذ يجب على هذه السيارات التغلّب على ضعف القيادة وعدم موثوقية القيادة في الأجواء المضطربة.[٢]
ما هي الميزات التي توفرها هذه السيارات؟
على الرغم من استمرارية العمل على إصلاح الأخطاء في السيارات الذاتية، إلا أنها توفّر تقنية أكثر أمانًا تساعد السائقين على تجنّب الحوادث، ووفقًا لما ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية فإن صناعة السيارات الذاتية أدت إلى ميزات أمان جديدة تتوفر في العديد من الموديلات في وقتنا الحالي، وفيما يلي بعض أبرز ميزات السيارات ذاتية القيادة:[٢]
- تحتوي السيارات الذاتية على نظام يساعد في حفاظك على مسار القيادة عند الانحراف عنه.
- تراقب هذه السيارات المسافة بينها وبين السيارة الأمامية إلى جانب مراقبتها للسرعة التي تحددها.
- تُحسّن رؤيتك للطريق من خلال التحكّم بإضاءة المصابيح وفقًا للظروف السائدة.
- تحتوي على أنظمة تنبيه من شأنها تنبيهك في حالة الاصطدام الوشيك.
- تستخدم جملة من البيانات لتحديد الوقت المناسب لك لأخذ قسط من الراحة.
- يمكنها الاصطفاف بتوازن دون تدخّلك.
- تحتوي على كاميرا بزاوية 360 ْ درجة من شأنها مساعدتك على تحسين الرؤية.
- ستعمل هذه السيارات في سبتمبر من عام 2022م بأنظمة المكابح التلقائية في حالات الطوارئ.
سلبيات السيارات ذاتية القيادة
ما تزال هذه السيارات تتعرّض لحالات نادرة من المواقف التي لا يمكنها التعامل معها، وفيما يلي بعض أبرز المشاكل التي تهدد مستقبل السيارات الذاتية:[٣]
- يصعب على السيارات الذاتية التنبؤ بسلوك من حولها إلى جانب العوامل الأخرى من إشارات الطرق واللافتات ووميض السيارات وأضواء الفرامل، والأصعب من ذلك هو التنبؤ بالأخطاء البشرية؛ كأن يشير الشخص إلى دورانه نحو اليسار ثم يستدير يمينًا.
- لا يمكن لهذه اللسيارات التحكّم جيدًا خلال الأجواء المضطربة كالعواطف أو في حال وجود أجسام عاكسة على طول الطريق إلى جانب الأجسام سريعة الحركة.
- يمكن للسيارات التسبب بحوادث تنتج عنها أضرار كبيرة.
- تحتاج مركبات القيادة الذاتية إلى التحقق المستمر من صحة البرامج إلى جانب صيانة دورية مكلفة نوعًا ما، مما يسبب العزوف عن اقتناءها.
مَعْلومَة
يرى الكثير من الأشخاص أن السيارات الذاتية جزء مهم من عالم السيارات مستقبلًا، ومع استمرار تطور هذه المركبات يتحتم على الحكومات تحمّل الآثار الناتجة عنها على الطرق، ومن الجدير ذكره أن كل عام يشهد على زيادة الدول والمناطق التي تدرس التشريعات المتعلقة بالمركبات الذاتية كالولايات المتحدة الأمريكية على النحو التالي:[٤]
- منذ عام 2012م نظرت 41 ولاية على الأقل في التشريعات التي تتعلق بالمركبات الذاتية.
- أدخلت 16 ولاية تشريعات عام 2015م بعدما كانت 12 ولاية في عام 2014م و9 ولايات من قبلها عام 2013م و6 ولايات عام 2012م.
- عام 2017م أدخلت 33 ولاية أمريكية تشريعات متعلّقة بالسيارات الذاتية.
- عام 2018م سنّت 15 ولاية ثمانية عشر مشروع قانون متعلق بالصوت والصورة في السيارات الذاتية.
- أصدر المحافظون في مناطق أريزونا، وديلاوير، وهاواي، وإيداهو، وإلينوي، وماين، وماساتشوستس، ومينيسوتا، وأوهايو، وواشنطن، وويسكونسن أوامر تنفيذية تتعلق بالمركبات ذاتية القيادة.
المراجع
- ↑ "Self-Driving Cars – Myth or Reality?", unitedlex, Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Will Self-Driving Cars Help Prevent Accidents in Bloomington?", kennunn, Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ "How Do Self-Driving Cars Work and What Problems Remain?", thesimpledollar, Retrieved 20-7-2020. Edited.
- ↑ "Autonomous Vehicles | Self-Driving Vehicles Enacted Legislation", ncsl, Retrieved 20-7-2020. Edited.