مفهوم الاستخارة
تعرف الاستخارة في معاجم اللغة العربية بأنها مصدر مشتق من الفعل السداسي استخارَ أي طلب الخيرة في الشيء فهو مستخير والمفعول به مستخار، وهي بمعنى الاصطفاء فنقول استخار الشي أي انتقاه، والاستخارة شرعًا طلب الخيرة من الله جل وعلا في أمر ما من أمور الدنيا التي تسبب حيرة العبد فلا يعرف أي الطرق يسلك، وتكون بأداء ركعتين من غير الفريضة بهيأة معينة، ثم التوجه إلى الله تبارك وتعالى بدعاء منصوص عليه في الأحاديث النبوية الشريفة وسنتحدث عنه بشيء من التفصيل في فقرة لاحقة، مع العلم أن حكمها بالشريعة الإسلامية سنة مؤكدة ولا حرج فيها، بل من أداها فله الجزاء والتوفيق بإذن الله تعالى، مع الحذر من أدائها في الأوقات المنهي عنها شرعًا أي بعد صلاة الفجر حتى ارتفاع الشمس قيد رمح، أو بعد العصر حتى مغيب الشمس.
نتيجة صلاة الاستخارة في الزواج
قبل البدء في سرد كيفية صلاة الاستخارة في الزواج؛ لا بد من التنويه إلى أن هيأة الاستخارة واحدة سواء أكانت خاصة بموضوع الزواج، أو السفر، أو أي شيء آخر فلا تختلف كيفيتها، علمًا أنها مشروعة في ما سيقدم عليه المرء سواء أكان جازمًا أم مترددًا، وقد وردت كيفيتها في ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتينِ من غيرِ الفريضةِ، ثم لْيقُل: اللهمَّ إني أستخيرُك بعِلمك، وأستقْدِرُكَ بقُدرتِك، وأسألُك من فَضلِك؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أَقدِرُ، وتَعلمُ ولا أَعلمُ، وأنت علَّامُ الغيوب، اللهمَّ فإنْ كنتَ تَعلَمُ هذا الأمْرَ- ثم تُسمِّيه بعَينِه- خير لي في عاجلِ أمْري وآجلِه- قال: أو في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمري- فاقْدُرْه لي، ويَسِّره لي، ثم بارِكْ لي فيه، اللهمَّ وإنْ كنتَ تعلمُ أنَّه شرٌّ لي في دِيني ومعاشي وعاقبةِ أمْري- أو قال: في عاجِلِ أمْري وآجِلِه- فاصْرِفني عنه، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ ثمَّ رضِّني به" [رواه البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
وهناك علامات ظاهرة لمعرفة نتيجة الاستخارة، تتمثل في انشراح الصدر إذا كان في الأمر خير، ويقصد بذلك ميل الإنسان للشيء، مع ضرورة تجرد المستخير تجردًا تامًا من هوى النفس، وقد يحصل العكس أي انقباض الصدر والشعور بالضيق والنفور إذا كان في الأمر شر، وأما في ما يتعلق بالرؤيا فهي أمر غير وارد في كثير من الأحيان، وليست شرطًا من شروط تحقق الاستخارة، ولكن إذا رأى الإنسان رؤيا عقب الاستخارة فله تأويلها من أهل العلم لمعرفة وجه الصواب. وينبغي التنويه إلى أن وضع المستخير بعد الاستخارة يتلخص في 3 أحوال:
- حصول انشراح الصدر أو انقباض يترتب عيه تمام أو صرف الأمور.
- جهالة بالحال دون انشراح أو انقباض، ومن المستحن إعادة الاستخارة مرة أخرى.
- استمرار الحيرة دون ترجيح أمر على آخر، وفي هذه الحالة فإن المستخير مخير بين أن يقدم على الأمر، أو يمتنع بناءً على اسشارة أهل العلم والرأي السديد.
ثمار الاستخارة
- تعلق قلب العبد بربه وتوكله عليه.
- زيادة الثواب والأجر لما تضمنه من نافلة ودعاء.
- مخرج من الشك ومدعاة لسكينة القلب.
- سبب من أسباب حصول الخير والبر ودرء الشر.