محتويات
تركيا
نشأت الدولة التركية الحديثة بعد إنهاء الإمبراطورية العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك، وهي جمهورية تتبع نظام حكم يعتمد على الجمهورية البرلمانية، وعاصمتها أنقرة وتبلغ مساحتها أكثر من 783 ألف كيلومتر مربع، وتقع غرب القارة الآسيوية وترتبط بالقارة الأوروبية عبر مضيق البوسفور وتحدها كل من جورجيا وبلغاريا والبحر الأسود من الشمال، واليونان والبحر الأبيض المتوسط من الغرب، وسوريا والعراق والبحر المتوسط من الجنوب، أما من الشرق فتحدها إيران وأرمينيا وأذربيجان، وينتشر في تركيا الدين الإسلامي؛ إذ تبلغ نسبة معتنقيه 99 بالمئة من الشعب التّركي، وينقسمون إلى أتراك ونسبتهم 80 بالمئة، وأكراد نسبتهم 20 بالمئة، وتتميز تركيا بمناخها المعتدل؛ إذ إنه ممطر شتاءً وحار صيفًا، ويعد الفحم الحجري والنحاس والفضة والحديد والرصاص من أبرز مواردها الطبيعية، أما منتوجاتها فتتمثل خاصة في الحبوب والفواكه والقطن والتبغ والألبسة والمنسوجات وغيرها.[١]
مدينة قونيا في تركيا
قونيا من أولى المدن المأهولة في تاريخ البشرية حتى أنها ما تزال تضم الكثير من الآثار التي ترجع إلى عدد من الحضارات القديمة، وكانت في عصور ماضية من أبرز المراكز التجارية على طريق الحرير، وهي إحدى المحافظات التركية الواقعة في وسط جنوب الأناضول، وتتميز قونيا بكونها موطن جلال الدين الرومي كما أنها تعد مسقط رأس رئيس الوزراء التُّركي السابق أحمد داود أوغلو، وقد بلغت ذروة مجد هذه المدينة عندما كانت عاصمةً للسّلاجقة وتحديدًا قبل تعرّضها للغزو المغولي، وتشتهر هذه المدينة بصناعتها للسجاد المنسوج في المنازل، وتحتوي على العديد من المعالم السياحية، الأمر الذي يجعلها وجهةً سياحيةً بامتياز، وتتميّز بأنها تضم أضرحةً للعديد من الأمراء والشّخصيات المعروفة، مثل: ضريح جلال الدين الرومي الذي أسس مذهب المولوية، وتقع على بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة جنوب أنقرة، وهي مدينة قديمة للغاية تعود جذورها إلى أيام الحثيين الذين أطلقوا عليها اسم كوانا كمدينة رومانية.[٢]
المناخ في مدينة قونيا
يتميّز الطّقس في هذه المدينة بأنّه طقس قاري في فصل الصّيف وترتفع درجات الحرارة فيه، أما بالنّسبة لفصل الشتاء فتنخفض فيه درجات الحرارة، الأمر الذي يؤدّي إلى هطول الأمطار وكذلك الثّلوج، ومن الجدير بالذكر أنّ الثلوج يمكن أن تستمرّ في هذه المدينة لمدّة ثلاثة أشهر وتحديدًا في شهري يناير وفبراير، ويعد فصل الربيع هو الفصل الأنسب لزيارة هذه المدينة، بالإضافة إلى أشهر فصل الصيف، في حين يوفر فصل الشتاء وتحديدًا شهر يناير ظروف الطقس الملائمة التي يفضلها عشاق الرياضات الشتوية، وعمومًا يبلغ متوسط درجة الحرارة اليومية في قونيا 19 درجة مئوية.[٣]
السفر للمُدن التركية من قونيا
يمكن للسائح أو المسافر السفر للمُدن القريبة من قونيا بعد الانتهاء من آثارها الرائعة، وتبعد المُدن التركية الأخرى عن المدينة المسافات التالية:[٤]
- تبعد مدينة أنطاليا عن مدينة قونيا قرابة 190 كم.
- تبعد مدينة مرسين عن مدينة قونيا قرابة 228 كم.
- تبعد العاصمة التركية أنقرة عن مدينة قونيا قرابة 232 كم.
- تبعد مدينة طرسوس عن مدينة قونيا قرابة 236 كم.
- تبعد مدينة أضنة عن مدينة قونيا حوالي 268 كم.
- تبعد مدينة اسكيشهير عن مدينة قونيا قرابة 274 كم.
- تبعد مدينة قيصري عن مدينة قونيا قرابة 281 كم.
- تبعد مدينة دنيزلي عن مدينة قونيا قرابة 298 كم.
- تبعد مدينة عثمانية عن مدينة قونيا قرابة 342 كم.
تاريخ مدينة قونيا
قونيا هي واحدة من أقدم المستوطنات في الأناضول وتركيا وأغلب أراضي المنطقة، يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، وقد تأسست الحضارة لأول مرة فيها قبل آلاف الأعوام، وفي العصور القديمة كانت تسمى المدينة إيكونيون، وعلى مرّ التاريخ كانت تحت سيطرة الحثيين ثم الفرنجة، ومن ثم الإمبراطوريات؛ الرومانية، والبيزنطية، والسلجوقية والأناضولية السلجوقية، وفي النهاية حكمت الإمبراطورية العثمانية قونيا، وبداية الأتراك في المدينة كانت عند غزو سليمان شاه حاكم الإمبراطورية السلجوقية للمدينة وتأسيس دولة الأناضول السلجوقية، وفي عام 1074ميلاديًا تأسست الإمبراطورية الأناضولية السلجوقية، وأصبحت قونيا عاصمة الدولة، وبعد ذلك تطورت يومًا بعد يوم وتزينت بأعمال معمارية كثيرة، وفي وقت قصير أصبحت واحدة من أكثر المدن تطورًا في المنطقة.
وقد ضمها العثمانيون لأراضيهم في عام 1470 ميلاديًا على يد السلطان محمد الفاتح، وخلال حكم الإمبراطورية العثمانية نمت المدينة خاصة أثناء حُكم الخليفة سليم الأول والخليفة سليم الثاني، وخلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني رُبطت المدينة بالسكة الحديدية العُثمانية في عام 1901 ميلادي وطُورت المدينة، وبعد الحرب العالمية الأولى وتفكك الدولة العُثمانية تعرضت المدينة للغزو من القوات الإيطالية، ولكن لم يستمر وجودهم إلا فترة قصيرة جدًا، ورغم هذا استمرت قونيا بالتجارة المزدهرة، وقد كانت قونيا موقعًا تجاريًا متطورًا منذ العصور القديمة بسبب موقعها الجغرافي، وكانت أيضًا مسرحًا لنشاط تجاري مكثف خلال الفترات السلجوقية والعثمانية.[٥]
الاقتصاد في مدينة قونيا
كانت مدينة قونيا في مطلع القرن العشرين مركزًا زراعيًا هامًا، إلى أن بدأ التنوع الاقتصادي فيها وأصبحت من بين النمور الأناضولية التي وصلت صادراتها إلى 130 دولة في مختلف أنحاء العالم، وتحتوي كذلك على عدد من التكتلات الصناعية المهمة في تركيا، وذلك من خلال وجود أعداد كبيرة من المناطق الصناعية التي ساعدت على تطور اقتصاد المدينة بصورة كبيرة، وباتت مركزًا لتصنيع الكثير من الصناعات مثل صناعة السيارات، والأدوات الزراعية، والطلاء، والصناعات الكيماوية، وصناعة البلاستيك، وصناعة الورق والتعبئة والتغليف، ومواد البناء، والأطعمة المصنعة، والجلود والمنسوجات.[٦]
أهم المعالم السياحية في مدينة قونيا
تعج مدينة قونيا بالمعالم السياحية التي تجذب الزوار والسياح لاستكشافها، ومن أبرزها:[٧][٨]
- متحف مولانا: وهو المتحف الذي افتُتِح في الثاني من آذار من عام 1927، وقد عُرف بهذا الاسم لأنّه يحتوي على ضريح المفكّر والعالم الصوفي جلال الدين محمد رومي المشهور بكنية رومي، أو مولانا، وهو مؤسّس الطريقة المولوية الصّوفية، ويحتوي هذا المتحف على كلّ ما يتعلق بتابعي هذه الطريقة الروحانية بما في ذلك الألبسة والمعدّات الموسيقيّة، بالإضافة إلى أضرحة أقارب وأصدقاء وتابعي جلال الدّين الرومي.
- مسجد علاء الدين: وهو المسجد الذي شُيِّد في حكم السلطان مسعود الأول، وذلك في عام 1116، وقد أنجز في ظلّ حكم السلطان علاء الدين كيقباذ الأول وتحديدًا في عام 1237، ويحتوي على رفات العديد من السلاطين الذين حكموا دولة تركيا في الفترة الواقعة بين عام 1156 وحتى 1283 ميلاديًّا.
- مدرسة كاراتي: وهي المدرسة التي بنيت في عام 1251 وذلك من أجل خدمة السلطان السلجوقي، وقد أمر ببنائها أمير المدينة المشهور باسم جلال الدين كاراتاي، وهذا ما يفسِّر تسمية المدرسة بمدرسة كاراتي، ويوجد بالقرب من هذه المدرسة خان يُعرف باسم كاراتاي أيضًا، ولقد رممت المدرسة مؤخرًا وفيها علم هندسي ومعماري جميل للغاية يبرز روعة المعمار في عهد السلاجقة.
- حديقة العدالة: التي تعد المتنفس الأهم للمدينة، وتصل مساحتها إلى 2100 متر مربع من المساحات الواسعة الخضراء الممتدة، وتتميّز باحتوائها على أكثر من 192 نوعًا من أنواع النّباتات المختلفة، كما تحتوي على العديد من المرافق الترفيهية، لعل أهمّها قسم ألعاب الأطفال والعديد من المطاعم والسّاحات المخصّصة للألعاب الرّياضية.
- برج السلاجقة: وهو عبارة عن ناطحة سحاب بارتفاع يصل إلى أكثر من 163 مترًا، وهو مكوّن من 42 طابقًا، ويُصنّف هذا البرج على أنه أطول ناطحة سحاب موجودة في منطقة منتصف الأناضول، وقد أُنشِئت في عام 2006، ويمكن للطابقين 41 و 42 الدوران لمسار كامل في كل ساعة.
- مسجد السليمية: الموجود أمام متحف مولانا، وبني بأمر من السلطان سليم الثاني بين سنتي 1566 و1574، وهو نموذج فريد لعمارة المساجد العثمانية، كما يمثل فرصة لمحبي التصوير لالتقاط صور ساحرة خاصة في المساء، وتوجد على مقربة منه سلسلة من المطاعم والمقاهي المميزة.
- متحف البلاط (مدرسة قاراطاي): متحف تأسس في عام 1251 ميلاديًا كمدرسة على يد الأمير السلجوقي جلال الدين قراطاي، يتمتع بجمال هائل يجعله أحد أفضل الأماكن التي يجب زيارتها في مدينة قونيا، وتعد جدران المتحف الداخلية مثالًا رائعًا على الفن المعماري السلجوقي، وفيه معارض خزفية للاكتشافات الأحفورية جمعت من المواقع الأثرية للمدينة، ويوجد قبر جلال الدين قراطاي مؤسس المدرسة القديمة في غرفة داخلية.
- متحف نحت الخشب والحجر (إنسي ميناري مدريز): بني المتحف كمدرسة في عام 1260 ميلاديًا، ولكنها فقدت اسمها وتوقفت عن العمل في عام 1905 ميلادي بعد أن ضربها البرق، يتميز تصميم المتحف بديكور منحوت على البوابات، وفيه مجموعة كبيرة من التماثيل الخشبية والحجرية التي تعود إلى العصر السلجوقي.
- متحف كويونوغلو: وهو متحف يقع في منزل قديم لجامع التحف والآثار أحمد عزت كويونوغلو أحد أعضاء أقدم أسر قونيا، وعند وفاته ترك مجموعة كبيرة وغريبة من القطع الأثرية، والفنية، والمواد الجيولوجية والأشياء البسيطة التي جمعها من مدينة قونيا، والمتحف يجمع أكثر مناظر المدينة غرابة، وكذلك يحتوي على كنوز من المعارض الرائعة التي تتراوح بين اللوحات النادرة، والمخطوطات، والسجاد، والحيوانات المحُنطة والساعات.
- حديقة علاء الدين طيبي: بنيت الحديقة في مدينة قونيا بموقع قلعة قونيا القديمة في وسط المدينة، وهذه الحديقة تعد مكانًا يأتي إليه سكان قونيا للتنزه في المساء وشرب الشاي في الحدائق، وعلى سفح قريب من الحدائق يوجد موقع للتنقيب الأثري في قصر علاء الدين كيكوباد، وبقايا سور المدينة القديمة، وعلى رأس التل يقع مسجد علاء الدين كامي الذي بني في القرن الثالث عشر كمسجد له أعمدة بتصميم عربي، وسقف المسجد الخشبي مدعوم بحوالي 42 عمودًا عتيقًا.
- مسجد صناع الغزل: مسجد صناع الغزل يوجد في وسط المدينة، وهو من أهم معالم العمارة الدينية في قونيا، بُني عام 1201 ميلادي في مجمع ديني قديم يقع شرق القلعة القديمة في قونيا، ويحتوي المبنى المربّع الشكل على قبتين بيضاويتين، ويقف على اثني عشر عمودًا ضخمًا، وفيه مكان صلاة مزخرف مصنوع من الرخام الفاخر.
- حديقة الحيوانات في قونيا: والتي يمكنك اصطحاب عائلتك إليها وممارسة العديد من الأنشطة، ومنها:[٩]
- رؤية الكثير من أصناف الحيوانات المُفترسة كالأسود، والدببة، والنمور وغيرها، بالإضافة إلى الحيوانات الأليفة كالجمال، والغزلان، والقرود، والفيلة التي تجذب الكبار والصغار كي يتعرفوا على حياة الحيوانات الطبيعية عن قُرب.
- رؤية الطيور المختلفة التي تنتشر في العديد من أرجاء الحديقة بحيث يوجد بعضها في أقفاص وبعضها الآخر حُرة طليقة تسبح في بحيرات مائية.
- رؤية بعض الحيوانات المُحنطة التي وُضعت في أقفاص زجاجية من أجل العرض، فتبدو أمام الزوار وكأنها حيوانات حية.
- التقاط الكثير من الصور التذكارية في حديقة الحيوان بجوار الحيوانات والطيور التي ستظل ذكرى مُبهرة وخالدة تُذكر بالرجوع مرة أخرى من أجل زيارة الحديقة.
- الاستمتاع بالمشي والتجوال في وسط المساحات الخضراء التي توجد في وسط حديقة الحيوانات، كما أنه من الممكن أخذ بعض الراحة على مقاعد الجلوس المُغطاة من أجل حماية الزوار من أشعة الشمس.
قونيا عاصمة زهور التوليب في تركيا
إن معظم زهور مهرجان التوليب المهيب المقام في اسطنبول تأتي من مدينة قونيا؛ إذ تخرج التوليب من زهرة بريّة جلبها العثمانيون والسلاجقة من وسط آسيا قبل مئات السنين، وتصل المساحات المزروعة بزهرة التوليب في قونيا وحدها حوالي نصف مليون متر مربع وبذلك توّفر قونيا حوالي %90 من إنتاج تركيا من زهور التوليب، فتنتج هذه الحقول كل سنة ما يُقارب خمسين مليون زهرة توليب من 80 نوعًا مختلفًا وفريدًا، حتّى إن بعض الشركات المنتجة لزهرة التوليب تفتح حقولها للعامة في أيام مُعيّنة في السنة، الأمر الذي يجعل هذه الحقول مزارات يقصدها آلاف السائحين والزوار من عشاق زهور التوليب الجميلة.
وبدأت تركيا تحاول مضاعفة إنتاجها السنوي من التوليب الذي يناهز نحو 60 مليون زهرة سنويًا، لتحاول وضع نفسها بين مصدريّ التوليب عالميًا، وهي كمية قليلة نسبيًا بالمقارنة مع هولندا التي تنتج أضعاف هذه الكمية سنويًا، وأحب الأتراك زهور التوليب وعدّوها رمزًا لهم، فزينت نقوشها القصور والمساجد التاريخية التركية.[١٠]
المراجع
- ↑ "GENERAL INFORMATION ABOUT TURKEY", goturkeytourism, Retrieved 2019-11-21. Edited.
- ↑ "Konya, Turkey", turkeytravelplanner, Retrieved 2019-11-21. Edited.
- ↑ "Climate for Konya (Turkey)", worlddata, Retrieved 2019-11-21. Edited.
- ↑ "Map of local cities around Konya, Turkey", travelmath, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "History of Konya", investinkonya, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "السياحة فى قونيا:"، turkeyforarabs، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ "12 Top-Rated Tourist Attractions in Konya", planetware, Retrieved 2019-11-21.
- ↑ "The Top 10 Things To Do And See In Konya", theculturetrip, Retrieved 2019-11-21. Edited.
- ↑ "أفضل الأنشطة عند زيارة حديقة الحيوانات في قونيا"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-23. بتصرّف.
- ↑ "هذا الصباح- قونيا عاصمة زهور التوليب في تركيا"، aljazeera، 29-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف.