مدينة تربة

مدينة تربة
مدينة تربة

المملكة العربية السعودية

تزخر منطقة الشرق الأوسط بعدد من الدول العربية، وتعد المملكة العربية السعودية من أهمها وأبرزها نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه في العالم العربي والخارجي على نطاق واسع، وتقع السعودية في قارة آسيا، إذ تمتد حتى شبه الجزيرة العربية الشمالية والوسطى على طول البحر الأحمر، وقد عُرفت فيما مضى بكونها أرضًا قاحلة صحراوية يسكنها البدو من الحجاز ونجد ممن يرتحلون من بقعة إلى أخرى باستمرار، وقد تغير الطابع الاقتصادي في المملكة منذ ستينيات القرن الماضي بسبب اكتشاف النفط وبدء استخدامه وتصديره، إذ مثّل ثروة طبيعية وطاقة بديلة عن أنواع الطاقة المتجددة التي يحتاجها الإنسان في شتى شؤون الحياة، وقد حكم آل سعود المملكة منذ عقود عدة ومنهم استمدت اسمها، وقد ارتبطت السعودية بالمجتمع الديني المحافظ ارتباطًا وثيقًا بسبب تاريخها الغابر المستمد من نزول رسالة الإسلام في مكة المكرمة، ووجود عدد من الأماكن والمعالم الدينية المرتبطة بقصص الأنبياء والصحابة مثل المدينة المنورة والطائف وغيرها، فضلًا عن أنها المكان الذي يقصده الآلاف كل عام لآداء أهم ركنٍ من أركان الإسلام ألا وهو الحج إلى بيت الله الحرام، وقد انعكس الطابع الاقتصادي الجيد على مرافق المملكة وأذرعها مثل البنية التحتية والعمران وشبكات النقل والمواصلات وتحسن مستوى المعيشة للأفراد وارتفاع مداخيلهم، بالإضافة إلى تقوية العلاقات التجارية التبادلية مع الدول الأخرى في العالم[١].


مدينة تربة

تُعدّ مدينة تربة أحد أشهرالمدن بالنسبة للسكان المحليين في المملكة العربية السعودية، تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة مكة المكرمة غرب المملكة، تحدها من الشمال محافظة المويه، ومن الجنوب منطقة الباحة، بينما تحدها من الشرق محافظتا رنية والخرمة، ومن الغرب محافظتا الطائف وميسان، ويُطلق على مدينة تربة اسم (دجنة) أيضًا، وقد عرفت المدينة قديمًا بكونها بوابة نجد ومفتاح الحجاز، وتحوز مدينة تربة على أكثر من 6% من مساحة المنطقة بواقع مساحة إجمالية تصل إلى 8987.55 كيلومتر مربع، وتقع على ضفاف وادٍ من أكبر أودية المملكة يدعى بوادي تربة، يصل طوله إلى 330 كم، ويبلغ عرضه أكثر من كيلومتر واحد في بعض المناطق، ويقع منبع الوادي في جبال السّروات، وهي سلسلة جبلية تمتد بين إقليمي تهامة ونجد بالقرب من محافظة المندق التي تتبع للباحة، ويصب الوادي في أطراف نجد الجنوبية في سبيع، ويجري في منطقتي الباحة ومكة المكرمة، أما عن التعداد السكاني في المدينة فيصل إلى نحو 49.269 نسمة لتحتل المدينة بذلك المرتبة 24 على مستوى كامل المنطقة من ناحية زيادة السكان.[٢][٣].


الاقتصاد في تربة

يلعب الموقع الجغرافي لمدينة تربة دورًا محوريًا في تنوع النشاط الاقتصادي للسكان، فبالإضافة إلى وجود المناطق الزراعية المحدودة حول وادي تربة، فإنه توجد أيضًا بعض مواقع الثروة التعدينية الخاصة بصناعات الزنك، والنحاس، والذهب، لكن لم يُستفد منها كاملة حتى الآن، وعادةً ما تُستخدم المساحات الخضراء في المدينة في الزراعات الموسمية والرعي خاصةً خلال مواسم الأمطار، ويحرص أصحاب القرار في المدينة على دفع التنمية الاقتصادية باتجاه دعم الأنشطة الإنتاجية والخدمية من أجل إيجاد فرص عمل جديدة للسكان كافة، بالإضافة إلى وضع خطط لاستغلال الثروة المعدنية بطريقة أفضل في المستقبل القريب، والجدير بالذكر أن محافظة تربة مُنحت التصنيف "أ"، وألحقت بها عشرة مراكز إدارية تشتمل على التالي[٤]:

  • مركز العرقين الذي يتميز بضم 4 قرى وبكونه الأعلى من حيث الكثافة السكانية.
  • مركز الحشرج وهو أكبر مراكز المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان.
  • مركز القوامة الذي يُعد أقل مراكز المحافظة من حيث الإمكانات التنموية.
  • مركز العصلة الذي تتركز نطاق خدماته في قرية واحدة فقط.
  • مركز شعر الذي يضم في نطاق خدماته 3 قرى.


المعالم السياحية في تربة

تحتوي تربة كغيرها من المدن السعودية على عدد من المعالم السياحية الجميلة التي تلقى استحسان المقيمين والسياح، وذلك عائد إلى حفاظها على طبيعتها في الكثير من المواقع، إذ تشير الدراسات والصور المُلتقطة عبر الأقمار الصناعية إلى حقيقة أن 4% فقط من مساحة المدينة يُعد معمورًا ومأهولًا، إذ تتركز التجمعات العمرانية غالبًا في الأودية والطرقات الرئيسية، خاصةً على جانبي وادي تربة في مركز الحشرج، ويوصف النمط العمراني السائد في المدينة بكونه طوليًا ومرتبطًا بمحاور الطرق، ويمكن للزائر معاينتها والمرور بها عند زيارة المدينة، ومن بين هذه المعالم السياحية، ما يأتي[٥][٦]:

  • قلعة شنقل: تقع هذه القلعة الأثرية على المنحدر الغربي بين وادي تربة ووادي كرا، تحديدًا في قرية اللبط، وبالإمكان رؤية الكثير من المنازل الأثرية المحيطة بها عند زيارتها.
  • قصر منيف: يرتبط اسم قصر منيف بمعركة تربة التي وقعت في عهد الدولة السعودية الثالثة، ويُمكن رؤية الحطام الناتج عن تلك المعركة في هذا المكان حتى اليوم.
  • سوق رمادان: يُعد هذا السوق أحد أقدم أسواق مدينة تربة، وقد أطلق عليه هذه التسمية بسبب الحريق الكبير الذي قضى على جميع محالّه المبنية من شجر النخيل آنذاك.
  • جبال البغيثاء وأبو مراس: تتميز هذه الجبال بكمية الآثار القديمة الحجرية، إذ كانت موطنًا لقبائل البقوم الذين كانوا يحتمون بها من لهيب الحر وبرد الشتاء.
  • الآبار القديمة: التي بُنيت عشوائيًا في كافة أنحاء المدينة، فقد كانوا البدو يعتمدون عليها لتجميع المياه واستخدامها للشرب وسقاية الإبل والدواب.
  • الحصون والقلاع: فقد كثرت الحروب بين القبائل في العهود القديمة وشهدت مدينة تربة نصيبًا منها، مما جعل السكان يبنون قلاعًا لحمايتهم من الغزوات وصد الأعداء.
  • الكتابات والنقوش: إذ رُصدت الكثير من الرسومات والنقوش على الصخور والتي تحمل معانٍ عدة مثل الرحيل، والصيد، والهودج، وقد ساعدت في التعرف على الأقوام والقبائل التي سكنت تربة فيما سبق.
  • الكهوف والمغاور: فقد عثر علماء الآثار بعد البحث والتنقيب على عدد كبير من الكهوف يصل إلى 200 كهف، بأحجام مختلفة يصل بعضها إلى عرض 14 مترًا وارتفاع 10 أمتار، وأصبحت من المعالم الرئيسية للسياح.


المراجع

  1. "Saudi Arabia", britannica, Retrieved 2019-11-3. Edited.
  2. "محافظة تربة", makkah, Retrieved 2019-11-13. Edited.
  3. "وادي «تربة» مزار سياحي ومقصد محبي الطبيعة", alyaum, Retrieved 2019-11-13. Edited.
  4. "محافطة تربة ", وكالة الأنباء السعودية, Retrieved 2019-11-13. Edited.
  5. "تربة.. مفتاح نجد وبوابة الحجاز", alriyadh, Retrieved 2019-11-13. Edited.
  6. "عام / تربه "بوابة نجد ومفتاح الحجاز" .. حصون وسدود ونقوش أثرية / تقرير", spa, Retrieved 2019-11-13. Edited.

فيديو ذو صلة :