مدينة باث في بريطانيا

مدينة باث في بريطانيا
مدينة باث في بريطانيا

مدينة باث

مدينة باث هي مدينة رومانية وجورجية تاريخية، وقد بنيت هذه المدينة من أجل المتعة والاسترخاء، إذ تشتهر المدينة بالسياحة الاستجماميّة وتكمن شهرتها بحماماتها المبنية على الطراز الروماني القديم، ولا تزال المياه تمثل نقطة جذب كبيرة في الحمامات الرومانية القديمة التي تضم ينابيع المياه الحارة الطبيعية الوحيدة في بريطانيا.[١]

تأسّست مدينة باث في القرن الأول الميلادي في جنوب غرب إنجلترا من قبل الرومان الذين استخدموا الينابيع الطبيعيّة الساخنة كمنتجع حراري، وقد كان موقع الحمّامات الساخنة معبدًا دينيًّا للسكّان القدماء، وقد حصلت المدينة على مكانتها الرفيعة إبّان خضوعها للحكم الرومانيّ، وتطورت لتصبح مدينةً أنيقةً، مشهورةً بالأدب والفن.

وقد عمد المهندسون الرّومان إلى تشييد منطقة الحمّامات فوق أساسٍ متين من ألواح خشب البلّوط الذي تعلوه غُرَف حجريّة يُجرّ الماء إليها لاستعماله من قِبَل الزوار، وبعد فترةٍ وجيزة شُيّد معبد جديد وتَجَمُّع عمراني من الحمّامات والخدمات، فأحيطت المنطقة بسور طويل ومرتفع لحمايتها من المحيط الخارجي، وهذه المدينة تعد نصبًا تذكاريًا حيًا، والتاريخ يملأ كلّ شبر فيها، ففي هذه المدينة يعيش الناس في صروح عمرها مئات السنين.[٢][٣]

وعند سقوط الإمبراطوريّة الرومانيّة سَقطت أهميّة باث معها، وبعد أن غادر الرومان غزا السّكسونيون شرق إنجلترا، وانتصروا واستولوا على مدينة باث، وفي أواخر القرن التاسع أنشأ ألفريد العظيم شبكة من المدن المحصّنة في جميع أنحاء ممالكه، وبذلك أصبحت باث رسميًا ملكيّةً خاصّة للنبلاء.[٤]

في عام 1088 للميلاد حدث التمرد والثورة الكبيرة، ودمر المتمردون باث وأحرقوا الدير لكن المدينة انتعشت سريعًا، وفي أوائل القرن الثاني عشر أنشئ دير آخر كبير سيطر على باث في القرون الوسطى، ويعود المبنى الموجود حاليًا إلى نهاية فترة العصور الوسطى، وفي عام 1189 للميلاد وضع أول ميثاق يمنح سكان المدينة بعض الحقوق، وكانت الصناعة الرئيسية في باث في العصور الوسطى هي صناعة الأقمشة الصوفية، ونسج الصوف.[٤]

وفي عام 1539 للميلاد أغلق هنري الثامن الدير الموجود في مدينة باث، ثم هدم معظم مبانيه، وخلال القرن السادس عشر والسابع عشر بدأت تنخفض تجارة الصوف ببطء، وأصبحت باث تعتمد كثيرًا على المرضى الذين يأتون للاستحمام في الينابيع بهدف العلاج، وفي عام 1590 للميلاد منحت الملكة إليزابيث مدينة باث ميثاقًا جديدًا، ومنذ ذلك الحين أصبح للمدينة رئيس بلدية، وبدأت بعض التحسينات تظهر في المدينة الصغيرة.

وشيدت بيوت الجرس في عام 1609 للميلاد، وفي عام 1615 للميلاد عُيّن عمال لتنظيف شوارع المدينة، وفي عام 1633 للميلاد منع استخدام الأسقف المصنوعة من القش لمنع خطر حدوث الحرائق، كما تفشى الطاعون في مدينة باث، وفي عام 1642 للميلاد بدأت الحرب الأهلية بين الملك والبرلمان، وانتهت باحتلال باث في عام 1643 للميلاد من قبل القوات البرلمانيّة، وفي يوليو 1643 للميلاد خاضت القوات البرلمانيّة معركة ضد الملكييّن شمال المدينة، وانتصر الملكيّون مما أجبر الجيش البرلماني على الانسحاب من المنطقة وفرضت الملكيّة السيطرة على مدينة باث، ومع ذلك وبحلول عام 1645 للميلاد خسر الملكيّون الحرب الأهلية، واستسلم القائد الملكيّ في باث إلى البرلمان.[٤]


مدينة باث في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

مع بداية القرن الثامن عشر أصبحت باث مكانًا رائعًا وعصريًا، وشهدت ازدهارًا عظيمًا، والفضل يعود إلى جهود ريتشارد بوناش الذي كان يسمى سيد الاحتفالات، وشيّدت العديد من المباني الجميلة في القرن الثامن عشر، فقد بني ميدان كوين، وبني السيرك، وغرف الاجتماعات، وجرت محاولات لإنشاء الشوارع وتنظيفها جيدًا وإضاءة مصابيح الزيت فيها، وبني مستشفى عام في المدينة، وافتتح أول بنك في باث، وافتتحت حدائق سيدني، وخلال فترة الصيف كانت مليئةً بالزوار الأثرياء.[٤]

مع بداية القرن التاسع عشر فقدت باث أهميتها بسبب نمو المدن الصناعية الجديدة بسرعة، وبقيت باث مدينة تسوق تحظى بشعبية لدى السياح والمتسوقين، وقد تحسنت الظروف في وقت لاحق من القرن التاسع عشر، واكتشفت الحمامات الرومانية القديمة، وشغلت أول إنارة كهربائية في باث، وافتتحت حديقة هنريتا، واستمر الازدهار والتطور في مدينة باث إلى يومنا هذا، وخاصة في قطاع السياحة.[٤]


أماكن الجذب والسياحة فيها

تتميز مدينة باث بأنها المدينة الصغيرة والأكثر جاذبية في بريطانيا، وقد اكتسبت اسمها من معلم أثري شهير وهو الحمامات الرومانية، فمدينة باث تقدم مجموعة متنوعة من أماكن الجذب السياحي لزوارها كالمطاعم والمسارح ودور السينما، إلى جانب المتاحف المثيرة للاهتمام، ومجموعة واسعة من الجولات في أرجاء المدينة، وأهم أماكن الجذب السياحي في المدينة هي:[٥]

  • الحمّامات الرومانيّة: تُعد الحمامات الرومانية من أكثر المباني البريطانية شهرةً، وهي من أفضل الأمثلة على العمارة الرومانية المتبقية في إنجلترا، وتجذب أكثر من مليون زائر في كل عام، وتعرض مجموعة من القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء الحفريات الأثرية المختلفة، بما في ذلك الفسيفساء وأحجار المذبح الرائعة.[٥]
  • جسر بولتيني: هو أحد مجموعة الجسور التي لا تزال قائمة مع المباني فوقها، وبني لربط مركز مدينة باث بأرض على الجانب الآخر من نهر أفون، وهو واحد من أكثر الجسور شهرة في العالم.[٥]
  • متحف هولبيرن: يضم مجموعة من لوحات من غينزبورو ورينولدز وستوبس إلى جانب الفضة التي تعود إلى القرن الثامن عشر وخزف ويدجوود وبرونز من عصر النهضة والأثاث القديم، ويقع المتحف في فندق سيدني السابق.[٥]
  • متحف الموضة: يضم المتحف مجموعة من الملابس المعاصرة والتاريخية ذات الطراز العالمي، وفي المتحف 150 شخصًا يرتدون ملابس لعرضها أمام الزوار وأكثر من 30000 قطعة أصلية ترجع إلى أواخر القرن السادس عشر وحتى يومنا هذا، وتشمل عروض المتحف مجموعة متنوعة من الموضوعات مثل ملابس الرجال والنساء، وكذلك الأزياء الحديثة.[٥]
  • متحف هيرشيل الفلكي: يقع في منزل مستقل بني على الطراز الجورجي ورمم بمظهر جميل، ويحتوي على العديد من القطع الأثرية المتعلقة بالموسيقي والفلكي الشهير ويليام هيرشل، ومن أبرز ما يمكن رؤيته في المتحف المقطوعات الموسيقية الأصلية.[٥]
  • متحف فيكتوريا للفنون: وهو واحد من متاحف باث الأكثر زيارة، وسمي بهذا الاسم نسبةً إلى الملكة فيكتوريا، ويحتوي المتحف على مجموعات رائعة من الأعمال لفنانين مشهورين، مثل: جينسبورو، وتورنر وسيكرت، كما يحتوي على مجموعة رائعة من الفخار والخزف والزجاج والساعات.[٥]
  • مهرجان باث: يعد مهرجان باث الذي يستمر لمدة 17 يومًا حدثًا مثيرًا للفنون المتعددة، فهو يجذب حشودًا كبيرة من رواد المهرجانات إلى المدينة في شهر مايو من كل عام، وتلعب الموسيقى دورًا كبيرًا في المهرجان، ويتضمن المهرجان جميع أنواع الموسيقى من موسيقى الجاز إلى الموسيقى الكلاسيكية والعالمية.[٥]


المراجع

  1. "The Original Wellbeing Destination", visitbath, Retrieved 2019-11-29. Edited.
  2. Lottie Laken (2018-4-30), "The History of Bath, England"، travelthruhistory, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  3. "City of Bath", whc.unesco.org, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Tim Lambert, "A BRIEF HISTORY OF BATH, ENGLAND"، localhistories, Retrieved 2019-11-16. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Bryan Dearsley, "16 Top-Rated Tourist Attractions in Bath"، planetware, Retrieved 2019-11-29. Edited.

فيديو ذو صلة :