محتويات
طواف الإفاضة
الطَّوَاف في اللغة من طَافَ، يطوف، طوافًا، وهو الدوران، فطاف حول الشيء إذا دَارَ حوله، وأما الطواف اصطلاحًا هو الدوران حول الكعبة المشرفة، وطواف الحاج هو الدوران حول الكعبة المشرفة قبل الخروج من الحرم إلى دياره، ويكون آخر عهد للحاج في البيت، وأما الإفاضة هي مصدر من الفعل أفاضَ، وتعني الاندفاع، وأما طواف الإفاضة في الشرع هو طواف يوم النحر، وهو الطواف الذي يؤديه الحاج بعد انصرافه من منىً إلى مكة المكرمة[١]
ويبدأ طواف الإفاضة بعد طلوع الشمس للشخص القادر على ذلك، وأما النساء والشيوخ فيبدؤون بعد نصف النهار، وطواف الإفاضة ركن لا بد من إتيانه، فإذا حججت وتركت طواف الإفاضة فعليك العودة وإكمال هذا الركن العظيم من أركان الحج، فلا بدّ من طواف الإفاضة بإجماع جميع العلماء المسلمين وبأدلة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وقد طاف الرسول صلى الله عليه وسلم طواف الإفاضة، وهذا دليل على أهميته ومشروعيته، وأما طواف الوداع لو تركته عند الخروج من الكعبة فإنك آثم وعليك فدية ولكن حجك صحيح، وطواف الإفاضة لا بد منه وإذا لم تأتِ به لن تقبل حجتك، فلا بدّ لك قبل مغادرة مكة أن تتأكد أنك طفت طواف الإفاضة، وإن طفت في يوم العيد فهو أفضل لك، وأما إن طفت بعد العيد فلا بأس بذلك، المهم أن تأتي بهذا الركن المهم ولا تتجاوزه بأي حال من الأحوال لأنّ الحج لا يتم إلا بإداء هذا الركن.[٢]
كيفيّة أداء طواف الإفاضة
طواف الإفاضة هو الدوران حول الكعبة، ويكون بعد العودة من منى إلى مكة المكرّمة؛ إذ تطوف سبعة أشواط حول الكعبة المشرّفة، ثم تصلي ركعتي الطواف، وتصل إلى المُلتزم وزمزم، ثم تسعى بين الصفا والمروة إذا لم تكن قد سعيت من قبل، وبعد طواف الإفاضة فإنك تتحلل التحلل الأكبر، أي يحل لك بعد ذلك كل شيء، وبعد الانتهاء من الطواف تعود إلى منىً للمبيت فيها من أجل رمي الجمرات الثلاث في الثلاثة أيام القادمة.[٣]
ويُشترط أن يسبق طواف الإفاضة الوقوف في عرفة، فلو طفت للإفاضة قبل الوقوف في عرفة فلا يسقط بذلك فرض الطواف، ومن السنّة أن يكون طواف الإفاضة في يوم النّحر في أول النهار، وبعد الرّمي والنحر والحَلْق، وهو أفضل وقت للبدء في طواف الإفاضة، فعن عبدالله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم: [أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَفَاضَ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ فَصَلَّى الظُّهْرَ بمِنًى. قالَ نَافِعٌ: فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُفِيضُ يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فيُصَلِّي الظُّهْرَ بمِنًى وَيَذْكُرُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَعَلَهُ][٤].
ولكن اختلف العلماء في تحديد وقت طواف الإفاضة وانقسموا إلى قسمين، القسم الأول وهو رأي الشافعية والحنابلة وابن باز قالوا أن أول وقت لطواف الإفاضة بعد منتصف ليلة النّحر إذا وقفت بعرفه قبله، والقسم الثاني قالوا بأن وقت طواف الإفاضة يبدأ من طلوع الفجر الثاني في يوم النّحر، والعلماء الذين قالوا بذلك هم الحنفية، والمالكية، واستدلوا بتحديد وقت الإفاضة أن الرسول صلى الله عليه وسلم طاف طواف الإفاضة يوم النّحر، وأن ما قبل الفجر من الليل هو وقت وقوف الحاج بعرفة، والطواف مترتب عليه، فلا يجوز أن يتقدّم ويشغل شيئًا من وقت الوقوف، لأن الوقت الواحد لا يمكن أن يجتمع فيه ركنان، وإذا أخّرت طواف الإفاضة عن يوم النّحر وأدّيته في أيام التشريق يكون طوافك صحيحًا، ولا فدية عليك، وطواف الإفاضة ليس لآخره وقت، ولا يلزم من أخّره فدية من دم أو غيره، لأن طواف الإفاضة لا يوجد له وقت يفوت بفواته، فمتى أداه الحاج فقد صحّت تأديته، والأصل عدم تقديم الفدية لمن أخّره لأنه لم يرد دليل في السنة على ذلك، فإذا طفت بعد أيام النّحر كما لو طفت أيام النّحر فليس عليك فدية من دم.[٥]
حكم طواف الإفاضة
طواف الإفاضة هو ركن من أركان الحج وقد أجمع العلماء على ركنيته وضرورة تأديته لقول الله سبحانه وتعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ,وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}[٦]، وقد استدل العلماء على ركنيته بأن المراد بالطواف في هذه الآية الكريمة هو طواف الإفاضة، وقالوا بأنه لا يمكن اعتبار الحج حجًا مقبولاً إلا بأداء الحاج لطواف الإفاضة، وأنك إذا حججت ورجعت إلى بلدك ولم تطف طواف الإفاضة فلا يزال هذا الركن معلقًا بك ما دمت حيًا يرزق وعليك أن تؤديه ولو بعد سنوات طويلة، فلو بعد مدة سواء مدة قصيرة أم طويلة عليك أداء هذا الركن،[٧] وإذا أخّرت واف الإفاضة إلى وقت طواف الوداع وأدّيتهما بنفس النيّة فطوافك جائز، فإذا طفت طواف الإفاضة وطواف الوداع معًا فذلك صحيح، وإذا لم تطف طواف الإفاضة ورجعت إلى بلدك فإنك تبقى على إحرامك حتى تعود إلى مكة وتكْمِل طواف الإفاضة، ولا يُجْبَر طواف الإفاضة بدم لأنه ركن والدّم لا يَجْبر الأركان، لذلك لا بد من الإتيان بالطواف ولا يسقط عنك الطواف بأي حالٍ من الأحوال.[٨]
شروط طواف الإفاضة
هناك عدد من الشروط الخاصة لأداء طواف الإفاضة، وهذ الشروط المتفق عليها بين العلماء هي:[٩]
- أن يكون طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة: وقد طاف الرسول صلى الله عليه وسلم حول البيت وأمر أصحابه ومن يأتي بعده بأن يأخذ عنه ما رأى من طوافه.
- أن يكون الطواف حول البيت داخل المسجد الحرام ولو بعيدًا عنه: إذ يجوز الطواف حتى لو كان الحاج في آخر المسجد أو في أروقته أو عند بابه، فطوافه جائز، وكل توسعة للحرم يجوز الطواف فيها، المهم أن يكون الطواف داخل الحرم وليس خارجه، فالطواف خارج الحرم غير جائز وغير صحيح.
- صحّة الطواف: فلا يجوز البدء بالطواف قبل دخول وقته، لذلك لا بد من صحة الطواف من دخول وقته، وقد اختلف العلماء في ابتداء وقته، وأما دخول وقته فعليه إجماع من جميع العلماء.
- أن يكون الطواف من وراء الحِجْر: لأن الحِجْر من الكعبة، فلو طاف الحاج في الحج من داخل الحِجْر لم يصح طوافه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطوف من ورائه.
مَعْلومَة
هناك عدّة أنواع للطواف حول الكعبة، وتتفق جميعها بأنها على سبعة أشواط، وتصلي بعدها ركعتين خلف مقام إبراهيم إذا تيسّر لك ذلك، وإذا لم يتيسّر لك صبّها في المسجد، وأنواع الطواف هي:[١٠]
- طواف الإفاضة في الحج: أو طواف الزيارة، ويكون بعد الوقوف بعرفة يوم عيد الأضحى أو بعده، وهو ركن من أركان الحج.
- طواف القدوم للحج: ويكون للحاج المُحْرِم، وللقارن بين الحج والعمرة حينما يصل إلى الكعبة، وهو واجب من واجبات الحج أو سنة من سننه، وقد اختلف العلماء في حكمه.
- طواف العُمرة: وهو ركن من أركان العُمرة، ولا تصح العُمرة دون هذا الطواف.
- طواف الوداع: ويكون طواف الوداع بعد الانتهاء من جميع أركان الحج والعزم على الخروج من مكة المكرمة، وهو واجب على الحاج ما عدا المرأة الحائض والنفساء فإنها تُستثنى من ذلك، فمن تركه عليه تقديم ذبيحة.
- طواف النّذر: وهو نوع من الطواف وفاءًا بنذر نذره المؤمن على نفسه بالطواف في الكعبة، وهو واجب من أجل الوفاء بالنذر.
- الطواف تطوعًا: وهو أداء الطواف حول الكعبة تقربًا لله تعالى ولكسب رضاه.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى طواف الإفاضة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "معنى طواف الافاضة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "طواف الإفاضة"، dalil-alhaj، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1308، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "طوافُ الإفاضةِ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 29.
- ↑ محمد بن محمد المختار الشنقيطي ، "ما حكم طواف الإفاضة ولو تركه الإنسان وسافر إلى بلده ولم يطفه فما الحكم ؟ "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم من ترك طواف الإفاضة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ أ.د.سليمان العيسى، "شروط صحة الطواف"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "أنواع الطواف حول الكعبة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2020. بتصرّف.