عيسى عليه السلام
إنّ دراسةَ كتب السّيرة والسّلف وما ورد عن التّابعين أمرٌ مهمٌّ ومطلوبٌ، وذلك لما تنطوي عليه تلك المراجع من معلومات هامّة وقيمة تُعرّف المسلم على التاريخ القديم للأنبياء والرّسل وقصصهم واستقاء العبرة والعِظة منها، وتُطلعه على معلومات جديدة لم تكن معروفة من قبل.
سيدنا عيسى عليه السلام؛ هو رسول الله عزّ وجل إلى بني إسرائيل وأحد الرّسل أولي العزم الخمسة، إذ بعثه الله إلى قومه ليهديهم ويدعوهم إلى عبادته وحده وعدم الإشراك به واتباع سبيل الهدى والإيمان والنّور المبين، ويعدُّ الإنجيل كتابه الذي حباه الله به ليكون حجة على قومه يوم القيامة، وأمّه هي مريم بنت عمران عليها السلام إذ جعلها الله تحمل به وهي عذراء بقدرته، وتولاها الله بالرّعاية والحماية حتى وضعت صغيرها، كما كرّمها أشدّ تكريم بأن جعل سورة في القرآن الكريم باسمها لتحمل قصتها للمسلمين حتى يومنا هذا، ومن آياته عز وجل: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}[سورة مريم: الآية 28-29]، وكذلك سورة آل عمران أيضًا.
تسمية عيسى ابن مريم بالمسيح
يرتبطُ اسم عيسى عليه السلام بلقب المسيح وهو ورد في القرآن الكريم في العديد من المواضع ومنها قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }[سورة آل عمران: الآية45]، ولقد تعدّدت التّفسيرات في ذلك ومنها ما جانبه الصّواب وأبرز تفسيرين لذلك؛ هو أنّ الله حبا عيسى عليه السلام بمعجزة شفاء المرضى فكان يمسح على أجسادهم فيبرؤون، وكان يمسح على عيون العميان منهم فيبصرون، وفي تفسير آخر أنّه كان مسيح القدمين لا أخمص له.
قصة عيسى عليه السلام
تتميّز قصص الأنبياء في القرآن الكريم بجمالية السّرد وعمق المعنى وهي شيقة وممتعة ومفيدة، ومنها استخلص العلماءُ والفقهاء والمفسرون أبرز المحطات في حياة عيسى عليه السلام، وهي:
- أرسل الله جبريل عليه السلام إلى مريم عليها السلام وهي تتعبد ليبشرها بأنّ الله جعل لها غلامًا مباركًا، وأنّه خصّها في ذلك عن نساء العالمين أجمعين، وسارعت بسؤال جبريل عن حملها وهي غير متزوجة فأخبرها جبريل بأن الله على كل شيء قدير فآمنت وسلّمت أمرها لله.
- ولدت مريم عليها السلام في موضع بيت لحم وهو في فلسطين، على مقربة من نخلة كانت تهزها لتأكل بقدرة الله، وبعد 40 يومًا عادت بابنها لقومها الذين استنكروه فأشارت إليه ليجيبهم وكانت معجرة حديث الرّضيع عيسى عليه السلام.
- بدأ عيسى عليه السلام عندما شبّ وكبر بدعوة الناس للإيمان برسالته فآمن به قسم يسير وصفهم القرآن بالحواريون، وكفر به قسم آخر.
- رفع الله عيسى عليه السلام إلى السّماوات العُلى بعد أن أنامه (وفاة النوم)، ويؤمن المسلمون بعودته عليه السلام في آخر الزّمان بقدرة الله عز وجل.