كيف يحدث الانتصاب عند الرجل

• ذات صلة
• متى يحدث الانتصاب
• الحفاظ على الانتصاب بعد القذف

الانتصاب عند الرجل

يُشير مفهوم الانتصاب عند الرجال إلى زيادة حجم أو طول أو تضخم العضو الذكري التناسلي أو القضيب أثناء الانخراط في الأنشطة الجنسية، ويمتاز القضيب باحتوائه على ثلاث كتل من الأنسجة الأسطوانية تُدعى بالأنسجة الناعظة أو الانتصابية، ولقد أطلق العلماء على الكتلتان المتماثلتان اللتان تُشكلان جانبي القضيب بالجسمين الكهفيين، بينما أطلقوا على الكتلة الثالثة الموجودة تحت الجسمان الكهفيان اسم الجسم الاسفنجي، الذي يحيط بالإحليل البولي ويُشكل رأس الذكر أو الحشفة.

تمتلك الكتل الثلاثة الشبيهة بالإسفنج فراغات كبيرة بين أنسجتها للسماح للدم بالولوج إليها أثناء الانتصاب، وهذا هو ما يُفسر زيادة حجم القضيب أثناء الانتصاب، وصغر حجم القضيب أثناء وضعية الراحة العادية، وعادةً ما يبدأ الدم بالولوج إلى الكتل الإسفنجية الموجودة في القضيب عند التعرض لمثيرات جنسية، وهذا يُرافقه توسع في الشرايين الدموية، وانكماش للأوردة، لتمكين الدم من البقاء داخل القضيب^[١]، وعلى أيّة حال سترد تفاصيل أكثر عن الانتصاب وآلية حدوثه في الأسطر التالية.

كيف يحدث الانتصاب عند الرجل؟

يحصل القضيب الذكري على الدم اللازم لنشوء الانتصاب عبر شريانين عميقين، يُعرفان بالشراينين الكهفيين اللذين يمرّان تحت الجسمان الكهفيان على كِلا جانبي القضيب، ويُصرَّف الدم عبر نظام من الأوردة المفتوحة التي تحيط بالجدار الخارجي للجسمين الكهفيين، ويمر الانتصاب بمراحل محددة في كل مرة، وبالإمكان تلخيص هذه المراحل على النحو الآتي^[٢]:

• أولًا: تمر الأفكار والصور والأحاسيس الجنسية داخل دماغ الرجل أو يأتي موعد الانخراط في الأفعال الجنسية القادرة على تحفيز الرغبة الجنسية داخل الدماغ.
• ثانيًا: يبدأ الجسم بإفراز مركب كيميائي يُدعى ب"أكسيد النيتريك Nitric Oxide"، الذي يمتلك قدرة على توسعة الأوعية الدموية لجلب المزيد من الدم اللازم لإتمام الانتصاب.
• ثالثًا: يتسبب أكسيد النيتريك في تفعيل أحد الانزيمات التي يحتاجها الجسم لإتمام الانتصاب، يُدعى ب"غوانيلات سيكلاز Guanylate Cyclase"، الذي يدفع الجسم إلى إنتاج مركب كيميائي آخر يُدعى ب"حلقي غوانوسين أحادي الفوسفات Cyclic Guanosine Monophosphate"، والهدف من إفراز هذا المركب إراحة العضلات الملساء داخل خلايا القضيب.
• رابعًا: ما إن ترتاح الخلايا العضلية الملساء في القضيب حتى تبدأ الشرايين الرئيسية، والأوعية الدموية الأخرى بالتوسع بالتزامن مع توسع شبكة الأنسجة الأسفنجية والناعضة، وهذا يؤدي إلى تشكيل ضغط فوق الأوردة الدموية للحيلولة دون هروب الدم من القضيب، لينتج الانتصاب في تلك الفترة.
• خامسًا: يُفرز الجسم انزيمًا آخر يدعى ب" فسفودايستراز-5 PDE5"، الذي يبدأ بتحطيم الانزيم حلقي غوانوسين أحادي الفوسفات بعد الوصول إلى مرحلة القذف أو النشوة، وهذا يسمح للدم بالخروج من القضيب والعودة إلى الدورة الدموية الطبيعية مرة أخرى.
• سادسًا: يرجع القضيب إلى حالة الاسترخاء أو الراحة الطبيعية مرة أخرى.

ومن المثير للاهتمام أنّ ضغط الدم الموجود داخل الجسمين الكهفيين يصل إلى 200 ملم زئبق أو أكثر عند وصول القضيب إلى الانتصاب الكامل، ممّا يُؤدي إلى توقف مرور الدم أو خروجه من القضيب لفترة وجيزة أو مؤقتة^[٣]، ومن الضروري أن نُشير إلى الدور البارز لهرمون التستوستيرون، الذي تُفرزه الخصيتان لتحديد وقت حدوث الانتصاب ومقدار صلابته، كما من الضروري كذلك التذكير بالدور المحوري والمهم للدماغ والأعصاب في السيطرة على عملية الانتصاب وتنظيمها كاملةً أيضًا، وسنُحاول في الأسطر التالية شرح المزيد عن دور الدماغ في نشوء الانتصاب داخل الدماغ^[٤].

المراكز الدماغية المسؤولة عن الانتصاب

سعى العلماء إلى استخدام تقنية التصوير المغناطيسي الوظيفية وتقنية أخرى تُدعى ب"التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني Positron emission tomography" من أجل فهم وتحديد المناطق الدماغية النشطة أثناء العملية الجنسية، وكان السبب يرجع إلى قدرة هذه التقنيات على تحديد المناطق الدماغية التي تمتلئ بالدم أثناء تعريض الجسم لمؤثرات أو محفزات خارجية في زمن محدد.

ومن الجدير بالذكر أنّ العلماء لجؤوا لتعريض المشاركين بالأبحاث لمحتويات جنسية عبر الصور والفيديوهات ثم إجراء مسح لأدمغتهم للكشف عن المناطق الدماغية المتأثرة أثناء ذلك، ثم مقارنة هذه الصور مع مشاركين آخرين تعرضوا لرؤية صور وفيديوهات لا تحمل معانٍ جنسية.

وبالرغم من بساطة هذه التجارب، إلّا أنّ العلماء كشفوا عن تعقيد كبير في الاستجابات الجنسية والعاطفية لدى البشر، لكنهم تمكنّوا إلى حدٍ ما من تحديد المناطق الدماغية المسؤولة عن التعامل مع معلومات المحفزات الجنسية، سواء البصرية أو السمعية، وكان من بين هذه المناطق، ما يلأتي ي^[٥]:

• الجزيرة الدماغية اليُمنى Right insula "، التي تُحلل المعلومات الجسدية والحسية المرتبطة بحالات التحفيز الجنسي.
• تحت المهاد أو الوطاء الأيمن Right hypothalamus"، الذي يختص بالحركات أو السلوكيات الجنسية.
• التلفيف القذالي الأيمن Right occipital gyrus"، الذي يختص بتحليل المعلومات البصرية.

قَد يُهِمُّكَ

ليس من النادر أو المقلق كثيرًا أن يُعاني الرجل من صعوبة في الوصول أو الحفاظ على حالة الانتصاب بين الحين والآخر، لكنَّ ضعف الانتصاب المستمر أو الذي يحدث دائمًا، يُعدّ مشكلةً لا بدّ من مواجهتها وإيجاد حلولٍ لها، وفي الحقيقة يُعد ضعف الانتصاب أحد أبرز المشكلات الجنسية التي يبوح بها الرجال للأطباء، وهي مشكلة توجد لدى ملايين الرجال حول العالم، وقد يرجع سببها إلى مشكلات في التروية الدموية أو الأعصاب الخاصة بالقضيب، أو نتيجةً للتعرض لمشكلات نفسية أو نوبات من التوتر، أو بسبب الإصابة أصلًا بأحد الأمراض البدنية؛ كتصلب الشرايين، أو أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكري.

على أيّة حال، فإنّ بوسع الطبيب علاج هذه المشكلة بأساليب كثيرة، لكن اختيار هذه الأساليب يعتمد بالطبع على ماهية الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة أصلًا، وغالبًا ما ينصح الأطباء باتباع العادات الحياتية الصحية أولًا من أجل تحسين صحة القلب والجسم كله؛ كترك التدخين وشرب الكحوليات، وزيادة الأنشطة البدنية، والتوقف عن تناول الأدوية الضارة بالانتصاب، وغيرها من الأنماط الصحية، ثم قد يصف الطبيب بعض الأدوية أو العلاجات الهرمونية أو قد يضطر لإخضاعكَ للعلاجات الجراحية في حال كان ذلك ضروريًا^[٦].

المراجع

1. ↑ "Erection", Encyclopedia Britannica , Retrieved 28-5-2020. Edited.
2. ↑ "Erection: how it works", Mydr,12-1-2015، Retrieved 28-5-2020. Edited.
3. ↑ Edward David Kim, MD, FACS (8-8-2018), "What is the normal erectile process relative to erectile dysfunction (ED)?"، Medscape, Retrieved 28-5-2020. Edited.
4. ↑ Pat F. Bass III, MD, MPH (26-10-2009), "The Anatomy of an Erection"، Everyday Health, Retrieved 28-5-2020. Edited.
5. ↑ Robert C. Dean, MD and Tom F. Lue, MD (11-2005), "Physiology of Penile Erection and Pathophysiology of Erectile Dysfunction", Urol Clin North Am, Issue 4, Folder 32, Page 379–v. Edited.
6. ↑ "What is Erectile Dysfunction?", Urology Care Foundation ,6-2018، Retrieved 28-5-2020. Edited.