كيف تصلى صلاة التراويح

صلاة التّراويح

التّراويح جمع ترويحة وتعني لغةً الرّاحة، إذ كانوا المسلمين في بدايات اجتماعهم على صلاتها يستريحون بين كلّ ركعتين، وهو القول الرّاجح عند ابن حجر العسقلاني، أمّا اصطلاحًا فالتّراويح تعني صلاة النّافلة التي تُصلّى جماعةً في ليالي شهر رمضان المبارك، ويدخل وقتها بآداء فريضة العِشاء إلى قُبيل طلوع الفجر، وهي سنّة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّه لم يداوم على صلاتها جماعة في المسجد خشية أن تصبح من الفرائض فيشقّ على المصلّين، فأصبح المسلمون يصلّونها فرادى، ولمّا توفّي النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وأفضت الخلافة إلى الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه، ورأى أنّ المسلمين يصلّونها أوزاعًا أيّ بعضهم يصلّيها منفردًا وبعضهم الآخر يجتمع رجلين أو أكثر لتأديتها، وارتأى أن يجمع المسلمين على صلاة التّراويح في جامعة، وبإمامة إمامٍ واحدٍ، فجمع المسلمين على صلاتها في المسجد جماعةً. [١]


كيفية صلاة التّراويح

صلاة التراويح كما أسلفنا في الفقرة السابقة هي قيام اللّيل التي يصلّيها المسلمون في ليالي شهر رمضان المبارك، والثّابت عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يصلّي صلاة اللّيل مثنى مثنى، لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: [صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أنّ الصّبح يُدركك فأوتر بواحدة. فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تُسلّم في كلّ ركعتين] [٢]، وعليه فإنّ صلاة التّراويح تُصلّى ركعتان اثنتان، إذ يُسلّم الإمام إذا كانت تُؤدّى في جماعة، أو يُسلّم المسلم إذا كان يؤدّيها بمفرده بعد انتهاء الركعتين، أمّا عدد ركعاتها ففيه سعة، ولكن الثّابت عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يُصلّيها بإحدى عشرة ركعة، لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: [ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلّى أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمّ يُصلّي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمّ يصلّي ثلاثًا] [٣]، وقد يظن البعض أن رسول الله كان يُصلّي التّراويح أو قيام اللّيل أربع ركعات في تسليمة واحدة، ولكن المراد ليس كذلك، فالمقصود أنّه كان يُسلّم من كلّ ركعتين كما ورد في الرّواية السّابقة، وفي روايات أخرى لعائشة رضي الله عنها وعن غيرها، أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم ربّما صلّى ثلاث عشرة ركعة، ومن يُصلّيها بثلاث عشرة ركعة فهو سنّة وحسن، ولكن الأفضل أن تُصلّى بإحدى عشرة ركعة اقتداءً بما هو ثابت عن رسول الله، وفيه تخفيف وتيسير على النّاس، فهو أحوط للخشوع والتأنّي في السّجود والرّكوع وتلاوة القرآن وتدبّره دون عجلة أو سرعة، والبعض يُصلّون التّراويح بثلاثٍ وعشرين ركعة، وهو ما ورد عن عمر بن الخطّاب وبعض الصّحابة رضوان الله عليهم جميعًا، وهو أمر جائز ولا بأس به؛ وذلك لسعة الأمر فيما يختص بصلاة النّافلة، إذ تعد صلاة التّراويح من النّوافل التي يُسنّ للمسلم التقرّب بها إلى الله سبحانه وتعالى في ليالي الشّهر الفضيل، مع التأكيد على تأديتها مثنى مثنى، ولا يجوز صلاتها أربعًا أو ستّة أو ثمانية بتسلمية واحدة، إذ لم يرد عن النّبي صلاة التّراويح بهذه الهيئة، بل اثنتين اثنتين. [٤]


فضل صلاة التّراويح

أفضل ما يتقرّب به العبد لبارئه جلّ وعلا بعد الفريضة هي صلاة النّافلة، ولأنّ صلاة التّراويح تندرج تحت صلاة النّافلة، فإنّ لها العديد من الفضائل التي يفوز بها المسلم بتأديتها، ومن أبرزها ما يأتي: [٥][٦]

  • التّكفير عما تقدّم من ذنوبه، ونيل مغفرة الله سبحانه وتعالى وتجاوزه عنها.
  • نيل أجر قيام ليلة كاملة في حال تأديتها مع الإمام جماعةً في المسجد، وإن كان لم يقم إلاّ وقتًا يسيرًا من اللّيل.
  • نيل منزلة الصدّيقين والشّهداء لمن مات وهو مداوم على تأدية صلاة التّراويح في شهر رمضان، ومثلها صلاة قيام الليل في غير رمضان.
  • الاقتداء بسنّة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ونيل أجر اتّباع وتطبيق سنّته.
  • الفوز بأجر قيام ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهي أفضل من عبادة ألف شهر.


القنوت في صلاة التّراويح

من السنّة القنوت في الوتر في النّصف الثّاني من شهر رمضان المبارك دون النّصف الأوّل منه، مع استحباب رفع اليدين أثناء دعاء القنوت كحال سائر الأدعية، فإن أتى المصلّي بالقنوت بالوتر فهو جائز، وإن لم يأتِ به فلا يؤثم، ويستحب له إن لم يقنت في الوتر من النّصف الثّاني من رمضان أن يسجد سجود السّهو قبل التّسليم، مع ضرورة الإشارة إلى عدم جواز مسح الوجه بالكفّين بعد الانتهاء من دعاء القنوت في الصّلاة ولا بأس به خارج الصّلاة، كما ويُستحب أن لا يطيل الإمام بدعاء القنوت في رمضان؛ وذلك تيسيرًا وتخفيفًا عن المصلّين، فالأفضل الدّعاء بما هو مأثور عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكن إن أطال فلا بأس ولا تبطل صلاته. [٧]


المراجع

  1. "صلاة التراويح"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-5. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749 ، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 738، صحيح.
  4. "عدد ركعات صلاة التراويح"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-5. بتصرّف.
  5. "صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-5. بتصرّف.
  6. "فضل صلاة التراويح"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-5. بتصرّف.
  7. "أحكام صلاة التراويح"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-3-5. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :