محتويات
تعريف العين
إن الإصابة بالعين تعني وجود استحسان وإعجاب من قبل الشخص العائن للشيء المعيون، فيصيبه بعينه فيفسده أو يصيبه بالمرض أو الكسر أو يؤثر فيه، والعين حق ولا يمكن إنكار وجودها وقد ورد ذكرها في الكثير من الأحاديث النبويّة الشّريفة، فعن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: "العينُ حقٌّ ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ لَسبَقَتْه العينُ" [١]، والعين أمر شائع بين الناس بكثرة ويعكس ما يمرّون به من حالة نفسية وأحيانًا معيشيّة صعبة، وسنتحدّث في هذا المقال عن العين وتأثيرها على الإنسان، والفرق بينها وبين الحسد، وكيف يعرف الشخص إذا كان معيونًا عن طريق ذكر أعراض العين وعلاماتها. [٢]
علامات الإصابة بالعين
يمكن للشخص أن يعرف أنه مصاب بالعين عن طريق عدد من الأعراض، وهي[٣]:
- صفرة في الوجه وسواد تحت العينين: وشحوب عام في الوجه والجسم وشعور عام بالإجهاد والتعب دون بذل أي مجهود يُذكر.
- صعوبة عند المشي وألم عند بذل أي جهد. [٣]
- النّسيان وصعوبة التّذكر: خاصة عند المذاكرة أو الذهاب للامتحان أو الذّهاب للمدرسة. [٣]
- ظهور حبوب على الجسم والوجه وظهور دمامل. [٣]
- ظهور آثار على الجسد تشبه شكل العين. [٣]
- الحالات النفسيّة: فقد يُعاني الشخص المصاب من ظهور بعض الأعراض النفسيّة كالخوف الشديد، والوهم، والوسوسة الشديدة وقد يصل الأمر لدرجة الإصابة بالجنون إذا لم تُعالج الحالة. [٣]
- الإصابة ببعض الأمراض العضويّة: كالسرطان، وصعوبة استجابة الجسم للجرعات والأدوية ولو أُعطي المعيون جرعات كبيرة. [٣]
- ظهور بقع داكنة زرقاء أو سوداء اللون على الجسم: خاصة في أعلى الساعد والفخذ. [٣]
- الشعور بالإحباط واليأس الشديد: والشعور بقرب الأجل. [٣]
- كثرة البصق وسرعة جفاف الريق وتكرر ذلك. [٣]
- الأرق وقلة النوم. [٣]
- فقدان الوزن أو زيادة الوزن مع وجود قلّة في تناول الطعام. [٣]
- كثرة التثاؤب المتكرر: ولكن من دون شعور الشخص بالنّعاس أو الرّغبة بالنوم. [٣]
- شعور عام بآلام في الجسم. [٣]
- الشعور بالنعاس عند قراءة القرآن أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية المختلفة. [٣]
- حب اعتزال الناس والجلوس مع النفس. [٣]
- تساقط شعر الرأس. [٣]
- أوجاع في العظام والمفاصل ومشاكل في القولون العصبي. [٣]
- البكاء دون سبب: خاصة عند الأطفال المصابين بالعين. [٣]
- وخز في الأطراف. [٤]
- النفور من مكان السكن: وكل ما حولك وحتى الأهل والزوجة. [٤]
- الإصابة ببعض الأمراض التي لا يستطيع الطب تشخيصها أو معرفة سببها على الرّغم من وجود الألم. [٤]
- ارتفاع حرارة الجسم وكثرة التعرّق. [٤]
- تسارع شديد في نبضات القلب بشكل غير اعتيادي وزائد عن الحد. [٤]
- آلام في الرأس. [٥]
- المغص الشديد: ووجود ألم في البطن يحدث بشكل متكرر ومستمر. [٥]
- كثرة التبوّل. [٥]
- الشعور بوجع أسفل الظهر والرّكبتين. [٥]
- النّكد والحزن دون سبب: وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب. [٥]
- انفعالات نفسيّة شديدة: كالغضب من أبسط الأمور والعصبيّة الزائدة عن حدّها. [٥]
- رؤية الكوابيس والأحلام المزعجة: وهي التي تُطارد الشخص المعيون والتي تدلّ على إصابته بالعين. [٥]
أنواع العين
قسّم علماء الفقه والدّين العين لعدد من الأقسام والأنواع، وهي:[٥]
- العين المُعجبة: وهي العين التي تصيب المعيون من شدّة الإعجاب به ومن دون قصد من العائن، ويجب على الشخص إذا أحس أنّ الشخص المعجب به سيتضرر يجب أن يبادر فورًا بذكر الله سبحانه وتعالى والصّلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وترديد بعض الأحاديث والآيات التي تمنع العين.
- العين الحاسدة: هي العين التي تتمنّى زوال النّعمة عن الشخص المعيون، فتبدأ العين بإخراج إشارات أو سهام خبيثة لإصابة الشخص المعيون والتّسبب بتضرره أو ذهاب أمواله وممتلكاته أو كل ما وقع في نفس العائن.
- العين القاتلة: وهي من أخطر أنواع العين والأكثر تأثيرًا وضررًا على حياة الشخص المحسود وماله وولده، وقد يصل الحال لقتل الشخص المعيون وهلاكه لشدّة خبث صاحبها، وقد وردت هذه العين القاتلة في الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "أَكْثرُ مَن يموتُ مِن أمَّتي بعدَ قضاءِ اللَّهِ وقدرِهِ بالأنفسِ أيْ العَينِ" [٦]
الفرق بين الحسد والعين
الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود ويأتي الحسد من الكره والبغض، أما العين هي إعجاب العائن واستحسانه بما لدى الآخر، ويشترك العائن والحاسد في الضرر والأذى الذي يُسببانه للشخص المحسود أو المعيون، والحسد لا يخرج إلا من نفس خبيثة وحاقدة ولكن العين قد تصدر من شخص مسلم صالح وتقي بسبب إعجابه بالشيء، فيسبب الضرر لأخيه المسلم ولكن من غير إرادة منه، والعائن أشد ضررًا من الحاسد لأنّ العائن يقع ضرره على الأشخاص الذين يُحبّهم والمقربين منه ولكن الحاسد يحسد جميع الناس،[٥] وقد تقع العين من الجن كما تقع من الإنس دلّ على ذلك حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتعوَّذُ من عينِ الجانِّ ثمَّ أعينِ الإنسِ فلمَّا نزلتِ المعوِّذتانِ أخذَهُما وترَكَ ما سوى ذلِكَ" [٧]، لذلك لا بد للمسلم عند خلع الملابس أو النظر في المرآة أو عند القيام بأي عمل أن يبدأ الشخص بالتسمية حتى لا تصيبه أعين الجن وأذاهم.
ويشترك العائن والحاسد في نظر كل منهما لما في يد أخيه المسلم من مال أو أملاك أو وجه حسن أو جسم جميل أو غيره من الأمور، ولكن يَلزم العين حتى تحصل أن يرى الشخص العائن الشخص المعيون ويُقابله، وأمّا الحسد فلا يحتاج لرؤية الشخص المحسود فيستطيع الحسد أن يؤثر على الشخص في غيابه وفي وجوده، وقد يُصيب الشخص نفسه وأهل بيته بالعين ولكن من غير إرادة منه ولكن لا يصيب الإنسان نفسه أو ماله بالحسد، وقد يصيب الشخص بعينه مَن لا يحسده من زرع وحيوان وغيره، فلا يُشترط للعائن أن يكون حاسدًا ولكن كل حاسد عائن، والحسد أصل الإصابة بالعين لذلك جاء في القرآن الكريم الاستعاذة من شر الحاسد لأنّ الاستعاذة بالله من الحاسد تشمل العين. [٨][٩]
مظاهر الإصابة في العين
قد تصيب العين الإنسان في نفسه، وفي جسمه، وفي رزقه وفي راحته النفسية، وقد تصيب ما يملك الإنسان من ممتلكات كتعطّل السيارة أو ضياع شيء يحبه، وقد يخسر الشخص المعيون ماله ورزقه ووظيفته ومنصبه من العين، وقد تؤدي العين لإصابة من يحب الشخص، كأولاده، وزوجته وأهله، والعين تصيب الإنسان في رزقه وتضيقه عليه وتجعله يعيش في أحلك الظروف وأصعبها وقد أمرنا الله عز وجل أن نستعيذ من شر الحاسد إذا حسد والدعاء بردّ شره عن الإنسان، وينقسم الناس لفريقين في تعاملهم مع العين فمنهم من يبقى يفكّر بخوفه الشديد من الإصابة بالعين ويترصّد أي موقف يحصل معه ليربطه بالعين أو يخاف على ممتلكاته ويحاول أن يخفيها فهو مهووس بخوفه الشديد، والفريق الثاني لا يهتم بالعين أصلًا مع إيمانه بها. [١٠]
الوقاية من الإصابة بالعين قبل وقوعها
يمكن أن يقي الشخص نفسه وأهل بيته وغيره من المسلمين من العين عن طريق التّبريك وهو الدّعاء بالبركة وقول اللهم بارك عليه إذا وقع نظر الإنسان على شيء يعجبه من أخيه المسلم، وشكر الله تعالى على النعم، والتّسمية قبل البدء بأي عمل يقوم به الإنسان، والتّعوّذ بالله من شر الحاسد والعائن، وقول المسلم ما شاء الله لا قوّة إلا بالله إذا أعجبه شيئًا حتى يبعد العين عن نفسه وعن غيره، والمواظبة على الطاعات والعبادات، وقراءة المعوذات، والالتزام بقراءة أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن الكريم فإنّه حصنٌ منيع يبعد عن الإنسان كل أذى وعين.
وتوجد طريقة للوقاية من العين قد يغفل عنها الكثير من النّاس، وهي ستر المحاسن ممن يُخاف من وقوع العين عليه، كأن تكون المرأة جميلة فتبالغ في وضع الزينة وإظهار المفاتن فيسهل وقوع العين عليها، أو أن يكون الشخص ذا مالٍ وجاه ويتفاخر بذلك ويتمادى في التبذير والإسراف فتقع العين عليه، فكل ما للإنسان من مال أو جاه أو جمال هو هدية من الله تعالى للإنسان ويجب عليه حفظها وعدم تعريضها لما يضرّها أو يؤذيها. [١١]
طرق علاج الإصابة بالعين
يمكن علاج العين عن طريق عدد من الطرق المشروعة والتي وردت في السنة النبويّة والأحاديث الشريفة، ولكن قبل البدء بالرّقية والعلاج يجب أن يتوكّل المسلم على الله تعالى ويُحسن الظن بربه وأنه تعالى هو القادر على نفعه وضرّه وشفائه وليس أي أحد، والرّقية إنما هي وسيلة جعلها الله تعالى للشفاء وقد تحتاج بعض الوقت والصبر وتكرار الآيات والأذكار يوميًا على الشخص المعيون حتى يشفى بإذن الله، ومن أهم هذه الطرق لعلاج العين هي: [١٢]
- الرّقية الشرعيّة من القرآن الكريم والأدعية النبويّة.
- اغتسال العائن: فإذا عُرِف الشخص العائن، فإنه يؤمر بالاغتسال، فيؤتى بالماء التي اغتسل بها العائن وتصبّ على جسد المعيون، فيعود كما كان سابقًا وتزول منه آثار العين وهذه الطريقة ثابتة ووردت في الحديث الشريف الصحيح عن سهل بن حنيف قال: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ، وسارُوا معه نحوَ مكَّةَ، حتى إذا كانوا بشِعْبِ الخَرَّارِ مِن الجُحْفةِ، اغتسَلَ سَهْلُ بنُ حُنَيفٍ، وكان رجُلًا أبيضَ، حسَنَ الجسمِ والجِلْدِ، فنظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ أخو بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ وهو يغتسِلُ، فقال: ما رأَيْتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مخبَّأةٍ، فلُبِطَ بسَهْلٍ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيل له: يا رسولَ اللهِ، هل لك في سَهْلٍ؟ واللهِ، ما يَرفَعُ رأسَهُ، وما يُفِيقُ، قال: هل تتَّهِمون فيه مِن أحدٍ؟ قالوا: نظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ، فدعَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامرًا، فتغيَّظَ عليه، وقال: علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه؟ هلَّا إذا رأَيْتَ ما يُعجِبُك برَّكْتَ؟ ثمَّ قال له: اغتسِلْ له، فغسَلَ وجهَهُ ويدَيْهِ، ومَرْفِقَيْهِ ورُكْبتَيْهِ، وأطرافَ رِجْلَيْهِ، وداخلةَ إزارِهِ في قَدَحٍ، ثمَّ صَبَّ ذلك الماءَ عليه، يصُبُّهُ رجُلٌ على رأسِهِ وظَهْرِهِ مِن خَلْفِهِ، يُكفِئُ القَدَحَ وراءَهُ، ففعَلَ به ذلك، فراح سَهْلٌ مع الناسِ ليس به بأسٌ" [١٣]
- قراءة المعوذات والأذكار على الماء: وذلك بإحضار وعاء ونضع داخله ماء ونقرأ مع النفث داخل الإناء أثناء القراءة ما يأتي:
- نقرأ المعوذتين.
- نقول 3 مرات اللهم ربَّ الناس، أذهب الباس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.
- نقول 3 مرات بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس أو عينِ حاسد الله يشفيك.
- بعد الانتهاء من القراءة نسكب الماء على رأس المعيون حتى يصل لجميع أجزاء جسده.
- قراءة المعوذات على مكان الألم: بوضع اليد على مكان الألم وقراءة المعوذات الثلاث وهي سورة الفلق، وسورة الإخلاص، وسورة الناس مع تكرار الآيات.
وأخيرًا يجب القول إنّ أعراض الإصابة بالعين قد تتشابه مع أعراض الإصابة بالمرض، ولكن المرض قد يُشفى باتباع تعليمات الطبيب والالتزام بالدّواء، فإذا لم يؤتِ الدّواء ثماره عرف الإنسان أن ما به عين أو حسد ويجب المسارعة بعلاجه بالرّقية الشّرعيّة والأذكار الصحيحة.
المراجع
- ↑ رواه محمد الأمين الشنقيطي، في أضواء البيان، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/556.
- ↑ "معنى العين وكيفية إصابة العائن من يعينه"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ خالد الحبشي، "أعراض وعلامات الإصابة بالعين"، alroqya، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "أعراض الحسد والعين .. كيف تعرف أنك محسود؟ تفاصيل صادمة"، almadenahnews، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "أعراض الإصابة بالعين والحسد وعلاجها بالقرآن الكريم"، annajah، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 131.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2846.
- ↑ "الفرق بين العين والحسد"، fatwa.islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ وحيد عبدالسلام بالي، "علاج العين والحسد والفرق بينهما"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رولا خلف، "العين والحسد وتأثيرهما على الإنسان"، alghad، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "خطب مختارة - [61 آفة العين وطرق الوقاية والعلاج رابط المادة: http://iswy.co/e16mrm"]، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ وحيد عبدالسلام بالي، "علاج العين والحسد والفرق بينهما"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 6-10-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن سهل بن حنيف، الصفحة أو الرقم: 15980.