الرسم
يُعرَّف الرسم بأنه فن أو تقنية إنتاج صور، وعادةً ما يحفظ هذا الإنتاج على ورق، وترسم تلك الرسومات بواسطة الحبر أو الغرافيت أو الطباشير أو قلم التلوين، ويُعد الرسم أحد أشكال الإبداع الفني في العالم المرئي، إذ يُقدم الرسام عواطفه وأفكاره وحتى أوهامه بواسطة رموز أو أشكال مجردة، كما يًعد الرسم أساس جميع الفنون البصرية،[١] وقد تطور الرسم مع الفنون الأخرى في العصور القديمة والوسطى سواء أكانت الرسومات الأولية للفسيفساء أو الجداريات أو تصاميم معمارية ضمن الإنتاج الفني المتنوع لمباني القرون الوسطى، إذ كانت كلها مرتبطة بأنواع أخرى من الفنون، وفي الفترة ما بين القرن الرابع عشر حتى والقرن السادس عشر في العالم الغربي بدأ الرسم كفنّ مستقل.[٢]
كيفية تعلم الرسم
ربما اعتاد مدُرّس الفن أن يقول، قبل أن ترغب بمعرفة كيفية الرسم عليك أن تتعلم كيف ترى، إذ لا توجد طريقة أفضل من تلك لتعلم الرسم، وهنا بعض الإرشادات للراغب بتعلم الرسم:[٣]
- الذهاب إلى رحلة في الطبيعة.
- البحث عن جزء مثير للإلهام و للاهتمام في العالم؛ مثل حديقة من الأشجار، أو مبنى أثري.
- يجب نسيان أيّ معلومة أو أي معرفة ثابتة تخص الرسمة، مثل الشجرة ليست جذعًا له فروع وأوراق، إنما هي عبارة عن تفاعل فريد تمامًا من الضوء والظل، وتختلف عن أيّ شجرة أخرى.
- النظر إلى التفاعل بين الضوء والظل، والانتباه إلى نسبها وتناغمها، ثم محاولة رسم ما شُوهد على ورقة، ومقارنة الورقة بالوقع المحيط والبحث عما هو مختلف، والمحاولة مرة والعديد من المرات.
الإبداع بالرسم وخلق أفكار جديدة
بعد تعلم أساسيات الرسم، من المهم التعلم والتدريب على كيفية الإبداع بالرسم، أي خلق أفكار ورسومات من الخيال وليس نقلها فقط؛ لأن الإبداع يأتي من التنوع، وإذا رسم الرسام الرسمة فقط كما هي فهذا لا يعد إبداعًا، ولا يوجد إنتاج لرسمة جديدة أو خلق لفكرة إبداعية جديدة إنما هو مجرد نسخ، ويمكن التدرب على التخلص من فكرة النسخ سواء من البرامج التعليمية للرسم أو من الصور والرسومات باتباع بعض الخطوات مثل إعادة رسم صورة بعناية سطراً تلو الآخر دون أيّ إضافة، ويجب عدم التقيد بالرسم وتغيير شيء منها، وهذا تمرين بسيط للتخلص من النقل والاعتياد على الخروج عن النص، وهو كما يأتي:[٤]
- الخطوة الأولى هي رسم شكل بسيط مثل دائرة أو مربع مع اهتزاز سريع وعصبي باليد، وتكرار ذلك حتى الوصول إلى الشعور بالاسترخاء.
- الخطوة التالية، هي استخدام البرامج التعليمية السهلة ورسم أشكال سهلة مع تغيير في الخطوة الأخيرة، إذ سينتج عن ذلك رسمة مختلفة قليلاً عن الرسمة الأولى.
تتشابه هذه التمارين تماماً لما كان يحدث في بداية تعلم الكتابة، إذ كان المعلم يُلزم الطلبة بإعادة كتابة الحروف في عدة سطور وأكثر من مرة، وكان يضيع الكثير من الوقت برسم الحروف وليس بكتابتها، ومع الوقت والكثير من الخبرة يصبح هناك تطور خاص وشخصي، وبالتالي تبدو خطوط الأشخاص مختلفة عن بعضها البعض، فكتابة كلّ حرف يختلف من شخص إلى آخر، إذ لكل شخص خطه المميز في كتابة الحروف، ومع ذلك الاختلاف يمكن للجميع قراءة خطوط بعضهم البعض رغم اختلافها عن بعضها وتمييز كلّ شخص بخطه الخاص، وهذا التمييز والاختلاف جاء بعد التدريب والتركيزعلى تدوين الأفكار وليس رسم الحروف، ويمكن تطبيق هذه القاعدة على الرسومات، فمن المهم التفكير بالهدف المراد تحقيقه وليس التركيزعلى دقة نقل الخطوط والرسم كما هي، فهذه الطريقة بالتعلم تتيح الفرصة للتألق والتميز.[٤]
أشهر الرسامين
يوجد العديد من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة جميلة وواضحة في عالم الفن، منهم:[٥]
- الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي: هو صاحب أشهر لوحة فنية في العالم وهي لوحة الموناليزا، فهي عبارة صورة لمرأة يُعتقد أنها تعود إلى ليزا غيرارديني زوجة فرانشيسكو ديل جيوكوندو، ويُعتقد أنها رُسمت بين عام 1503م وعام 1506م، ووضعت اللوحة في متحف متحف اللوفر في باريس منذ عام 1797م، إذ يزوره ستة ملايين شخص سنوياً لمشاهدة لوحة الفنان ليوناردو دافنشي، ومن أكثر ما يميز هذه اللوحة أنها غامضة، فهي لا تقدر بثمن، وبالتالي لا يمكن تأمينها مقابل أيّ مبلغ من المال، وكذلك رسم دافنشي لوحة العشاء الأخير وهي إحدى أشهر اللوحات الفنية في القرن الخامس عشر.
- فنسنت فان جوخ: هو أحد أشهر الفنانين في التاريخ، من أشهر جُمله: "الرسامين يفهمون الطبيعة ويحبونها، ويعلموننا أن نرى" وقد رسم العديد من الرسومات، إلا أن أشهر رسمة له هي رسمة الليلة المرصعة بالنجوم، وقد كتب فان جوخ إلى شقيقه ثيو يقول فيه إلهامه في رسمة ليلة النجوم: رأيت هذا الصباح الريف من نافذتي قبل وقت طويل من شروق الشمس، ولم يكن هناك سوى نجمة الصباح التي بدت كبيرة للغاية"، وقد رُسمت هذه اللوحة في عام 1889م ووضعت في متحف الفن الحديث في مدينة نيويورك منذ عام 1941، وتوضح اللوحة تعبيرًا داخليًا شخصيًا عن استجابة فان جوخ للطبيعة.
- إدوارد مونش: هو أحد أشهر الرسامين في زمانه، إذ استخدم الزيت والباستيل والورق المقوى فقط من أجل رسم اللوحة الأكثر شهرة، وهي التي سُميت بالصرخة، إذ رسمها في عام 1893م، وتشبه هذه اللوحة كثيرًا المضيف من حكايات في السرداب، كما يصور صراخ الطبيعة، ويمكن رؤية السماء البرتقالية في الخلفية، وقد سُرقت إحدى نسخ اللوحة من المعرض الوطني وأستُردت بعد عدة أشهر، وقد أستُلهمت هذه اللوحة من حدث سابق، وهي واحدة من أشهر اللوحات التي تعبر عن القلق والخوف الذي شعر به في يوم واحد أثناء المشي مع اثنين من الأصدقاء، وعبر عنه بكلامه حيث قال: "الغيوم المشتعلة معلقة مثل الدم".
المراجع
- ↑ Heribert R. Hutter (4-6-2019), "Drawing"، britannica, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "History Of Drawing", britannica, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ Hannah Yang (10-4-2019), "What is the best way to learn how to draw?"، quora, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Monika Zagrobelna (30-12-2013), "I Want to Draw: Simple Exercises for Complete Beginners"، design.tutsplus, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ Zulma Cary (12-10-2019), "25 Most Famous Paintings in the World"، earthnworld, Retrieved 12-1-2020. Edited.