محتويات
المحافظة على الترات
التراث هو ذاكرة المجتمعات والشعوب، والحفاظ على الإرث المعرفي والحضاري لكل مجتمع هو الذي يربط بين الماضي، والحاضر والمستقبل لقرون قادمة، وهذه هي فلسفة "منظمة الأمم المتحدة"، فهي تشجع دومًا البلدان في جميع أنحاء العالم على حماية التراث الطبيعي، والثقافي والمحافظة عليه، ويتمثل ذلك في الاتفاقية الدولية التي تعرف باسم "اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي"، والتي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة في عام 1972 ميلاديًا، واستجابة لنداءات الأمم المتحدة للمحافظة على التراث، والاستثمار فيه باعتباره واحدًا من آليات التنمية المستدامة، وقد عقد المؤتمر الدولي الخامس بمحافطة أسوان المصرية، للمحافظة على التراث، وإدارة المواقع الذي نظمته جامعة حلوان، بالمشاركة مع جامعة براندبورج للتكنولوجيا في مدينة أسوان بعنوان "التراث الثقافي والتنمية المستدامة: منظور السياحة"، ومن أهم ما خرج به المؤتمر من توصيات، هي الضرورة على القيام بتوعية الأجيال القادمة بأهمية التراث بمختلف أشكاله، وكذلك ضرورة المزج بين التراث الأثري والطبيعي عن طريق مواكبة العلم، والاستفادة من التكنولوجيا في هذا المجال.[١]
كيفية المحافظة على الآثار والتراث
نذكر فيما يأتي طرق المحافظة على الآثار والتراث:[٢]
- نشر الوعي الكافي عن أهمية الآثار، وضرورة المحافظة على التراث، عن طريق التعريف بذلك في الجامعات، والمدارس، وفي الإعلام، ولا بد من الاستعانة بأهم المدلولات التراثية، لغرس حب الإرث بداخل الطلاب، وكذلك حب المحافظة عليه.
- الحرص على إقامة الندوات، وإقامة المعارض التي تهتم وتعنى بالبحث عن أهمية الآثار والمحافظة على التراث، وتوعية الشباب عن التراث الشعبي.
- عرض أزياء من التراث القديم في المعارض، وعرض صوتي لما أنجزه القدماء، وجميعها أمور تساعد في غرس حب التراث في القلوب، مما يؤدي إلى تعظيم الموروث الثقافي عند الشعوب.
- الحرص على وضع استراتيجيات وطنية، وذلك لتعريف الشعوب على التراث، وكذلك لا بد من زيادة الحرص على المحافظة على جميع المكاسب سواء كانت تاريخًا أو حضارة.
- تنظيم رحلات مدرسية إلى المعابد، والمتاحف، والمعارض، والأماكن التي تحتوي على رموز ثقافية، والأماكن الفنية، من أجل إطلاع الطلاب على التراث.
- إقامة ورش لفتح آفاق التراث الشعبي، وذلك عن طريق إبرام اتفاقيات مع المختصين في الآثار لتنقل المعرفة التاريخية إلى الأجيال الجديدة.
أهمية التراث
للتراث أهمية كبيرة وخطيرة في حياة الشعوب والأمم، فهو يمثل تاريخ هذه الأمة أو هذا الشعب، والذي يبيّن الهوية المحلية لذلك الشعب، أو تلك الأمة، وأيضًا هو المقياس الذي يفرّق بين مواطني دولة أو شعب عن غيرهم؛ إذ إنه هو الذي يضع الأمة أو الشعب في مكانها الصحيح، وهو كذلك واحد من الأدوات التي تكوّن فكره، وعقله، وثقافاته، وأفكاره، وهو واحد من أدوات التحكم فيه، واعتمدت عليه بعض الدول الاستعمارية كسلاح قوي من أجل إحكام السيطرة على الذين تستعمرهم، وذلك عن طريق دراسة تاريخهم، وتراثهم جيدًا، ومن ثم استخدامه من أجل التقرب منهم، وقد تظاهرت بعض الدول الاستعمارية بالانصهار فيه، عن طريق قيامها بمشاركة الشعب أو الأمة التي تستعمرها في الاحتفال بأعيادها، وإظهار تمسكها بعاداتها، كي يسهل على الشعب أو الأمة المستعمرة تنفيذ أوامرها وإطاعتها بذريعة أنها قريبة من أفكارهم، ومن عاداتهم وتقاليدهم؛ إذ يعد التراث هو الأساس التاريخي القوي للأمم وللشعوب، فالتمسك بالتاريخ والتراث لأمة ما لا يعني التخلف عن التقدم وركب الحضارة، ولا يعني التمسك بالتراث أبداً الجهل أو التخلف عن مواكبة ما هو جديد وحديث؛ إذ إنه يوجد الكثير من الأمثلة للأمم وللشعوب، والتي تمسكت بعاداتها وبتراثها، وفي الوقت نفسه تمسكت بالتقدم وبالركب الحضاري، واحتلت المراكز الأولى بين الدول المتقدمة مع حفاظها على تكوينها التاريخي، والتراثي، والتمسك بعاداتها الأصيلة من الآباء والأجداد، مثل احتفالاتها القومية، وطريقة لباسها وشكله، وأشكال العلاقات المجتمعية داخلها، فللتراث أهمية خطيرة وكبيرة في حياة الشعوب والأمم، وأحد مكونات الأفراد فيها، وعاداتهم، وتفكيرهم، روتقاليدهم.[٣]
أهداف الحفاظ على التراث
الحفاظ على التراث، هو سياسة وأحد أجزاء عمليات التخطيط، وللحفاظ على التراث أهداف كثيرة، منها:[٤]
- المحافظة على آثار الأمم والشعوب، وتميزها ضمن المنطقة الحضرية.
- المحافظة على الطابع الأصيل، والقيم التاريخية عند تطوير وتجديد المناطق الحضرية.
- الرقي بمستوى الخدمات لهذه المناطق الأثرية، ولهذه المعالم التراثية ورفع المستوى العام لها مما يقود إلى إظهار القيمة التراثية والأثرية للأمم والشعوب.
- هدف سياحي واقتصادي، فمثل هذه الأماكن الأثرية والتراثية تعد جذبًا كبيرًا للسياحة.
المراجع
- ↑ "الحفاظ على التراث العالمي قاطرة التنمية المستدامة"، news.un، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-2. بتصرّف.
- ↑ "كيفية المحافظة على الآثار وتطويره"، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-2. بتصرّف.
- ↑ "ما هي أهمية التراث ؟"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-2. بتصرّف.
- ↑ "اساليب الحفاظ _ أسباب ومصادر الضرر والفقدان في التراث المعماري"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-2. بتصرّف.