فضل سورة يوسف
إن لقراءة القرآن الكريم فضل عظيم، وقد ورد في الأدلة الشرعية فضل بعضٍ منها، أما بالنسبة لسورة يوسف بالتحديد، فلم يرد عن أهل العلم أو أي من الأدلة الشرعية عن فضل مختص بقراءة هذه السورة بالتحديد، ومع ذلك، فلا بأس من قراءتها من قِبل المسلم الحزين والمهموم، فالقرآن كله شفاء للصدور وفيه تفريج للكرب وتخفيف عن الإنسان، لا سيما أنه يوجد في سورة يوسف أحسن القصص وتبيّن تقلب الأحوال، مما يعطيك الأمل في الحياة وفي أمورك وهمومك كلها صغيرة كانت أم كبيرة، ومن الأشياء التي تدلّ على فضلها وأهميتها ما قاله الله تعالى في أولها: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[١]، وقال تعالى أيضًا:{لَقَد كانَ في يوسُفَ وَإِخوَتِهِ آياتٌ لِلسّائِلينَ}[٢]، وقال جلّ جلاله في آخرها:{لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ}[٣].[٤]
الدروس المستفادة من سورة يوسف
اشتملت قصة سيدنا يوسف الواردة في سورة يوسف على جملة من الدروس والعبر المُستفادة، إليك فيما يلي بعضًا منها:[٥]
- اعلم أخي المسلم أن الحياة لا تثبت على حال واحد ففيها تنقلات من حال إلى حال، ففي سورة يوسف تنقلات من المحن إلى المنح، ومن الذل إلى العز، ومن السرور إلى الحزن، ومن الضيق إلى السعة، ومن الرخاء إلى الجدب، وغيرها الكثير من الأحوال المتبدلة.
- عليك أن تبتعد عن مسببات الشر، وعليك أن تتكتم على ما يسبب الضرر، كما جاء في سورة يوسف على لسان يعقوب ناصحًا يوسف: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[٦].
- اتصف بالعدل، فهي صفة مطلوبة في جميع الأمور صغيرة كانت أم كبيرة، بما في ذلك معاملة الوالدين لأولادهم، فلا يجب أن يكون هناك تمييز في المعاملة، بل لا بد من المساواة في ذلك، وعدم تفضيل واحد منهم على الآخر، لأن ذلك يؤدي إلى المشاكل، كما حصل مع يعقوب عليه السلام وأولاده.
- اعلم أن العبرة بالنهايات وليس بالبدايات، فإخوان يوسف استغفروا وتابوا لله تعالى في النهاية، فالله يغفر الذنب سبحانه وهو أرحم الراحمين.
- احذر من الخلوة مع النساء من غير المحارم، وخصوصًا من يُخشى منهنّ الفتنة، فهذا ما حصل مع سيدنا يوسف عليه السلام، ولكن الله عصمه.
قد يُهِمُّكَ
لسورة يوسف العديد من المقاصد، نذكر لك منها ما يأتي:[٧]
- تصف سورة يوسف القرآن الكريم بالشمول والإبانة لكل ما يوجب الهدى.
- في سورة يوسف إثبات لرسالة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان لإعجاز القرآن الكريم، وأخذ العبرة والعظة من قصص الأنبياء والمرسلين.
- بيان وتأكيد أن الرؤيا الحسنة حق وفيها ملامح لما سيحدث مع الرائي في المستقبل البعيد أو القريب.
- إثبات أن قدرة الله تغلب كل شيء، فلا شيء يعيقها أو يقف في طريقها، وأن العبرة بالخواتيم.
- بيان أن الكثير من الناس لا يتعظون من الآيات القرآنية ومقاصدها، بل يقرؤونها ويمرون عنها دون تدبّر أو تفكّر.
- بيان أن الله يعاقب المكذبين بآياته والمُعرضين عن دينه.
المراجع
- ↑ سورة يوسف، آية:3
- ↑ سورة يوسف، آية:7
- ↑ سورة يوسف، آية:111
- ↑ "هل قراءة سورة يوسف ينتفع بها المهموم والحزين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
- ↑ "دروس وعبر من قصة يوسف عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-13. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:5
- ↑ "مقاصد السور القرآنية مقاصد سورة يوسف "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
