النحل
ينتمي النحل إلى فصيلة غشائية الأجنحة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في سورة النحل، وتتواجد في كافة انحاء العالم عدا القطبين الجنوبي والشمالي، ويعيش النحل في جماعات، وهو من الحشرات النافعة للإنسان، إذ ينتج العسل، والشمع الأصفر، كما أنه يلقح الزهور، ويمر النحل بعدة أطوار إلى أن يتحول إلى حشرة متكاملة النمو، ويقسم النحل إلى ثلاثة أقسام هي: الملكة، والعاملات، والذكور، وتترأس أي خلية ملكة واحد فقط، فهي أكبر النحل حجمًا، ومهمتها الوحيدة هي ملازمة الخلية، ووضع البيض، وتبيض في الربيع حوالي ثلاثة أو أربعة آلاف بيضة، وتقوم العاملات بتغذيتها بالعسل، والإشراف على تربيتها، وخلال عشرة أيام تتحول إلى حشرة كاملة، أما الذكور فطولها متوسط، ويغطي جسمها الوبر، وعددهم في الخلية أقل من العاملات، ووظيفتهم الوحيدة هي الدويّ المتواصل، وأما العاملات فجسمها أصغر حجمًا من باقي النحل، وتنتقل من زهرة إلى أخرى لتجمع الرحيق وتبلعه ثم يتحول إلى عسل في معدتها، وتسكبه في نخاريب الأقراص، ويوجد قسم آخر وظيفته خدمة الملكة وتربية الصغار، وقسم آخر يصد الأعداء، وقسم ينظف الخلية.[١]
عدد أرجل النحلة
عدد أرجل النحلة هو ستة أرجل، وتوجد أسفل أجنحتها، تستخدم الزوج الخلفي منهما كسلتان لحبوب اللقاح وتكون فقط في الشغالات وليس في الملكات والذكور، ويمكن وصف جسمها بدقة أكبر كما يلي:[٢]
- الصدر: يحتوي صدر النحلة على أربعة أجنحة، جناحين في كل جانب منه، وعند طيرانها ينتج صوت منها يسمى الأزيز، ويمكن للنحلة تحريك أجنحتها بسرعة بسبب العضلات القوية الموجودة فيها، والتي تستخدمها كمحركات، كما أنها لا تتنفس عن طريق الرئة، وإنما عن طريق شبكة من الأنابيب المتشعبة المنتشرة في جسمها وتدعى القصبات الهوائية.
- الرأس: يحتوي رأس النحلة على نوعين من العيون، يسمى الأول العيون المركبة وعددهما اثنتين، وتوجدان على جانبي رأسها، ويحتويان على آلاف العدسات المتشابكة مع بعضها البعض، وتمتلك الملكة حوالي ثلاثة آلاف وتسعمائة عدسة، وأما الشغالة فتمتلك حوالي ستة آلاف وثلاثمائة عدسة، وأما الذكور فتمتلك حوالي ثلاثة عشر ألف عدسة، ويستخدم النحل هذه العدسات لمشاهدة الضوء فوق البنفسجي، ولا يمكن لعين الإنسان رؤيته، وتستطيع كذلك أن ترى ألوان الزهور التي لا يمكن رؤيتها إلا أسفل الضوء فوق البنفسجي، كما يستخدمها النحل عندما لا يكون داخل الخلية للرؤية لمسافات طويلة، كما يوجد نوع آخر لعيونها يطلق عليه العيون البسيطة، وتكون في أعلى رأسها، وهي ثلاثة: واحدة سفلية، والأخريتان علويتان، وتستخدمهم النحلة في التمييز بين النور والظلام، وفي رؤية ما يكون قريبًا منها، كما يوجد قرنا استشعار في مقدمة رأسها، وتستخدمهما في شم الروائح، وتذوق الأشياء وتحسسها، كما يوجد لديها فم يحتوي على فك قوي تستخدمه في المضغ، وتمتص الرحيق عن طريق خرطوم يكون قصير في الذكور، وقصير وله طرف في الملكات، وطويل في الشغالات، ويوجد زوجان من الفكوك على جانبي فمها، وتشكل النحلة الشغالة عن طريقهما الشمع.
- البطن: يكون شكل بطن النحلة الملكة مدبب وطويل، وفي الشغالات يكون مدبب وقصير، وفي الذكور تكون مستديرة الطرف وعريضة، وتتكون البطن من غلاف يقسم إلى تسع حلقات، وتكون قابلة للانقباض والانبساط، وتحمل بداخلها مجموعة من الأجهزة الضرورية للنحلة ومنها: جهاز لإفراز الشمع، وجهاز لإفراز الرائحة حتى تستطيع النحلة تمييز أفراد طائفتها به، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي الذي يكون ضامرًا في الشغالات وناميًا في الملكات، وجهاز لإفراز السم، وحوصلة للعسل، إذ تخزن النحلة فيها الرحيق، ويوجد في نهاية بطنها طرف مدبب تحمي النحلة نفسها وخليتها عن طريقه.
فوائد النحل والعسل
فيما يأتي أهم فوائد النحل والعسل:[٣]
- تنشط لسعة النحل الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ.
- من أهم فوائد النحل تلقيح الزهور والنباتات.
- يتكون عسل النحل من العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان مثل: الفسفور، والكالسيوم، والسكر الطبيعي.
- يحتوي العسل الأبيض على عناصر تساهم في علاج الكثير من الجروح والإلتهابات.
- تستخدم الفتيات العسل في ترطيب بشرتهن حتى تصبح أكثر نضارة وحيوية، فهو يعد من أفضل المرطبات للجلد.
- يستخدم العسل في علاج مجموعة من الأمراض المزمنة مثل: أمراض الكبد، والتهاب المفاصل.
- يدخل العسل في تركيب وصناعة العديد من الأدوية.
- تنشط لسعة النحل الدورة الدموية في جسم الإنسان.
- يساهم شمع النحل في علاج العديد من الأمراض مثل؛ أمراض البرد كالزكام، والتهاب اللثة، ويخفف من التهاب الجيوب الأنفية.
- يستخدم شمع النحل في صناعة العديد من كريمات التجميل.
أنواع النحل
فيما يأتي أهم أنواع النحل:[٤]
- النحل الألماني: يطلق على النحل الألماني النحل الأسود، ويعود أصله إلى شمال أوروبا، ووسط آسيا، وغرب منطقة الألب، وحجمه كبير، بطنه عريضة ولسانه قصير، يوجد على الترجات البطنية الثانية والثالثة بقع صغيرة صفراء، وشعره طويل، وأما الذكور فشعر صدرها بني غامق وفي بعض الأحيان أسود، وطباع النحل الألماني حادة، ومزاجه عصبي خاصة عند فتح الخلية، وليس من السهل العثور على الملكة، وسلالته بطيئة في نموها، ومن مميزاته قدرته على العيش في أصعب الظروف، وبدرجات حرارة منخفضة، كما أنه من الأنواع الحساسة جدًا للأمراض؛ كمرض الحضنة الطباشيري، وتعفن الحضنة الأوروبي، وديدان الشمع، وأمراض الحضنة.
- النحل الإيطالي: يرجع أصل سلالة النحل إلى إيطاليا، لسانه طويل وحجمه صغير ولونه أصفر ذهبي، وقد أُدخل هذا النحل إلى ألمانيا عام 1853م، وإلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1856م، ويعود الفضل إلى هذه السلالة في ازدهار وانتشار تربية النحل، وخاصة في آخر مائة سنة، وطباعه هادئة ونشيط في جمع العسل، وقليل ما يميل إلى التطريد، ويقضي الشتاء في طوائف قوية، وعيونه السداسية مغطاة بمادة شمعية بياضها ناصع بعكس السلالات السوداء يقاوم النحل الإيطالي مرض الحضنة الأوروبي، ومن عيوبه سرقته للعسل من الخلايا الأخرى.
- النحل القوقازي: يوجد النحل القوقازي في وسط القوقاز وتحديدًا في أعالي وديانه، يشبه في حجمه وشكله إلى حدّ كبير النحل الكرنيولي، ولون شعرات صدره في الشغالات رصاصي، وفي الذكور أسود، ولسانه طويل جدًا، ويطلق على هذا النحل النحل السنجابي، وطباعه هادئة، وميله قليل إلى التطريد، ويميل إلى جمع البروبوليس، وهو حساس جدًا للإصابة بالنيوزيما، ويميل إلى السرقة من الخلايا الأخرى.
- النحل الأناضولي: يرجع موطن النحل الأناضولي إلى تركيا، ويُربى في خلايا طينية حتى الآن، وطباعه هادئة، وحجم هذا النحل كبير، ولونه أصفر داكن، ويجمع البربوليس.
- النحل الأرمني: يعيش النحل الأرمني في أرمينيا، لونه أصفر، وطباعه شرسة، ونشيط في إنتاج الحضنة، ولديه قدرة على تحمل البرد، ولا يميل إلى التطريد.
- النحل القبرصي: يشبه النحل القبرصي النحل الإيطالي، وحجمه صغير، وهو نشيط في جمع العسل، وطباعه متوسطة الشراسة، ويميل إلى التطريد، ولونه أصفر، ويعتقد أن أصل سلالة النحل الإيطالي ترجع إلى السلالات الفلسطينية والسورية والإيطالية.
- النحل اليمني: يعيش النحل اليمني في عمان واليمن والسعودية وتشاد والصومال والسودان، ويتميز بهدوئه وبعده الكبير عن الشراسة، حجمه صغير ومحصوله وفير، ولديه قدرة كبيرة على تحمل مختلف الظروف الجوية والحرارة العالية، ويُربى بالطرق التقليدية القديمة إلى جانب الطرق الحديثة.
- النحل السوري: يوجد النحل السوري في لبنان وسوريا، ويشبه النحل القبرصي والإيطالي، لونه أصفر وحجمه صغير، وطباعه شديدة الشراسة، ويميل إلى التطريد، وهو نشيط في جمع الرحيق ولكنه لا يجمع البروبوليس، وحواف أجنحته أصفر اللون.
- النحل المصري: يعد النحل المصري من أقدم أنواع النحل، وقد اكتشف العلماء ذلك عن طريق النقوش والبرديات الموجودة في المعابد المصرية، وقد كان الفراعنة يربونه في خلايا طينية، وحجم النحل المصري صغير، ولونه أصفر، ويوجد في جسمه زغب فضي أبيض لامع، وطباعه شرسه، وكمية ما ينتجه من العسل قليلة، كما أنه لا يحتمل البرد، وذكور النحل المصري تستطيع تلقيح ملكات النحل الأجنبي من سلالاتٍ أخرى، وكفاءته عالية جدًا في تلقيح الزهور.
المراجع
- ↑ مروان (2019-1-11)، "معلومات عن النحل"، عالم الحيوانات، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-4. بتصرّف.
- ↑ "أقسام النحلة"، اجزاء النحلة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-1. بتصرّف.
- ↑ "معلومات عن النحل …تعرف على بعض أنواع النحل وأفضل أنواعها النوع المصري و10 فوائد للعسل"، مرتحل، 2018-11-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-4. بتصرّف.
- ↑ "أنواع النحل"، العلاج، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-6. بتصرّف.