محتويات
اجتهاد السلف الصالح في ختم القرآن الكريم
لقد اعتنى السلف الصالح من الصحابة والتابعين عناية كبيرة بالقرآن الكريم، واشتغلوا به، وجعلوه منهج حياتهم، لأنهم علموا أنه سر عزتهم، ونصرهم على أعدائهم، وسبب رفعتهم، فكانوا يختمونه بعدّة طرق منها، الختم اليومي، فقد كان بعض السلف يختمون القرآن مرة واحدة أو أكثر في اليوم منهم الشيخ عبدالرحمن الملحاني، وأبي العباس بن عطاء، والختم كل ثلاثة أيام، فقد كان بعض السلف يواظب على ختم القرآن الكريم مرة واحدة كل 3 أيام عن طريق القراءة كل يوم وليلة ثلث القرآن ومنهم ابن تيمية، عبدالله بن عمرو بن العاص، الختم الأسبوعي، فقد حرص الكثير من السلف الصالح على ختم القرآن مرة واحدة في الأسبوع من خلال تقسيمه إلى أحزاب، الختم خلال 10 أيام فقد حرص الكثير من السلف على المواظبة على ختم القرآن الكريم مرة واحدة كل 10 أيام بتقسيمه إلى أحزاب وأجزاء صغيرة.[١]
ما هي الطريقة الصحيحة لختم القرآن الكريم؟
إنّ العناية بكتاب الله تعالى وترتيله هي علامة من علامات توفيق الله تعالى للعبد، فمن لزم العناية بكتاب الله عز وجل وتلاوته والعمل به صار من أهل القرآن وخاصته، وطريقة ختم القرآن الكريم هي بسيطة وسهلة وميسورة لجميع المسلمين الحريصين على ختمه، فالقرآن الكريم يحتوي على 30 جزءًا، فمن أراد أن يختم القرآن الكريم في شهر يجب عليه أن يقرأ كل يوم جزءًا واحدًا منه، وطريقة ختمه كل شهر سهلة ومُيسّرة فيمكنك بعد الإنتهاء منالصلاة المفروضة أن تقرأ صفحتين لأن الجزء الواحد من القرآن الكريم يحتوي على 10 صفحات، وبذلك تكون قد قرأت جزءًا واحدًا في اليوم، وخلال الشهر تكون قد أنهيت قراءة القرآن الكريم كاملاً وختمته، ويمكنك ختم القرآن الكريم أكثر من مرة واحدة في الشهر من خلال زيادة عدد الصفحات اليوميّة التي تقرأها فمثلاً بدلاً من قراءة جزء واحد في اليوم يمكنك قراءة جزئين أو ثلاثة أجزاء وبذلك تضمن ختم القرآن الكريم مرتين أو 3 مرات في الشهر،
ويمكنك زيادة عدد الأجزاء اليومية التي تقرأها بحسب المدة التي تودّ فيها ختم القرآن الكريم، مع العلم أن الصفحة الواحدة لن تأخذ معك أكثر من دقيقتين لقرائتها، ويمكنك خلال فترة قيامك بقراءة القرآن الكريم الإطلاع على بعض الكتب التي تُعنَى بإيضاح مفردات القرآن الكريم وتدبّرها وبيانها، حتى تجمع بين القراءة والتدبّر ويكون لك بدل الأجر أجرين، أجر القراءة وأجر تدبّر معاني القرأن الكريم التي هي من أفضل العبادات وأجلّها.[٢]
شروط ختم القرآن الكريم
ليس هناك شروط لقراءة القرآن الكريم، وإنما هناك بعض الأعمال المُستَحبة التي يجب أن يتّبعها قارئ القرآن الكريم منها:[٣]
- استحباب ختم القرآن في رمضان: فمن المُستَحب ختم القرآن الكريم في رمضان لأنه الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، وكان جبريل ينزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر ويُدارسه آيات القرآن الكريم، لذلك من المُستَحَب ختمه في رمضان.[٣]
- قراءة القرآن الكريم على ترتيب السور الواردة فيه: فمن الأفضل قراءة القرآن الكريم كما وردت آياته، فيبدأ بقراءة سورة الفاتحة، ثم البقرة، ثم آل عمران وهكذا، فترتيب القرآن لحكمة معينة يجب على العبد أن يحافظ عليها خلال قراءته للقرآن، ولو خالف المسلم ترتيب الآيات خلال ختمته للقرآن فهو جائز ولكنه يكون قد ترك الأفضل.[٣]
- ليس هناك وقت لختم القرآن الكريم: فيمكنك ختم القرآن الكريم في الليل أو النهار وفي أي ساعة تستطيع القراءة فيها، وليس هناك وقت محدد لذلك، فيفعل المسلم ما هو أفضل وأيسر له.[٤]
- الابتعاد عن تحديد الآيات التي تريد قرائتها: فيمكنك قراءة القرآن الكريم من دون تحديد لعدد الآيات اليومية التي تودّ قرائتها أو التقيّد بذلك، ولكن لا بأس إذا حدد المسلم ورده اليومي من باب التنظيم والإجتهاد.[٤]
- يجب اتصال القراءة في الحكم: وهي بناء المسلم قراءته على القراءة السابقة بمعنى أن تكون هناك نيّة لختم القرآن الكريم، وأما إذا قرأ سورة منفردة للرقية أو لغيرها فلا يدخل ذلك في باب ختم القرآن الكريم.[٤]
- استحباب الدعاء: فقد استحب العلماء الدعاء بعد الانتهاء من ختم القرآن الكريم، لأن الدعاء يُقبَل بعد الانتهاء من العمل الصالح.[٤]
- استحباب ختم القرآن في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة: فيُستحب قراءة القرآن الكريم في الأماكن الفاضلة مثل مكة المكرمة والمدينة، وفي الأوقات الفاضلة مثل موسم الحج أو يوم عرفة أو شهر رمضان.[٤]
أهمية ختم القرآن الكريم
هناك عدّة أهميّة كبيرة وفضائل عديدة لقراءة القرآن الكريم، ومن اهم فضائل قراءة القرآن وختمه:[٤]
- ختم القرآن الكريم من الأعمال العظيمة الي يُثاب عليها عليها العبد وينال بها الدرجات العلى.[٤]
- مَن قرأ حرفًا من القرآن الكريم فله حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها.[٤]
- القرآن الكريم يأتي شفيعًا لأهله يوم القيامة.[٤]
- قراءة القرآن الكريم هي شفاء للجسم من الأمراض والأسقام النفسيّة والجسديّة التي تصيبه.[٤]
- قراءة القرآن الكريم فيها إنشراحٌ للصدر ، وزيادة في اليقين، وطمأنينة للروح، وجلاء للهموم والأحزان التي يعانيها المسلم.[٤]
- ختم القرآن الكريم هو اقتداء بالصحابة والسلف الصالح اللذي كانوا يحرصوا أشد الحرص على ختم القرآن الكريم وتجويده وتلاوته.[٥]
- ختم القرآن الكريم من أحب وأفضل الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى ربه.[٥]
- ختم القرآن الكريم كله أفضل وأعظم ثواب من تلاوة بعضه، فدرجة العبد تكون عند آخر كلمة رتلها من القرآن الكريم كما ورد في الحديث الشريف عن عبدالله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها[٦]].[٥]
قد يُهِمٌّكَ
ما هي سنن قراءة القرآن الكريم؟
هناك عدد من السنن والآداب التي يجب أن يحرص عليها المسلم عند تلاوتته للقرآن الكريم، وهذه السنن تنقسم إلى قسمين القسم الأول هو:
- الآداب الباطنة:
إخلاص النيّة: فقراءة القرآن الكريم عبادة، والعبادات كلها مبنيّة على الإخلاص، فالإخلاص هو أن تقصد بقراءتك للقرآن التقرّب لله تعالى من دون رياء أو نفاق.
تعظيم كلام الله تعالى: واستحضار عظمة القرآن الكريم، وأنه كلام الله تعالى، وفضّل الله تعالى على العبد بقراءته وفهمه وتدبّر معانيه.
حضور القلب: فعلى القارئ أن يطرد الوساوس التي تأتيه خلال قراءته للقرآن، وأن يستحضر ذهنه، ويناجي ربه بتلاوته، ويتقرّب إليه بخشوع وتدبّر.
تدبّر الآيات: فلا خير في قراءة لا تدبّر فيها، فالتدبّر هو فهم المسلم لما يقرأ واستيعاب المعاني ومحاولة فهمها، وتطبيق ما تحث عليه الآيات.
التفاعل مع الآيات: وهي تأمل الآيات والإستدلال على عظمة الله تعالى من خلالها، ويتأمل قصص الأنبياء والمرسلين وصبرهم على الدعوة، وأخذ العظة والعبرة من قصص المكذبين والكافرين.
- الآداب الظاهرة:
الطهارة: فعلى المسلم أن يكون على طهارة في بدنه وثوبه والمكان الذي يتلو فيه آيات الله.
التنظيف بالسواك: فيُستحب قبل البدء بقراءة القرآن الكريم تنظيف الأسنان بالسواك.
استقبال القِبلة: فيُستَحَب لقارئ القرآن استقبال القِبلة، والجلوس بخشيعة وسكون ووقاربين يدي ربه.
الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: فعلى المسلم أن يبدأ بالتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم عند بدء قراءة القرآن الكريم.
ترديد بعض الآيات: يُستَحَب للقارئ ترديد بعض الآيات بقصد التأمل في عانيها وفهمها على الوجه المراد بها.
تحسين الصوت عند القراءة: وهو أمر مستحب لأنه أوقع في القلوب، وأشد تأثيرًا، وأرق للسامعين.
البكاء عند قراءة القرآن الكريم: فكان ذلك دأب الصحابة والتابعين حيث كانوا يكثرون من البكاء عند قرائتهم لآيات الله تعالى.
المراجع
- ↑ د. رياض محمود جابر قاسم، "ختم القرآن الكريم عند السلف"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-24. بتصرّف.
- ↑ "ما الطريقة الصحيحة لختم القرآن "، إسلام واي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-24. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "هل يجب قراءة القرآن بالتسلسل لمن أراد الختمة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-24. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز خالد بن سعود البليهد ، "فضل ختمة القرآن وأحكامها "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-24. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "ثواب تلاوة القرآن مترتب على التلاوة وعلى الختم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-24. بتصرّف.
- ↑ رواه احمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1155.