شبه جزيرة الملايو

شبه جزيرة الملايو
شبه جزيرة الملايو

شبه جزيرة الملايو

يضم عالمنا العديد من الأماكن المذهلة التي تتميز بطبيعتها الجذابة والتي تجعلك تتمنى زيارتها أو العيش فيها، ومنها شبه جزيرة الملايو في ماليزيا، إذ تقع في أقصى الطرف الجنوبي من قارة آسيا بين بحر أندامان في المحيط الهندي ومضيق ملقا في الغرب وخليج تايلاند وبحر الصين إلى الشرق، وتقع شبه جزيرة الملايو والتي هي جزء من ماليزيا في جزئها الشمالي الغربي، وتعد أضيق من سنغافورة، ويشكّل الجزء الشمالي من شبه الجزيرة جزءًا من تايلاند، ويشكل جزءها الجنوبي غرب ماليزيا، وتشكل سلسلة الجبال التي ترتفع في ماليزيا إلى 2190 مترًا العمود الفقري لشبه الجزيرة، تعد شبه جزيرة الملايو من أغنى دول العالم في إنتاج القصدير والمطاط.[١]

تمتد شبه جزيرة الملايو إلى مسافة 1100 كيلومتر بين مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي، ويسكنها الصينيون وسكان الملايو بالتساوي، وفي الماضي سيطرت إحدى السلالات البوذية من سومطرة على المنطقة من القرن الثامن إلى القرن الثالث عشر، وسيطرت عليها إمبراطورية مالاكان في القرن الخامس عشر وعلى مدى الثلاثة قرون التالية، وقد وقعت شبه الجزيرة تحت سيطرة القوى الأوروبية المختلفة على المنطقة، وفي عام 1909 ميلاديًا سيطرت بريطانيا على أغلب الولايات وتوصلت إلى اتفاقية حدودية مع سيام، وهي تايلاند اليوم.[٢]


الطبيعة في شبه جزيرة الملايو

لأن شبه جزيرة الملايو جزءًا من ماليزيا، فتتشابه الطبيعة فيها إلى حدّ كبير، ففيها من الجمال الطبيعي ما يجعلك تنذهل عند زيارتها، فهي تضم العديد من حدائق الأوركيد المذهلة، وحدائق الفراشات والطيور، وتتميز بتلالها الجميلة وقنوات النهر المتشابكة، بالإضافة إلى الغابات الشاسعة والكثيفة، والأرخبيل الاستوائي في منطقة لانكاوي،[٣] وتتميز الطبيعة في ماليزيا بأن حوالي ثلثي المنطقة مغطاة بالغابات والتي يُعتقد بأن عمرها يصل إلى حوالي 130 مليون سنة، ويوجد فيها ما يُقارب 14500 نوعًا من النباتات والأشجار المزهرة، ويُقال أن هنالك 240 نوعًا مختلفًا من النباتات في كلّ هكتار، وعُثر على أطول شجرة استوائية في العالم في ماليزيا، وتعدّ المنطقة موطنًا للحياة البرية، إذ فيها 210 أنواع من الحيوانات الثدية و250 نوعًا من الزواحف و150 نوعًا من الضفادع و150 نوعًا من الثعابين، وفيها فيلة ووحيد القرن والكثير من النمور والفهود والدببة والقرود.

لا يقتصر التنوّع على الحيوانات والحياة البرية، فتتمع هذه المنطقة بتنوّع كبير في الحياة البحرية، وتعدّ مياهها موطنًا للتنوع البيولولوجي، إذ يوجد فيها حوالي 600 نوعًا من أنواع المرجان الجميل ونحو 1200 نوعًا من الأسماك، كما أن أسماك القرش والحيتان شائعة كثيرًا في مياهها، ويوجد حوالي خمسة أنواع من السلاحف البحرية وعشرون نوعًا من الثعابين البحرية، ولهذا أُنشئ في المنطقة الكثير من المحميات للحفاظ على التنوع البيولوجي فيها.[٤]


السياحة في شبه جزيرة الملايو

بعد أن تعرفت على جمال طبيعة شبه جزيرة الملايو لا بد وأنك تشوقت لزيارتها، إذ تجذب شبه جزيرة الملايو السياح من كلّ مكان نظرًا لطبيعتها الخلابة وتنوّع المناطق السياحية فيها، إذ يجد السائح مزيجًا من مراكز المدن التاريخية والحدائق الوطنية والمراكز الحضرية التقليدية التي تعود إلى ثقافة الملايو، وبمقارنة شبه جزيرة الملايو مع الساحل الشرقي لماليزيا فتشهد المنطقة كثافة أكبر في السياحة وتكتسب شهرة أوسع، ولكنها ما تزال هادئة بالمقارنة مع جنوب تايلاند المجاورة، إذ تعدّ تجربة السفر إلى الملايو تجربة سياحية ريفية، وسيجد أولئك المهتمين بثقافة الملايو أن هذه المنطقة مثيرة للاهتمام خصوصًا مع وجود بعض الأماكن التي تعدّ موطنًا للمتاحف المميزة، كما توجد في المنطقة شواطئ رائعة تعد من الطراز العالمي، وفيها مدن تاريخية ومنتجعات صحية ستجعل من رحلتك على تلك الجزيرة تجربة فريدة.[٥]


تاريخ شبه جزيرة الملايو

التاريخ القديم

يعدّ تجار الهند أول من زار شبه جزيرة الملايو وذلك في بداية العصر المسيحي، واستقبلوا السكان من أندونيسيا والهند الصينية والمبشرين البوذيين والمستعمرين الهندوس، وذلك بعد دخول الهنود إلى شبه الجزيرة بقرون، وهنا نشأت دولة هندوسية صغيرة، وفي النصف الثاني من القرن الثامن سقطت شبه الجزيرة بيد سومطرة الذين تبنوا البوذية، وفي القرن الحادي عشر اجتيحت الملايو من قبل أُناس يُعرفون باسم شولاس، وبعد 50 سنة فرض السيلندراس سيطرتهم عليها وانتهى عهدهم في أواخر القرن الثالث عشر، ومن ثم توالت عدة إمبراطوريات على حكمها، وأخيرًا وفي القرن الخامس عشر تم تحويل الماليزيين فيها إلى الدين الإسلامي والذي ما يزال دين معظم الماليزيين.[٦]

التاريخ الحديث

في القرن السادس عشر جاء الأوروبيون الأوائل واستولى البرتغاليون على ملقا عام 1511 ميلاديًا، ومن ثم سقطت أمام الهولنديين عام 1641 ميلاديًا، ومن ثم بدأ الدور البريطاني في شبه الجزيرة بتأسيس المستوطنات عام 1786 ميلاديًا،[٦] وفي سبعينيات القرن التاسع عشر قبل سلاطين ولايات الملايو المستشارين البريطانيين، وفي عام 1896 ميلاديًا تأسس اتحاد نيجري سمبيلان وبيراك وسيلاجور وباهانج وعاصمتها كوالالمبور، ومن ثم اجتاح اليابانيون المنطقة واستولوا على سنغافورة وبعد الحرب تم إنشاء اتحاد مالايا تحت الحماية البريطانية وفي عام 1957 ميلاديًا تم تأسيس اتحاد ملايا المستقل، ومن ثم تغير اسم الاتحاد إلى ماليزيا في عام 1963 ميلاديًا، وضم الاتحاد سنغافورة وجميع ولايات شبه جزيرة الملايو، ولكن سنغافورة انفصلت عنهما عام 1965 ميلاديًا.[٧]


مَعْلومَة

شبه جزيرة الملايو هي منطقة صغيرة تقع أقصى الجنوب في آسيا، وقد يحيطها بعض الغموض، ولذلك فيما يلي بعض المعلومات عن شبه الجزيرة والتي قد يهمك معرفتها:[٨]

  • يتعرض الساحل الغربي لشبه جزيرة الملايو إلى رياح موسمية جنوبية غربية أما الساحل الشرقي فيتعرّض لرياح موسمية شمالية شرقية.
  • تحتوي معظم أنهارها الغربية على دورات قصيرة نسبيًا والملاحة فيها محدودة جدًا بسبب الطمي المكثف الموجود بالقرب من البحر وأنهارها الشرقية أطول مع تدرجات أكثر تسطحًا في الروافد العليا.
  • تضم شبه جزيرة الملايو الجزء الجنوبي الشرقي الأقصى من ميانمار أو بورما، وتضم الجزء الجنوبي الغربي من تايلاند وشبه جزيرة ماليزيا أو غرب ماليزيا.
  • عُرفت شبه جزيرة الملايو في العصور القديمة باسم شبه الجزيرة الذهبية.
  • تنتج شبه جزيرة الملايو منتجات عديدة؛ كالأخشاب وزيت جوز الهند وزيت النخيل وزيت التابيوكا والفول السوداني والأنانس والموز، ويعدّ الأرز المادة الغذائية الرئيسية لسكان شبه الجزيرة.[١]
  • المجموعة الثقافية المهيمنة على سكان شبه جزيرة الملايو تعود في الأصل إلى جنوب الصين، والتي جاءت حوالي 2000 سنة قبل الميلاد، ولكن التداخل مع الشعوب الأخرى عدّل الخصائص العرقية لسكان المنطقة، وأصبح عدد الصينيين الآن في شبه الجزيرة أكبر من عدد الماليزيين، كما يشكّل الهنود والتايلنديون مجموعات أقلية مهمة.[٩]
  • عُثر على قبائل صغيرة من السكان الأصليين أحفاد السكان المهاجرين في تلال وغابات شبه جزيرة الملايو.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب "Malay Peninsula", infoplease, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  2. "Malay Peninsula", encyclopedia, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  3. "Malay Peninsula Nature & Wildlife", transindus, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  4. "Malaysia - Nature and Wildlife", goway, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  5. "Peninsular Malaysia", travelfish, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Malay Peninsula: History", infoplease, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  7. "Malayan Independence", historytoday, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  8. "Malay Peninsula", britannica, Retrieved 28-6-2020. Edited.
  9. ^ أ ب "Malay Peninsula: People", infoplease, Retrieved 28-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :