محتويات
الدولة العثمانية
تعد الدولة العثمانية إحدى الدول الإسلامية التي كانت من أقوى الدول وأكثرها اتساعًا، فقد شهد العالم الإسلامي في فترة حكمها له قوة عظيمة، فكانت ذات أسطول بحري مهيب وجيشين قويين الأول جيش نظامي والآخر عرف بالانكشارية، فكانت ذات هيبة لم يسبقها أحد لها لدرجة أنها أخضعت نصف أوروبا ووصلت جيوشها إلى عاصمة الإمبراطورية المجرية النمساوية فينا، وقاتلت جيوشها مجتمعة ووسعت رقعة الدولة الإسلامية.
النشأة والتسمية
ينحدر العثمانيون من العرق التركي وكانوا عبارة عن قبيلة بدوية رحلت من الشرق الأقصى وانضمت تحت قيادة زعيمها أرطغرل في خدمة أحد سلاطين السلاجقة، فكافأهم وأعطاهم أرضًا لهم في أسيا الوسطى (تركيا حاليًا)، وقد كان هو وقومه محاربين أخلصوا للسلاجقة فتولوا أمر حراسة الحدود مع البيزنطيين ووسعوا ممتلكاتهم مهددين البيزنطيين باستمرار، وحامين دولة السلاجقة. وبعد أن توفي أرطغرل تولى ابنه عثمان السلطة، فكان سياسيًا وقائدا ذكيا، وكان هدفه تأسيس دولة وتطوير حالهم من قبيلة إلى إمارة منظمة، فاهتم بتنظيم أمور القبيلة الداخلية، ووطد علاقاته بجيرانه واستهدف عدو الجميع الدولة البيزنطية، ووسع ممتلكاته على حسابها، وما لبثت أن سقطت دولة السلاجقة حتى أعلن استقلاله وأعلن الدولة الجديدة، هذه الدولة التي ستسمى بالعثمانية تيمنًا باسمه، لكونه مؤسسها الأول.
نهوضها كدولة جديدة
بعد وفاة عثمان جاء بعده السلطان أورخان، وكان كوالده شديد العداء للبيزنطيين، فحاربهم وهزمهم وأسقط مدنهم، وأسس جيشًا جديدًا وهو الانكشارية، فقد تأسس على ثلاثة قيم: الولاء للسلطان، وحفظ القرآن، والجهاد، فكانوا شديدي الإخلاص له وشكلوا ساعده الأيمن في حروبه حتى وصل إلى القسطنطينية العاصمة ودرة التاج البيزنطي فهاجمها وضيّق عليها وقذف الرعب في قلوب أهلها، مشكلًا خطرًا حقيقيًا لوجودهم فحاولوا مقاومته واستطاعوا إبعاده عن العاصمة لكنه شكل لهم مصدر تهديد دائم. وبعد السلطان أورخان انهزمت الدولة العثمانية أمام تيمورلنك وتقطعت أجزاء الدولة إلى أن أعاد توحيدها السلطان محمد بن بايزيد وأعاد لها هيبتها المفقودة.
قيام السلطنة وبداية العصر الحديث
تولى السلطان محمد زمام الدولة فأخذ يعد نفسه لغزو هدف أسلافه فبنى قلعة روملي حصار، التي سببت تهديدًا مباشرًا للبيزنطين وذلك لشدة قربها من القسطنطينية وإمكانية تحويلها لنقطة رصد ومراقبة، فعلم البيزنطيون نية السلطان الجديد فجهز السلطان أسلحة جديدة وهي المدفعية فنصبها على أسوار القسطنطينة وقصفها حتى استطاع جيش الانكشارية اجتياح المدينة بعد حصار طويل وبسقوط القسطنطينة شكل هذا الحدث هزة كبيرة في العالم فأكبر المدن المسيحية سقطت وعلى هذا السقوط نهضت دولة جديدة عظمى اتخذت من القسطنطينة عاصمة لها وسميت بإسلام بول أو إستطنبول، وبسقوط القسطنطينية انتهت العصور الوسطى وبدأت العصور الحديثة.
التوسع صوب البلاد العربية
تولى بعد السلطان محمد الفاتح السلطان بايزيد الذي كان ضعيفًا فقد استغل أمراء الدولة الصفوية ذلك وبدأوا يهاجمون الدولة العثمانية، فتولى السلطان سليم -الذي لقب بالقاطع- الحكم وقهر الصفويين وتوجه صوب البلاد العربية عندما قررت البحرية البرتغالية مهاجمة مكة والمدينة المنورة وسرقة قبر النبي الكريم فقرر الدفاع عنه على الرغم من وجود الدولة المملوكية التي تصدت له فهزمهم في معركة مرج دابق وأخضع الشام له وتوجه إلى مصر وهزمهم فيها وهنالك تنازل آخر خلفاء بني العباس عن الخلافة له وأصبح خليفة المسلمين منهيًا بذلك الخلافة العباسية انتقالها للبيت العثماني وتحول القاهرة من عاصمة الخلافة إلى إستطنبول، وفي عهده انكسرت الدولة الصفوية وتوحدت بلاد الإسلام من جديد، ممهدًا الطريق لابنه السلطان سليمان الذي سيكون منظمًا إداريًا للدولة وفاتحًا لمدن جديدة كبودابست وغيرها من المدن الكبرى محققًا نصرًا كبيرًا على جيوش التحالف الصليبي في معركة موهاكس.
الاضمحلال
كحال كل الدول بدأت الدولة العثمانية تضمحل وتنهار بسبب كثرة الحروب التي خاضتها، فأرهقت الدولة وانصرفت لأمور الجيش والعكسر، وأغفلت تطوير الدولة فأدى ذلك إلى تأخرها وضعفها حتى أصبحت الدول الأوربية تنعتها برجل أوروبا المريض فأصبحت تقطع أراضيها وتتقاسمها جيوش أوروبا إلى أن انهارت أخيرًا بخسارتها في الحرب العالمية الأولى وانتهى حكم آل عثمان ونفي السلطان وعائلته خارج تركيا وأعلنت الجمهورية التركية الحديثة.