مصطلح اللهجة
يقال لَهَج بالأمر لهجًا: أُولِع به واعتاده، واللهجة واللهَجة : طرف اللسان وجرس الكلام، ويقال أيضًا: فلانٌ فصيح اللهجة، وهي لغته جُبل عليها، فتعوّدها ونشأ عليها، فاللهجة هي مجموعة ظواهر لغوية تنتمي إلى بيئة جغرافية معينة، ويتشارك في هذه الظواهر جميع أفراد هذه البيئة، وهذه الظواهر اللغوية هي صفات تتعلق بمخارج الحروف وطريقة نطقها، ووضع أعضاء النطق عند إصدار بعض الأصوات، ومقياس أصوات اللين وكيفية إمالتها، وطريقة التفاعل بين الأصوات المتجاورة حين يتأثر بعضها ببعض، وعند انتشار هذه الصفات في بيئة جغرافية معينة تتميّز لهجة أهل هذه البيئة عن غيرها من لهجات البيئات المجاورة، وقد تتوسع هذه الصفات قليلًا حتى تشمل بعض المفردات والتراكيب، لكن إذا زاد الاختلاف وأصبح اختلافًا واضحًا في المفردات ودلالاتها، وفي صيغ الأفعال وأنواع الجموع وأداة التعريف وقواعد النحو تحولت اللهجة إلى لغة.[١]
اللهجات العربية القديمة
من أبرز اللهجات العربية الفصحى المنتشرة قديمًا:[٢]
- الكشكشة:وهي إضافة حرف (ش) إلى (ك) في آخر الفعل، وذلك للدلالة على التأنيث، يرجع أصلها إلى قبيلتي مضر وربيعة العربيتين، وتنتشر هذه الظاهرة اللغوية في العراق، إضافةً إلى منطقة الخليج العربي وبعض مناطق سوريا والأردن، ومثالها: رأيتك: رأيتكش، عليك: عليكش.
- الشنشنة:هي قلب "ك" في آخر الكلمة إلى "ش"، سواء للمذكر أو للمؤنث، وهي موجودة حتى الآن في اليمن وجنوب السعودية، مثالها: لبيك اللهم لبيك: لبيش اللهم لبيش.
- العنعنة: تحويل الهمزة إلى "ع"، يعود أصلها إلى قبيلتي تميم وقيس، وما زالت موجودة حتى الآن في شمال السعودية وجنوب الأردن، وفي مناطق في الصعيد في مصر وفي النوبة، مثالها: أنك: عنك، أسلم: عسلم، سأل: سعل، لا: لع.
- الفحفحة:هي تحويل الحاء عينًا، ويرجع أصلها إلى قبيلة هذيل، وما تزال موجودة في بعض المناطق في جنوب شبه الجزيرة العربية، ومثالها: حلت الحياة لكل حي: علت العياة لكل عي، حتى: عتى.
- العجعجة: تحويل الياء المشددة إلى "ج" أو العكس، وأصل هذه اللهجة هي قبيلة قضاعة، وما زالت هذه اللهجة موجودة حتى الآن في دولة الكويت، وفي بعض مناطق الخليج العربي، مثالها: أبو علي: أبو علج - بالعشي: بالعشج.
- اللخلخانية:حذف حرف أو دمجه في الحرف الذي يليه، وتعود هذه الظاهرة لعُمان ومنطقة الشحر في اليمن، مثالها: في أمان الله: فمان الله، ما شاء الله: مشالله.
- الطمطمانية: وهي إبدال لام التعريف ميمًا، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه نطق بهذه اللهجة مرةً قائلًا "ليس من امبر امصيام في امسفر": والتي تعني "ليس من البر الصيام في السفر"، هذه الظاهرة أصلها يرجع إلى مملكة حمير اليمنية القديمة، ولا تزال منطوقةً في بعض مناطق اليمن حتى الآن.
- الاستنطاء: قلب حرف العين إلى نون، وهي لغة قبائل بني بكر وهذيل والأزد وقيس، وما تزال هذه اللهجة موجودة في بعض مناطق العراق حتى الآن، ومثالها: أعطينا: أنطينا، أعلى: أنلى.
اللهجات العربية العاميَّة
الفرق الأكبر بين اللهجات العربية هو بين لهجات المشرق ولهجات المغرب، ثم بين لهجات البدو ولهجات أهل المدن والقرى، وتختلف لهجات العربية العامية كثيرًا الآن في المفردات والأصوات وفي النحو والصرف فمثلًا:في لهجات الشام العامية يبدأ الفعل المضارع بالسابقة "ب"، وتُستخدم "ما" للنفي:(أنا ما بعرف، أنت ما بتعرف، إلخ...)، أما في مصر فتستخدم اللاحقة "ش" (ما عرفش) التي قد تكون اختصارًا لكلمة (شيء) وقد أصبحت ملازمة للنفي، وتعد اللهيجة الفلسطينية وسطًا بين اللهجتين إذ تستخدم السابقة "ب" وتنفي باستخدام اللاحقة "ش" (أنا بعرفش، أو أنا ما بعرفش)،وما يزال فهم أغلب اللهجات العربية سهلًا، ولكن عرب آسيا ومصر لا يستطيعون الفهم على عربي يتحدث باللهيجة المغاربية والعكس صحيح، أما اللهجة المصرية واللبنانية والسورية فهي مفهومة إلى حدٍّ ما لدى غالبية الجيل العربي الحديث بسبب انتشار لهجات تلك الدول عن طريق الإنتاج التلفزيوني، وتختلف اللهجات العربية في نطق القاف كثيرًا، فتنطق ق أو گ عند البدو، أوهمزة في مصر وسوريا، مثلًا:قول :أول، أو ك في قرى فلسطين، مثال: قلت:كلت، إضافةً إلى اختلافات بسيطة في لفظ الضاد،وتعد اللغة المالطية إحدى اللهجات العربية فأغلبها مشتق من العربية خاصة من لهجات شمال أفريقيا، لكن متحدثيها يعدونها لغة منفصلة ويكتبوها بالأحرف اللاتينية، واللهجات العربية عامةً غير مكتوبة بصفة رسمية ولم تكتب عبرالتاريخ سوى في العصر الحديث في المسرحيات العربية وفي كلمات الأغاني، كما كانت اللهيجة المغاربية تُدَرّس في المدارس الجزائرية أثناء الاستعمار الفرنسي.[٣]
المراجع
- ↑ د. خالد نعيم الشناوي ( 18 _7 _2016)، "تعريف اللهجة"، المرجع الالكتروني للمعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "لهجات العرب الفصحى من الكشكشة الى العجعجة (فيديو)"، عمون، 6-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2016.
- ↑ "لهجات عربية"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.