محتويات
كيفية المحافظة على الموارد الطبيعية
إن وقف استغلال الإنسان لموارد الأرض وثرواتها التي سخرها الله تعالى له أمر غير ممكن، وإنما يجب أن يستفيد منها في جميع الأوجه التي تعينه على الحياة، وأن يستمتع بكل مواردها ما استطاع إلى ذلك من سبيل؛ فالمقصود بالدرجة الأولى من عمليات الحفاظ على موارد البيئة الطبيعية هو الإنسان، ورفاهيته، وتمتعه بحياة أجمل، ويجب الترشيد في هذا الاستغلال عن طريق برامج مدروسة وتوحد الجميع على تنفيذ هذه البرامج، فعمليات إعادة دعم البيئة وتأهيلها لكي تستعيد توازنها عمليات مكلفة جدًا، وتحتاج إلى تكاتف الصغير والكبير، وجميع طبقات المجتمع، ويجب أن توضع البرامج المطلوبة حتى يعوّض الفقدان في الموارد الطبيعية التي يعتمد الإنسان عليها في معيشته، وإذا لم يكن ذلك ميسرًا، يجب إعطاء فرصة كافية للنظام البيئي كي يتلاءم مع المتغيرات على أقل تقدير، والتي تنتج من أخذ الإنسان لمتطلباته الغذائية، والتخفيف من النمط الاستهلاكي لتصبح الأمة أمة تأكل من سواعد أبنائها، فمن يساهم بالإنتاج يسعى بإرادته، وبكامل وعيه إلى شكل حياته الاستهلاكي، وما يأتي بجهد وتعب ليس من السهل التفريط فيه، وبهذا التغيير نستطيع نضمن أو نساعد على ديمومة هذه الموارد في العطاء لنا وللأجيال القادمة، ولن يكون ذلك سهلًا ما لم نساهم نحن في المحافظة على ما استخلفنا الله تعالى عليه، ونبدأ هذه الرحلة نحو الإرشاد البيئي، وذلك للمحافظة على بيئة متوائمة ومتناسقة، تزهو بالحياة والنضرة، من أجل مستقبل أفضل.[١]
أهمية الموارد الطبيعية، وأسباب دراستها
نذكر فيما يلي بعض النقاط لأهمية الموارد الطبيعية وأسباب دراستها[٢]:
- تعد الموارد الطبيعية حجر الأساس الذي نتج عنه أهمية الجوانب الأخرى من الموارد الحضرية، والموارد البشرية؛ فالموارد الطبيعية كانت وما تزال تمثل الحافز الأول لموارد الثروة البشرية، وطاقة للإنسان من أجل الانتفاع بها، وبناء حضارة الإنسان، وقد شكلت بدورها موردًا خاصًا من موارد الثروة.
- لا يمكن لأي تخطيط اقتصادي تحقيق أهدافه من دون الاستيعاب والمعرفة الكاملة للموارد كمًّا وموقعًا.
- أن تطور الإنسان وتقدمه يتوقف أساسًا على الموارد الطبيعية التي تلبي احتياجاته، وتشبع الكثير من مطالبه ورغباته، منذ ظهور الجنس البشري على هذه الأرض.
- يعتمد معدل دخل الفرد ومستواه المعيشي في الأقاليم والدول إلى حد كبيرعلى ما تمتلكه الأقاليم والدول من الموارد الطبيعية نوعًا وكمًّا.
تهدف دراسة الموارد الطبيعية الجغرافية إلى التعريف بها من حيث صفاتها، وتوزيعها الجغرافي، وأنواعها، وتحديد أهميتها لتلبية احتياجات الإنسان وإشباع رغباته ومطالبه، والتعرف على مشاكلها، بهدف وضع الحلول المناسبة لها، وأن اهتمام الجغرافية بدراسة الموارد الطبيعية، هو اهتمام منطقي إلى حد بعيد للأسباب الآتية:
- إن الموارد الطبيعية وثيقة الصلة بالأرض، لوجودها على سطح الأرض وباطنها.
- إن الموارد الطبيعية وثيقة الصلة بالإنسان، فهي التي تلبي احتياجاته، وتشبع رغباته ومطالبه، ولا تكف الجغرافية عن الاهتمام بالإنسان.
- إن التفاعل بين الأرض والإنسان، يقع في صلب البحث الجغرافي، والجغرافية تحرص على رصد نتائج هذا التفاعل ومتابعته، والموارد الطبيعية ما هي إلا هبات طبيعية أو مصادر يشغلها الإنسان وينتفع منها.
- منذ استيطان الإنسان قبل ما يُقارب مليون سنة، نتج عن التفاعل بين البيئة والإنسان العديد من المشاكل: مثل مشكلة الطاقة، ومشكلة الغذاء، ومشكلة التلوث، ومشكلة الانفجار السكاني وغيرها، والتي أصبحت تشكل خطرًا على البيئة والإنسان معًا، وأن التزام الجغرافية بمصلحة الإنسان يوجب عليها التصدي لهذه المشكلات، ودراستها لمعرفتها بدقة، ومعرفة أسبابها، ووضع حلول مناسبة لعلاجها.
- حرص الجغرافيين والجغرافية على مسايرة التقدم، والمساهمة في خدمة الناس، وأخذ أسلوب العلم التطبيقي، للمساهمة في التحسين من انتفاع الإنسان من الأرض، عن طريق المشاركة الفعلية في عمليات التنمية، والتي تفرض على الجغرافيين والجغرافية دراسة الموارد الطبيعية عن طريق عمليات الحصر، والمسح، والتقييم لها؛ إذ إنه لا يمكن لأي خطة تنموية النجاح من دون المعرفة بالموارد الطبيعية واستيعابها من حيث كميتها، وموقعها، ونوعيتها.
أنواع الموارد الطبيعية
تنقسم الموارد الطبيعية من حيث طبيعتها إلى قسمين هما[٣]:
- مجموعة الموارد غير الحية: تضم الهواء، والماء، وطاقة الشمس الضوئية والحرارية، والصخور، والمعادن، والتربة، ومصادر الطاقة مثل النفط، والفحم، والغاز الطبيعي والمعادن المشعة، وتسمى المجموعة الأساس، لأنها تضم المقومات الأساسية للحياة.
- مجموعة الموارد الحية: تضم كلًا من النباتات الطبيعية من حشائش، وغابات، ونباتات صحراوية، والحيوانات البرية من الحيوانات آكلة العشب مثل الفيل، والغزال، والزرافة، وغيرها، وحيوانات آكلة للحوم مثل النمور، والأسود، والذئاب، والثعالب، والفهود، وغيرها، كما تضم هذه المجموعة الأحياء المائية الحيوانية، والنباتية ممثلة في الأعشاب المائية، الطحالب، والقشريات، والأسماك، والمحارات، وغيرها.
المراجع
- ↑ "المحافظة على الموارد البشرية"، kenanaonline، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.
- ↑ "اهمية الموارد الطبيعية واسباب دراستها"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.
- ↑ "أنواع “الموارد الطبيعية” وفقاً لطبيعتها ودرجة استمرارها"، aspdkw، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-29. بتصرّف.