حكم نشر الصور الخليعة

حكم نشر الصور الخليعة
حكم نشر الصور الخليعة

ما حكم نشر الصور الإباحية؟

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[١]، ومن هنا تظهر حرمة هذا الأمر وعِظَمِه عند الله عزّ وجلّ، ومن ينشر الصّور الإباحية المحرّمة المثيرة للشّهوة بين النّاس تتضاعف سيئاته، لأنّه يحمل وزره ووزر كل من رأى هذه الصّور، قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}[٢]، فهؤلاء الأشخاص ممّن اقترفوا هذا الفعل عليهم التّوبة والإنابة إلى الله تعالى، والانتهاء عن هذا الفعل المحرّم قبل أن يُصيبهم الله بعذابه، ولا يقتصر العذاب على الآخرة فقط، وإنما يصيبهم في الدنيا أيضًا.[٣]


ما خطورة تناقل الصور الإباحية؟

أنعم الله تعالى علينا بالتّطور التّقني، فينبغي استغلاله بما يرضي وجهه الكريم، والابتعاد عن معصيته، خشيةً وخوفًا من عذابه، ولعل تناقل الصّور الإباحية أحد الأمور السلبيّة التي ينبغي الحذر منها والابتعاد عنها مرضاةً لله، إذ إنّها تتسبّب بجملةٍ من الأضرار نُجمل لكَ أبرزها فيما يلي:[٤]

  • تحمّل من تناقل الصّور الإباحيّة والمقاطع المخلة للحياء إثمه وإثم من رآها دون أن ينقص من وزره شيئًا، فهي من أعظم الضّلال التي تتعرّض له الأمّة الإسلاميّة في وقتنا الحالي.
  • تناقل المرء لهذه الصّور يجعله في دائرة المجاهرة بالذّنب، ويُعد هذا الأمر خروجًا عن المعافاة التي يُحرم منها المجاهرين.
  • تناقل الصّور الإباحيّة فيه إشاعة للفاحشة فقد قال الله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[٥]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "كل عمل يتضمّن محبّةَ أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا داخلٌ في هذا، بل يكون عذابه أشد، إذ توعّد الله على مجرد محبّة أن تشيع الفاحشة، بالعذاب الأليم في الدّنيا والآخرة، وهذه المحبّة قد لا يقترن بها قول ولا فعل، فكيف إذا اقترن بها قول أو فعل؟! فعلى الإنسان أن يبغض ما أبغضه الله من فعل الفاحشة، والقذف بها، وإشاعتها في الذين آمنوا".


ما واجبك حيال انتشار الفتن؟

يتعيّن عليكَ أخذ الحيطة والحذر في زمانٍ تنتشر فيه الفتن، ويكون ذلك من خلال التالي:[٦]

  • احرص على أخذ ما تعرف من الحق فقط، ولا تسعَ خلف الشّبهات ولا تصغِ للبدع والمُضلّلين، بل اجعل كتاب الله وسنّة نبيّه الكريم مرجعك في الحياة.
  • دع كل ما يُنكَر، فكل ما تخشى أن ينكره النّاس عليكَ إن أتيت به اتركه، ولا تأتِ به.
  • أقبِل على العلماء، فَهم ورثة الأنبياء ومنارات الهدى.
  • اترك أمر العامّة ولا تشغل نفسك فيهم.
  • تسلّح بالإيمان والتقوى في كل وقت.
  • توكل على الله في كل أمور حياتكَ ولا تُبالي.
  • اعتزل الفِرَق والأحزاب وكن مع الجماعة.
  • كن دائم الاستغفار واللجوء إلى الله بالطّاعات، وإنّ أبرز هذه الطّاعات هي الصلاة.
  • استعذ بالله من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
  • إذا وقعت بالفتنة ففر إلى الله واترك موضعك، وتب توبة نصوحة بعدم العودة لمثلها، واستغفر خالقكَ عنها.
  • احذر من الأخبار الكاذبة ونشر الشّائعات وما إلى ذلك من الحجج الواهية.
  • مُرْ بالمعروف وانهَ عن المنكر.


قد يُهِمُّكَ

كان للصّحابة رضوان الله عليهم مواقف مشرّفة عند نزول الفتن، نُجمل لك بعضًا من هذه المواقف:[٦]

  • ثبات عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: كان ذلك عندما تحرّك الخوارج لقتل سيّدنا عثمان، فما كان منه إلاّ أن قدّم نفسه ودمه فداءً، لحقن دماء المسلمين.
  • ثبات عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: عندما اشتدّت الفتنة بعد مقتل عثمان بن عفان، اعتزل عبد الله بن عمر الفتنة وقال: "من قال حيّ على الصّلاة، أجبته ومن قال: حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله فلا".
  • ثبات سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: اعتزل سعد الفتنة قائلًا: "لا أقاتل حتى تأتونني بسيف له عينان ولسان فيقول: "هذا مؤمن وهذا كافر".


المراجع

  1. سورة النور، آية:19
  2. سورة النحل، آية:25
  3. "حكم المسلم الذي ينشر الفساد بين المسلمين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  4. "الصور الإباحية وخطورة تناقلها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  5. سورة النور، آية:19
  6. ^ أ ب "كيفية الثبات في زمن الفتن"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :