حكم من لم يخرج زكاة الفطر

حكم من لم يخرج زكاة الفطر
حكم من لم يخرج زكاة الفطر

ما حكم من لم يخرج زكاة الفطر تهاونًا حتى خرج وقتها؟

تُعد زكاة الفطر من الفرائض الواجبة على كل مسلم، سواء كان ذكر أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، كما أنّها واجبة على الحرّ والمملوك من المسلمين، ولها وقت محدد يجب أن يكون المسلم حريصًا من أدائها في هذا الوقت، وهو قبل أداء صلاة العيد، وفي حال تركها المُسلم مُتعمدًا عليه إخراجها قضاءً مع التوبة الخالصة لله تعالى والاستغفار على هذا الفِعل، إذ أنّ التوبة مضمونها النّدم على الماضي من المعصية، والعَزم الصّادق أن لا تعود في المعصية مع الإقلاع عنها والحذر منها في المرّات القادمة، وفي النهاية، يجب على المسلم الذي لم يدفع زكاة الفطر أن يخرجها، لأنها دين عليه وفي ذمته، ولا تسقط عنه بذهاب وقتها، لأنها حق من حقوق المساكين والفقراء.[١]

ولكن إن أديت زكاة الفطر بعد وقتها أي بعد الصلاة متعمدًا حُسبَت لك كصدقة ولا تُحسب لك كزكاة، فعن عبد الله بن عباس: [فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ][٢].[٣] أمّا بالنسبة لمقدارها والواجب بها، فهو إخراج صاعٍ واحد عن نفسه وزوجته وأبنائه الذين يُنفق عليهم، وفي حال كان لديه خدم، يجب إخراج الزّكاة عن خادمه، والصّاع النبويّ هو عبارة عن أربع حفنات في يدين ممتلئتين مُعتدلتين.[١]


ما حكم نسيان إخراج زكاة الفطر؟

تعدّ زكاة الفطر إحدى أنواع الصّدقات التي يدفعها المسلم من حر ماله، وقد فُرضَت عليه من أجل إطعام المساكين، ولتزكية الإنسان الصائم من الأعمال الفاسدة في شهر رمضان، مثل الرّفث واللّغو، وغيرها من التصرفات، وهي من الأمور التي لها فضل كبير على الإنسان، كما ورد في الآية القرآنية: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}[٤]، وحكم زكاة الفطر يبقى واجبًا حتّى لو نسي المُسلم إخراجها قبل صلاة العيد، فالإنسان يسهى أحيانًا، ولا حرج إن أخرجها بعد الصّلاة، ويمكن أن يكون سبب نسيان البعض هو اعتماده على الآخرين في دفعها، وكان من عادته دفعها، وعرف أنه لم يدفعها، ففي هذه الحالة لا يقع عليك أي إثم، ونرجوا أن يكون هذا الفعل مقبولًا عند الله تعالى طالما أنّك نسيتَ من غير قصد، فقال تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[٥].[٦] وهنا لا يضرّ إن سُميّت زكاة أو صدقة لأنك نسيتها والأجر مقبول بإذن الله تعالى.[٣]


قد يُهِمُّكَ: حكمة مشروعية زكاة الفطر

لا يوجب الله تعالى علينا أيّ شيء إلا لحكمةٍ مُعيّنة فيها فائدة للمسلمين جميعًا وللمجتمع ككلّ، وبالتأكيد لزكاة الفطر فائدة عظيمة تعود على الفقراء والمُحتاجين، والأشخاص المُقتدرين أيضًا، أدرجنا لك في هذه الفقرة مجموعة من النّقاط التي توضّح حكمة مشروعيّة زكاة الفطر على المسلمين، وهي:[٧]

  • تُعد زكاة الفطر طُعمة للفقراء والمساكين ليستغنوا عن الطّلب والسؤال يوم العيد، بالإضافة إلى مشاركتهم الفرحة مع الأغنياء والعامّة.
  • تُطهّر زكاة الفطر الصّائم من الّلغو والرّفث.
  • زكاة للأبدان، أي أنّ الله تعالى منّ على المُسلم لإبقائه للعام هذا أيضًا، وأنعم عليه في البقاء، لهذا السّبب تجب زكاة الفطر على المجنون أيضًا وعلى الصّغير الذي لا يصوم.
  • تُعد شُكرًا من الصّائمين لله تعالى، لأنّه أنعم على جميع المُسلمين بنيل أجر الصّيام.
  • نيل المُلسمين للأجر والثواب العظيم نتيجة إخراجهم لزكاة الفطر على المُحتاجين والمُستحقّين.
  • ترفعُ خلل الصّيام وتنشر البهجة والسّرور بين المُسلمين، خاصّة المُحتاجين.
  1. ^ أ ب "حكم من تهاون في أداء زكاة الفطر حتى خرج وقتها "، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه ابن الملقن، في شرح البخاري لابن الملقن، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:636، صحيح.
  3. ^ أ ب "زكاة الفطر واجبة ولاتسقط بالنسيان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
  4. سورة الأعلى، آية:14-15
  5. سورة البقرة، آية:286
  6. "حكم من نسي إخراج زكاة الفطر فأخرجها بعد الصلاة"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
  7. " الحِكمةُ من مشروعية زكاة الفِطر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :