محتويات
كيف تعامل الرسول الكريم مع الخدم؟
أرسل الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للبشر كافة، كي يدعوهم لعبادته عز وجل وألا يشركوا به أحدًا، وكانت معاملته الحسنة نبراسًا للناس كافة مع النساء والرجال والأطفال، فقراء كانوا أو أغنياء ، يتامى وأرامل وزعماء وخدم، وتعج السيرة النبوية الشريفة بالكثير من الصور الحسنة لمعاملته للخدم، وإليكَ إضاءة على ذلك:[١]
- أعتق الرسول الكريم كل من كان عبدًا من الخدم كزيد بن الحارثة، وأم أيمن، وأبا رافع وزوجته سلمى، وماريا، وخضرة وآخرين حتى لم يبقى أحدٌ لديه.
- كان النبي حليمًا ورحيمًا على الخدم ويظهر ذلك من العديد من الصور ومنها ما ذكره عقبة بن عامر رضي الله عنه إذ قال: [بَيْنا أقودُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّمَ في نَقْبٍ مِن تلكَ النِّقابِ؛ إذ قال: ألَا تركَبُ يا عُقْبةُ، فأجلَلتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وسلَّمَ أنْ أركَبَ مَركَبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّمَ. ثمَّ قال: ألَا تركَبُ يا عُقبَةُ. فأشفَقتُ أنْ يكونَ معصيةً، فنزَلَ، وركِبتُ هُنَيْهةً، ونزَلتُ، وركِبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: ألَا أُعلِّمُكَ سورتَينِ مِن خَيرِ سورتَينِ قرَأَ بهِما النَّاسُ. فأقرَأَني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...} [سورة الفلق] و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ...} [سورة الناس]، فأُقيمَتِ الصَّلاةُ، فتقدَّمَ، فقرَأَ بهما، ثمَّ مرَّ بي، فقالَ: كيفَ رأَيتَ يا عُقْبةُ بنَ عامرٍ؟ اقرَأْ بهما كُلَّما نِمتَ وقُمتَ][٢].
- زوّج الرسول الكريم الخدم الذين لم يتزوجوا مثل بلال بن رباح وربيعة بن كعب الأسلمي، وأبا رافع من سلمى، وزيد بن الحارثة من أم أيمن.
- علّم الرسول الخدم ما كانوا يجهلونه من أمور دينهم مثل أحكام الصلاة والوضوء، وغيرها من الأخلاق؛ ككتم السر وأهمية الاستئذان ومواقيت الآذان وسواها.
- نهى الرسول الكريم عن ضرب الخدم والإساءة إليهم، بل أنه لم يضرب خادمًا له قط ولم يسبّهم أبدًا ولم يعبس في وجوههم مطلقًا، وتلك صورٌ من حسن معاملته.
- كان الرسول الكريم يرفع من معنويات الخدم ويحدثهم بطيب الحديث بل ويمنحهم كنى وتسميات طيب خاطرهم.
- أعطى النبي الكريم الكثير من الخدم عطيات مالية كمنافع لهم تعينهم في أمرهم في الحياة.
- أكثر النبي الكريم من الدعوة الطيبة بالخير لخدمه أن يهبهم الله كثرة المال والأولاد ودعى لهم بدخول الجنة.
ما حقوق الخدم في الإسلام؟
كفل الدين الإسلامي للخدم العديد من الحقوق، تعرّف فيما يلي على أبرزها:[٣][٤]
- الرفق وعدم التوبيخ والتعامل معهم بمنتهى اللين، والإحسان إليهم في أمورهم، وعدم لومهم عندما يرتكبون الأخطاء أو يصدر عنهم ما لا يحب أهل البيت.
- النصح واحترام الرأي، فالخادم بشر له أحلام وتطلعات وطموح، كما أنه قد يحتاج للمشورة في بعض أموره، فيجب ألا يُحتقر في التعامل وأن يَلقى من الناس ما يحبون أن يلقوا منه.
- تجنب الضرب وتحريمه، وعدم إهانتهم، فقد ورد عن عن عائشة رضي الله عنها قالت: [ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ][٥].
- العفو عن الخادم عندما يخطىء، والصبر عليه حتى يتعلم فهو مركب من النسيان والخطأ وهو عرضة للزلل.
- السمر معه والتحدث معه بطيب وإدخال السرور إلى قلبه، فذلك من شيم المروءة والأخلاق الفاضلة.
- تناول الطعام معه، فقد تكبد الحر والتعب والحرارة من أجل صنع الطعام على الصورة التي يحبها الآخرون.
- العطف والترحم عليه خاصة في أوقات الشدة أو عند وقوع المناسبات الاجتماعية المميزة التي تسعده.
- إعانته بالعمل الشاق وعدم تكليفه بما يفوق طاقته وقدرة تحمله ولا يستطيع إنجازه في عمله.
قد يُهِمُّكَ: ماذا يترتب على المعاملة السيئة للخدم؟
إن كل ما قرأته في هذا المقال يبين لكَ سعة الإسلام وإغداقه على الخدم بالتعامل الحسن والكلمة الطيبة، وعلى الضفة الأخرى فهو يحذر من التعامل السيء معهم كضربهم أو شتمهم أو الإساءة إليهم والتقليل من شأنهم، فذلك من المعاصي لا من الطاعات، وهي من الأمور التي حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من القيام بها، وهي تستوجب التوبة الصادقة إلى الله عز وجل، بعد أن تدرك أن تلك الإساءة لا تجوز، وعليك أن تبحث عن النصح السليم من الآخرين أو علماء الدين كي تتفطن إلى عِظم الذنب فلا تكرره، ومن السنة النبوية يمكنكَ قراءة الكثير من الأحاديث التي تبين نتيجة الإساءة للخادم، ومن ذلك ما رواه أبي ذرالغفاري قال: [لَقِيتُ أبَا ذَرٍّ بالرَّبَذَةِ، وعليه حُلَّةٌ، وعلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فَقالَ: إنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بأُمِّهِ، فَقالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ][٦].[٧][٨]
المراجع
- ↑ "كيف عامل النبي خدمه؟ - معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لخدمه"، رابطة العلماء السوريين، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:5452، إسناده حسن.
- ↑ "حقوق الخادم في الإسلام"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "حقوق الخدم في الإسلام رابط المادة"، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤنين ، الصفحة أو الرقم:2328 ، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:30 ، صحيح.
- ↑ "الترغيب في الإحسان إلى الخدم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم عمل الخادمات في البيوت وهل هن إماء ؟!"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.