تعامل الرسول مع النساء
يعدّ تعامل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مع زوجاته ومع النساء في عصره النموذج البشريّ الشامل والكامل لمختلف الرجال في التعامل معهنّ بحسن الخلق، حيث إنّه أقرّ في حديثه الشريف أنّهن شقائق الرجال، وبقي طوال حياته يوصي بهنّ خيراً من حيث التعامل بلطف والرحمة بهنّ والحرص على إكرامهنّ.
كيفية تعامل الرسول مع النساء
يوجد بعض الأمور التي خصّصها الرسول صلّى الله عليه وسلّم في تعامله مع النساء ومنها ما يلي:
- تكريم المرأة كأم؛ جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فقال: (يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أُمُّك. قال: ثمّ من؟ قال: ثمّ أُمُّك. قال: ثمّ من؟ قال: ثم أبوك) [صحيح البخاري].
- تكريم المرأة كأخت وابنة، حيث ورد في الحديث الشريف عنه عليه الصلاة والسلام: (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَواتٍ أو ابنتانِ أو أُختانِ فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ دخَل الجنَّةَ) [ صحيح ابن حبان | خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه].
- تكريم الرسول للمرأة كزوجة حيث أوصى الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالرفق مع المرأة، والتعامل معها بحسن العشرة والاحترام، فقال في ذلك: (خيرُكم خيرُكم لأهلهِ وأنا خيرُكم لأهلي) [شرح كتاب الشهاب | خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].
مظاهرحسن تعامل الرسول مع النساء
يوجد بعض المظاهر التي ظهرت في سلوك النبي في التعامل مع النساء والتي دلّت على مدى رفقه بهنّ ومنها ما يلي:
- التعامل معهنّ بحسن الخلق، حيث حرص عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم بالتعامل معهنّ بطيب القول والفعل، حيث كان دائم الخير مع أهله، يتودّد إليهنّ ويداعبهنّ، ووصل من رفقه عليه السلام أنّه يسابق عائشة أم المؤمنين بالرغم من انشغالاته ومسؤولياته الكثيرة.
- الرفق بالأرامل والإماء، حيث كان يعتني بالأرامل عناية خاصّة ويعطيها اهتماماً خاصّاً، ويحنو عليهنّ لاعتباره أنهنّ من الضعفاء والمساكين في المجتمع وبالتالي تجب رعايتهنّ والقيام بشؤونهنّ، وكان لا يتكبر عليهنّ بل يظهر لهنّ الرحمة ويسمع لشكوى المسكينات منهنّ، ويحرص على القيام بحاجتهنّ ومساعدتهنّ في إتمام أمورهنّ، ويسعى لقضاء مصالحهنّ وينصح الناس بذلك، حيث قال عليه السلام: (السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ، كالمُجاهدِ في سبيلِ اللَّهِ، أو القائمِ الليلَ والصائمِ النهارِ) [صحيح البخاري].
- استشارة النبيّ لزوجاته، إذ ورد في القصة المشهورة أنّه عليه الصلاة والسلام استشار أم سلمة في شأن حلق الرأس عندما أمرهم الرسول في قوله: (قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا) [صحيح البخاري]، وعدم استجابتهم له، فأشارت عليه أم سلمة أن يبدأ بالحلق هو حتى يقوموا بتقليده.
- رحمته بالنساء وقد ظهر ذلك جلياً في تعامله مع ابنته فاطمة عندما مرض وحضرت إليه فأسرّ لها وأخبرها أنه سيموت فبكت بكاءً شديداً فجزع لبكائها فأخبرها أنها ستكون أول أهله لحاقاً به حتى ضحكت.
- مزاحه مع النساء، حيث ورد عنه أنه كان يمازح أم أيمن حاضنته ويلاطفها كأنّها أمه.