الثقة بالنفس
الثقة بالنفس صفة شخصية يتميّز بها بعض الأشخاص، وهي مهارة يمكنكَ اكتسابها وتطويرها، ويتباين مقدار الثقة بالنفس بين شخص وآخر، والثقة تعني إيمانكَ بنفسكَ واقتناعك بأنك تمتلك القدرة على مواجهة تحديات الحياة وتحقيق النجاح وأن تتصرّف وفقًا لذلك، كما أن إبرازك لثقتك بنفسك تكسبك مصداقية عند الآخرين وتترك من خلالها انطباعًا جيدًا لديهم ينمّ عن قوتك،[١] فالثقة بالنفس تمنح صاحبها شعورًا بالقوة والسيطرة على حياته وتمكّنه من معرفة نقاط قوته وضعفه وتجعل لديه نظرة إيجابية عن نفسه، والإنسان الواثق من نفسه يضع أهدافًا واقعية ويسعى لتحقيقها بحزم وجهد ويكون قادرًا على التعامل مع النقد وتقبّله.[٢]
علامات الثقة بالنفس
يُظهر الأشخاص الواثقون من أنفسهم بعض العلامات والسلوكيات التي تدلّ على الثقة، ومن هذه العلامات:[٣]
- رباطة الجأش: يتمتع الأشخاص الواثقون بأنفسهم برباطة جأش لاعتمادهم على عقولهم بدلًا من مشاعرهم، وبهذا تعني رباطة الجأش السيطرة العاطفية، فيسيطر الإنسان الواثق من نفسه على مشاعره وعواطفه وانفعالاته وعلى الرغم من أنه يشعر بالألم والمشاعر الأخرى كغيره، إلا أنه قادر على اتخاذ قرارات وإجراءات لا تسمح له بالاستسلام لتلك العواطف.
- الاحتفال بالآخرين: الإنسان الواثق من نفسه لا يخاف من نجاح الآخرين؛ لأنه يُدرك تمامًا أن نجاح الغير لا يؤثر عليه أو يشكل له تهديدًا، بل إنه يشجع الآخرين ويدعمهم على عكس الإنسان الذي يفتقد للثقة فإنه يشعر بالتهديد إذا نجح الآخرين من حوله.
- الحسم: الإنسان الواثق من نفسه قادر على أن يحسم أموره ويرتبها فورًا بالطريقة المناسبة التي تضمن له تحقيق الأهداف، وبالتالي يحقق النجاح، وهذا عكس التسويف وتأخير المهام إلى أوقات لاحقة والذي هو أساس الفشل.
- التركيز على نقاط القوة: إن التركيز على نقاط القوة من أهم صفات الإنسان الواثق بنفسه، وغالبًا ما يحتفظ الإنسان الواثق بقائمة بإنجازاته ونقاط قوته يُذكر بها نفسه عندما يشعر بالإحباط.
- المبادرة: تعدّ المبادرة من الصفات الهامة التي يتمتع بها الإنسان الواثق من نفسه؛ لأن المبادرات تأتي من الثقة وتبنيها أيضًا، فإذا اتخذ الإنسان المبادرة في أمر ما سيكتشف حدوده، ومن ثم يمكنه أن يطوّرها، وفي النهاية سيكون أكثر قدرة على السيطرة والتحكّم بأبرز نقطات قوته.
أهمية الثقة بالنفس
الثقة بالنفس صفة جذابة وينبغي عليكَ أن تُطوّرها وتُعززها، وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل الثقة بالنفس مهمة:[٤]
- تقليل الخوف والقلق: كلما كُنتَ أكثر ثقة بنفسك، كلما كنت أنجح في السيطرة على نفسك ومشاعرك وعدم التفكير بطريقة سلبية تسبب الخوف والقلق، وإنما ستتخذ قرارًا واعيًا يتماشى مع قيمك وأفكارك، بينما يميل الإنسان غير الواثق بنفسه إلى التفكير في المخاوف والأخطاء والفشل وهذا النمط من التفكير يولّد الاكتئاب والقلق.
- دافع أكبر: بناء الثقة يعني اتخاذ خطوات صغيرة تترك شعورًا بالإنجاز، وكلما نمت ثقتك بنفسك ستشعر بأن الدوافع لديك تزيد وستكون أكثر شجاعة في خوض تجارب جديدة دون أن يوقفك الخوف من الفشل، وبالتالي فالثقة بالنفس مفتاح النجاح.
- المرونة: لا تعني الثقة بالنفس أنّك لن تتعرّص للفشل في حياتك، وإنما ستكون لديك القدرة على التعلّم من هذا الفشل بدلًا من الإصابة بالإحباط والاكتئاب، وبالتالي ستصبح أكثر مورنة وتصبح قادرًا على التأقلم والتعامل مع الصعوبات والتحديات.
- تحسين العلاقات: إن ضعف الثقة بالنفس يولّد لديكَ هاجسًا تجاه الآخرين، ولن تكون على ثقة بكيفية نظر الآخرين لك، ولكن عندما تثق بنفسك أكثر ستصبح قادرًا على بناء علاقات أمتن وبصدق أكبر لأنك لن تقلق بشأن الانطباع الذي ستتركه عند الآخرين ولن تقارن نفسك بغيرك، كما أن الثقة بالنفس تعزز التعاطف مع الغير، مما يجعل الإنسان الواثق من نفسه مقربًا من الأشخاص من حوله.
- تقوية إحساس الإنسان بنفسه: تمكّنك الثقة بالنفس من قبول نقاط ضعفك وإدراكها، وستمكنك من إدراك نقاط قوتك والفخر بها، والإنسان الواثق من نفسه تتماشى أفعاله مع مبادئه ومعتقداته مما يمنحه إحساسًا بالهدف أيّ أنه يعرف نفسه تمامًا ويعرف ما يريد في هذه الحياة.
قد يُهمُّكَ
الثقة بالنفس ميّزة جميلة تجعلك محط ثقة وإعجاب من الآخرين وتكون أكثر شجاعة واندفاعًا من غيرك وقويًا بطريقة تمكّنك من مواجهة العقبات في حياتك، ولحسن الحظ فإن الثقة بالنفس مهارة يمكنك تطويرها باتباع النصائح التالية:[٥]
- الابتعاد عن السلبية وتحقيق الإيجابية: عليك أن تقيّم دائرة علاقاتك الداخلية كالعائلة والأصدقاء، ومع أن الأمر قد يبدو صعبًا إلا أنه أمر ضروري، فعليك التخلّص من الأشخاص السلبيين في حياتك الذين يحطمون ثقتك بنفسك، ومن ناحية أخرى كن إيجابيًا وأضف بعض الحماس إلى تفاعلاتك مع الآخرين، وبدلًا من أن تركّز على مشاكلك ركّز على الطرق الفعّالة لحلّها وحاول أن تجرِ تغييرات إيجابية على حياتك دومًا.
- غيّر لغة جسدك: عليك أن تتظاهر بالثقة من خلال لغة جسدك، فعلى الرغم من أن بعض الحركات والإيماءات تُظهرالثقة للآخرين إلا أنها تؤثر عليك أيضًا وتجعلك أكثر ثقة بالفعل، فابتسم دومًا فالابتسامة تعزز الشعور الإيجابي، وحافظ على التواصل البصري مع الآخرين عندما تتحدث إليهم واستخدم لغة الجسد المفتوحة التي تظهر ثقتك بنفسك، ولا تكن منغلقًا في جلستك لأنها ستظهرك بمظهر الضعيف غير الواثق.
- لا تقبل الفشل: كلّ إنسان معرض للفشل في حياته، وهذا لا يعني أن تيأس أو أن تتوقع أنك لن تفشل، ولكن عليك أن تتغلّب على فشلك وتستخدم خبراتك السابقة في تجاربك الجديدة، وعليك أن تطرد الأفكار السلبية من رأسك ولا تسمح لنفسك ولعقلك بالاحتفاظ بالأفكار والعبارات السلبية عن نفسك، وإذا خطرت على بالك فكرة سلبية استبدلها فورًا بأخرى إيجابية لتعزز ثقتك بنفسك.
- كن مستعدًا: تعرّف على كلّ ما يمكنك فعله في مجال عملك أو دراستك، فإذا كان لديك عرض تقديمي في الكلية أو مكان عملك استعد جيدًا، واعرف كل ما يتوجب عليك معرفته، إذ ستمكنك هذه المعلومات من التحدّث بثقة والإجابة على أيّ سؤال يوجّه لك.
- اكتب قائمة بإنجازاتك: يتعرّض كلّ إنسان لأوقات صعبة قد يفقد فيها ثقته بنفسه أو تتزعزع قليلًا، ولكن لا عليك فكلّ إنسان يمرّ بهذه المرحلة وما عليك فعله لاستعادة الثقة هو كتابة قائمة صغيرة تضم جميع إنجازاتك في الحياة مهما كانت صغيرة أو كبيرة اكتب فيها كل شيء تفخر به وتشعر بأنك ممتنًا لوجوده في حياتك، وكلما أحسست بانخفاض ثقتك بنفسك اقرأ القائمة من جديد وأضف عليها أشياء جديدة قمت بها.
المراجع
- ↑ "Confidence", psychologytoday, Retrieved 16-6-2020. Edited.
- ↑ "WHAT IS SELF-CONFIDENCE?", usf, Retrieved 16-6-2020. Edited.
- ↑ "10 Signs Of Truly Confident People", lifehack, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ↑ "Why Self-Confidence Is More Important Than You Think", psychologytoday, Retrieved 16-6-2020. Edited.
- ↑ "5 Powerful Ways to Boost Your Confidence", inc, Retrieved 16-6-2020. Edited.