بحث حول نيلسون مانديلا

نيسلون مانديلا

يعد أول رئيس من ذوي البشرة السوداء يحكم جنوب أفريقيا، وحكم في الفترة ما بين عام 1994م وعام 1999م، اسمه الكامل نيلسون روليهلا مانديلا، ولد في تاريخ 18 يوليو عام 1918م، كان نيلسون ناشطًا سياسيًا في حقوق الإنسان يسعى للمطالبة بالعدالة لذوي البشرة السوداء ويناهض العنف العنصري، انضم نيلسون إلى المؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1942م، وتأثر بتوجهاته؛ إذ قاد حملة من الاعتصامات السلمية والتحدي اللاعنفي ضد الحكومة في جنوب إفريقيا وسياساتها التفريقية العنصرية، ثم حكم عليه بالسجن لمدة 27 عامًا، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم ومخالفات سياسية، وعند خروجه من السجن بأربعة أعوام حصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع رئيس جنوب إفريقيا في ذلك الوقت دي كليرك، وذلك عن جهودهما في محاربة وتفكيك نظام الفصل العنصري الموجود في البلاد، وبقي نيلسون منديلا رمزًا لنشطاء الحقوق المدنية ومصدر إلهام لهم حول العالم.[١]


نبذة عن حياة مانديلا

كان نيلسون ابنًا لرئيس قبائل عشيرة ماديبا هنري منديلا، وهم من أبناء تيمبو وعرفوا بتكلم لغة خوسا، وبعد وفاة والده كان من المقرر للشاب نيلسون أن يأخذ منصب والده، لكنه تخلى عن حكم القبيلة في سبيل دراسة المحاماة، والتحق بكلية جامعية في جنوب أفريقيا سميت فيما بعد بجامعة فورت هير، ثم بعد تخرجه انتقل إلى جامعة ويتواتر سراند ودرس فيها القانون، واجتاز فيها امتحان التأهيل ليصبح محاميًا، وفي سنة 1944م أصبح عضوًا بالمؤتمر الوطني الإفريقي، وهي مجموعة حررت السود، ثم عمل كزعيم لرابطة الشباب فيها، والتقى وتزوج من إفلين ماسي في نفس العام، وعندما عمل منديلا في مناصب قيادية أعلى في الحزب بذل مجهوده في تنشيط المنظمة ومحاربة سياسات الفصل العنصري التي اتخذها الحزب الوطني الحاكم.[٢]


الحياة السياسية لنيلسون مانديلا

في عام 1952م وفي مدينة جوهانسبرغ، أسس مانديلا مع زميله في الحزب أول قانون للسود في جنوب إفريقيا، وتخصص القانون في القضايا والتشريعات التي نتجت عن قانون الفصل العنصري، وفي نفس العام تحدى مانديلا قوانين المرور للحكومة العنصرية، والتي أجبرت من هم من غير البيض على حمل الوثائق والتصاريح أو الكتب المرجعية التي تسمح بتواجدهم في المناطق المقيدة وهي المناطق التي تعدها الحكومة مناطق خاصة بالسكان البيض فقط، وسافر مانديلا إلى جميع أنحاء البلاد لتشجيع الحملة وتقويتها، في محاولة لجذب وسائل الاحتجاج السلمية البعيدة تمامًا عن العنف ضد قوانين التمييز العنصري، ومن أهم أعماله أنه شارك في صياغة ميثاق الحرية، وهي وثيقة تنادي للديمقراطية الشاملة غير العرقية في جميع أنحاء جنوب أفريقيا.

نشاط منديلا المتوجه ضد العنصرية جعله هدفًا من قبل حكومة جنوب أفريقيا، إذ قُيّد بشدة وحُظِر من السفر في البلاد وخارجها، كما منع من تكوين الجمعيات وإلقاء الخطابات فيها، وفي كانون الأول عام 1956م قبض على مانديلا في اجتماع مع أكثر من مئة شخص واتهموه بالخيانة لتشويه صورته أمام أتباعه، وخضع للمحاكمة في نفس العام، ولكن أثبتت براءته في عام 1961م، بعد خمس سنوات من إجراءات المحاكم المطولة، وخلال هذا الوقت لم تكن الحياة الشخصية لمانديلا في أفضل أحوالها، فقد طلق زوجته الأولى، ثم تزوج من نوما ماديكيزيلا التي عرفت فيما بعد بويني منديلا.[٢]

وفي عام 1962م غادر مانديلا جنوب أفريقيا سرًا، عن طريق تزوير هويته واستخدام اسم دافيد موتسماي، إذ سافر إلى حول قارة أفريقيا ومن ثم ذهب إلى إنجلترا للحصول على دعم للكفاح المسلح الذي كان يخطط له، ثم تلقى تدريبات عسكرية في إثيوبيا والمغرب، وأثناء عودته إلى جنوب أفريقيا في نفس العام، اعتقل على حدود الشرطة خارج مدينة هاويك، وأخبر رئيس المؤتمر الوطني ألبرت لوثولي عن رحلته السريّة، واتهم بمغادرة البلاد من غير تصريح وتحريض البلاد على الإضراب وسجن لمدة خمس سنوات في سجن بريتوريا المحلي، ثم حوكم مرة أخرى بتهمة التخريب إلى جانب عشرة من أصدقائه الذين قبض عليهم في اجتماع سري في مدينة ريفونيا، وأصدر عليهم حكم الإعدام فيما عرف بمحاكمة ريفونيا، وكتب منديلا كلمات وهو يواجه عقوبة الإعدام ما زالت مخلدة إلى الآن في كتابه الشهير خطاب من قفص الاتهام.

خفض الحكم فيما بعد إلى السجن مدى الحياة، ونقل منديلا لسجن بولسمور في مدينو كيب تاون، ثم خرج مؤقتًا لإجراء جراحة البروستاتا، وفي المستشفى زاره وزير العدل في ذلك الوقت كوبي كوتسي ، وعندما عاد احتجز منديلا داخل السجن بمفرده، وبعدها بفترة بدأت محاثات حول اجتماع بين حكومة الفصل العنصري وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي للتوصل لحل نهائي بين الحكومتين، وفي عام 1994م تغيرت حياة منديلا ونصب كأول رئيس منتخب لجنوب أفريقيا، وأثبت إخلاصه للديمقراطية على الرغم من الظلم الذي عاناه وكان مصدر إلهام لمن يتعرضون للقمع والحرمان.[٣]


وفاة نيلسون مناديلا

أصيب نيلسون منديلا بمرض خطير في الرئة عام 2011م، ونقل إلى مستشفى في جوهانسبرغ لإجراء عملية جراحية مهمة، ولكنه خرج من المشفى بعد عدة أيام، لإجراء المزيد من الفحوصات والعلاجات المتعلقة بمرض الرئة، وأصدر جاكوب زومبا رئيس جنوب أفريقيا وقتها بيانًا عامًا بسبب حالة الفزع الصحي في البلاد نتيجة مرض منديلا، ودعا شعبه وجميع سكان العالم للصلاة من أجله، ثم دون سابق إنذار توفي منديلا في منزله في مدينة جوهانسبرغ في الخامس من ديسمبر عام 2013م، وذلك عن عمر يناهز 95 عامًا، بسبب مرض الرئة عام 2013م.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "Nelson Mandela Biography", biography, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Nelson Mandela ", britannica, Retrieved 8-7-2019. Edited.
  3. "Biography of Nelson Mandela ", nelsonmandela, Retrieved 8-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :