محتويات
التّوحيد
التّوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بوحدانية صفاته وأسمائه وأفعاله، والتّوحيد هو الإيمان بالله تعالى والإعتقاد الجازم الذي لا يُخالطه الرّيبة أو الشّك بأن الله تعالى واحد أحد لا شبيه ولا ندّ له ولم يتخذ صاحبةً ولا ولدًا، وبناءً على ذلك قيام العبد يجميع الواجبات الدّينيّة المفروضة عليه، فمن أنكر أيّ ركن من أركان التوحيد ولم يعمل بها فهو غير موحّد ويدخل في باب الشّرك، وقد ورد التّوحيد في الكثير من الآيات الكريمة، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 73]، ويكون التّوحيد على ثلاثة أقسام وهي توحيد الألوهيّة، توحيد الرّبوبيّة، توحيد أسماء الله تعالى وصفاته. [١]
توحيد الأُلوهيّة والرّبوبيّة
توحدي الألوهية هي توحيد الله سبحانه وتعالى من خلال عبادته وطاعته واليقين التام بأنه لا معبود إلاّ الله، والقيام بكل الفرائض والواجبات التي أمر الله عباده بها كالصّلاة والصّيام والزّكاة، والقيام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، ويُسمّى هذا النوع من التوحيد توحيد القَصْد؛ لأن العبد لا يقصد من القيام بذلك إلا وجهه الكريم وطلب مرضاته والبعد عن سخطه وغضبه وعقابه، فمن عبد غير الله أو صرف شيئًا من العبادة لغير وجه الله فقد ضلّ عن سواء السبيل، فتوحيد الألوهيّة من أهم شروط سلامة العقيدة، ومن الآيات التي تضمّنت معنى توحيد الألوهيّة قوله تعالى، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. [١]
أما توحيد الربوبية هي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أفعاله في الأرض والسّماء، كالخلق من خلق الكون والسموات والأرض والرّوح والبحار وخلق الإنسان والبعث والنّشور والإحياء والإماتة والرّزق، والإقرار بأنّ الله تعالى قدرته كاملة ليس لها حد، وهي توحيد لله تعالى وإقرار له بجميع أفعاله وقدرته اللامتناهية على الخلق والتّدبير، وقد تضّمنت الكثير من الآيات معنى توحيد الربوبيّة، قال تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} [الزخرف: 87]. [٢]
الفرق بن توحيد الأُلوهيّة وتوحيد الرّبوبيّة
توجد فروق كثيرة بين توحيد الألوهيّة وتوحيد الرّبوبيّة ومنها؛ إقرار المشركين بتوحيد ربوبية الله تعالى ولكنهم لم يُقروا بتوحيد الألوهيّة لله لذلك أضصبحوا كفارًا واستحقوا غضب الله وعذابه لهم، ويوجد فرق بن توحيد الألوهيّة والربوبيّة من حيث الإشتقاق، فالربوبيّة مأخوذة من كلمة رب التي تعني مالك الشيء، ومن الممكن أن تضاف للأسماء كقول رب الأسرة، رب السفينة، وأمّا الألوهيّة فهي مأخوذة من كلمة إله التي تعني الله تعالى ولا يمكن أن يوصف بها غير الله، وتوحيد الرّبوبيّة متعلق بأفعال الله تعالى بالكون كالخلق والرّزق والتدبير، وأمّا توحيد الألوهيّة فهو متعلّق بقيام المسلم بالعبادات كالصّلاة والصّيام والزّكاة وغيرها، وتوحيد الرّبوبيّة متعلّق بالمعتقد، فالمقصود به العلم بأنه لا خالق ولا رازق إلا الله، وأمّا توحيد الألوهيّة فيتعلّق بأعمال وأفعال العباد من صيام وصلاة وبرّ وغير ذلك، ومن آمن بتوحيد ربوبيّة الله وأنّه القادر الخالق المصّور لا يكون مسلمًا بمجرد توحيده للربوبيّة، وأمّا من وحّد ألوهيّة الله وقام بكل ما عليه من فرائض وطاعات يُعدّ مسلمًا، وتوحيد ربوبيّة الله لا تتضمّن توحيد ألوهيّته، ولكن توحيد الألوهيّة يتضمّن في جوانبه توحيد الربوبيّة. [٣]
المراجع
- ^ أ ب "معنى التوحيد ، وأقسامه"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "بيان أنواع التوحيد والفرق بينها"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "فروقٌ بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.