الفرق بين السمنة وزيادة الوزن

السمنة

يشير مفهوم السمنة إلى تراكم الكثير من الأنسجة الدهنية والشحوم داخل الجسم إلى درجة ينعكس ذلك سلبًا على صحة الإنسان، وعادةً ما تنجم السمنة عن الحصول على كميات كبيرة من الطاقة أكثر من حاجة الجسم الفعلية على فترة قد تمتد لسنوات عديدة، ومن المعروف أن السمنة هي أحد أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكري النمط الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة بعض أنواع السرطان، ويرى المختصون أن مشكلة السمنة لم تعد تقتصر على الدول المتقدمة والغنية في العالم فحسب، إنما بات لها حضورًا كبيرًا في معظم دول العالم وعند جميع السكان بغض النظر عن أعمارهم أو حالتهم الاجتماعية والاقتصادية، وتشير بيانات الباحثين إلى وصول عدد المصابين بالسمنة إلى حوالي 200 مليون فرد بالغ حول العالم في عام 1995، لكن عدد الأفراد البالغين المصابين بالسمنة ارتفع إلى 300 مليون مع حلول عام 2000، كما وصل عدد الأفراد المصابين بزيادة في الوزن إلى 1.2 مليار في العام نفسه[١].


السمنة وزيادة الوزن

يخلط الكثيرون بين مفهومي السمنة وزيادة الوزن بسبب التشابه بينهما على الصعيد العملي، لكن يبقى هناك فرق بين الاثنين؛ فتعريف زيادة الوزن في المساق الطبي أو الصحي يعتمد على ما يُعرف ب"مؤشر كتلة الجسم"، الذي يقوم على قياس الوزن والطول ويُقاس بوحدة كيلوغرام/متر مربع، وتتوفر تطبيقات كثيرة على الانترنت والأجهزة الذكية لقياس مؤشر كتلة الجسم بسهولة، وعلى العموم يُطلق الخبراء صفة الزيادة بالوزن عندما يتراوح مؤشر كتلة الجسم بين 25-29.9 كيلوغرام/متر مربع، بينما يُطلقون صفة السمنة عند وصول مؤشر كتلة الجسم إلى أكثر من 30 كيلوغرام/متر مربع، لكن في حال تجاوز مؤشر كتلة الجسم حاجز 40 كيلوغرام/متر مربع، فإن ذلك يُدعى حينئذ ب"السمنة المرضية"، وعلى العموم يجب التنبيه هنا إلى مسألة أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم عند بعض الرياضيين قد يكون أمرًا طبيعيًا وغير مقلقًا؛ لأن الوزن لديهم قد يكون ناجمًا عن وزن العضلات وليس الدهون، وعلى أيّ حال يتراوح الوزن الطبيعي بين 18.5-24.9 كيلوغرام/متر مربع[٢]. لكن ومن جهة أخرى، لا يُعد مؤشر كتلة الجسم هو الطريقة الوحيدة لقياس السمنة وزيادة الوزن لدى الأفراد؛ إذ يُمكن لبعض الأطباء اللجوء إلى قياس محيط الخصر بدلًا عن مؤشر كتلة الجسم، وعادةً ما يشير ارتفاع محيط الخصر عن 94 سم عند الرجال إلى الإصابة بزيادة الوزن، وإذا ارتفع أكثر من 102 سم فإن هذا يعني زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالسمنة لديهم، أما عند النساء، فإن ارتفاع محيط الخصر لأكثر من 80 سم هو نذير على حصول زيادة في الوزن، بينما لو ارتفاع محيط الخصر إلى أكثر من 88 فإن فرص الإصابة بالسمنة تزداد لديهن كثيرًا، لكن يبقى قياس محيط الخصر أمرًا غير دقيق لتحرّي السمنة وزيادة الوزن عند الحوامل وعند المصابين ببعض أمراض البطن[٣].


آثار السمنة على الصحة

تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى زيادة في أعداد المصابين بالسمنة حول العالم بمقدار ثلاثة أضعاف منذ عام 1975، وقد وصل عدد المصابين بزيادة الوزن عام 2016 إلى أكثر من 1.9 مليار فرد بعمر 18 سنة وأكثر حول العالم، وحوالي 650 مليون منهم مصابون بالسمنة، كما تتحدث بيانات المنظمة عن وصول عدد الأطفال والمراهقين المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن إلى حوالي 340 مليون طفل عام 2016، وتكمن المشكلة في السمنة وزيادة الوزن وفقًا لمنظمة الصحة العالمية في تسببهما في ظهور أمراض كثيرة، مثل[٤]:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الجلطات الدموية والسكتات الدماغية، التي تُعد سبب الوفاة الأول في العالم عام 2012.
  • أمراض العضلات والعظام؛ كالمرض المعروف باسم الفصال العظمي، الذي يؤدي على حصول التهابات في المفاصل.
  • بعض أنواع السرطانات؛ كسرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان الكبد، وسرطان الكلى، وسرطان القولون.


المراجع

  1. "Obesity and overweight", British Nutrition Foundation, Retrieved 19-6-2019. Edited.
  2. Yasmine Ali, MD (23-5-2019), "The Difference Between Being Overweight and Obese"، Very Well Health, Retrieved 19-6-2019. Edited.
  3. "Body mass index (BMI) and waist circumference", Health Direct,10-2018، Retrieved 19-6-2019. Edited.
  4. "Obesity and overweight", World Health Organization (WHO) ,16-2-2018، Retrieved 19-6-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :